المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب المكاتبة والمذاكرة - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٦

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 55

- ‌سنتنا السادسة

- ‌منارة جامع سوق الغزل

- ‌جامع سوق الغزل غير جامع الرصافة

- ‌ذكر جامع الخليفة

- ‌منطق المنطق

- ‌من هو الأولى بوضع الأسماء

- ‌استحالة الإحاطة بمناحي لغة واحدة

- ‌الخط الخصوصي

- ‌أوابد الشهود

- ‌محمد مهدي العلوي

- ‌مخطوط قديم في غريب الحديث

- ‌اليمن وتقدمها

- ‌غادة بابل

- ‌الشيخ علي سالم الصباح

- ‌فوائد لغوية

- ‌اعتراض

- ‌الختام

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌روضة خوان

- ‌الشفع

- ‌المونسون

- ‌الزنبرك أو الزنبورك

- ‌البياسرة

- ‌باب القريظ

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 56

- ‌الدرويش

- ‌خزائن زنجان (في إيران)

- ‌نيرب ومكشوفاتها

- ‌تعريف الآلهة الواردة أسماؤها في نصبي نيرب

- ‌تأثير اللغات السامية في اللغات الإفرنجية الحديثة

- ‌خاتم الأمان

- ‌منديل الأمان

- ‌عبد الوهاب الجوادي الموصلي

- ‌نبذتان من تاريخ الموصل

- ‌في حفر المكشوف

- ‌الوأقة

- ‌كلمة في الشعر

- ‌ساعة في سدة الهندية

- ‌غادة بابل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 57

- ‌الكتابات الأثرية العباسية في فلسطين

- ‌البرغوث أو أبو أربعة

- ‌نماذج تراجم من الدرر الكامنة

- ‌أوابد الشهور

- ‌جامع الخلفاء

- ‌دفين جامع الأصفية

- ‌المريق

- ‌الكتب الخطية

- ‌فريتس كرنكو

- ‌أسرار اللغات واللهجات

- ‌الدرداقس

- ‌البصرة

- ‌تصريف اللفيف المقرون في لغة عوام العراق

- ‌غادة بابل

- ‌أصل السدلى

- ‌فوائد لغوية

- ‌أصل كلمة التصوف

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌المخطوط القديم في الحديث

- ‌الشعر والشاعر

- ‌كلمة في الكتابات الأثرية العباسية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌أبو العبر

