الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال القعدىّ: وسيأتى فى كتاب الكُنى من مسند أحمد (1) .
وهو عند أصحاب السنن كذلك أيضًا (2) .
وأبوه الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدى بن كعب بن عبد الأشهل الأنصارى الأشهلى، وهو صحابى جليل جدًا، ولا يعرف له رواية (3) .
849 - (الضحاك بن زمل الجهنى)
(4)
قال الطبرانى: ويقال: عبد الله بن زمل.
(1) الخبر أخرجه أحمد من مسند أبى جبيرة بن الضحاك الأنصارى عن عمومته. مسند أحمد: 4/69، 5/380؛ ومن حديث أبى جبيرة بن الضحاك قال: فينا نزلت فى بنى سلمة
…
. إلخ. المسند: 4/260.
(2)
الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب (باب فى الألقاب) : سنن أبى داود: 4/290؛ والترمذى فى تفسير الآية: صحيح الترمذى: 5/388؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 9/138؛ وابن ماجه فى الأدب (باب الألقاب) : سنن ابن ماجه: 2/1231.
(3)
قال ابن الأثير: هو أبو ثابت بن الضحاك، وأبو أبى جبيرة. أسد الغابة: 3/460؛ وكرر هذا القول ابن حجر فى ترجمته له فى القسم الرابع من الإصابة: 2/217.
(4)
له ترجمة فى أسد الغابة: 3/47؛ وأخرجه ابن حجر فى عبد الله وقال: ليس بمعروف فى الصحابة. الإصابة: 2/311.
5394 -
قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن النضر العسكرى، وجعفر ابن محمد الفريابى، قالا: حدثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحرانى (1) ، حدثنا سليمان بن عطاء القرشى الحرانى، عن مسلمة بن عبد الله، عن عمه أبى مشجعة بن ربعى الجهنى (2)، عن ابن زمل الجهنى. قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح. قال وهو ثانٍ رجله: «سُبْحَانَ اللهِ، وَبِحَمْدِهِ، وَأَسْتَغْفِرُ الله إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً» سبعين مرة، ثم
(1) يراجع بشأنه المشتبه ص 591، قال: حدث عنه جعفر الفريابى.
(2)
فى المخطوطة: «أبو شجعة» خلافًا للطبرانى. ويراجع تهذيب التهذيب: 12/237.
يقول: «سَبْعُون بِسُبْعمائةٍ، ولَا خَيْر فِيمَنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ فى يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبعمائة» ، ثم يستقبل الناس بوجهه.
وكان يعجبه الرؤيا، فيقول:«هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُم شَيْئًا؟» قال: ابن زمل، قلت: أنا يا نبى الله، قال:«خَيْرًا تَلْقَاهُ، وشَرًّ تُوقَاه، وَخَيْرًا لَنَا، وَشَرًّ عَلَى أَعْدَائِنَا، وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالمين، واقْصُصْ رُؤْيَاكَ» ، فقلت: رأيت جميع الناس على طريقٍ [رحبٍ] سهل لاحبٍ (1) والناس على الجادة منطلقين، فبينما هم كذلك إذ أشفى ذلك (2) الطريق على مرج لم تر عيناى مثله، يزف رفيفًا (3) ويقطر نداه، فيه
من أنواع/ الكلإ فكأنى بالرعلة (4) الأولى حتى أشفوا على المرج كبروا، ثم
ركبوا رواحلهم فى الطريق فمنهم المرتع، ومنهم الآخذ الضغث، ومضوا على
ذلك.
ثم قدم عظم (5) الناس، فلما أشفوا على المرج كبروا، وقالوا: خير المنزل، فكأنى أنظر إليهم يمينًا وشمالاً، فلما رأيت ذلك لزمت الطريق، حتى آتى أقصى المرج، فإذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات، وأنت فى أعلاها درجة، وإذا عن يمينك رجلٌ آدم سنل (6) أقنى، إذا هو تكلم يسمو فيفرع (7) الرجال طولاً، وإذا عن
(1) الطريق اللاحب: الطريق الواسع المنقاد الذى لا ينقطع. النهاية: 4/50.
(2)
أشفى عليه: أشرف عليه، ولا يكاد يقال أشفى إلا فى الشر. النهاية: 2/229.
