الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسئلة وأجوبة
النقود في التاريخ
س - بغداد - سائل: ما رأي لغة العرب في (العملة) وتأريخها وتطورها وهل هي قديمة أو حادثة؟ وبماذا كان يتعامل الناس قبل المسبح بألف سنة!!
ج - يؤخذ من المأثورات الإغريقية التي أثبتتها المكشوفات الأثرية أن أقدم النقود لا تتعدى المائة السابعة قبل الميلاد أما قبل ذلك فكانت المعاملة تجري بقطع الذهب والفضة وسائر المعادن من غير أن يكون عليها علامة خاصة ثم تطور شكلها بتقدم الحضارة فطبعت كل إمارة على كل قطعة منها علامة لتعرف بها وبصحة جوهرها. وقد ألف الغربيون كتبا قائمة بنفسها في تاريخ نقود كل بلد بل شحنوا مؤلفات ضخمة بصور النقود التي كانت معروفة في العصور السابقة وبتاريخ كل منها.
والعملة (كغرفة) بمعنى النقود من كلام عوام سورية ومصر ولم ترد في كلام فصيح. وسميت بذلك - على ما جاء في محيط المحيط - اشتقاقا من العملة وهي أجرة العمل لأنها تعطى أجرة للعمل. وأحسن من العملة بمعنى النقود (المعاملة) لأنه يتعامل بها. وهي أيضاً عامية أو مولدة إلا إنها وردت في كتب بعض المولدين أقدم من كلمة عملة والأحسن أن يقال النقود.
اصطلاحات علمية حديثة
س - بغداد - روزق عيسى: قرأت مقالة بديعة في العدد ال 69 من البلاغ الأسبوعي بقلم الكاتب المتفنن عباس محمود العقاد بعنوان (الأحساسية في التصوير) وقد جاء فيها بعض مفردات إنكليزية عربها صاحب المقالة تعريبا معنويا كقوله:
الأحساسيون المحدثون -
التقسيميون
الدواميون
التعبيريون
المستقبليون
ما بعد الأحساسية -
الوحشية
فهل تستصوبون هذا التعريب الذي جرى على منواله فريق من كتاب العربية اليوم وهل في العربية ألفاظ تقوم مقام تلك المفردات؟
ج - أحسن من الدواميين الدواريون وكلتاهما بضم الدال وتشديد الواو. ولا نفضل دواريين على دواميين إلا لأن دوارين أقرب إلى فهم العامة. أما الدواميون فقد يتوهم فيها القارئ إنها منسوبة إلى الدوام بخلاف الدواريين فليس فيها ما يدفع إلى الوهم. وإما المستقبليون (أن لم يقع في النقل وهم) فليس صحيحا لأن ما ينتهي باللغات الإفرنجية بأحرف يفسر (بالذهب أو الطريقة) أو أن يؤنث اللفظ المنسوب فيقال مثلا المستقبلية بمعنى مذهب المستقبليين لكن لا يقال أبدا (مستقبلون)(كذا) بمعنى وما بقي فهو من الترجمة الصحيحة في نظرنا.
ذهني وخارجي
س - بغداد - ح. خ: ما هما الكلمتان المقابلتان للحرفين الإفرنجيين
وج - ويقابله في لساننا الذهني والثاني يقابله في لغتنا الخارجي قال أبو البقاء في كلياته عن الأول: الذهن: القابلية. والفهم الإدراك وقد يطلق الذهن. ويراد به قوتنا المدركة وهو الشائع. وقد يطلق ويراد به القوة المدركة مطلقا. سواء كانت النفس الناطقة الإنسانية أو آلة من الآن إدراكها أو مجرد آخر. وهذا المعنى هو المراد في (الوجود الذهني) وكذا الخارج يطلق على معنيين: أحدهما الخارج عن النحو الغرضي من الذهن. لا من الذهن مطلقا والخارج بهذا المعنى اعم من الخارج بالمعنى الأول لتناوله له وللنحو الغير الغرضي من الذهن وهو المراد من الخارج في قولهم: صحة الحكم مطابقته لما في الخارج
فالموجود الخارجي على نحوين: أحدهما الحصول بالذات لا بالصورة، وذلك الحصول اعم من الوجود في نفس الأمر من وجه لتحقق الأول بدون الثاني في المخترعات الذهنية وبدون الأول في الموجودات الخارجية. ثم الموجود في الذهن عند المثبتين للوجود الذهني هو نفس الماهيات التي توصف بالوجود الخارجي والاختلاف بينهما بالوجود دون الماهية.
