الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني في أسماء الحيض
الدم المعتاد الذي يخرج من المرأه أسماء كثيرة منها:
الأول: الحيض، وهو أشهرها.
الثاني: الطمث، والمرأة طامث.
قال الفراء: الطمث الدم.
وكذلك قيل: إذا افتض الرجل البكر، قد طمثها، أي أدماها
(1)
قال تعالى: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}
(2)
.
الثالث: العراك.
[1]
جاء في حديث جابر عند مسلم قال رحمه الله: حدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن رمح جميعاً، عن الليث بن سعد، قال قتيبة: حدثنا ليث، عن أبي الزبير،
(1)
ظاهر الكلام أن الطمث من أسماء الدم، لا من أسماء الحيض، كما هو ظاهر الآية الكريمة، لكن جاء في اللسان (7/ 142)، وتاج العروس (10/ 44): قال ابن خالوية حاضت، ونَفِست، ونُفِست، ودرست، وطمثت، وضحكت، وكادت، وأكبرت، وصامت" فذكر الطمث من أسماء الحيض.
(2)
الرحمن: 56.
عن جابر، أنه قال: "أقبلنا مهلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحج مفرد، وأقبلت عائشة رضي الله عنها بعمرة، حتى إذا كنا بسرف عركت
…
الحديث"
(1)
.
وفي اللسان: العراك: الحيض. ونساء عوارك: أي حيض.
وأنشد ابن بري أيضاً:
أفي السلم أعياراً جفاء وغلظة
…
وفي الحرب أمثال النساء العوارك
(2)
الرابع: الضحك، والمرأة ضاحك.
واستدل على هذا بقول الله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ}
(3)
حكى ابن جرير الطبري في تفسيره للآية: عدة تفسيرات:
أحدهما: معنى ضحكت: أي حاضت.
والثاني: قيل: ضحكت تعجباً من أنها وزوجها إبراهيم يخدمان ضيفانهم بأنفسهم تكرمة لهم، وهم عن طعامهم ممسكون لا يأكلون
(4)
.
قال في اللسان: ضحكت المرأة: حاضت، وبه فسر بعضهم قوله تعالى:{فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ}
(5)
.
وقد فسر على معنى العجب: أي عجبت من فزع إبراهيم عليه السلام.
(1)
صحيح مسلم (1213).
(2)
اللسان (10/ 467).
(3)
هود: 71.
(4)
تفسير الطبري (7/ 70).
(5)
هود: 71.
وروى الأزهري عن الفراء في تفسير هذه الآية: لما قال الله تعالى: لعبده وخليله: {لَا تَخَفْ} ضحكت عند ذلك امرأته، ثم قال الفراء: وأما قولهم: فضحكت: حاضت، فلم أسمع من ثقة
(1)
.
قلت: وما دام لم يسمع من ثقة، فلا يصح أن معنى ضحكت: حاضت.
الخامس: الإكبار، واستدلوا على أن الإكبار بمعنى الحيض.
[2]
رواه ابن جرير الطبري في تفسيره، من طريق علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه عن جده في قوله:{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}
(2)
، قال: حضن.
[وسنده ضعيف]
(3)
.
واستدلوا أيضاً من اللغة، قال ابن جرير في تفسيره: "وقد زعم بعض الرواة: أن بعض الناس أنشده في: أكبرن بمعنى حضن بيتاً،
(1)
اللسان (10/ 460).
(2)
يوسف: 31.
(3)
لأنه من طريق عبد الصمد، وعبد الصمد، ذكره العقيلي في الضعفاء، وقال: عبد الصمد، عن أبيه، عن جده، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به. الضعفاء الكبير (3/ 84).
وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكر شيئاً. الجرح والتعديل (6/ 50).
وقال الذهبي: حدث عن أبيه، بحديث:"أكرموا الشهود" وهذا منكر، وما عبد الصمد بحجة. الميزان (2/ 620).
