الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
889- (طُلَيْبُ بن عَرَفَةَ بن عبد الله بن نَاشِبٍ)
(1) /
5574 -
قال أبو قُرَّة: موسى بن طارق، عن المثنى بن الصباح، عن كُلَيْب ابن طليب، عن أبيه: أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعه يقول:«اتَّقِ الله فِى يُسْرِكَ وَعُسْرِكَ» رواه أبو عمر بن عبد البر (2) .
*
(طِهْفَةُ بنُ قيس الغِفَارىّ تقدم)
(3)
890- (طِهْفَةُ بنُ أبى زُهَيْر النَّهْدِىّ)
(4)
خطيب قومه حين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع، وليست له رواية، ولكن روى خطبته، ومخاطبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجوابه له من نمط كلامه من غير وجه، وهو من غرائب الأحاديث كما ستراه.
5575 -
قال أبو نعيم- ومن خطه نقلت-: طهفة بن أبى زهير النهدى من بنى نهد بن زيد خطيب بنى نهد حين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره فى حديث عمران بن حصين.
ثم روى من حديث شريك بن عبد الله الخثعمى عن العوام بن حوشب، عن الحسن بن أبى الحسن البصرى، عن عمران بن حصين، قال: قدم وفد بنى نهد بن زيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام طهية بن أبى زهير بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/94؛ والإصابة: 2/233؛ والاستيعاب: 2/228.
(2)
قال ابن عبد البر: لم يرو عنه غير ابنه كليب، وكليب مجهول، وأورده السيوطى فى الجامع الصغير، وردد مثل كلام ابن عبد البر غير أنه قال: لم يرو عنه إلا ابنه كليب، وهما مجهولان، فيض الغدير: 1/119.
(3)
تقدم فى طخفة بن قيس الغفارى ص 394.
(4)
له ترجمة فى أسد الغابة: 3/96، وقال: طهفة بن زهير النهدى، وقال ابن حجر: طهية بن أبى زهير النهدى. الإصابة: 2/235؛ وله ترجمة فى الاستيعاب: طهفة بن زهير النهدى: 2/239.
فقال يا رسول الله أتيناك من غَوْرَى تهامة على أكوار الميس، ترتمى بنا العيس، نستحلب الصبير، ونستجلب الخبير- النبات-، ونستعضد البرير، ونستخيل الرهام، ونستحيل الجهام من أرض غائلة النطا، غليظة الموطأ، قد نشف المدهن، وتيبس الجعثن، وسقط الأملوج من البكارة، ومات العسلوج وهلك الهدى، ومات الودى، برئنا [إليك] يا رسول الله من الوثن، والعنن، وما يحدث الزمن، لنا دعوة السلام، وشريعة الإسلام ما طما البحر، وقام تعار، لنا نعم همل أغفال ما تبض ببلال، ووقير كثير الرسل، قليل الرسل أصابتهما سنة حمراء موزلة ليس لها علل ولا نهل (1) .
(1) نجمل هنا معانى الغريب فى حديث طهفة، وقد تكرر ذكره فى النهاية، واستعنا بها فى ضبط بعض الكلمات.
- من غورى تهامة: تثنية غور، والغور ما انخفض من الأرض.
- أكوار الميس ترتمى بنا العيس: الأكوار جمع كور بالضم، وهو رحل الناقة بأداته وكأنه السرج وآلته للفرس، والميس: شجر صلب تعمل منع أكوار الإبل ورحالها، والعيس هى الإبل البيض مع شقرة يسيرة.
- نستحلب الصبير، ونستخلب الخبير: ونستحلب الصبير: نستدر السحاب ونستخلب الخبير أى نحصده ونقطعه بالمخلب وهو المنجل والخبير النبات. =
=
…
نستعضد البرير: أى نجنيه للأكل، والبرير تمر الأراك إذا اسود وبلغ، وقيل اسم له فى كل حال.
- ونستخيل الرهام: نستفعل من خلت إخال إذا ظننت أى نظنه خليقًا بالمطر وقد أخلت السحابة وأخيلتها والرهام الأمطار الضعيفة واحدتها رهمة، وقيل الرهمة أشد وقعًا من الديمة.
