الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب السادس: ثناء العلماء عليه
.
كان الشيخ متبحرا في العلوم الإسلامية، ماهرا في علم الحديث، حاذقا في الفقه والاجتهاد في المسائل المستجدة، دقيقا في استنباط المسائل الفقهية، ولقد اشتهر بلقب شيخ الحديث في شبه القارة الهندية لعلو منزلته ومكانته السامية في العلم، فكان مرجعا للمسلمين فيما يُشْكِل عليهم من الأمور الدينية والمسائل الشرعية؛ لأن فتاواه تكون مدعومة بالأدلة من نصوص الكتاب والسنة، ولم يكن يخشى في قول الحق لومة لائم (1).
ومما يبين مكانته العلمية أنه عين لمنصب الإفتاء في دار الحديث الرحمانية مع أن الدار كانت تزخر بفحول العلماء، فكان الشيخ يفتي شفهيا وكتابيا، وكان الناس يرجعون إليه في الفتوى (2).
بل إن دار الإفتاء بالرياض في المملكة العربية السعودية كانت أحيانا تحيل إليه بعض الاستفسارات تقديرا منهم له، واعترافا بشأن الشيخ في مجال الفقه (3).
وقد جمع الله للشيخ بين غزارة العلم، ودماثة الخلق، وحسن المعاملة، مما جعل العلماء يثنون عليه ويشيدون به. وهذه بعض النماذج التي تبين مكانة الشيخ بين أهل العلم:
فهذا العلامة الإمام عبد العزيز بن باز (4)، يصف الشيخ بأنه:"المحدث"، وذلك عندما عزى أولاد الشيخ بعد وفاته، فقال:"فقد بلغنا وفاة أخينا في الله والدكم المحدث الشيخ عبيد الله الرحماني"(5).
(1) ينظر: مجلة المحدث الشهرية بالأردية العدد 169 - 169 شعبان ورمضان ص 216، ومقدمة مرعاة المفاتيح 1/ 10، وہفت روزہ الاعتصام [مجلة الاعتصام الأسبوعية] بالأردية ج 46، العدد 2، ص 4.
(2)
ينظر: مجلة السنابل السنوية بالأردية لعام 2010 - 2011 ص 137.
(3)
ينظر: حياة الألباني 1/ 67.
(4)
هو الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو عبد الله آل باز، العلامة الرباني، الإمام المجدد، أخذ عن: الشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وغيرهما، وعنه: العلامة محمد بن صالح العثيمين، والشيخ عبد المحسن العباد، وغيرهما، من مؤلفاته: الفوائد الجلية في المباحث الفرضية، والتحقيق والإيضاح، توفي في 27 محرم سنة 1420 هـ. ينظر: كوكبة من أئمة الهدى ص 139، والشيخ ابن باز نموذج من الرعيل الأول.
(5)
ينظر: مجلة المحدث الشهرية بالأردية العدد 168 - 169 عام 1417 هـ ص 15.
ولما ذُكر الشيخ المباركفوري عند العلامة الألباني (1) أثنى عليه كثيرا، وقال:"أنا أُوَقِّر علماء الهند"، ثم أضاف قائلا:"إن الشيخ عبيد الله الرحماني -أطال الله حياته، وأدام صحته-، هو صورة حية لما ذكر في القرآن من صفات الأولياء"(2).
وقال أيضا: "ما رأيت رجلا عليه سمة العلماء، وخُلُق العلماء بحق مثل هذا الرجل"(3).
وقال الشيخ مقتدى حسن الأزهري (4): "كان الشيخ قدوة ومثالا في العلم، والتحقيق، والزهد، والورع، والإخلاص"(5).
وقال الشيخ صفي الرحمن المباركفوري (6): "كان شيخ الحديث محدثا عظيما، ومنفردا في العصر الحاضر"(7).
(1) هو: محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي، أبو عبد الرحمن الألباني، محدث العصر، الفقيه، العلامة، تلقى تعليمه في دمشق على يد عدد من كبار أهل العلم، برز في علم الحديث، بلغ عدد مؤلفاته أكثر من مائة كتاب، من أبرزها: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة؛ والضعيفة، توفي في مدينة عمَّان سنة 1420 هـ. ينظر: سوانِح عطرة من سيرَة ناصر الدِّين والسُّنَّة، الألباني حياته وآثاره وثناء العلماء عليه.
