الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2/ 2 - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب قبل مبعثه
4/ 5 - (1) أخبرنا الحسن بن الربيع قال: حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن أبي صالح قال: قال كعب: نجد مكتوبا، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا فظ ولا غليظ، ولا صخاب بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، وأمته الحمّادون يكبرون الله، على كل نجد (1)، ويحمدونه في كل منزلة، ويتأزرون على أنصافهم، ويتوضئون على أطرافهم، مناديهم ينادي في جو السماء صفهم في القتال وصفهم في الصلاة سواء، لهم بالليل دوي كدوي النحل، مولده بمكة ومهاجره بطابة، وملكه بالشام (2).
5/ 6 - (2) عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث، حدثني قال: خالد - هو ابن يزيد - عن سعيد - هو ابن أبي هلال - عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن ابن سلام أنه كان يقول: "إنا لنجد صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنا أرسلناك شاهدا، ومبشرا ونذيرا، وحرزا للأميين (3)، أنت عبدي ورسولي، سميته (4) المتوكل،
(1) قال في (الصحاح 2/ 541): النجد: ما ارتفع من الأرض، وفي الحديث رقم (7) فسره بقوله:(يكبرون على كل شرف).
(2)
رجله ثقات، وأخرجه ابن سعد (الطبقات 1/ 206) والحاكم (المستدرك 2/ 678) وأبو نعيم (الحلية 5/ 387) والبغوي (شرح السنة، رقم 3648) وعند البخاري، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه نحوه، حديث (2125).
(3)
الأميون هم العرب، وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو حصن لهم من الكفر.
(4)
إلتفات من الخطاب إلى الغيبة.
ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخّاب (1) بالأسواق، ولا يجزي السيئة مثلها، ولكن يعفو ويتجاوز، ولن أقبضه حتى يقيم الملة المتعوجة (2) بأن يشهد أن لا إله إلا الله، نفتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا (3).
6/ 6 م - (3) قال عطاء بن يسار: وأخبرني أبو واقد الليثي: أنه سمع كعبا يقول: مثل ما قال ابن سلام (4).
7/ - (4) أخبرنا زيد بن عوف قال: ثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ذكوان بن أبي صالح، عن كعب: في السطر الأول (5) محمد رسول الله، عبدي المختار، لا فظ ولا غليظ، ولا سخّاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة وهجرته بطيبة، وملكه بالشام، وفي السطر الثاني (6) محمد رسول الله، أمته الحمّادون، يحمدون الله في السراء والضراء، يحمدون الله في كل منزلة، ويكبرونه على كل شرف (7)، رعاة الشمس (8) يصلون الصلاة إذا جاء وقتها، ولو
(1) ويقال: صخّاب، وكلاهما صحيح، قال في (النهاية 2/ 349): السخب، والصخب: بمعنى الصياح.
(2)
ما سوى الإسلام، من الملل والنحل، ويجمعها الكفر بالله.
(3)
فيه كاتب الليث عبد الله بن صالح، الصحيح أن حديثه حسن، وهو ما تبين من النظر في أقوال النقاد، وأخرجه البسوي (المعرفة والتاريخ 3/ 274) وانظر (الفتح 4/ 343) وبدايته عند البخاري من حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص، حديث (2125) نحوه.
(4)
انظر السابق.
(5)
يعني التوراة.
(6)
الإنجيل.
(7)
المكان العالي المرتفع.
(8)
تحديد وقت الصلوات المفروضة.
كانوا على رأس كناسة (1)، ويأتزرن على أوساطهم، ويوضئون أطرافهم، وأصواتهم بالليل في جو السماء كصوت النحل) (2).
