الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حدثنا محمد بن أبى عمر العدنى، حدثنا مروان بن معاوية، حدثنا رشدين بن كريب، عن أبيه: أنه سمع العباس بن عبد المطلب، ومشى فى وفاة أبى لهب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَقْبَلَ رَجُلٌ يَمْشِى فِى بُرْدَيْنِ لَهُ قَدْ أَسْبَلَ إزَارَهُ يَنْظُرُ فِى عِطْفَيْهِ يَتَبَخْتَرُ إذْ خَسَفَ الله بِهِ الأَرْضُ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (1) .
(مالك بن أوس عنه)
(1) الخبر أخرجه الطبرانى عن العباس بن عبد المطلب كما فى جمع الجوامع: 1/1197.
5933 -
حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن الزهرى، أخبرنى مالك بن أوس بن الحدثان النصرى: أن عمر [دعاه] ، فذكر الحديث.
قال: فبينما أنا عنده إذ جاء حاجبه: يرفأ، فقال: هل لك فى عثمان، وعبد الرحمن، والزبير، وسعدٍ يستأذنون، قال: نعم، فأدخلهم، فلبث قليلاً، ثم جاءه، فقال: هل لك/ فى علىّ وعباس يستأذنان، قال: نعم، فأذن لهما، فلما دخلا، قال عباس: يا أمير المؤمنين اقض بينى وبين هذا العلى، وهما يختصمان (1) فى الصوافى التى أفاء الله على رسوله من أموال بنى النضير، فقال الرهط: يا أمير المؤمنين اقض بينهما، وأرح أحدهما من الآخر.
قال عمر: اتئدوا أنشدكم الله الذى بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:«لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» يريد نفسه؟ قالوا: قد قال ذلك. فأقبل على علىّ وعلى العباس، فقال: أنشدكما بالله تعلمان أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ذلك؟ قالا: نعم، قال: فإنِّى أحدثكم
(1) فى الأصل: «يختلفان» ، والتعديل من المسند.
عن هذا الأمر: إن الله خص رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذا الفىء بشىء لم يعطه أحدًا غيره، فقال:{وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (1) فكانت هذه خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم والله ما احتازها دونكم، ولا أستأثر بها عليكم، لقد أعطاكموها، وبثها فيكم حتى بقى منها هذا المال، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقى فيجعله مجعل مال الله، فعمل بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته، ثم توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: أنا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبضه أبو بكر، فعمل فيه بما عمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) .
(1) آية 6 سورة الحشر.
(2)
من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/208، وما بين معكوفين استكمال منه.
5934 -
حدثنا يعقوب، حدثنا ابن أخى ابن شهاب، عن عمه محمد بن مسلم، أخبرنى مالك بن أوس بن الحدثان النصرى، فذكر الحديث.
قال: فبينا أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفأ، فقال لعمر: هل لك فى عثمان، وعبد الرحمن، وسعدٍ، والزبير يستأذنون؟ قال: نعم ائذن لهم، قال: فدخلوا، فسلموا وجلسوا، قال: ثم لبث يرفأ قليلاً، وقال لعمر: هل لك فى على، وعباس؟ فقال: نعم، فأذن لهما، فلما دخلا عليه جالسًا، فقال عباس: يا أمير المؤمنين اقض بينى وبين علىّ، فقال الرهط عثمان وأصحابه: اقض بينهما، وأرح أحدهما من الآخر، قال عمر: اتئدوا، فأنشدكم الله/ الذى بإذنه تقوم السماء والأرض هلى تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«لا نُورَثُ مَا تَرَكْنا صَدَقَةٌ» يريد بذلك رسول الله
- صلى الله عليه وسلم نفسه؟ قال الرهط: قد كان ذلك. قال: فأقبل عمر على علىّ والعباس، فقال: أنشدكما الله هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك؟ قالا: قد قال ذلك.
قال عمر: فإنى أحدثكم عن هذا الأمر: إن الله قد كان خص رسول الله
صلى الله عليه وسلم فى هذا الفىء بشىءٍ لم يعطه أحدًا غيره، فقال: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ
مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ
يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (1) .
فكانت هذه الآية خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم والله ما احتازها ولا استأثر بها عليكم، لقد أعطاكموها، وبثها فيكم، حتى بقى منها هذا المال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقى فيجعله مجعل مال الله، فعمل بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته، أنشدكم الله هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم. قال لعلى وعباس: أنشدكما الله هل تعلمان ذلك؟ قالا: نعم.
ثم توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: أنا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضها أبو بكر، فعمل فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم حينئذٍ، - وأقبل على على وعباس- تزعمان أن أبا بكرٍ فيها كذا والله يعلم أنه لصادق، وبارٌ راشدٌ تابعٌ للحق (2) .
وهذا الحديث مخرج فى الصحيحين، وعند أهل السنن من حديث مالك بن أوسٍ، عن عمر بن الخطاب كما هو مقررٌ فى مسنده (3) .
(1) آية 6 سورة الحشر.
(2)
من حديث العباس بن عبد المطلب فى المسند: 1/208.
(3)
الخبر أخرجه البخارى، ومسلم، وأبو داود، والترمذى، والنسائى من حديث مالك ابن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطاب، تحفة الأشراف: 8/102.