ونستحيل الجهام: الجهام السحاب الذى فرغ ماؤه، ونستحيله ننظر إليه هل يتحرك أم لا؟ وهو نستفعل من حال يحول إذا تحرك وقيل معناه نطلب حال مطره ويروى بالجيم أى نراه جائلا يذهب به الريح ها هنا وها هنا ويروى بالخاء المعجمة أراد لا نتخيل فى السحاب خالاً إلا المطر وإن كان جهامًا لشدة حاجتنا إليه.
- غائلة النطا: فسرها المصنف.
- نشف المدهن: فسرها المصنف.
- الجعثن: فسرها المصنف، وجاء فى النهاية، فى حديث طهفة: ويبس الجعثن: هو أصل النبات، وقيل أصل الصليان خاصة وهو نبت معروف.
- قال فى النهاية: فى حديث طهفة: سقط الأملوج: هو نوى المقل، وقيل هو ورق من أوراق الشجر يشبه الطرفاء والسرور، وقيل هو ضرب من النبات ورقة كالعيدان وفى رواية: سقط الأملوج من البكارة: جمع بكر، وهو الفتى السمين من الإبل، أى سقط عنها ما علاها من السمن برعى الأملوج، فسمى السمن نفسه أملوجًا على سبيل الاستعارة، هذا وللمصنف تفسير آخر.
- العنن: الاعتراض، يقال عن لى الشىء، أى اعترض كأنه قال: برئنا إليك من الشرك والظلم، قيل أراد به الخلاف والباطل.
- لنا نعم همل أغفال: أى مهملة لا رعاء لها. ولا فيها من يصلحها ويهديها فهى كالضالة، ومعنى أغفال: لا سمات عليها وقيل الأغفال ها هنا التى لا ألبان لها واحدها غفل وقيل الغفل الذى لا يرجى خيره ولا شره.
- تبص ببلال: أى ما يفطر منا اللبن.
…
- ووقير كثير الرسل قليل الرسل: الوقير: الغنم، وقيل أصحابها وقيل القطيع من الضأن خاصة، وقيل الغنم والكلاب والرعاء جميعًا أى أنها كثيرة الإرسال فى المرعى، والرسل: بفتح الراء، وقليل الرسل: بكسر الراء: يريد أن الذى يرسل من المواشى إلى الرعى كثير العدد لكنه قليل الرسل وهو اللبن. وقيل كثير الرسل أى شريد التفرق فى طلب المرعى وهو أشبه، لأنه قال فى أول الحديث: مات الودى وهلك المهدى يعنى الإبل، فإذا هلكت الإبل مع صبرها وبقائها على الجدب كيف تسلم الغنم وتنمى حتى يكثر عددها، وإنما الوجه ما قاله العذرى فإن الغنم تتفرق وتنتشر فى طلب المرعى لقلته.
- أصابتنا سنة حمراء مؤزلة: السنة الحمراء: شديدة الجدب لأن آفاق السماء تحمر فى سنى الجدب والقحط، والأزل: الشدة والضيق ومنه حديث طهفة أى آتية بالأزل ويروى مؤزلة بالتشديد على التكثير، نقول: وهذه الألفاظ موثقة فى النهاية، يذكرها ابن الأثير فيقول: وفى حديث طهفة. النهاية.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِى مُحْضِيهَا ومَحْضِيها. وَمَذْقِهَا وَفِرْقِها، وابْعَثْ رَاعِيهَا فِى الدَّثْر وَيَانِعِ الثَّمَرِ، وَافْجُرْ لَهُم الثَّمَدَ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِى الوَلَدِ، مَنْ أَقَامَ الصَّلاةَ كَانَ مُؤمِنً، وَمَنْ أَدَّى الزَّكَاةَ لَمْ يَكُن غَافِلاً، وَمَنْ شَهدَ أنْ لا إلَهَ إلا الله كَانَ مُسْلِمًا. لكُم- يَا بَنى نَهْد- ودائعَ الشِّركِ، ووضائعُ المُلْكِ مَا لَمْ يَكُنْ عَهْدٌ ولا موعد وَلا تَثَاقُلٌ عَنْ الصَّلاةِ، ولا يُلْطَطْ فِى الزَّكَاةِ، ولا يُلْحَدْ فِى/ الحَيَاةِ، من أقرّ بالإسْلام
فَلَهُ مَا فِى الكِتَاب، ومَنْ أقَرّ بِالجِزْيَةِ فَعَلَيْهِ الرّبْوَة وَلَهُ مِنْ رسولِ الله الوَفَاء بالعهد والذّمة» (1) .
وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع طهية بن أبى زهير. «بِسْم الله الرّحْمن الرّحيم: مِنْ مُحَمّد رسولِ الله إلى بَنِى نَهْد بن زَيدٍ: سَلامٌ عَلَى مَن اتَّبَعَ الهُدَى، وآمَنَ بالله وَرَسُولِه، عليكُم فى الوظيفةِ الفرسضة، ولكُم الفَارِضُ والفَرِيضُ، والضَّأْنُ، والفَلُوّ الضَّبِيسُ، لا يُؤكَلُ كَلَّكُمْ، ولا يُمْنَع سَرْحُكم، ولا يُحبس درَكم، ولا يعضد طَلْحُكم، ما لم تُضْمِرُوا الرِّفَاقَ، وتَأكُلُوا الرِّبَاقَ» (2) .
(1) شرح القريب الذى ورد فى الخبر:
- بارك لهم فى محضها ومخضها: أى الخالص والمخموض وهو ما مخض وأخذ زبده. والمخض تحريك السقاء الذى فيه اللبن ليخرج زبده.
- مذقها وفرقها: المذق المزج والخلط، يقال مذقت اللبن فهو مذيق إذا خلطته بالماء. وفرقها بكسر الفاء وبعضهم بفتحها: مكيار يكال به اللبن.
- وابعث راعيها فى الدثر: وهى غير واضحة بالمخطوطة. وما أثبتناه بالرجوع إلى النهاية: الخصب والنبات الكثير.
- افجر لهم الثمد: الثمد بالتحريك الماء القليل، أى افجره لهم حتى يصير كثيرًا.
- الربوة: أى من تقاعد عن أداء الزكاة، فعليه الزيادة فى الفريضة الواجبة عليه كالعقوبة
له.
- ويروى: من أقر بالجزية فعليه الربوة أى من امتنع عن الإسلام لأجل الزكاة عليه من الجزية أكثر مما يجب عليه بالزكاة.
(2)
شرح الألفاظ التى وردت فى كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- لكم فى الوظيفة الفريضة: أى الهرمة المسنة، يعنى هى لكم لا تؤخذ منكم فى الزكاة، ويروى: عليكم فى الوظيفة الفريضة أى فى كل نصاب ما فرض فيه وهى رواية المصنف.
- لكم الفارض والفريض: المسن من الإبل.
- الفلو الضبيس: المهر العسر الذى لم يرض.
- لا يوكل كلكم: أى لا يوكل إليكم عاليكم، وما تطيقوه، ويروى أكلكم أى لا يفات عليكم مالكم.
- لا يمنع سرحكم: الشرح والسارح والسارحة الماشية، لا تمنع ماشيتكم من مرعى تريدونه.
- لا يحبس دركم: أى ذوات الدر، أراد أنها لا تحشر إلى المصدق ولا تحبس عن المرعى إلى أن تجتمع الماشية ثم تعد لما فى ذلك من الإضرار بها.
- لا يعضد طلحكم: لا يقطع الطلح وهو شجر عظام من شجر العضاه.
قال أبو نعيم: روى ليث بن أبى سُلَيم، عن حبة [العرنى] عن حذيفة [بن اليمان] نحوه (1) .
تفسير ما فيه من الغريب بمقلوبها ملخصًا عن أبى نعيم وابن الأثير.
الصًّبِيرُ: السحاب المتفرق.
والرهام: القداح.
والجهام: السحاب الذى قد هراق ماءه.
والمدهن: [نقرة فى الجيل يجتمع فيها الماء] .
والجعثن: عروق الشجر.
وقوله: غائلة النطا: أى بعيدة المسافة.
وقوله: قد سقط الأُمْلُوجُ من البكارة أى قد هزلت الأبكار، فسقطت من أيديهن الدمالجَ من الجهد، وقيل الأُمْلُوجُ نوى المقل.
وقيل: نبات.
والعسلوج: عود الشجرة الذى يورق.
والودى: الفسيل.
والعنن: الخلاف.
ووقير: الرسل من الغنم ليس لها أولاد، وهى شديدة الرعى من الجوع.
طما البحر: أى ارتفع بأمواجه.
وتعار: اسم جبل.
(1) يراجع أسد الغابة: 3/96، واشار إليه فى الإصابة وأشار إلى طرق ضعيفة منه: 2/236.