8/ 8 - (5) أخبرنا مجاهد بن موسى قال: ثنا معن - هو ابن عيسى - ثنا معاوية بن صالح، عن أبي فروة، عن ابن عباس، أنه سأل كعب الأحبار كيف تجد نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة؟ فقال كعب: نجده محمد بن عبد الله، يولد بمكة، ويهاجر إلى طابة، ويكون ملكه بالشام، وليس بفحّاش، ولا سخّاب في الأسواق، ولا يكافيء بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، أمته الحمّادون، يحمدون الله في كل سراء، ويكبرون الله على كل نجد، يوضئون أطرافهم، ويأتزرون في أوساطهم، يصفون في صلواتهم، كما يصفون في قتالهم، دويهم في مساجدهم كدوي النحل، يستمع مناديهم في جو السماء (3).
9/ 9 - (6) أخبرنا حيوة بن شريح، ثنا بقية بن الوليد الميتمي، ثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير الحضرمي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لقد جاءكم رسول إليكم، ليس بوهن ولا كسل، ليختن (4) قلوبا غلفا، ويفتح أعينا عميا،
(1) مجمع الزبالة، والمراد الإشارة إلى شدة محافظتهم على أداء الصلاة، وأنه لو قدّر أنهم لم يجدوا مكانا لأدائها إلا رأس كناسة لأدوها، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
(2)
فيه زيد بن عوف البصري، قال أبو حاتم: متروك (الجرح والتعديل 3/ 570) وأخرجه الحاكم (المستدرك 2/ 433) وقد صح الحديث من طرق، انظر (رقم 4، 5) وما هو الحق من صفات النبي وأمته.
(3)
سنده حسن، وانظر رقم (4، 5، 6).
(4)
شبه القلب بأن عليه غُلفة: أي: غشاء، قال في (الصحاح 2/ 205): قلب أغلف: كأنما أغشي غلافا، فهو لا يعي، ومنه قوله تعالى:{وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ} من الآية (88) من سورة البقرة، والآية (155) من سورة النساء، ورجل أغلف بيّن الغلف، أي: أقلف.
ويسمع آذانا صما، ويقيم ألسنة عوجاء، حتى يقال: لا إله إلا الله وحده) (1).
10/ 10 - (7) أخبرنا محمد بن يزيد الحزامي، ثنا إسحاق بن سليمان، عن عمرو بن أبي قيس، عن عطاء، عن عامر قال: كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له إليه حاجة، فمشى معه حتى دخل قال: فإحدى رجليه في البيت والأخرى خارجه، كأنه يناجي فالتفت فقال:«أتدري من كنت أكلم؟ ، إن هذا ملك لم أره قط قبل يومي هذا، استأذن ربه أن يسلم عليّ، قال: إنا آتيناك - أو أنزلنا - القرآن فصلا، والسكينة صبرا، والفرقان وصلا» (2).
11/ 11 - (8) أخبرنا قال: مجاهد بن موسى، ثنا ريحان هو ابن سعيد، ثنا عباد هو ابن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عطية: أنه سمع ربيعة الجرشي يقول: أتي نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: لتنم عينك، ولتسمع أذنك، وليعقل قلبك، قال:(فنامت عيني وسمعت أذناي، وعقل قلبي قال: فقيل لي: سيد بنى دارا فصنع مأدبة، وأرسل داعيا فمن أجاب دخل الدار، وأكل من المأدبة، ورضي عنه السيد، ومن لم يجب الداعي، لم يدخل الدار، ولم يطعم من المأدبة، وسخط عليه السيد قال: فالله السيد والداعي محمد، والدار الإسلام، والمأدبة الجنة)(3).
(1) فيه بقية بن الوليد، الراجح أنه ثقة إذا حدث عن ثقة، وصرّح بالتحديث، وهو هنا كذلك، لكن جبير بن نفير أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وهو من كبار التابعين، فالحديث مرسل، وقد ورد عنه أنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلعل له رؤية.
(2)
فيه عمرو بن أبي قيس، لم يذكر ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط.
(3)
فيه عاد بن منصور ضعيف، وربيعة بن عمرو الجرشي في صحبته خلاف، وأخرجه الطبراني (5/ 65، رقم 4597) ومحمد بن نصر المروزي (السنة، رقم 109) وأنظر (الفتح 13/ 256) فقد ذكر اعتضاده.