الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الْفَصْلُ الثَّالِثُ:
1100 -
[16] عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم-يَقُول: "اسْتَوُوا اسْتَوُوا اسْتَوُوا (1)، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي كَمَا أَرَاكُم مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: 666].
1101 -
[17] وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَعَلَى الثَّانِي؟ قَالَ: "إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَعَلَى الثَّانِي؟ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وعَلى الثَّانِي؟ قَالَ: "وعَلى الثَّانِي"، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، وَحَاذُوا بَيْنَ مَنَاكِبِكُمْ،
ــ
الفصل الثالث
1100 -
[16](أنس) قوله: (كما أراكم من بين يدي) ظاهر في الرؤية البصرية.
1101 -
[17](أبو أمامة) قوله: (وعلى الثاني) الظاهر أن المراد به غير الأول، أو الثاني حقيقة لكونه مماثل الصف الأول، فافهم. فإن قلت: قوله صلى الله عليه وسلم: (إن اللَّه وملائكته يصلّون على الصف الأول) خبر فما معنى قولهم: (وعلى الثاني)، قلنا: هو في معنى طلب كون الثاني كذلك، وسؤاله صلى الله عليه وسلم من اللَّه عز وجل أن يصلي عليهم أيضًا؛ لأنهم قد يُسبقون من غير تقصير منهم.
(1) قوله: "اسْتَوُوا" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لِلتَّأْكِيدِ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ وَقَعَ إِجْمَالًا، وَالثَّانِيُّ لِأَهْلِ الْيَمِينِ، وَالثَّالِثُ لِأَهْلِ الْيَسَارِ. "مرقاة المفاتيح"(3/ 853).
وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ فِيْمَا بَيْنَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْحَذَفِ" يَعْنِي: أَوْلَادَ الضَّأْنِ الصِّغَارِ. رَوَاهُ أَحْمَدُ. [حم: 5/ 262].
1102 -
[18] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَين الْمَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَهُ قَطَعَهُ اللَّهُ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَرَوَى النَّسَائِيُّ مِنْهُ قَوْلَهُ:"وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا" إِلَى آخِرِهِ. [د: 666، ن: 819].
1103 -
[19] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَوَسَّطُوا الإِمَامَ وَسُدُّوا الْخَلَلَ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: 681].
ــ
وقوله: (ولينوا) بالتخفيف، وقد يشدد، أي: مناكبكم، والصواب هو الأول كذا قيل.
1102 -
[18](ابن عمر) قوله: (وروى النسائي منه) أي: من هذا الحديث، و (من) تبعيضية.
1103 -
[19](أبو هريرة) قوله: (توسطوا الإمام) أي: اجعلوا وسطًا بينكم بأن تقفوا في الصفوف خلفه عن يمينه وشماله هكذا فسروه، ولكن التوسط الوقوع في الوسط، قال في (القاموس) (1): وسطهم وسطًا ووَسِطة: جلس وسطهم كتوسَّطَهم، والظاهر في المعنى الذي أرادوا وسطوا الإمام من التوسيط، واللَّه أعلم.
(1)"القاموس المحيط"(ص: 637).
1104 -
[20] وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عَنِ الصَّفِّ الأَوَّلِ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: 679].
1105 -
[21] وَعَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يُصَلِّي خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. [حم: 4/ 228، ت: 231، د: 682].
* * *
ــ
1104 -
[20](عائشة رضي الله عنها) قوله: (حتى يؤخرهم اللَّه في النار) أي: يؤخرهم عن الخيرات ويدخلهم في النار، أي: يؤخرهم اللَّه واقعين في النار، ويمكن أن يكون المعنى يوقعهم في أسفل النار، واللَّه أعلم.
1105 -
[21](وابصة بن معبد) قوله: (وابصة) بكسر الموحدة وبالمهملة (ابن معبد) على لفظ محل العبادة.
وقوله: (فأمره أن يعيد الصلاة) تغليظًا وتشديدًا على التأخر (1).
وقوله: (حديث حسن) وصححه ابن حبان والحاكم، ويوافقه ظاهر الخبر الصحيح أيضًا:(لا صلاة للذي خلف الصف)، كذا في شرح الشيخ، وعند أحمد وكذا عند النخعي وحماد وابن أبي ليلى ووكيع رحمهم الله تبطل صلاة المنفرد عن الصف
(1) هذا على مذهب مالك والشافعي وأصحاب الرأي، كما في "بذل المجهود"(3/ 632)، أو اسْتِحْبَابًا لِارْتِكَابِهِ الْكَرَاهَةَ. "مرقاة المفاتيح"(3/ 855).