(3)
فى النهاية: 2/92: فى حديث بن زمل: لم تر عينى مثله قط يرف رفيفًا يقطر نداه: يقال للشىء إذا كثر ماؤه من النعمة والغضاضة حتى يكاد يهتر. رف يرف رفيفًا.
(4)
فى الأصل المخطوط: «فأتى لهما من علمه» . خلافًا للطبرانى؛ وفى النهاية: 2/87: فى حديث بن زمل: فكأنى بالرعلة الأولى حين أشفوا على المرج كبروا، ثم جاءت الرعلة الثانية، ثم جاءت الرعلة الثالثة. يقال للقطعة من الفرسان رعلة. ولجماعة الخيل رعيل.
(5)
عظم الناس: معظمهم. النهاية: 3/108.
(6)
غير واضحة بالأصل ومختلفة الضبط فى المراجع.
(7)
يفرع الناس طولاً: أى يطولهم ويعلوهم. النهاية: 3/195.
يسارك رجلٌ (1) تياز ربعة كثير خيلان (2) الوجه، كأنما جمم شعره بالماء (3) ، إذا هو تكلم أصغيتم له إكرامًا له، وإذا أنا بشيخٍ (4) أشبه الناس بك خلقًا ووجهًا، كلكم تؤمونه، وتريدونه، وإذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارفٌ (5) ، وإذا أنت يا رسول الله كأنك تتقيها.
قال: فانتفع لون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سرى عنه، وقال: «أَمَّا مَا رَأَيْتَ مِنَ الطَّرِيق السَّهْلِ الرَّحْبِ اللَاّحِب، فَذَاكّ مَا حُمِلْتُم عَلَيْهِ مِنَ الْهُدَى، فَأَنْتُم عَلَيْهِ، وَأَمَّا المَرَجُ، الَّذِى رَأَيْتَ فَالْدُّنْيَا وَغَضَارَةُ عَيْشِهَا، مَضَيْتُ أَنَا وَأَصْحَابى، فَلَمْ نَتَعَلَّقْ بِهَا [شَيْئًا] وَلَمْ نُرِدْهَا، وَلَمْ تُرِدْنَا.
ثُم جَاءَتِ الرَّعْلَةُ الثَّانِيَةُ بَعْدَنَا، وَهُمْ أَكْثَرُ مِنَّا أَضْعَافًا فَمِنْهُم المُرْتِعُ، وَمِنْهُم الآخِذُ الضَّغْثَ، وَنَحْوَهُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ جَاءَ عُظْمُ النَّاسِ فَمَالُوا فِى الْمَرْج يَمِينًا وَشِمَالاً. [فَإِنّا لله وإِنَّا إليه راجعون] وَأَمَّا أنتَ فَمَضَيْتَ عَلَى طَرِيقَةٍ صَالِحَةٍ، فَلَنْ تَزَلْ عَلَيْهَا حَتَّى تَلْقَانِى، وأَمَّا المنبر الذى رَأَيتَ فِيهِ سَبْعَ دَرَجَاتٍ وَأَنَا فِى أَعْلاهَا دَرَجَةً، فَالْدُّنْيَا سَبْعَةُ آلافِ سَنَةٍ وَأَنَا فِى آخِرهَا أَلْفًا، وَأَمَّا الذى رأيت عَلَى يَمِينِى الآدَمُ الششل. فَذَاكَ مُوسَى عليه السلام إِذَا هـ تَكَلَّمَ يَعْلُو الرِّجَالَ بِفَضْلِ كَلامِ الله (6) ، والذى رأيت عن يسارى التارى الرَّبْعَةُ الْكَثِيرُ خِيلانِ الْوَجْهِ كَأَنَّمَا جُمِّمَ شَعْرُهُ
(1) فى الطبرانى: «تار» ، وفى مجمع الزوائد:«تاز» . والتياز كشداد: القصير الغليظ الشديد. القاموس: 2/174.
(2)
الخيلان: جمع خال وهو الشامة فى الجسد، ومنه كان المسيح- عليه السلام كثير خيلان الوجه. النهاية: 2/9.
(3)
جمم شعره بالماء: أى جعل جمة ويروى بالحاء المهملة. النهاية: 1/179.
(4)
فى الطبرانى: «وإذا أمامك شيخٌ» ، وفى مجمع الزوائد:«وإذا أمامكم شيخ» .
(5)
العجفاء: المهزولة، والشارق: الناقة المسنة. النهاية: 2/214، 3/70.
(6)
فى الطبرانى: «بفضل صلاح الله إياه» .