الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو موسى المدينى: وقد رواه سعيد القرشى، عن عبد الله بن أحمد، عن عباس بن يزيد، عن عبد الرازق فخالف فيه خلافًا بعيدًا، وقال:«نِعْمَ الْمُرْضِعُونَ أَهْلُ نَعْمَانَ» ونعمان/ وادٍ بعرفات، وزعم سعيد أنه لا صحبة لطلحة بن داود هذا، فالله أعلم (1) .
(1) أسد الغابة: 3/84؛ والإصابة باختصار: 2/228.
879- (طلحة بن عبيد الله: أبو محمدٍ رضي الله عنه
-) (1)
مناقب طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعبٍ بن سعدٍ ابن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشى: أبى محمدٍ التيمى، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
بنص الحديث الصحيح المروى من طرق متعددة كما أوردناها فى ترجمته فى كتابنا التاريخ عند مقتله يوم واقعة الجمل، فى جمادى الآخرة سنة ستٍ وثلاثين، وقد استكمل من العمر يومئذٍ أربعًا وستين سنة رضي الله عنه.
وكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد السنة أصحاب الشورى الذين نص عليهم عمر، وقال توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عنهم راضٍ، وأحد الخمسة الذين أسلموا من سادات الصحابة على يدى أبى بكر الصديق، وكان يقال له ولأبى بكر: القرينان، لأن نوفل بن خويلدٍ ابن العدوية قرنهما فى حبلٍ ليمنعهما من صلاتهما حين بلغه إسلامهما،
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/85؛ والإصابة: 2/229؛ والاستيعاب: 2/219؛ والطبقات الكبرى: 3/152؛ والتاريخ الكبير: 4/344؛ وتهذيب التهذيب: 5/20.
وكان يقال له طلحة الخير، وطلحة الجودِ، وطلحة الفياض، وقد شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بدرًا، فإنه كان بالشام، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه، وأجره، وقد أبلى يوم أحد بلاءًا حسنًا، وأصيبت يده يومئذٍ، ورقاها رسول الله.
وكان جماعة من الصحابة يقولون عن يوم أحدٍ: ذاك يوم كان كله لطلحة، ولما طأطأ لرسول الله صلى الله عليه وسلم لينهض على تلك الصخرة يوم أحد. قال:«أَوْجَبَ طَلْحَةُ» وسيأتى من رواية ابى موسى عنه، قال: سمَّانى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحدٍ طلحة الخير، ويوم حنين طلحة الجودِ، ويوم العسرة طلحة الفياض.
5483 -
ومن حديث ابنيه موسى وعيسى عنه الحديث الآخر: «طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ» وفى الحديث الآخر: «طَلْحَةُ والْزُبَيْر جَارَاىَ فى الجنَّة» رواه الترمذى من حديث عقبة بن علقمة، عن على مرفوعًا (1) وجاء من غير وجه عن علىّ: إنى لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان ممن قال الله تعالى {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} (2) .
5484 -
وروى حماد بن سلمة عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب أن رجلاً نال من هؤلاء (3) فدعا عليه سعد فجاءت بختية فتخبطته حتى قتلته/.
(1) الخبر أخرجه الترمذى فى مناقب طلحة، صحيح الترمذى: 5/644؛ وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
(2)
آية 47 سورة الحجر.
(3)
الخبر أورده ابن الأثير بسنده: أن رجلاً كان يقع فى علىّ وطلحة والزبير، فجعل سعد بن مالك- ابن أبى وقاص- ينهاه، ويقول: لا تقع فى إخوانى، فأبى، فقام سعد فصلى ركعتين، ثم قال: اللهم إن كان مسخطًا لك فيما يقول فأرنى فيه آفة. . . إلخ. أسد الغابة: 3/89.
5485 -
وقال البغوى: حدثنا داود بن رشيدٍ، حدثنا مكى بن إبراهيم، عن الصلت بن دينار، عن أبى نضرة، عن جابر مرفوعًا: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِى عَلَى رِجْلَيْهِ فَلْيَنْظُر إلى طَلْحَة بنِ عُبَيْدِ الله.
ولما قتل يوم الجمل فى العاشر من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين رماه رجل (1) فى ركبته، فانتظم مع ساقه بطن الفرس، فجمع به، فجعل يقول: إلى عباد الله، فأنزل عنه، فمات فى المعركة، وجاء علىِّ بعد الواقعة فجعل يمسح التراب عن وجهه، وجعل يقول: يعز على أبا محمد أن أراك مجدلاً تحت نجوم السماء، ثم قال: إلى أشكو عجرى وبجرى (2) .
ثم دفن هناك، ثم لما قدمت ابنته: عائشة البصرة رآه رجل فى المنام، فشكا إليه نداوة قبره، فنطروه بعد نيف وثلاثين سنة، فما وجدوا قد تغير فيه سوى شعيرات من لحيته أكرمه الله وأرضاه، ورضى عنه، ودفن بالبصرة فى قبر اشترى له بها (3) .
روى عنه بنوه: إسحاق، وعمران، وعيسى، ومحمد، وموسى، ويحيى، وإبراهيم بن الحارث (4) ، وجابر بن عبد الله، والحارث بن عبد الرحمن (5) ، وربيعة بن الهدير، وعامر الشعبى- ولم يسمع منه-،
(1) فى الخبر الذى أورده ابن الأثير أن الذى رماه فى ركبته هو مروان بن الحكم. أسد الغابة: 3/88.
(2)
عجرى وبجرى: همومى وأحزانى. النهاية: 1/60.
(3)
فى خبر سعد قال: اشتروا دارًا من دور أبى بكرة فدفنوه بها، الطبقات الكبرى: 3/159.
(4)
لم يرد ذكره فيمن روى عنه، مع أن المصنف أشفع ذكره بقوله، وقد تقدم على الجميع، يراجع تهذيب التهذيب: 5/20.
(5)
الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد أرسل عن طلحة. تهذيب التهذيب: 2/147.