الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الْفَصْلُ الثَّالِثُ:
932 -
[14] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الأَوْفَى إِذَا صَلَّى عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ، وَأَزْوَاجِهِ أُمُّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَذُرِّيَّتِهِ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَحيدٌ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: 982].
933 -
[15] وَعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْبَخِيلُ (1) الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ. [ت: 3546، حم: 1/ 201].
ــ
الفصل الثالث
932 -
[14](أبو هريرة) قوله: (أن يكتال) بفتح الياء وضمها، أي: الأجر والثواب، وتخصيصه بالماء من حوضه كما قيل، لا دليل عليه.
وقوله: (إذا صلى علينا) جملة شرطية وقعت جزاء للشرط الأول، ودل الحديث على أن الأزواج من أهل بيته صلى الله عليه وسلم، وهو ظاهر لا حاجة إلى إثباته.
وقوله: (أهل بيته) إن عطف على (ذريته) فهو تعميم بعد تخصيص، وإن عطف على مجموع الأزواج والذرية، فهو في حكم العطف التفسيري، إلا أن يحمل (أهل البيت) على المعنى الأعم، وهو من يحرم عليهم الصدقة.
933 -
[15](علي رضي الله عنه) قوله: (البخيل الذي من ذكرت) الموصول الثاني
(1) في نسخة: "الدنيء".
934 -
[16] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نائِيًا أُبْلِغْتُهُ"(1). رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي "شعب الإيمَان". [شعب: 1481].
935 -
[17] وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَلَائِكَتُهُ سَبْعِينَ صَلَاةً. رَوَاهُ أَحْمَدُ. [حم: 2/ 187].
ــ
مزيد للتأكيد، وقد جاء في قراءة شاذة:(الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مَنْ قَبْلِكُمْ) بفتح ميم (من)، واللام في (البخيل) للجنس محمول على الكمال، فإنه يبخل في أداء حق مَنْ نعمه واصلة إليه في الدنيا والآخرة، بحيث لا يعد ولا يحصى، وهو في الحقيقة يبخل عن نفسه، ويمنعها من اكتيال الثواب الأوفى بعمل يسير، ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه؛ لأن إرادة الصلاة للنبي صلى الله عليه وسلم إرادة رحمة وخير للمؤمنين كلهم، إذ هو واسطة وميزاب ماء الرحمة الواصل إلى الكل كما قيل، وهذا دعاء شامل للبرية، فكان تركه الصلاة بُخْلًا ليس فوقه بخل، فافهم، وباللَّه التوفيق.
934 -
[16](أبو هريرة) قوله: (من صلى عليّ عند قبري) الحديث يؤيد ما ذكرنا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (ما من مسلم يسلم علي) من الفرق بين صلاة الزائرين وغيرهم.
935 -
[17](عبد اللَّه بن عمرو) قوله: (سبعين صلاة)(2) من باب مضاعفة الثواب، كما أشرنا في قوله صلى الله عليه وسلم:(عشرًا)، فيجوز من فضل اللَّه تعالى أن يضاعف أكثر
(1) في نسخة: "بُلِّغْتُهُ".
(2)
قال القاري: وَلَعَلَّ هَذَا مَخْصُوصٌ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، إِذْ وَرَدَ: أَنَّ الأَعْمَالَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا، وَلِهَذَا يَكُونُ الْحَجُّ الأَكْبَرُ عَنْ سَبْعِينَ حَجَّةً. "مرقاة المفاتيح"(2/ 750).
936 -
[18] وَعَنْ رُوَيْفِعٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْزِلْهُ الْمَقْعَدَ الْمُقَرَّبَ عِنْدَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي". رَوَاهُ أَحْمَدُ. [حم: 4/ 108].
937 -
[19] وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلَ نَخْلًا، فَسَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ تَوَفَّاهُ، قَالَ: فَجِئْتُ أَنْظُرُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: "مَا لَكَ؟ " فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ. قَالَ: فَقَالَ: "إِنَّ جِبْرَئِيلَ عليه السلام قَالَ لي: أَلا أُبَشِّرُكَ أَنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ لَكَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ. . . . . .
ــ
من ذلك إلى سبع مئة، كما ورد في مضاعفة أجر الحسنات، وزِيْدَ ههنا صلاة الملائكة، وهم تابعون لأمر اللَّه وفعله، فإذا صلى اللَّه عليه صلى كُلُّ شَيْءٍ.
936 -
[18](رويفع) قوله: (اللهم أنزله المقعد المقرب) قيل: هو المقام المحمود، وقيل: هو مقعده من الجنة، ومنزلته التي لا منزلة فوقها.
937 -
[19](عبد الرحمن بن عوف) قوله: (حتى دخل نخلًا فسجد) وفي رواية: (فتوجه نحو صدقته) أي: النخيل الذي جعله صدقة (فدخل فاستقبل القبلة فخرَّ ساجدًا)، وجاء في حديث آخر:(أنه كان في جبل سلع)، ولعله كان في واقعة أخرى، واللَّه أعلم.
وقوله: (حتى خشيت أن يكون اللَّه تعالى قد توفّاه) وزاد في رواية: (فبكيت فرفع رأسه).
وقوله: (فذكرت ذلك) أي: الذي خشيته.
وقوله: (ألا أبشرك أن اللَّه) بالفتح والكسر.