الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سوادة بن عمرو الأنصارى، وكان من الخلوق فتلقاه النبى صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثا، فينهاه، فلقيه ذات يومٍ، ومعه جريدة فطعن (1) بها في بطنه فخدشته، فقال: أفدنى يا رسول الله أو أقصّنى (2) / فحسر النبى صلى الله عليه وسلم عن بطنه، فقال: ها اقتص، فلما رأى بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقى الجريدة وعلق يقبلها» . قال الحسن: حجزه الإيمان، ثم استبكى ثم قال أبو نعيم: رواه أبو حاتم الرازى عن إسحاق بن عمرو بن سليط، عن أبيه، عن الحسن به.
المسلم أن [لا] هذا الحديث ولا هذا الصحابى في المسند لأحمد، وقد ساقه أبو نعيم من المسند فالله أعلم. وقد ذكر محمد بن إسحاق عن حسان بن واسع عن أشياخ من قومه: أن سواد بن غزيه طعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح في يده في خاصرته، وهو يُعدّل الصفوف يوم بدر، فقال: أوجعتنى يا رسول الله فأقدنى. فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جنبه، فأقبل سواد يقبله، وقال: أحببت يا رسول الله أن يكون آخر عهدى بك يا رسول الله، فدعا له بخير (3) .
(1) في الأصول: «قال يا يابا عامة وإما طعن» ، والتصويب من أسد الغابة.
(2)
غير واضحة بالأصول؛ ومعناها: مكنى من أخذ القصاص.
(3)
أسد الغابة، وقال: قاله أبو عمر، وقال ابن حجر: من رواية الحسن البصرى عنه فأرسله، لأنه لم يسمع منه. ثم ساق الخبر في ترجمة سواد بن غزيه ثم قال: لا يمتنع التعدد لاسيما مع اختلاف السبب. الإصابة.
740 - (سواد بن قارب السدوسى ويقال الأزدى)
4887 -
كان كاهنا في الجاهلية كما تفرس فيه عمر - رضى الله عنه -، وله معه قصة مشهورة، أخبر فيها أنه جاءه نجية في ثلاث ليال يخبره بأنه قد] أُرسل] (1) رسول، وقد أسلمت الإنس والجن، وأنه شدت
(1) استكمال يستلزمه السياق.
رحالها إليه، فاذهب إليه واتبعه، وذلك في ثلاث ليال. قال: فعند ذلك رحل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بمكة، فأخبرته بما رأيت وسمعت، فقال:«إذَا اجْتَمع المُسلِمون فأخبَرهم بِذَلك» . فلما اجتمعوا قمتُ فقلت:
أتانى نجيى بعد هدء ورقدة،
…
ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال قوله كل ليلة
…
أتاك نبى من لؤى بن غالب
فشمرت من ذيل الإزار وأرفلت
بى الذعلب الوجناء (1) عبر السباسب
وأعلم أن الله لا رب غيره
…
وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة
…
إلى الله يا بن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل
…
وإن كان فيما جاء شيب الذوائب
وكن لى شفيعا يوم لا ذو شفاعةٍ
…
سواك بمغنٍ عن سواد بن قارب
قال: ففرح / رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمهاجرون والأنصار بذلك فرحًا شديدًا (2) .
وهذه القصة مروية من طرق متعددة، وقد بسطناها في هواتف الجان من السيرة، وفى سيرة عمر - رضى الله عنه -، وقد استقصاها أصحاب المطولات كالطبرانى، وأبى موسى، والحافظ بن عساكر، وساقها أبو نعيم في أسماء الصحابة وغيرهم (3) .
(1) الذعلب والذعلبة: الناقة السريعة، والوجناء: الغليظة الصلبة، وأرفلت تبخترت. النهاية: 2/ 46، 93، 4/ 167.
(2)
في الطبرانى: «ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بإسلامى فرحًا شديدًا حتى رؤى فى وجوههم» وهو أدق.
(3)
أخرجه الطبرانى في المعجم الكبير عن محمد بن كعب القرظى وعن سواد بن قارب الأزدى، وقال الهيثمى: كلا الإسنادين ضعيف. المعجم الكبير للطبرانى: 7/ 109، 111؛ ومجمع الزوائد: 8/ 248، 250؛ والخبر أخرجه البخارى في الكبير مختصراً، وقال: ولا يصح الحكم بن يعلى، التاريخ الكبير: 4/ 202؛ والحكم بن يعلى راويه عن عطاء المحاربى أخباره مظلمة، الميزان: 1/ 583؛ وأخرجه أيضًا الحاكم في ترجمة سواد وسكت عنه. وقال الذهبى الإسناد منقطع. المستدرك: 3/ 608.