الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(عبد الله بن عمر عنه)
5371 -
حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا ليث- يعنى ابن سعدٍ- حدثنى بكير- يعنى ابن عبد الله بن الأشج-، عن نابل (1) : صاحب العباء، عن عبد الله بن عمر، عن صهيب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يصلى، فسلمت، فرد [إلىّ] إشارةً، وقال:: لَا أَعلَمُ إلَاّ أَنَّهُ [قال:] إشارة باصبعه (2) .
رواه أبو داود، والترمذى، والنسائى، عن قتيبة، عن الليث به، وقال الترمذى: حسنٌ لا نعرفه إلى من حديث بكير (3) .
وقال النسائى: نابل ليس بالمشهور، قلت: روى عن بكير بن [عبد الله و] صاح بن عبيدٍ ووثقه النسائى فى رواية عنه، وكذلك ابن حبان، وقال البرقانى: قلت للدارقطنى: أَثِقَةٌ هو؟ فأشار بيده أن لا (4) .
(عبد الرحمن بن أبى ليلى عنه)
5372 -
حدثنا وكيعٌ. عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن صهيبٍ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه أيام حُنيْنٍ بشىءٍ لم يكن يفعله قبل ذلك، قال: فقال النبى صلى الله عليه وسلم:
(1) نابل بموحدة بعد الألف صاحب العباء. ويقال: صاحب الشمال والشمال جمع شملة، ويقال: صاحب الأكسية. روى عن أبى هريرة وابن عمر. وعنه بكير بن عبد الله بن الأشج وصالح بن عبيد. تهذيب التهذيب: 10/397.
(2)
من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/332؛ وما بن معكوفات استكمال منه.
(3)
الخبر أخرجوه فى الصلاة: أبو داود فى (باب رد السلام فى الصلاة) : سنن أبى داود: 1/243؛ والترمذى فى (باب ما جاء فى الإشارة فى الصلاة) : صحصح الترمذى: 2/203؛ والنسائى فى (باب رد السلام والإشارة فى الصلاة) : المجتبى: 3/6.
(4)
يرجع إلى هذه الأقوال فى تهذيب التهذيب: 10/398؛ وما بين معكوفين استكمال منه ليصح المعنى.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَمَاتَ فى ثَلاثٍ سَبْعُونَ أَلْفًا» .
قال: فقال: «فَأَنَا أَقُولُ الآنَ اللَّهُمّ بِكَ/ أُحَاوِلُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ» تفرد به أحمد، وإسناده على شرط مسلمٍ (1) .
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/332؛ وأخرجه الطبرانى فى الكبير: 8/48؛ وأخرجه الدارمى مختصرًا: سنن الدارمى: 2/216.
5373 -
حدثنا بهز، وحجاج، قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابتٍ، عن عبد الرحمن بن ابى ليلى، عن صهيبٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَجِبْتُ مِنْ أَمْرِ الْمُؤْمِن: إِنَّ أَمْرَ المُؤْمِنِ كُلُّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأحدٍ إلا لِلْمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءَ شَكَرَ كَانَ ذَلِكَ خَيْرًا، وإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ فَصَبَرَ كَانَ ذَلِكَ خَيْرً لَهُ» (1) .
رواه مسلم عن هداب وشيبان بن فروخ كلاهما: عن سليمان بن المغيرة (2) .
5374 -
حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حماد بن سلمة، عن ثابتٍ البنانى، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ نُودُوا: يَا أَهْلَ الجنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا لَمْ تَرَوْهُ، قالوا: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُحُوهَنَا؟ وتُزَحْزِحْنَا عَنِ النَّارِ؟ وَتُدْخِلْنَا
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/332.
(2)
أخرجه مسلم فى الزهد، وهداب هو ابن خالد الأزدى. مسلم بشرح النووى: 5/844.
الْجَنَّةَ؟ قال فَيَنْكَشِفُ الحِجابُ، فَيَنْظُرونَ إِلَيْهِ، فَوَا اللهِ مَا أَعْطَاهُم اللهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِم مِنْهُ» ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (1) .
وقال مرة: إذا أدخل أهل الجنة (2) .
(1) الآية 26 من سورة يونس. والخبر من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/332.
(2)
لم ترد العبارة الأخيرة فى سياق الخبر عند أحمد.
5375 -
حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن عبد الرحمن بن ابى ليلى، عن صهيبٍ، عن النبى صلى الله عليه وسلم، قال:«إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نُودِىَ: يَا أَهْلَ الجنَّةِ إِنَّ لَكُم عِنْدَ الله مَوْعِدًا، فقالوا: أَلِمْ يُثْقِلْ مَوَازِينَنَا، وَيُعْطِينَا كُتَبَنَا بِأَيْمَانِنَا، وَيُدخِلُنَا الجنَّةَ، وَيُنَجِّينَا مِنَ النَّارِ؟ فَيُكشَفُ الحِجَابُ، قَال فَيتَجَلَّى [الله- عز وجل] لَهُم، قال: فَمَا أَعْطَاهُم اللهُ شَيْئًا أَحَبَّ مِن النَّظَرِ إِلَيْه» (1) .