وترجم له الخطيب، وأطال في سيرته. تاريخ بغداد (11/ 37).
لا أحسب أن له أصلاً؛ لأنه ليس بمعروف عند الرواة وذلك قوله:
نأتي النساء على أطهارهن ولا
…
نأتي النساء إذا أكْبَرْن إكباراً
وزعم أن معناه: إذا حضن.
وجاء في اللسان: "وأما قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}
(1)
.
فأكثر المفسرين يقولون: أعظمنه.
وروى عن مجاهد أنه قال: أكبرنه: حضن، وليس ذلك بالمعروف في اللغة.
قال أبو منصور: إن صحت هذه اللفظة في اللغة بمعنى الحيض، فلها مخرج حسن، وذلك أن المرأة أول ما تحيض فقد خرجت من حد الصغر إلى حد الكبر، فقيل لها: أكبرت: أي حاضت، فدخلت في حد الكبر الموجب عليها الأمر والنهي.
وروى عن أبي الهيثم أنه قال: سألت رجلاً من طيء، فقلت له: يا أخا طيء ألك زوجة؟ قال: لا والله ما تزوجت، وقد وعدت في ابنة عم لي. قال: وما سنها؟ قال: قد أكبرت، أو كَبرت. قال: وما أكبرت؟ قال: حاضت.
قال أبو منصور: فلغة طيء تصحح أن إكبار المرأة أول حيضها، إلا أن هاء الكناية في قوله تعالى:{أَكْبَرْنَهُ} تنفي هذا المعنى، فالصحيح أنهن لما رأين يوسف راعهن جماله، فأعظمنه.
وروى الأزهري بسنده عن ابن عباس، في قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ
(1)
يوسف: 31.
أَكْبَرْنَهُ}
(1)
، قال: حضن.
فإن صحت الرواية عن ابن عباس سلمنا له
(2)
، وجعلنا الهاء في قوله:{أَكْبَرْنَهُ} هاء وقفة لا هاء الكناية. والله أعلم بما أراد. اهـ
(3)
.
السادس: الإعصار.
قال في اللسان: "المعصر: التى بلغت عصر شبابها وقيل: أول ما أدركت وحاضت.
وقال منصور بن مرثد الأسدي.
جارية بسفوان دارها تمشي الهوينا ساقطاً خمارها
قد أعصرت أو قد دنا إعصارها"
(4)
.
السابع: النفاس.
[3]
روى البخاري، قال: حدثنا المكي بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، أن زينب بنت أم سلمة حدثته، أن أم سلمة حدثتها، قالت:
بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مضطجعة في خميصة إذ حضت، فانسللت، فأخذت ثياب حيضتي، قال: أنفست؟ قلت: نعم. فدعاني فاضطجعت معه في الخميلة.
(1)
يوسف: 31.
(2)
وسبق أنه لا يصح انظر: رقم (2).
(3)
اللسان (5/ 126).
(4)
اللسان (4/ 576).
ورواه مسلم
(1)
قال في الفتح: قال الخطابي: أصل هذه الكلمة من النفس وهو الدم
(2)
.
قال ابن عبد البر: قوله: "نفست" لعلك أصبت بالدم، يعني الحيضة، والنفس: الدم. ألا ترى إلى قول إبراهيم النخعي، وهو عربي فصيح، كل ما لا نفس له سائلة يموت في الماء لا يفسده. يعني: دماً سائلاً
(3)
.
(1)
صحيح البخاري (298) ومسلم (296).
(2)
فتح الباري (1/ 536).
(3)
انظر: التمهيد كما في فتح البر (3/ 456) وانظر في أسماء الحيض اللسان (4/ 142)(5/ 126)، وتاج العروس (10/ 44)، والحاوي الكبير (1/ 378) والمجموع (2/ 378)، وعارضة الأحوذي لابن العربي (1/ 203، 204).