الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُرِيعًا، نافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ" قَالَ: فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: 1169].
*
الْفَصْلُ الثَّالِثُ:
1508 -
[12] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُحُوطَ الْمَطَرِ، فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ، فَوُضِعَ لَهُ فِي الْمُصَلَّى، وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَبَّرَ وَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ. . . . .
ــ
غير ضار، (مريعًا) أي: آتيًا بالريع والخصب، يقال: أمرعت الأرض: إذا أخصبت، ويروى (مُرْبِعًا) بضم الميم وكسر الباء، أي: منبتًا للربيع، و (مرتعًا) بالفوقانية أي: منبتًا ما يرتع الإبل.
وقوله: (فأطبقت) بلفظ المجهول (1) أي: ملأت (السماء) أي: السحاب، أي: عمَّهم المطر.
الفصل الثالث
1508 -
[12](عائشة) قوله: (قحوط المطر) مصدر بمعنى القحط أو جمعه، وفي (القاموس) (2): القحط: احتباس المطر، قحط العام كمنع وفرح.
وقوله: (حين بدا) بالألف من البدو، هوالصحيح، وجعل في بعض النسخ (بدأ) بالهمزة، و (الجدب) بالجيم المفتوحة وبالدال المهملة الساكنة: القحط.
(1) قال القاري (3/ 1110): عَلَى بِنَاءِ الْفَاعِلِ، وَقِيلَ: بِالْمَفْعُولِ.
(2)
"القاموس المحيط"(ص: 628).
وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَنْ تَدْعُوهُ، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ"، ثُمَّ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ"، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَلَمْ يَتْرُكِ الرَّفْعَ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إِبِطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، وَقَلَبَ أَوْ حَوَّلَ رِدَاءَهُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَنَزَلَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَنْشَأَ اللَّهُ سَحَابَةً، فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَلَمْ يَأْتِ مَسْجدَهُ حَتَّى سَالَتِ السُّيُولُ، فَلَمَّا رَأَى سُرْعَتَهُمْ إِلَى الْكِنِّ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، فَقَالَ: "أَشْهَدُ أَنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،
ــ
وقوله: (استئخار المطر) أي: تأخر تأخرًا بعيدًا.
وقوله: (عن إبان) بكسر الهمزة وتشديد الباء، وفي (القاموس) (1): إبان الشيء: حينه أو أوله، أورده في باب (الأبن) دون (الأبِّ)، فيعلم منه أن نونه أصلية، وإضافته إلى الزمان من إضافة الخاص إلى العام إن كان بمعنى الحين، أو بمعنى اللام إن كان بمعنى أول، قال:
وسبحاتُ الخير له مطر
…
فإذا جاء الإبَّانُ تَجِي
وقوله: (وبلاغًا إلى حين) أي: زمان طويل، أي: نتبلغ ونتوصل به إلى مطلوبنا، أي: يكمل ويتم انتفاعنا به، والبلاع: ما يتبلغ به إلى المطلوب.
وقوله: (وبرقت) بفتح الباء والراء، وأما بكسر الراء فبمعنى تحيَّر، ومنه قوله تعالى: و {بَرِقَ الْبَصَرُ} [القيامة: 7] و (الكن) بكسر الكاف: وقاء كل شيء وستره،
(1)"القاموس المحيط"(ص: 1082).
وَأَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: 1173].
1509 -
[13] وَعَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا قُحِطُوا اسْتَسْقَى بِالعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نبَيِّنَا فَاسْقِنَا. قَالَ: فَيُسْقَوْنَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. [خ: 1010].
ــ
والأبنية والمساكن (1).
1509 -
[13](أنس) قوله: (فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا) بفتح التاء وضمها، والأول أفصح، وروي أنه كان العباس يقول حينئذ: اللهم إنهم توسلوا إلى بقرابة نبيك، فلا تخب ولا تخجل شيبتي عندهم (2).
(1) ثم المذكور في هذا الحديث الخطبة قبل الصلاة وهو غريب، وفي الرواية السابقة بعد الصلاة، قال القاري:(3/ 1112): قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ (2/ 94): وَذَلِكَ الْكَلَامُ السَّابِقُ هُوَ الْمُرَادُ بِالْخُطْبَةِ كَمَا قَالَهُ بَعْضُهُمْ، وَلَعَلَّ الإِمَامَ أَحْمَدَ أَعَلَّهُ بِهَذِهِ الْغَرَابَةِ أَوْ بِالِاضْطِرَابِ، فَإِنَّ الْخُطْبَةَ فِيهِ مَذْكُورَةٌ قَبْلَ الصَّلَاةِ، وَفِيمَا تَقَدَّمَ بَعْدَهَا، انتهى.
واختلفوا في الجمع بينهما، ومختار الأئمة الذين قالوا بالصلاة فيها أنها تقدم على الخطبة، فقيل: رواية أبي داود هذه شاذة، وفي "البداية" عكسه، فقال: من ذكر الخطبة ذكر في علمي قبل الصلاة، وقال الطحاوي: رأيت خطبة الاستسقاء أشبه بالعيد، وجمع الحافظ بأنه دعا أولًا، ثم صلى ثم خطب، فذكر كل راو أحدهما، كذا في "الأوجز"(4/ 140)، و"بذل المجهود"(5/ 283).
(2)
قَالَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ:
بِعَمِّي سَقَى اللَّهُ الْبِلَادَ وَأَهْلَهَا
…
عَشِيَّةَ يَسْتَسْقِي بِشَيْبَتِهِ عُمَرُ
تَوَجَّهَ بِالْعَباسِ بِالْجَدْبِ دَاعِيًا
…
فَمَا جَازَ حَتَّى جَاءَ بِالدِّيمَةِ الْمَطَرُ
قَالَ ابْنُ حَجَر: وَاسْتَسْقَى مُعَاوِيَةُ بِيَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَسْقِي بِخَيْرِنَا وَأَفْضَلِنَا، =