رواه مسلم والترمذى والنسائى، وابن ماجه من غير وجهٍ عن حماد ابن سلمة. قال الترمذى: إنما أسنده حماد بن سلمة [ورفعه] ورواه سليمان ابن المغيرة، عن ثابتٍ، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قوله (2) .
وقال ابن مسعود: وكذلك رواه حماد بن زيد وسليمان بن المغيرة، وحماد بن واقدٍ، عن ثابتٍ، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قوله (3) .
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/332.
(2)
الخبر أخرجه مسلم فى الغيمان (باب غثبات رؤية المؤمنين فى الآخرة ربهم) : مسلم بشرح النووى: 1/426؛ وأخرجه الترمذى فى صفة الجنة فى الباب: صحيح الترمذى: 4/687؛ وما بين معكوفين استكمال منه لعبارته؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/198؛ وأخرجه ابن ماجه فى المقدمة (باب فيما أنكرت الجهمية) : سنن ابن ماجه: 1/67.
(3)
تحفة الأشراف: 4/198.
5376 -
حدثنا عفان- من كنانة-، حدثنا سليمان- يعنى ابن المغيرة-، حدثنا ثابتٌ، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن صهيب. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى همس شيئًا لا نفهمه، ولا يحدثنا به. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَطِنْتُمْ» ؟ قال وائل: نعم.
حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة بهذا الحديث سواء بهذا الكلام كله، وبهذا الإسناد، ولم يقل فيه: «كانوا إذا فزعوا [فزعوا] إلى الصلاة (2) .
5377 -
حدثنا عفان من كتابه: حدثنا سليمان، حدثنا ثابتٍ، عن بن أبى ليلى، عن صهيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَجِبْتُ لأَمْرِ الْمُؤْمِن. إِنَّ أَمْرَ المُؤْمِنِ كُلُّهُ لَهُ خَيْرٌ، لَيْسَ ذَلِكَ لأحدٍ إلا لِلْمُؤْمِنِ:
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/333، وما بين معكوفات استكمال منه.
(2)
من حديث صهيب بن سنان فىالمسند: 4/333، وما بين معكوفين استكمال منه.
إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءَ شَكَرَ وَكَانَ خَيْرًا، وإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ وكَانَ خَيْرً» (1) .
(1) المصدر السابق،
5378 -
حدثنا عفان، حدثنا حماد- يعنى ابن سلمة-، حدثنا ثابتٌ، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن صهيبٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أيام حُنين يحرك شفتيه بعد صلاة الفجر بشىءٍ لم نكن نراه يفعله، فقلنا: يا رسول الله إنا نراك تفعل شيئًا لم تكن تفعله، فما هذا الذى تحرك شفتيك؟ قال:«إِنَّ نَبِيًا فِيمَن كَانَ قَبْلَكُم أَعْجَبَتْهُ كَثْرَةَ أُمَّتِهِ، قال: لَن يَرُومَ هَؤُلاءِ شَىْءٌ، فَأَوْحَى الله إليه أن خَيِّرْ أُمَّتَكَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ نُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَهُم، أَوِ الجُوعَ، وَإِمَّا أَنْ أُرْسِلَ عَلَيْهِمُ المَوْتَ، [فَشَاوَرَهُمْ، فقالوا: أَمَّا العَدُوٌّ فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَأَمّا الجُوعَ فَلَا صَبْرَ لَنَا عَلَيْهِ، وَلَكِنِ المَوْتَ] . فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمُ المَوْتَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ فِى ثَلاثَةِ أَيَّامٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فَأَنَا أَقُولُ الآن حَيْثُ رَأَى كَثْرَتُهم: اللَّهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ، وَبِكَ أَصاوِلُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ» (1) .
5379 -
حدثنا عفان، حدثنا حماد، أنبأنا ثابتٌ. عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن صهيبٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} .
قال: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنادٍ: يَا أَهْلَ الجنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزُكُمُوهُ، فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثْقِلْ مَوَازِينَنَا؟ وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ وَيُدْخَلِنَا الجَنَّةَ، وَيُخْرِجنَا مِنَ النَّارِ؟
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/333، وما بين معكوفين استكمال منه.
قال: فَيُكَشَفَ لهم الحِجابُ، فَيَنْظُرونَ إِلَيْهِ، قال: فَوَا اللهِ مَا أَعْطَاهُم شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِم مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ، وَلا أَقَرَّ لأعينهم» (1) .
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 4/333.
