الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ابنه الهاد عنه)
5943 -
روى الطبرانى: من طريق موسى بن عبيدة، عن محمد بن إبراهيم، عن بنت الهاد، عن العباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَظهر الدِّينُ حَتَّى يُجاوزَ البِحَارَ، وَحَتَّى تُخَاضَ البِحَارُ فى سبيل الله، ثم يأتى قَوْمٌ يَقْرَأُون القُرْآنَ، يَقُولُون: قَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ مَنْ أَقْرَأُ مِنّا؟ مَنْ أَفْقَهُ مِنّا؟ وَمَنْ أَعْلَمُ مِنّا؟» ثم التفت إلى أصحابه فقال: «هَلْ فى أُولئِكَ مِنْ خَيْرٍ» (1) .
930- (عباس بن مرداسٍ)
(2)
ابن أبى عامر بن جارية بن عبد قيس بن رفاعة بن الحارث بن حيى بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور السلمى، ويقال غير ذلك فى نسبه:
أبو الهيثم، وقيل أبو الفضل. أسلم قبل الفتح بيسير، وقدم بقومه، وكانوا
ثلاثمائة، فأسلموا، وشهد الفتح، وحنينًا، وأكمل له عليه السلام مائة من
الإبل فى المؤلفة قلوبهم بعد شعر قاله مشهور (3) .
(1) تمام الخبر: «فأولئك منكم، وأولئك من هذه الأمة، وأولئك هم وقود النار» من حديث العباس بن عبد المطلب عند الطبرانى كما فى جمع الجوامع. جامع الأحاديث: 8/110.
(2)
له ترجمة فى أسد الغابة: 3/168؛ والإصابة: 2/272؛ والاستيعاب: 3/101؛ والطبقات الكبرى: 4/15؛ والتاريخ الكبير: 7/2؛ وثقات ابن حبان: 3/288.
(3)
يرجع إلى حديث رافع بن خديج، قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس: كل إنسان منهم مائة من الإبل، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك، فقال عباس بن مرداس:
أتجعل نهبى ونهب العبيـ
…
ـد بين عيينة والأقرع
فما كان بدر ولا حابس
…
يفوقان مرداس فى مجمع
وما كنت دون امرئ منهما
…
ومن تخفض اليوم لا يرفع
قال: فأتم له رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة. أخرجه مسلم فى الزكاة: 3/103.
وكان من الشجعان المشهورين والشعراء المذكورين؛ وقد حسن إسلامه جدًا، وكان ممن حرم الخمر على نفسه فى الجاهلية، فعوتب فى ذلك، فقال: ما كنت لأصبح رئيس قومى، وأمسى سفيهها، وما كنت لأدخل بطنى شيئًا يحول بينى وبين عقلى.
وكذلك حرمها فى الجاهلية أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وعثمان بن مظعون، وقيس بن عاصم، وعبد الرحمن بن عوف فى قولٍ. وقبل هؤلاء حرمها عبد المطلب بن هاشم، وعبد الله بن جدعان، وكان أول من حرمها فى الجاهلية على نفسه عامر بن الظرب العدوانى، وقيل: بل عفيف بن معد يكرب العبدىّ (1) .
وكان أبوه مرداس مصاحبًا لحرب بن أمية فهاما فى الأرض فقتلتهما الجن، وكان ممن هام وخرج على وجهه سائحًا مرداسٌ والد عباس هذا. وطالب بن أبى طالب، وسنان بن حارثة المرى.
وكان عباس بن مرداس نزل بادية البصرة، وقيل: إنه نزل دمشق، فابتنى بها دارًا، وحديثه فى رابع المكيين رضي الله عنه.
(1) يراجع أسد الغابة: 3/169.
5944 -
حدثنا عبد الله، حدثنى إبراهيم بن الحجاج الناجى، حدثنا عبد القاهر بن السرى، حدثنى ابن لكنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه: أن أباه العباس/ ابن مرداس، حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة، والرحمة، فأكثر الدعاء فأجابه الله أن (1) قد فعلت، وغفرت لأمتك إلا من ظلم بعضهم بعضًا (2)، فقال:«يَا رَبِّ إِنَّكَ قَادِرٌ أَنْ تَغْفِرَ لِلظَّالِم، وَتُثِيبَ المَظْلُومَ مِنْ مَظْلَمَتِهِ» . فلم يكن [فى] تلك العشية إلا ذا.