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 58

- ‌بي بروا

- ‌رثاء الدكتور صروف

- ‌العقل وأصل اشتقاقه

- ‌افتقار اللغات قاطبة إلى الاستعانة بالإشارات

- ‌واللهجات

- ‌بلد الزبير

- ‌الحويزة

- ‌من كنوز العرب

- ‌آثار في ضياء أباد إيران

- ‌قاتل أخيه

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب التقريط

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 59

- ‌تآخي العربية واللغات الغربية

- ‌العيافة عند عوام العراق

- ‌شم النسيم

- ‌الشيخ حسن بك

- ‌نكت وغرائب لغوية

- ‌ضبط الأبنوس

- ‌المدرسة المستنصرية

- ‌لواء الديوانية

- ‌أوربية تحب عراقيا

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌كتاب الأصنام

- ‌الشوقيات

- ‌ديوان العقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 60

- ‌الأخطل

- ‌البرجاس

- ‌العلم والإحسان

- ‌الزق ومرادفاته

- ‌غازان بن أرغون

- ‌المدرسة المستنصرية

- ‌من أغلاط البستان

- ‌جمعية حماية الأطفال في العراق

- ‌البرسام في البستان

- ‌العيافة عند عوام العراق

- ‌اللغة الكردية

- ‌لواء الديوانية

- ‌الأغاني الفراتية

- ‌فوائد لغوية

- ‌بابا المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 61

- ‌نظرة إجمالية في أعمال شركة النفط التركية

- ‌الشاي

- ‌الشعر الجاهلي

- ‌خطر الجراد في العراق

- ‌بعض صفحات من كتاب الفهرست

- ‌من تقويم ومواسم عشائر بطائح الغراف

- ‌خزائن كتب إيران

- ‌الحقيقة

- ‌الكزنخية

- ‌الرباعي المجرد في لغة عوام العراق

- ‌النمر البشري

- ‌البلشة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 62

- ‌الأب جوزيف بوشان

- ‌الجعل

- ‌الشك في الشعر الجاهلي

- ‌الدوشنة

- ‌أبو عبد الله الزنجاني

- ‌لواء الحلة

- ‌السلطان مراد الرابع في بغداد

- ‌الكتابات الأثرية العباسية في فلسطين

- ‌المنجد وما فيه من الأوهام

- ‌محراب جامع الخاصكي

- ‌خزائن كتب إيران

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌تأثير الأخطل على حياة الأمويين

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 63

- ‌ذو الكفل ومدفنه

- ‌ترجمة ابن الفوطي

- ‌مفتاح القلوب

- ‌كتاب الجدول الصفي

- ‌أين السميع نصيحة

- ‌قرى لواء الحلة

- ‌خراسان وخزانتها

- ‌صفحة من النقد

- ‌جناية الرواة على الشعر

- ‌اللغة الكردية

- ‌اسم الفاعل في لغة عوام أهل العراق

- ‌أحمد لطفي السيد

- ‌فوائد لغوية

- ‌المدرس اللغوي

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 64

- ‌سامرا في التاريخ

- ‌الشيخ فخر الدين الطريحي

- ‌خراسان وخزانتها

- ‌البحرين والزبارة

- ‌لواء بغداد

- ‌قبر الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة

- ‌الفردية الأدبية

- ‌كتاب ثمار القلوب

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌الشفق الباكي

الفصل: ‌باب المكاتبة والمذاكرة

‌باب المكاتبة والمذاكرة

التعضيد والمعاضدة

كتب إلينا أحد قرائنا المصريين يقول: (نشرت صحيفة الأهرام في عددها المؤرخ في 3 يوليو (تموز) سنة 1928 هذه الكلمة بإمضاء (وحيد) - وهو السيد وحيد الأيوبي الذي عني في العهد الأخير بالبحث اللغوي - فما رأي فضيلتكم فيها؟) وهذه هي النبذة التي يشير إليها حضرة الكاتب:

(مما رأينا الكاتبين يخطئون فيه وجوه الصواب ونبهنا عليه منذ سنين ما نراه الآن في كتاب رئيس الوزراء الذي قيل أن وزير المعارف في الحال ومدير الجامعة في الماضي نمقه بدوره.

جاء فيه (تعضيد جلالتكم) وهو غلط لغوي لأنه ليس في اللغة تعضيد بالمعنى المراد.

في اللغة عضده بتخفيف الضاد يعضده بضمها عضدا بإسكانها من باب (نصر ينصر نصرا) صار له عضدا أي معينا وناصرا وعاضده يعاضده معاضدة عاونه وناصره وتعاضدوا تعاونوا وتناصروا. أما التعضيد فإنه يقال عضد السهم بضم الميم أي ذهب يمينا وشمالا عند الرمي وعضد المطر بضم الراء تعضيدا بلغ ثراه العضد وعضدت البسرة تعضيدا أرطبت من وسطها والمعضد بالضاد المشددة المفتوحة ثوب له علم في موضع العضد وابل معضدة بتشديد الضاد وفتحها موسومة في اعضادها وهن رافلات في الوشي المعضد بالتشديد والفتح وهو المضلع بتشديد اللام.

وفي الكتاب غير ما ذكرنا أي فيه غلط أيضاً في اللفظ والتركيب وذلك يؤسف كل غيور على لغة وطنه). انتهى بحرفه.