(2)
ينظر: مجلة المحدث الشهرية بالأردية العدد 168 - 169 عام 1417 هـ ص 143.
(3)
ينظر: مجلة السنابل السنوية بالأردية لعام 2010 - 2011 م ص 133.
(4)
هو الدكتور مقتدى حسن بن ياسين الأزهري، أحد العلماء المشهورين في شبه القارة الهندية، ودرس عند: الشيخ شمس الحق السلفي، والشيخ حبيب الرحمن الفيضي، وغيرهما، له مؤلفات عديدة منها: تاريخ الأدب العربي بالأردية، والقاديانية، وغيرها، توفي في 10 ذي القعدة 1430 هـ. ينظر: علوم الحديث مطالعه وتعارف بالأردية ص 487، وجهود مخلصة في خدمة السنة المطهرةص 273،وبر صغير كے اهل حديث خدام قرآن بالأردية ص 638، وگلستان حديث بالأردية ص 385.
(5)
ينظر: مجلة السنابل بالأردية لعام 2010 - 2011، ص 134، ومجلة المحدث العدد 168 - 169 ص 66.
(6)
هو صفي الرحمن بن عبد الله بن محمد أبو هشام المباركفوري، أحد علماء الهند المتضلعين في العلوم الشرعية، أخذ عن: الشيخ شمس الحق السلفي، وعبد الرحمن المباركفوري، وغيرهما، وعنه: الشيخ عزير شمس، والشيخ أصغر علي وغيرهما، من مؤلفاته: الرحيق المختوم، وإتحاف الكرام، وغيرها، توفي في 9 ذو القعدة 1427 هـ. ينظر: جهود مخلصة ص: 279، وگلستان حديث ص: 349، وتراجم علماء اہل الحديث 1/ 149.
(7)
ينظر: صحيفة راشڑيہ سہارا اليومية بالأردية، الأحد 3 ديسمبر عام 2000 م ص:1.
وغيرهم من العلماء (1).
ومما يدل على أن الشيخ قد بلغ منزلة عالية في علم الحديث والفقه، اختيار الشيخ محمد عبد الرحمن المباركفوري -صاحب تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي- له لإكمال الجزأين الباقيين من الكتاب المذكور، وذلك لأن الشيخ محمد عبد الرحمن المباركفوري قد فقد بصره قبل إتمام الشرح، فلم يجد أفضل من الشيخ عبيد الله مساعدا ورفيقا يواصل معه كتابة ما بقي من هذا السفر العظيم (2).
والناظر في كتاب مرعاة المفاتيح يعلم علم اليقين أن الشيخ عبيد الله قد بلغ منزلة عالية في علم الفقه والحديث وشتى العلوم الشرعية.
ونظرا لمكانته العلمية عينته جمعية أهل الحديث المركزية بالهند مشرفا عاما ومستشارا لها لسنوات طويلة، كما شغل منصب نائب رئيس هيئة الأحوال الشخصية لمسلمي الهند، وكان رئيسا للجامعة السلفية ببنارس منذ أول يومها إلى وفاته، كما كان عضوا كبيرا في هيئة التعليم الديني بولاية "أتَّرْبَرْدِيش"، بالإضافة إلى عضويته وقيادته لجمعية أهل الحديث في شبه القارة الهندية، ولعدد من المؤسسات التعليمية والدينية (3).
(1) ينظر: رسالة أخينا نوح عالم: اختيارات عبيد الله المباركفوري ص 40، فقد ذكر كوكبة من العلماء الفضلاء غير المذكورين.
(2)
ينظر: مجلة المحدث الشهرية بالأردية العدد 168 - 169، ص 215 - 216، ومكاتيب حضرت شيخ الحديث [رسائل فضيلة شيخ الحديث] ص 9.
(3)
ينظر: تتمة الأعلام للزركلي لمحمد خير رمضان 2/ 42، ومجلة السنابل السنوية لعام 2010 - 2011 م ص 136، ومجلة المحدث الشهرية بالأردية العدد 178 - 169 ص 219.