الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مذهبه الفقهي:
إن من استقرأ كتاب الشيخ عبيد الله المباركفوري مرعاة المفاتيح، علم أن الشيخ لم يكن متبعا لمذهب معين من المذاهب الأربعة، بل كان على طريقة أهل الحديث، يدور حيث دار الدليل، وقد حاولت أن أجد عبارة من العبارات التي يستخدمها المنتسبون من أهل العلم إلى أحد المذاهب في الاستدلال لمذهبهم حتى أتبين هل يرجع انتماء الشيخ إلى مذهب معين أو لا، وكان ظني أنه قد ينتسب إلى المذهب الحنفي؛ لشيوعه في بلده.
وبعد استقرائي لمواطن كثيرة من كتاب مرعاة المفاتيح، لم أجده صرح بعبارة واحدة تدل على انتمائه لمذهب معين كقولهم:"قال أصحابنا"(1)، أو "وَلَنا"(2)، أو "والراجح عندنا" أي: في مذهبنا الذي نتبعه.
بل كان يقول أحيانا: "والراجح عندنا"، يعني: ما قال به الأئمة الثلاثة، إلا أبا حنيفة، كما في مسألة: حكم تبييت النية للفرض، حيث وافق الجمهور خلافا للحنفية (3).
وأحيانا يقصد ما اتفق عليه الأئمة الثلاثة إلا الشافعي، كما في مسألة: استحباب الخروج إلى الصحراء لأداء صلاة العيد وإن كان المسجد واسعا (4). وفي مسألة: أول وقت صلاة العيد (5).
وأحيانا يقصد ما اتفق عليه الأئمة الأربعة وغيرهم، كما في مسألة: مس المصحف للمُحدِث حدثا أصغر (6).
(1) وقد ذكر هذه العبارة قرابة أربعين مرة في كتابه مرعاة المفاتيح ناقلا لها عن أصحابها كالنووي والعيني وغيرهما، ولم ينسبها إلى نفسه مرة واحدة.
(2)
ترد هذه اللفظة بكثرة عند أهل العلم كما هو عند السرخسي في المبسوط، والكاساني في البدائع، وابن قدامة في المغني، وغيرهم كثير، ويقصدون بها: ودليلنا على صحة مذهبنا. وقد ذكرها الشيخ عشرات المرات عن أصحابها كابن قدامة وغيره ولم يذكرها عن نفسه في اختياراته الفقهية.
(3)
ينظر: مرعاة المفاتيح 6/ 466، وستأتي هذه المسألة معنا في الرسالة إن شاء الله صفحة (149).
(4)
ينظر: مرعاة المفاتيح 5/ 61.
(5)
ينظر: مرعاة المفاتيح 5/ 62.
(6)
ينظر: مرعاة المفاتيح 2/ 159.
وأحيانا يقصد ما قال به الشافعي، كما في مسألة: الجمع بين المتفرق والتفريق بين المجتمع وتراجع الخليطين، في زكاة الماشية (1).
ويقصد أحيانا ما اتفق عليه الشافعي وأحمد، كما في مسألة: من يحل له الأكل من الهدي (2).
ويقصد أحيانا ما قال به ابن حزم ومن وافقه خلافا للجمهور، كما في مسألة: تحريم تأخير زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد (3).
فتبين أن الشيخ كان يقصد بهذه الكلمة: "والراجح عندنا"، ما يقصده بقوله:"والراجح عندي"، ولم يكن ينتمي إلى مذهب معين ينتصر له، بل كان باحثا عن الدليل والحق والصواب، فأينما وجده قال به (4).
(1) ينظر: مرعاة المفاتيح 6/ 122.
(2)
ينظر: مرعاة المفاتيح 9/ 239.
(3)
ينظر: مرعاة المفاتيح 6/ 207.
(4)
وقد أفادني الشيخ المحدث ضياء الرحمن الأعظمي حفظه الله المدرس بالمسجد النبوي بتارخ: 23/ 08/1436 هـ في المسجد النبوي، -وهو ممن أجازهم الشيخ عبيد الله المباركفوري في مروياته-: أن الشيخ عبيد الله المباركفوري وأباه عبد السلام كانا من أهل الحديث ولم ينتسبا إلى مذهب معين من المذاهب الفقهية.