الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والوجه دينار ومنسدل
…
يغشى الضجيع لنشره عبق
بانت وصدع بالفؤاد لها
…
صدع الزجاجة ليس يتفق
فصنع صوتا في مزموم الرمل، حرك به الحكم وسائر أهل المجلس، وامتدّ الرجاء والطمع بعد القنوط الموئس، وألقى إليه بمطرف خزّ بنفسجي كان عليه، مبطنا بالفنك، وأمر له بمائتي دينار، ومرّ يوم لم ير مثله.
168- ومنهم- وضيح بن عبد الأعلى
طلع به في ذلك الأفق كوكبة الغارب، ورجع سحابه الغارب، وبلغ أمره المؤيد هشاما، وما كانت فترت جمرته، ولا فنيت إمرته، فأمر باستدنائه، واستدعى به لأجل غنائه، فلما حضر مجلسه المهيب وأحس بيانه المتوقد اللهب، انقلب رجاؤها قنوطا، وانقطع مما كان به منوطا، إلى أن سكن إنباضه، وأزال [ص 388] بالبسطة انقباضه، فأظهر الصناعة التي كانت إليه معزوة، وولت الهموم التي أصبحت به معزوة، فأحيا من القلوب رميما، وطرح عن النفوس عظيما، ثم أخذ العود وضرب به ضربا كان شفاء للفهم السقيم، ودرياقا للقلب السليم، فتهلل وجه المؤيد حتى ظهر البشر على جبينه، وأمر له من الذهب بمثل يمينه.
ومن اصواته: «1» [الكامل]
لمن الديار كأنها لم تحلل
…
بين الكناس وبين طلح الأعزل «2»
ولقد أرى بك والجديد إلى بلى
…
موت الهوى وشفاء عين المجتلي
ولقد أرى بك والمطي خواضع
…
وكأنهن قطا فلاة مجفل
يا أم ناجية السلام عليكم
…
قبل الرواح وقبل لوم العذل
لو كنت أعلم أن آخر عهدكم
…
يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل
أو كنت أرهب وشك بين عاجل
…
لقنعت أو لسألت ما لم يسأل
والشعر لجرير، والغناء فيه، وهذه من طنانات جرير، ومنها في هذا:
أعددت للشعراء سما ناقعا
…
فسقيت آخر هم بكأس الأول
لما وضعت على الفرزدق ميسمي
…
وعلى البعيث جدعت أنف الأخطل
أخزى الذي سمك السماء مجاشعا
…
وبنى بناءك بالحضيض الأسفل
فامدح سراة بني فقيم إنهم
…
قتلوا أباك وثأرهم لم يقتل
ودع البراجم إن شربك فيهم
…
مر عواقبه كطعم الحنظل
بات الفرزدق يستجير لنفسه
…
وعجان جعثن كالطريق المعمل
أين الذين عددت أن لا يدركوا
…
بمجر جعثن يا بن ذات الرّمل
أسلمت جعثن إذ تجر برجلها
…
والمنقري يدوسها بالمنشل
تهوى استها وتقول يا لمجاشع
…
ومشق نقبتها كعين الأقبل
لا تذكروا حلل الملوك وأنتم
…
بعد الزبير كحائض لم تغسل
[ص 389]
ما كان ينكر في يدي مجاشع
…
أكل الخزيز ولا ارتضاع الفيشل
حكي أنه ممن كان محمد بن عبد الرحمن خليفة الأندلس يلحقه برعايته، ويلحظه بعنايته، وكان قد سافر عنه مدة أطال شقّتها، وحمل وقر أعبائه شقتها، ثم آن له العود إلى ذلك النديّ، وقرب بحيث شم سوابق عرفه الندي، ولم تبق