ولهذا قال صاحب المحاكمات: الأشياء في الخارج أعيان. وفي الذهن صور. انتهى كلام أبي البقاء.
فأنت ترى من هذا أن تعريف كل من الذهني والخارجي تعريف صحيح على ما يفهمه الإفرنج في هذا العهد، ولا نعرف للحرفين المذكورين كلمتين أخريين ومن يعرفهما فليذكرهما لنا فنكون له من الشاكرين. بشرط أن ينقل كلام الأقدمين بنصه واسم الكتاب الذي ورد فيه مع أسم مؤلفه. ولو وجد غير هذين اللفظيين لذكرهما لنا صاحب الكليات نفسه.
س - ومنه - ما الكلمة العربية المقابلة للإفرنجية
ج - للإفرنجية معنيان؛ المعنى الأول إنها تفيد (بلا خبرة أو اختبار) معتمدا المتكلم في ما يقوله على العقل أو على دليل ظاهر قد سبق التسليم به وهذا يقابله قولنا: (عقليا) أو آنفا بضم الأولين. والثاني يأتي مقابلا لقولهم فيقال حينئذ استئنافا وللفظة الثانية الإفرنجية (استنتاجا) أو (اختبارا) أو أن يقال بازاء الإفرنجية: (سباقا ولحاقا) وهي أشهر ما جاء في كلام المتكلمين والفقهاء وعرفهما اللغويون، فليحتفظ بهما.
جمع المصدر وجمع جهد على جهود
س - مصر القاهرة - س. ب. م -: هل تجوزون جمع المصدر وهل توافقون على أن يجمع جهد على جهود، وهل ورد في كلام الأقدمين؟
ج - جمع المصدر لا يجوز كما صرح به النحاة واللغويون وكما ترونه مدونا في جميع المصنفات التي تتعرض لهذا الموضوع. قال في المصباح في مادة ق ص د: بعض الفقهاء جمع القصد على قصود. وقال النحاة: المصدر المؤكد، لا يثنى ولا يجمع. لأنه جنس والجنس يدل بلفظ ما دل عليه الجمع من الكثرة فلا فائدة في الجمع، فإن كان المصدر عددا كالضربات، أو نوعا كالعلوم والأعمال،
جاز ذلك لأنها وحدات وأنواع جمعت، فتقول: ضربت ضربين، وعلمت علمين، فيثنى لاختلاف النوعين، لأن ضربا يخالف ضربا في كثرته وقلته، وعلما يخالف علما في معلومه ومتعلقه، كعلم الفقه، وعلم النحو، كما: تقول عندي تمور، إذا اختلفت الأنواع، وكذلك الظن يجمع على ظنون لاختلاف أنواعه، لأن ظنا يكون خيرا وظنا يكون شرا - وقال الجرجاني: ولا يجمع المبهم إلا إذا أريد به الفرق بين
النوع والجنس، واغلب ما يكون فيما ينجذب إلى الاسمية نحو العلم والظن ولا يطرد. إلا تراهم لم يقولون في قتل وسلب ونهب (المصادر): قتول وساوب ونهوب - وقال غيره: لا يجمع الوعد لأنه مصدر. فدل كلامهم على أن جمع المصدر موقوف على السماع، فإن سمع الجمع عللوا باختلاف الأنواع، وإن لم يسمع عللوا بأنه مصدر، أي باق على مصدريته وعلى هذا فجمع القصد موقوف على السماع. وإما المقصد فيجمع على مقاصد. أهـ كلام صاحب المصباح.
