الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدليل الثاني:
(130)
ما رواه الدارقطني، قال: ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا الحسين بن علي بن مهران، نا عصام بن يوسف، نا عبد الله بن المبارك، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
المضمضة والاستنشاق من الوضوء الذي لا بد منه
(1)
.
[ضعيف، وروي عن سليمان بن موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وهو على ضعفه أرجح من المتصل]
(2)
.
وفيه: المبالغة بالاستنشاق إلا للصائم، ولم يذكروا المضمضة.
وخالفهم أبو عاصم (الضحاك بن مخلد) ، فرواه عن ابن جريج، واختلف على أبي عاصم فيه.
فرواه الدارمي (705) عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن إسماعيل به بلفظ:"إذا توضأت فأسبغ وضوءك، وخلل بين أصابعك" ولم يذكر المضمضة كرواية الجماعة.
ورواه أبو داود (144) حدثنا محمد بن يحيي بن فارس، قال حدثنا أبو عاصم به.
وزاد: "إذا توضأت فمضمض" فخالف فيه جميع من رواه عن ابن جريج، كمثل يحيى ابن سعيد القطان، وعبد الرزاق، وحجاج بن محمد، بل خالف جميع من رواه عن إسماعيل ابن كثير، كسفيان الثوري، ويحيى بن سليم، وداود بن عبد الرحمن العطار والحسن بن علي فكلهم لم يذكروا قوله:"إذا توضأت فمضمض".
ولهذا حكمت بشذوذها. والله أعلم. وإذا كانت شاذة لم يكن فيه دليل على وجوب المضمضة.
(1)
سنن الدارقطني (1/ 84).
(2)
دراسة الإسناد:
الأول: أبو بكر بن أبي داود، واسمه عبد الله بن سليمان بن الأشعث، له ترجمة في تاريخ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بغداد (9/ 464) وفيه كان فهماً عالماً حافظاً. وفي لسان الميزان (3/ 293) الحافظ، الثقة، صاحب التصانيف، وثقه الدارقطني، وقال: إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث.
ولم أتعرض لما قيل فيه؛ لأنه كلام صادر من الأقران، وقال الحافظ تعليقاً على من جرحه، قال: لا يسمع قول الأعداء بعضهم ببعض. وهذا هو الحق.
الثاني: الحسين بن علي بن مهران.
ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 56) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
الثالث عصام بن يوسف البلخي.
قال ابن عدي: روى عصام عن الثوري، وغيره أحاديث لا يتابع عليها. الكامل (5/ 371).
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان صاحب حديث، ثبتاً في الرواية. ربما أخطأ الثقات (8/ 521).
وقال ابن سعد: كان عندهم ضعيفاً في الحديث. لسان الميزان (4/ 168).
وقال الخليلي كما في الإرشاد (3/ 937): "وهو مشهور، لكن البخاري لم يخرجه في التاريخ، ولا في الصحيح، وهو صدوق، سمع منه القدماء أبو شهاب معمر بن محمد وأقرانه، ولا يروي حديثاً منكراً.
الثالث: سليمان بن موسى.
اختلف فيه، وقد حررت الكلام فيه فيما سبق انظر الحديث رقم (27).
وفي التقريب: صدوق فقيه، في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل.
وبقية الإسناد: رجاله كلهم ثقات.
والحديث رواه البيهقي (1/ 52) من طريق أبي بكر بن أبي داود (عبد الله ابن سليمان ابن الأشعث) وقال: رواه إسماعيل بن بشر البلخي، عن عصام نحوه إلا أنه قال: من الوضوء الذي لا تتم الصلاة إلا به.
والحديث له علتان أو أكثر.
الأولى: عنعنة ابن جريج وهو مدلس مكثر.
الثانية: المخالفة في وصله وإرساله، فقد رواه الدارقطني (1/ 84):
حدثنا محمد بن مخلد، نا محمد بن إسماعيل الحساني، نا وكيع، عن ابن جريج عن