(1) فى المخطوطة «إنى» ، وما أثبتناه من المسند.
(2)
فى المخطوطة: «لبعض» ، وما أثبتناه من المسند.
فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة، فعاد (1) يدعو لأمته، فلم يلبث النبى صلى الله عليه وسلم أن تبسم، فقال بعض أصحابه: يا رسول الله بأبى أنت وأمى ضحكت فى ساعة لم [تكن] تضحك فيها، فما أضحككَ؟ أضحك الله سنَّكَ، قال:«تَبَسَّمْتُ مِنْ عَدُوِّ الله إبْليس حِينَ عَلِمَ أَنَّ اللهَ قَدِ اسْتَجَابَ لِى فِى أُمَّتِى، وَغَفَرَ لِلظَّالِمِ أَهْوَى يَدْعُو بِالْوَيْلِ والثُّبُورِ، وَيَحْثُو التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ، فَتَبَسَّمْتُ مِمَّا يَصْنَعُ جَزعه» (2) .
وقد رواه أبو داود فى الأدب عن عيسى بن إبراهيم البركى- قال أبو داود: وسمعته من أبى الوليد [الطيالسى] وأنا لحديث عيسى أضبط، ورواه ابن ماجه فى الحج عن أيوب بن محمد الهاشمى ثلاثتهم: عن عبد القاهر بن السرى.
قال ابن ماجه: عن عبد الله بن كنانة عن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده.
وقال أبو داود فى روايته: ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له أبو بكر وعمر: أضحك الله سنك الحديث بتمامه (3) .
(حديث آخر عنه)
(1) فى المخطوطة: «فقال» ، وما أثبتناه من المسند.
(2)
من حديث العباس بن مرداس السلمى فى المسند: 4/14، وما بين معكوفات استكمال منه؛ والخبر من زوائد عبد الله فى المسند؛ وأخرجه البخارى فى التاريخ الكبير: 7/2؛ وضعفوه فى مسند أبى يعلى: 3/150.
(3)
الخبر أخرجه أبو داود مختصرًا فى (باب فى الرجل يقول للرجل: أضحك الله سنك) : سنن ابى داود: 4/359؛ وأخرجه ابن ماجه بتمامه فى المناسك (باب الدعاء بعرفة) ؛ وفى الزوائد: فى إسناده عبد الله بن كنانة، قال البخارى: لم يصح حديثه، ولم أر من تكلم فيه بجرح ولا توثيق.
5945 -
قال الطبرانى: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصى، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبى، حدثنا عبد الله بن عبد
العزيز، عن أخيه محمد بن عبد العزيز، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن ابن أنس السلمى، عن العباس بن مرداس، قال: كان إسلام العباس بن مرداس أنه كان بعمرة فى لقاح له نصف النهار إذ طلعت له نعامة بيضاء مثل القطن عليها راكب عليه ثياب بياض، مثل القطن، فقال لى: يا عباس بن مرداس: ألم تر أن السماء كفت أجراسها، وأن الحرب جرعت أنفاسها، وأن الخيل وضعت أحلاسها (1) ، وأن الذى نزل بالبر والهدى لفى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء صاحب الناقة.
قال: فخرجت مرعوبًا قد راعنى ما سمعت، وما رأيت، حتى جئت وثنًا لنا كان يدعى الصِّماد، وكنا نعبده ويكلم من جوفه، فدخلت عليه (2) ، وكنست ما حوله، وقمت إليه (3) ، ثم تمسحت به، وقبَّلْتُه فإذا صائحٌ يصيح من جوفه: يا عباس ابن مرداس: /
قال: فخرجت مرعوبًا، حتى جئت قومى، فقصصت عليهم القصة، وأخبرتهم الخبر، فخرجت فى ثلاثمائة من قومى من بنى حارثة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلنا المسجد، فلما رآنى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم، ثم قال:«يَا عَبَّاسَ بنَ مِرْدَاسٍ كَيْفَ كَانَ إسْلامُكَ؟» فقصصت عليه
(1) الأحلاس: جمع حلس، وهو الكساء الذى يلى ظهر البعير تحت القتب. النهاية: 1/249.
(2)
لم ترد العبارة عند الهيثمى.
(3)
لم ترد العبارة عند الهيثمى.