قلنا: لم يسمع جهد جمع على جهود لكن اليوم أكثرت منه الصحف والمجلات والكتب، فالأحسن القول بجمعه وإن لم يسمع عن الفصحاء فيسابق العهد، لأن (إجماع فصحاء العصر كإجماع فصحاء الأقدمين، ولماذا يجوز لقوم واحد أن يقولوا كذا ولا يسمح لأبنائهم أن يتبعوهم؟
ونحن نجوز كل ما استعمله (فصحاء المولدين والمحدثين والعصريين) وإن خالف صريح نصوص الأقدمين القائلين بمنعه. هذا رأينا الفائل يقول به من يشاء ويضرب به عرض الحائط من يشاء ولا نلزم أحدا باتباعه.
المتولي الفقيه
س - الكاظمية - مصطفى جواد: قرأت في المرشد (3: 104) مقالة بعنوان آثار (كذا أي آثار) بغداد هذه العبارة: (. . . ولما كنت قد وقفت على حقيقتهما (حقيقة المدرسة التاجية وصاحب قبر الشيخ أبي اسحق المدفون فيها) بعد البحث والاستقراء الدقيقين أردت بمقالي هذا أن أبين الحقيقة لمن تهمه هذه المباحث) ثم يقول في ص 106 ما هذا حرفه: (ومنهم (من المدفونين في التاجية) أبو سعيد عبد الرحمن بن مأمون ابن (كذا أي بن) علي المعروف
بالمتولي الفقيه الشافعي مدرس المستنصرية المتوفى (كذا. أي المتوفى بياء غير منقوطة) سنة 478هـ. . .) أفهذا كلام صحيح؟
ج - كنية المتولي الفقيه أبو سعد لا أبو سعيد (كما ذكره ابن خلكان في الجزء 1: 392 من طبعة بولاق). وإما إنه كان مدرسا في المستنصرية فهذا لا يمكن لأن هذه المدرسة أنشئت سنة 325هـ (1227م) راجع هذا الجزء من مجلتنا ص 354) وأبو سعد توفي سنة 478هـ وعليه يكون الصواب: (مدرس النظامية) كما قال ذلك ابن خلكان في الجزء والصفحة
اللذين ذكرناهما. فعسى أن يصلح الغلط في جزء تال من المرشد ذهابا إلى الحق.
الأصنوجة والدوالقة أو الزوالقة
س - زحلة - س. م: قرأت في (البستان) ومحيط المحيط وفي كثير من المعاجم هذه العبارة وهي: الأصنوجة: الدوالقة من العجين، ولما نقرت عن الدوالقة في الدواوين لأعرف معناها لم أجدها. فهل لكم أن تذكروها لنا؟
ج - لم يفسرها أحد تفسيرا واضحا. فقد قال صاحب اللسان: الأصنوجة: الزوالقة من العجين ولم يذكر معنى الزوالقة في موطن من المواطن بل قال الناشر في الحاشية: هكذا بالأصل. وفي القاموس: الدوالقة بالدال. وحرره. أهـ. وكذلك لم يفسرها صاحب التاج. وقال في الأوقيانوس: الأصنوجة وزان أضحوكة: خيط الخمير الذي يمتد طولا عندما يعجن فيكون كخيوط الحلوى (المعروفة عند الترك) بكتان حلواسي (ويسميها أهل العراق شعر بنات). أهـ. وعندنا أن الكلمة المفسرة للأصنوجة هي الدمالقة وهي القطعة المستديرة من العجين تكون بكبر الصنج وقبل أن تلصق بالتنور فالدمالقة مشتقة من الدمالق للحجر المستدير والدمالق من الدمالج أو لغة فيه والدمالج جمع دملج للحلي المستدير الذي يلبس في العضد كما أن الأصنوجة مشتقة من الصنج لمشابهة العجينة الصنج المستدير. وسبب التسمية في اللفظيين واضح كما لا يخفى على الباحث اللغوي، أما المستشرقون فلم يهتدوا إلى المعنى بتاتا ففريتغ ذكر الاصنوجة وقال (الدوالقة من العجين) بحروف عربية ولم يفسرها. وقال فرنسيس جونصن: الأصنوجة هي المعجن الذي فيه العجين (كذا) فتأمل.