الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأول: كتابة شرعية، كما في قوله تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}
(1)
.
والثاني: كتابة قدرية. كما في قوله تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي}
(2)
.
قال ابن رجب: "وقد استدل البخاري لذلك بعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم". وهو استدلال ظاهر حسن. ونظيره استدلال الحسن على إبطال قول من قال: أول من رأى الشيب إبراهيم عليه السلام بعموم قول الله عز وجل.
(3)
(4)
.
[5]
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم" جاء من حديث جابر عند مسلم
(5)
.
الدليل الثاني:
[6]
روى ابن المنذر في الأوسط، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا أبو الربيع، ثنا عباد بن العوام، ثنا سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، عن
(1)
البقرة: 183.
(2)
المجادلة: 21.
(3)
الروم: 54.
(4)
شرح البخاري (2/ 12).
(5)
صحيح مسلم (136 - 1213).
سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال:
"لما أكل آدم من الشجرة التي نهي عنها، قال آدم: رب زينته لي حواء، قل: فإني قد أعقبتها ألا تحمل إلا كرهاً، ولا تضع إلا كرهاً، وأدميتها في الشهر مرتين
(1)
، فرنت
(2)
حواء عند ذلك. فقيل لها: الرنة عليك وعلى بناتك"
(3)
.
[إسناده صحيح]
(4)
. ومثله لا يقال بالرأي.
[7]
وروى ابن جرير الطبري في تفسيره قال: حدثني يونس، قال أخبرنا ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد:{وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}
(5)
. قال: المطهرة التي لا تحيض. ثم قال ابن بزيد: وكذلك خلقت حواء حتى عصت، فلما
(1)
المعروف أن غالب النساء تحيض، وتطهر في كل شهر مرة، فقوله: أدميتها في الشهر مرتين، يتأمل. ثم وجدت في الطب ما يؤكد أن المرأة لا تحيض إلا في الشهر مرة واحدة فقط، وسوف أنقل كلام الأطباء في هذه المسألة أثناء البحث إن شاء الله.
(2)
رنت: من رن يرن، والرنة، والرنين: أي الصياح عند البكاء، والصوت الحزين عند البكاء أو الغناء. قال الشاعر:
عمداً فعلت ذاك بَيْد أني
…
خشيت إن هلكت لم ترني
(3)
الأوسط (2/ 201).
(4)
وأخرجه الحاكم (2/ 381) من طريق عمرو بن محمد الناقد، ثنا عباد بن العوام به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال الحافظ في الفتح (1/ 532): "وروى الحاكم وابن المنذر بإسناد صحيح عن ابن عباس: "أن ابتداء الحيض كان على حواء، بعد أن هبطت من الجنة" وإذا كان كذلك فبنات آدم بناتها.
(5)
البقرة: 25.
عصت، قال الله: إني خلقتك مطهرة، وسأدميك كما أدميت هذه الشجرة
(1)
.
[إسناده صحيح إلى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم]
(2)
.
أدلة القول الثاني:
[8]
روى عبد الرزاق في المصنف: عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن ابن مسعود قال:
"كان الرجال والنساء في بني إسرائيل يصلون جميعاً فكانت المرأة لها الخليل، تلبس القالبين تطول بهما لخليلها، فألقي عليهن الحيض، فكان ابن
(1)
تفسير الطبري (550).
(2)
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
ضعفه على بن المديني جداً. التاريخ الكبير (5/ 284)، الضعفاء الصغير (208).
وقال النسائي: ضعيف. الضعفاء والمتروكين له (360).
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث، ضعيفاً جداً. الطبقات الكبرى (5/ 413).
وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء، ضعيف. تهذيب الكمال (17/ 114).
وقال الدوري ومعن: عامة أهل المدينة لا تريد عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، إنه كان لا يدري ما يقول. ضعفاء العقيلي (2/ 331).
وقال أبو حاتم الرزاي: ليس بالقوي، كان في نفسه صالحاً، وفي الحديث واهياً، ضعفه ابن المديني جداً. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. الجرح والتعديل (5/ 233).
وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار، وهو لا يعلم حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل، وإسناد الموقوف، فاستحق الترك. المجروحين (2/ 57). وضعفه هنا لا يؤثر، لأن المتن من كلامه، وقد صح عنه، ولم يروه هو عن غيره، وفرق بين الاستشهاد بكلامه، وبين الاحتجاج بروايته، وقد ترجمت له للفائدة.