الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1/ 1 - باب ما كان عليه الناس قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم من الجهل والضلالة
1/ 2 - (1) أخبرنا الوليد بن النضر الرملي، عن مسرّة بن معبد - من بني الحارث بن أبي الحرام من لخم - عن الوضين: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنا كنا أهل جاهلية وعبادة أوثان، فكنا نقتل الأولاد وكانت عندي بنت لي، فلما أجابت (1) وكانت مسرورة بدعائي إذا دعوتها، دعوتها يوما فاتبعتني فمررت حتى أتيت بئرا من أهلي غير بعيد، فأخذت بيدها فردّيت بها (2) في البئر، وكان آخر عهدي بها أن تقول: يا أبتاه، يا أبتاه، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وكف دمع عينيه فقال: له رجل من جلساء رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحزنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: كف، فإنه يسأل عما أهمه، ثم قال له: أعد عليّ حديثك، فأعاده فبكى حتى وكف (3) الدمع من عينيه على لحيته، ثم قال له:(إن الله قد وضع عن الجاهلية ما عملوا فاستأنف عملك)(4).
2 -
(2) أخبرنا هارون بن معاوية، عن إبراهيم بن سليمان
(1) المراد أنها بلغت من السن أن تجيب إذا دعاها.
(2)
معناه: أسقطها، يقال: ردّى وتردّى لغتان: كأنه تفعّل من الردى: الهلاك (النهاية 2/ 216).
(3)
نزل.
(4)
فيه الوليد بن النضر، سكت عنه الإمامان: البخاري، وأبو حاتم، والوضين صدوق سيء الحفظ، أعضل هذا الخبر، ووأد البنات من عادات الجاهلية، حرمها الإسلام.
المؤدب، عن الأعمش، عن مجاهد قال: حدثني مولاي (1) أن أهله بعثوا معه بقدح فيه زبد ولبن إلى آلهتهم، قال: فمنعني أن آكل الزبد لمخافتها (2) قال: فجاء كلب فأكل الزبد وشرب اللبن، ثم بال على الصنم: وهو إساف ونائلة، قال هارون: كان الرجل في الجاهلية إذا سافر حمل معه أربعة أحجار، ثلاثة لقدره (3) والرابع يعبده، ويربي كلبه، ويقتل ولده (4).
3/ 4 - (3) حدثنا مجاهد بن موسى قال: حدثنا ريحان هو ابن سعيد السامي، ثنا عباد هو ابن منصور، عن أبي الرجاء قال: كنا في الجاهلية إذا أصبنا حجرا حسنا عبدناه، وإن لم نصب حجرا جمعنا كثبة من رمل، ثم جئنا بالناقة الصفي فتفاجّ عليها فتحلبها على الكثبة حتى نرويها، ثم نعبد تلك الكثبة (5) ما أقمنا بذلك المكان (6).
قال أبو محمد: الصفي: الكثيرة الألبان، فتفاجّ: يعني الناقة إذا فرجت بين رجليها للحالب، والفج الطريق الواسع وجمعه فجاج.
(1) لعله السائب بن أبي السائب رضي الله عنه، أو ابنه عبد الله رضي الله عنه، أو قيس بن السائب المخزومي رضي الله عنه انظر (تهذيب الكمال، والإصابة 8/ 187).
(2)
يعني الآلهة.
(3)
أي أثافي يضع عليها قدره لصبخ طعامه.
(4)
سنده حسن، وعند أحمد نحوه، حديث (15484).
(5)
قال في الصحاح (2/ 377): كثبت الشيء أكثبه كثبا: إذا جمعته والجمع: الكثبان وهي تلال الرمل، وانظر (النهاية 4/ 151).
(6)
فيه ضعف عباد بن منصور، وعنعنته، وتغيّر بأخرة، لكنه خبر يحتمل منه مثل هذا، وأخرجه أبو نعيم بسند حسن (الحلية 2/ 306).