الهند في العصر الأخير، وتولى كبره وأصبح زعيم هذه الطائفة - أثر الاستشراق على المنهج العقدي بالهند - جـ ١

الهند في العصر الأخير، وتولى كبره وأصبح زعيم هذه الطائفة تنتصر له وتنتسب إليه وتحتج بأقواله، وكان لا يتسامح ولا يسمح بتأويل كفر من لا يوافقه على عقيدته وتحقيقه، أو من يرى فيه انحرافًا في مسلكه ومسلك آبائه شديد المعارضة، دائم التعقب لكل حركة إصلاحية، ...... ولم يكن البريلوي وحيدًا في أسلوبه وشأنه هذا بل متبعوه قد انتهجوا نهجه في هذا الباب، فلا ينعقد مجلس من مجالسهم الخطابية إلا قد كفروا أحدًا من المصلحين ثم قالوا من شك في كفره وعذابه فقد كفر" اهـ

(1)

.

ومن الخاصة الذين كفرهم البريلوية، محمد بن عبد الوهاب وأتباعه، أهل الحديث وأعوانهم والديوبنديون وعلماءهم، والندويون، والشعراء المشهورون مثل إقبال، والساسة مثل محمد علي جناح، وحملة لواء الجهاد سيد أحمد الشهيد وشاه إسماعيل الشهيد وكفروا، إمام المحدثين في الهند السيد نذير حسين المحدث الدهلوي وكفروا شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم رحمهم الله، وكفروا من لم يكفر هؤلاء كلهم

(2)

.

‌

‌البريلوية والمستشرقون

تناول غير واحد من المستشرقين الحركة البريلوية بالدراسة. وممن تعرض لهذا الموضوع المستشرق الإنكليزي جونس (W .Jones) في كتابه بعنوان: The Barelvi Ulama in defence of Islamic Orthodoxy (دفاع العلماء البريلوية عن الإسلام التقليدي)، بعد أن ذكر حياة البريلوي العلمية ونشاطاته الصوفية ذكر أهم نقاط من دفاعه عن الإسلام بأنه كفّر أهل الحديث والديوبنديين عامة، وإن كان قد منع أصحابه من لُبْس الأسود والأخضر في شهر المحرم كان متعاطفًا مع الشيعة، وحاول أن يقضى على خلافات حدثت بين الشيعة والسنة، ولم يكفِّر أحدا منهم في حين لم يسلم من طعنه وتكفيره أحد من أبرز زعماء أهل السنة، استثناء من فرقته التي سلمت

من تكفيره، وقد انتشرت دعوته في العامة الجهال، وأصبح شيخًا محترمًا فيهم، وقد أعرض حركة الخلافة ولم يترك كيدًا في سبيل القضاء عليها ...... إلى أن قال المستشرق: إن أقواله ودروسه قد ساندت الزعماء الذين كانوا مع الحكومة المستعمرة الإنكليزية

(1)

.

وقد أصبحت البريلوية أكبر فرقة من الفرق المنتسبة إلى الإسلام على الإطلاق ونزلت على أطماع المستعمرين والمستشرقين فعملت لأهدافهم في الهند، ويمكن إجمال أعمالها لصالح الاستعمار والاستشراق فيما يلي:

1 -

أعلنت ترك الجهاد ضد الإنجليز الغاصبين حيث أفتى البريلوي بأن الهند دار الإسلام فلا يجوز القتال فيها.

2 -

تزعمت فتنة إنكار الحديث في القارة الهندية فتركت السنة تمسكت بالبدعة إلا أنها عملت ببعض ما يحلو له من الحديث بدون تفريق بين الصحيح والضعيف مثل تقبيل الإبهامين عند قول المؤذن أشهد أن محمدا رسول الله، كما أشار إلى ذلك أحد أتباعه

(2)

.

3 -

عملت لأجل إيجاد التفرقة بين المسلمين حيث كفرت جميع الزعماء الدينيين والسياسيين لينفض عامة المسلمين من حولهم فنجح الهدف الأساسي للاستعمار "فرق تسد".

4 -

أوجدت دينًا مأخوذًا من ممارسات عامة المسلمين وانحرافاتهم حيث أدخلوا كل خرافة وبدعة مارسها عامة المسلمين في الدين باسم بدعة حسنة حتى صدق قول المستشرق جولدتسيهر: "إن المسلمين بواسطة الإجماع أدخلوا في الدين ما شاؤوا وأخرجوا منه ما شاؤوا" اهـ.