نقول: 1 - أن كتب اللغة لا تحوي جميع المفردات فإن الجوهري ذكر

ص: 598

أربعين ألف كلمة. وصاحب القاموس زاد عليها عشرين ألفا فجاء في ديوانه بستين ألف كلمة. أما ابن منظور الأفريقي صاحب لسان العرب فإنه أوصلها إلى ثمانين ألف كلمة وقد ضمنا نحن إلى هذا القدر خمسة عشر ألف كلمة. فأنت ترى من هذا كله أن دواوين اللغة لا تستوعب الالفاظ كلها لكثرتها.

2 -

إذا كان القياس لا يمنع وضع اللفظة فاتباعه لمعنى جديد مستحب.

3 -

ذكر أحد الثقات للفظة مما يحملنا على اتخاذها. والحال أن عضد (من باب التفعيل) واردة في المصباح. قال في فصل النسبة في آخر الكتاب (ص 889 من الطبعة الثانية الأميرية التي ظهرت في بولاق سنة 1906) ما هذا نصه: وقول العامة: شفعوي خطأ إذ لإسماع يؤيده ولا قياس يعضده) وقد ضبطت الضاد بالشد وجاءت أيضاً في المخصص لابن سيده (9: 85): كسر نسعا وهو الوجه عندي لأنه عضده بالوصف الجملي. أهـ المراد من نقله. وقد ضبطت الضاد بالشد. وأنت تعلم أن ناشر الطبعة الثانية من المصباح هو الأستاذ الشيخ حمزة فتح الله المفتش الأول للغة العربية بنظارة المعارف العمومية. ومتولي نشر المخصص هو من أعلم علماء اللغة محمد محمود الشنقيطي وكفى بهما حجة.

ملاحظة في الجملة الحالية

إلى الأستاذ العلامة الكرملي:

جاء في الجزء السابع والصفحة545 من مجلتكم الغراء في ردكم على رد الأستاذ العقاد مستدلين على أولوية جعل (صباحه) في بيته فاعلا ليدور.

قولكم (والدليل هو القاعدة المرعية وهي قول ابن الناظم في شرح ألفية أبيه (وان كانت الجملة الحالية اسمية فإن لكم تمن مؤكدة فالأكثر مجيئها بالواو مع الضمير أو دونه) فإذا لم نجعل صباحه فاعلا ليدور كان مبتدأ خبره متعاقبان وتكون الجملة حالا من فاعل يدور وهي غير مصدرة بالواو).

وأني أرى أن جملة صباحه ومساؤه حال مؤكدة لجملة يدور فلا بأس بالاكتفاء بالضمير رابطا. والقاعدة أن الحال إذا كانت جملة فهناك ثلاثة شروط يجب مراعاتها: الأول أن تكون خبرية والثاني أن تكون غير مصدرة بعلامة الاستقبال والثالث أن تشتمل على ربط وهو أما الواو فقط أو الضمير فقط أو

ص: 599

هما معا وجملة (صباحه ومساؤه متعاقبان) تشتمل على ضمير يرجع إلى ذي الحال فلا مانع من جعلها حالا مؤكدة.

هذا ما لاح لي أبديه لمعرفتي حبكم للحق وإن كان عليكم.

جميل الزهاوي

(لغة العرب): نشكر للأستاذ تذكيرنا ما غفلنا عنه أما أولوية جعل (صباحه) فاعلا ليدور

في بيت الأستاذ العقاد فهي لأن الذي يدور هو الصباح والمساء لا الدهر.

تاريخيات

1 -

أردت أن أتثبت بعض الأمور التاريخية التي تتعلق بتاريخ بغداد فذهبت إلى باريس وتصفحت المخطوطات الستة الموجودة في خزانتها وموضوعها تاريخ العراق وهي: مجلدان للخطيب البغدادي، ومجلد لابن النجار ومجلدان للدبيثي الواسطي ومجلد للبنداري، فلم أعثر فيها على ضالتي بل وجدت فيها بعض الأخبار التي تفيدني بعض الفائدة والخلاصة أني تصفحت ألوفا من الصفحات المخطوطة باليد وفي أغلب الأحيان سيئة الكتابة لا تكاد تقرأ للحصول على نتف لا تساوي التعب الذي يكابد لأجلها.