5380 -
حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، أنبأنا سليمان بن المغيرة، عن ثابتٍ، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن صهيبٍٍ/ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَجِبْتُ مِنْ قَضَاءِ اللهِ للْمُؤْمِن: إِنَّ أَمْرَ المُؤْمِنِ كُلُّهُ خَيْرٌ، ولَيْسَ ذَلِكَ إلا لِلْمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءَ فَشَكَرَ كَانَ خَيْرًا لَهُ، وإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ فَصَبَرَ كَانَ خَيْرً لَهُ» (1) .
5381 -
حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن صهيبٍ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى همس شيئًا لا نفهمه، ولا يخبرنا به. قال:«أَفَطِنْتُم لِى؟» ، قلنا: نعم. قال: «َإِنِّى ذَكَرْتُ نَبِيًا مِنَ الأَنْبِيَاءِ أُعْطِىَ جُنودًا مِنْ قَوْمِهِ، فقال: مَنْ يُكَافىءُ هَؤُلاءِ أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلاءِ، أَوْ غَيْرِهَا مِنَ الْكَلامِ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ أَنِ اخْتَرْ لِقَوْمِكَ إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الجُوعَ، أَوِ المَوْتَ، فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فى ذَلِكَ، فقالوا: أَنْتَ نَبِىُّ الله وَكُلُ ذَلِكَ إِلَيْكَ، خِرْ لَنَا، فَقَامَ إلى الصَّلاةِ- وَكَانُوا إذَا فَزِعُوا فَزِعُوا إلى الصَّلاةِ- فَصَلَّى مَا شَاءَ الله، قال: ثم قال: أَىْ رَبِّ أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِم فَلَا، أَوِ الجُوعَ فَلَا، وَلَكِنِ المَوْتَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَهَمْسِى الَّذى تَرَوْنَ أَنِّى أَقُولُ: اللَّهُمَّ يَا ربِّ بِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أَصاوِلُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَاّ بِاللهِ» (2) .
(1) من حديث صهيب فى المسند: 6/15.
(2)
من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 6/16.
5382 -
حدثنا روح، حدثنا حماد، عن ثابتٍ، عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى، عن صهيبٍ أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا لقى العدو:«اللَّهُمّ بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ» (1) .
5383 -
حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابتٌ، عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى، عن صهيبٍ، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدٌ مع أصحابه [إذ ضحك]، فقال:«أَلَا تَسْأَلُونِى مِمَّ أَضْحَكُ؟» ، قالوا: يا رسول الله ومم تضحك؟ قال: «عَجِبْتُ لأَمرِ المُؤْمِن إِنَّ أَمْرَهُ كُلُّهُ خَيْرٌ إِنْ أَصَابَهُ مَا يُحِبُّ حَمِدَ الله، فَكَانَ لَهُ خَيْرٌ، وَإِنْ أَصَابَهُ مَا يَكْرَهُ فَصَبَرَ كَانَ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ كلُّ أَحَدٍ أَمْرُهُ كُلُّهُ [لَهُ] خَيْرٌ إلَاّ الْمُؤْمِنَ» .
وقد حدثناه عفان أيضًا، قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا ثابتٌ هذا اللفظ بعينه، واراه وهم، هذا لفظ حمادٍ، وقد حدثنا، قال: حدثنا سليمان، قال: حدثنا نحوًا من لفظ عبد الرحمن، عن سليمان، وذلك من كتابه قرأه علينا (2) .
5384 -
حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابتٌ، عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى، عن صهيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ، فَلَمَّا كَبِرَ السَّاحِرُ قال لِلْمَلِكِ: إِنِّى قَدْ كَبِرَتْ سِنِّى، وَحَضَرَ أَجَلِى، فَادْفَعْ إِلَىَّ غُلامًا لأُعَلِّمَهُ السِّحْرَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ غُلامًا كَانَ يُعَلِّمُه السِّحرَ، وَكَانَ [بَيْنَ] السَّاحِرِ وَبَيْنَ المَلِكِ رَاهِبٌ، فَيَأْتِى الْغُلامُ/ عَلَى الرَّاهِبِ، فَسَمِعَ مِنْ كَلامِهِ، فَأَعْجَبَهُ نَحْوُهُ وكلامه، فَكَانَ إذا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ، وقال: مَا حَبَسَكَ؟ وإذا أتى
(1) من حديث صهيب بن سنان فى المسند: 6/16.
(2)
المرجع السابق، وما بين معكوفات استكمال منه.
أهلَهُ ضَرَبُوهُ، وقالوا: مَا حَبَسَكَ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ، فقال: إذَا أَرَادَ السَّاحِرُ أن يَضربك فقل: حبَسَنِى أَهْلِى، وإذا أرادَ أَهْلُكَ أَنْ يَضْرِبُوكَ فقل حَبَسَنِى السَّاحِرُ.
