الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
وتشتمل على:
- النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث.
- التوصيات والمقترحات.
الخاتمة
الحمدُ لله على الخِتامِ
…
والشكرُ والفضلُ لِذي الإنعام
تَمَّتْ بِحَمْدِ الواحِدِ الدَّيَّانِ
…
تِسعٌ وتِسعونَ وبعدُ اثنان
دُرٌّ تَسَنى للفقيهِ طِلابُهُ
…
مما اصطفاهُ العالم الرّحماني
أعني عُبيدَ اللهِ شيخَ حديثِهم
…
في الهندِ بل في سائرِ البلداني
وصَلاةُ رَبّي والسَّلامُ على الهُدى
…
ما حَطَّ قُمْرِيٌّ على الأغصاني
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، أحمد ربي وأشكره، وأثني عليه الخير كله.
أحمده سبحانه أن وفقني لإنهاء هذه الأطروحة، التي عشتُ معها أجمل الأوقات، مع أقوال أهل العلم وآرائهم، وأدلتهم واستنباطاتهم، ومناقشاتهم، ويشهد الله أني قد بذلتُ فيها وسعي مع مراعاة الاختصار قدر الإمكان. ولأن طبع البشر هو الضعف والتقصير فإني أستغفر الله من كل ما وقع مني في هذه الأطروحة من خطأ أو سهو أو تقصير.
وقد جاء عن بعض أهل العلم قولهم: "إنَّهُ لا يكتبُ إنسانٌ كتاباً في يومهِ إلا قالَ في غدهِ: لو غُيِّرَ هذا لكانَ أحسن، ولو زِيدَ هذا لكانَ يُستحسن، ولو قُدِّمَ هذا لكانَ أفضل، ولو تُركَ هذا لكانَ أجمل"(1).
وأحببتُ أن أختم هذه الرسالة بأهم ما توصلت إليه من النتائج والتوصيات من خلال دراستي لهذا الموضوع، وأجملها في النقاط التالية:
1 -
ولد الشيخ المباركفوري رحمه الله تعالى في شهر الله المحرم سنة 1327 هـ في أسرة
…
علمية عُرِفَت بالزهد والتقوى والعمل بالكتاب والسنة.
2 -
ترعرع ونشأ الشيخ المباركفوري في رعاية والده المحدث محمد عبد السلام المباركفوري الذي
(1) ينظر: النكت الوفية بما في شرح الألفية 1/ 22.
كان من المحديثين الكبار، فكان مُحدِّثا ابنَ مُحدِّث.
3 -
تلقى المباركفوري رحمه الله العلوم الشرعية على أيدي جهابذة أهل العلم أمثال الشيخ محمد عبد الرحمن المباركفوري، والمحدث أحمد الله فرتاب غرهي وغيرهما.
4 -
كان الشيخ رحمه الله متميزا في دراسته وتعلمه، لما وهبه الله من ذكاء مُفرط، فكان ينجح دائما بالمركز الأول في دار الحديث الرحمانية بـ "دهلي".
5 -
عُين الشيخ مدرسا في دار الحديث الرحمانية التي تخرج فيها؛ لكفاءته، بل صار رحمه الله شيخَ الحديث فيها.
6 -
لم يكن الشيخ المباركفوري رحمه الله محدثا فحسب، بل كان فقيها مُبرزا مُعتمَدا في الفتوى في دار الحديث الرحمانية وغيرها.
7 -
لقيت فتاوى الشيخ عبيد الله المباركفوري رحمه الله عناية كبيرة عند علماء الهند وعوامهم.
8 -
احتل الشيخ المباركفوري رحمه الله مكانًا مرموقًا في العلوم الإسلامية عامة، وفي علم الحديث خاصة، فكان العلماء يرتحلون إليه من أنحاء العالم لتلقي علم الحديث عنه.
9 -
كان للشيخ مكانة كبيرة في العالم الإسلامي، ومَلَكَة عِلمية عرَفَها أهل العلم والفضل، لذلك كانت دار الإفتاء بالرياض أحيانا تحيل إليه بعض الإستفسارات.
10 -
كان الشيخ رحمه الله على عقيدة السلف الصالح، ولم يكن متعصبا لأي مذهب من المذاهب الفقهية، بل كان مُتَّبعا للدليل يدور حيث دار.
11 -
معظم فقه الشيخ المباركفوري منشور في كتابه مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح؛ لأنه لا يمر بمسألة فقهية إلا وأشبع فيها الكلام، من نقل أقوال أهل العلم وأدلتهم، ثم يرجح ما يراه صوابا.
12 -
كان الشيخ رحمه الله لا يُقَدِّمُ على نصوص الكتاب والسنة شيئًا من الأدلة، بل يقف عند النصوص الشرعية لا يتعداها.
13 -
كان الشيخ رحمه الله تعالى وقَّافًا عند الإجماع الصريح في المسائل فلم يكن ليخرقه أبدا.
14 -
هذه الرسالة تشتمل على (101) مسألة، مما اختاره الشيخ عبيد الله المباركفوري.
وأضيف إليها بعض التوصيات والاقتراحات وفاءً لما وعدتُ به في الخطة وإن كنتُ لستُ أهلا لذلك وهي:
- أرجو أن تنشئ الجامعة الإسلامية لجنة خاصة في كل كلية مهمتها البحث عن المواضيع التي تستحق البحث ووضع إطار عام لها ثم تقديمها للباحثين، وذلك لأن المواضيع صارت عزيزة والباحث قد لا يكون له دراية كافية في طرق البحث وكيفية الاستفادة من الكتب والموضوعات، وجهود العلماء المتقدمين، أو ما يستحق التحقيق من الكتب، خاصة من كان في مرحلة الماجستير.
- أتمنى أن تُكثِّف الجامعة الإسلامية من الدورات الخاصة بطرق البحث، وكيفية الاستفادة من الكتب والفهارس، وكيفية الطباعة والتنسيق وغير ذلك مما يهمّ البحث والباحث.
- حبّذا لو صوّرت الجامعة الإسلامية ما عندها من الرسائل العلمية خاصة التي لم تُطبع، وقَدّمتها لمكتبة المسجد النبوي حتى يستفيد منها الباحثون.
- أتمنى أن تُسجل المناقشات العلمية إما صوتيا وإما مرئيا ثم ترفع على موقع الجامعة حتى يستفيد الباحثون من ملاحاظات لجنة المناقشة.
ختاما أسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يكتب لي مواصلة المشوار في الجامعة الإسلامية في مرحلة الدكتوراه. وأسأله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ولوالدينا وأساتذتنا ومشايخنا وكل من ساعدني بقليل أو كثير، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل. وصلى الله على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.