الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلما قيل: قين المغيرة بن شعبة، استهل يحمد ربه أن لا يكون أصابه ذو حق في الفيء، فيحتج عليه بأنه إنما استحل دمه بما استحل من حقه، وقد كان أصاب من مال الله بضعة وثمانين ألفا، فكسر لها رباعه (1) وكره بها كفالة أولاده، فأداها إلى الخليفة من بعده، وفارق الدنيا تقيا نقيا على منهاج صاحبيه، ثم إنك يا عمر:
بنيّ (2) الدنيا ولدتك ملوكها، وألقمتك ثدييها، ونبتّ فيها تلتمسها مظانها، فلما وليتها ألقيتها حيث ألقاها الله، هجرتها وجفوتها، وقذرتها إلا ما تزودت منها، فالحمد لله الذي جلاّ بك حوبتنا، وكشف بك كربتنا، فامض ولا تلتفت فإنه لا يعز على الحق شيء، ولا يذل على الباطل شيء، أقول قولي، وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات. قال أبو أيوب: فكان عمر بن عبد العزيز يقول في الشيء: قال لي ابن الأهتم: امض ولا تلتفت (3).
10/ 15 - باب ما أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعد موته
40/ 93 - (1) أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمران السمرقندي قال: حدثنا أبو النعمان، ثنا سعيد بن زيد، ثنا عمرو بن مالك النك ري قال: ثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: قحط أهل المدينة قحطا شديدا، فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوا (4) إلى السماء، حتى لا يكون بينه وبين السماء
(1) جمع: ربع، وهو دار الإقامة. (الفائق 2/ 32) أي باعها بثمن بخسس.
(2)
أي دنياك مبنية، باعتباره سليل الخلافة العباسية.
(3)
فيه يحي بن سعيد بن العاص، صدوق يغرب، ومعروف، صدوق ربما وهم، وهي موعظة عظيمة حسنة مقبولة، وأخرجه ابن عساكر (تاريخ دمشق 24/ 147، ومختصره 1/ 1631).
(4)
فرجة (ثغرة) علوية تبعث النور من السقف. وانظر (الصحاح 2/ 421).