قال: فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى ذاتَ يَوْمٍ عَلَى دَابَّةٍ، فَظِيعَةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ، فَلا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا، فقال: اليومَ أَعْلَمُ أَمْرُ الرَّاهبِ أَحَبُّ إلى [اللهِ] أَمْ أَمْرُ السَّاحِرِ، فَأَخَذَ حَجَرًا، فقال: اللَّهُم إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أحبَّ إِلَيْكَ وَأَرْضَى لَكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَجُوز النَّاسُ، وَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا، وَمَضَى. فَأَخْبَرَ الرَّاهبَ بِذَلِكَ، فقال: أَىْ بُنَىَّ أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّى، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى، فَإِن ابْتُلِيتَ فَلا تَدُلَّ عَلَىَّ.
فَكَان الغُلامُ يُبْرِئُ الأكمَهَ، وَسَائِرَ الأَدْواءِ وَيَشْفِيهُمْ، وَكَانَ جَليسٌ لِلْمَلِكِ، فَعَمِىَ، فَسَمِعَ بِهِ، وَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرةٍ. فقال: اشْفِنِى وَلَكَ مَا هَا هُنَا أَجْمَعُ، فقال: مَا أَنَا أَشْفِى إِنَّمَا يَشْفِى اللهُ، وَإِنْ آمَنْتَ بِهِ دَعَوْتُ الله فَشَفَاكَ، وَآمَنَ، فَدَعَا الله، فَشَفَاهُ، ثم أتَى الملك فَجَلَسَ مِنْهُ نحوَ مَا كانَ يجلسُ، فقال له الملك: يا فُلانُ مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ فقال: رَبِّى، [قال: أنا؟ قال: لا، ولكن ربّى] وربك الله، قال: أوَ لَك: رَبٌّ غَيْرِى؟ قال: نعم، فلم يزل يعذبه حتى دله على الغلام، فبعث إليه فقال: أىْ بنى [قد] بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ أَنْ تُبْرِئ الأكمَهَ، والأَبْرَصَ، وهذه الأَدواء؟ قال: ما أَشفى أنا أحدًا، ما يشفى إلا الله، قال: أنا؟ قال: لا، قال: أو لك ربُّ غيرى؟ قال: نعم ربّى وربك الله، فأخذه أيضًا بالعذاب، فلم يزل به حتى دله على الراهب، فأتى بالراهب، فقال: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار فى مفرق رأسه، حتى وقع شقّاه [وقال للأعمى: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار فى مفرق
رأسه حتى وقع شقّاه] فى الأرض، وقال للغلام: ارجع عن دينك، فأبى فبعث به [مع نفرٍ] إلى جَبَلِ كذا وكذا، وقال: إذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه، وإلا فدهدهوه (1) من فوقه، فذهبوا به، فلمَّا عَلَوْا به الجبل، قال: اللهمّ اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبلُ، فدُهدهوا أجمعون وجاء الغلام يتلمس، حتى دخل على الملك، فقال: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله، فبعث به مع نفر فى قُرْقُورٍ (2) ،
فقال: إذا لججتم به البحر، فإن رجع عن دينه، وإلا فغرقوه، فلَجِّجُوا بِهِ البحر، فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت، فغرقوا أجمعون، وجاء الغلام يتلمس، حتى دخل على الملك، فقال: ما فعل أصحابك؟ فقلا: كفانيهم الله، ثم قال الملك: إنك لست بقاتلى حتى تفعل ما آمُرُك به. فإن أنت/ فعلت ما آمُرُك به قتلتنى، وإلَاّ فإنَّكَ لا تستطيعُ قتلى. قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس فى صعيدٍ واحدٍ. ثم تصلبنى على جذعٍ، فتأخذ سهمًا من كنانتى، ثم [قل] : بِسْمِ اللهِ رَبِّ الغُلامِ، فإنَّك إذا فعلت ذلك قتلتنى، ففعل، ووضع السَّهْمَ فى كَبِدِ قوسه، ثم رماه، وقال: بسم الله [رب] الغلام، فوضع السهم فى صدغه، فوضع الغلام يده على موضع السهم، ومات، فقال النَّاسُ: آمنا برب الغلام، فقيل للملك: أرأيت ما كنت تحذرُ، فقد والله نزل بك، قد آمن النَّاسُ كلهم، فأمر بأفواه السكك، فخُدِّدَت فيها الأخدود، وأضرمت فيها النيران، وقال: من رجع عن دينه، فدعوه، وإلا فأقحموه فيها، قال: فكانوا يتعادون فيها، ويتدافعون، فجاءت امرأةٌ بابن لها تُرضعه، فكأنها
(1) دهدهوه: دحرجوه. النهاية: 2/37.
(2)
القرقور: السفينة العظيمة. النهاية: 3/246..