فهل لصديقكم يعقوب نعوم سركيس أن يذكر لنا أسماء الكتب المطبوعة والخطية التي صنفت في بغداد والعراق غير ما ذكرناه من التأليف ويكون جناها على طرف الثمام؟ فإني أشكر له يده البيضاء سلفا.

وأود أن يذكر بعض من قرائكم الأدباء من كلدان وسريان، كاثوليك أو غير كاثوليك، فيسرد لنا أسماء التواريخ التي صنفها أجدادهم عن أخبار العراق وأنحائه. فلا جرم إننا نعثر فيها على أشياء لم يذكرها غيرهم. فلقد جمعت من كتب مؤرخي الإسلام إفادات جمة تعرب عما قام به النساطرة في عهد العباسيين إذ لهم شأن عظيم في حضارة ذلك العهد.

2 -

وبصدد الكتب المخطوطة وقراءة ما فيها لاحظت أنكم أصلحتم كلمة (مقار) بكلمة (مقام) الواردة في لغة العرب (6: 34) فأستأذنكم في أن أبدي رأيي وأقول: أن المقار (بتشديد الراء) جمع مقر وإبدالها بالمقام في غير محلها

ص: 600

فقد كانوا يقولون: (مقار العز والإجلال) والمراد بذلك مقر الخلافة. كما كانوا يقولون أيضاً (مواقف الإمامة، والأبواب الشريفة).

ولللآبيوردي من رسالة كتبها إلى أمير المؤمنين المستظهر بالله: (وعاود الخادم المثابرة على الممادح الأمامية، مطنبا ومطيلا، إذ وجد إلى مطالعة مقار العز والعظمة ومواقف الإمامة المكرمة بها سبيلا)(راجع إرشاد الأريب 6: 349).

3 -

وجدتكم تفضلون كلمة (رفيعة) على (تقرير)(لغة العرب 6: 60) والذي تعهده أن الرفيعة كثيرا ما وردت بمعنى الشكاية والسعايه، راجع مثلا كتاب الوزراء للجهشياري تره

يقول في ص 69: (كان رياح يضرب رزاما ويطالبه أن (يسعى) بصاحبه. . . فلما بلغ به ما بلغ أحضر رزام كتابا يوهمه أن فيه (رفائع) على محمد بن خالد. . . قال رزام: أيها الناس، أن الأمير امرني أن (أرفع) على محمد ابن خالد. . .) أهـ. ففعل (رفع) مع أداته (على) يدل صريحا على المعنى الذي يرمي إليه الكاتب، على أن (الرفيعة) بمعنى (التقرير) غير محظورة عند الأدباء.

4 -

أما (المجراة) فالذي عندي إنها وردت بمعنى القوس ذات (النابض) ولم ترد بمعنى (النابض) نفسه.

5 -

لا أتمالك من الضحك كل مرة تحملون (السلف الصالح) أمور هم براء منها ككتابة خمس مائة بكلمتين مثلا. وكثيرا ما تعيرون الأقدمين علمكم وأدبكم. على أني أؤكد لكم أنهم لم يكونوا بهذه الدرجة من التدقيق والإسفاف ولو طالعتم مثلي كتبا خطية قديمة بالمئات - وبعض تلك المصنفات خطها علماء أعلام - لغيرتم فكركم بخصوص تمسكهم بالرسوم والأشكال إذ ترون جماعة منهم لا يهمهم رسم أربع مائة أو أربعمائة، ثلاثمائة أو ثلث مائة. على أني أسألكم هل من كاتب لا يفرق بين خمس مائة بالفتح وبين خمس مائة بالضم؟ إذن ما معنى هذا التعصب لرسم دون آخر؟

6 -

أتقدم الآن إلى التمييز بين كتابة مثل إيطاليا وبريطانيا وما شاكلهما فإن صاحب كتاب صفة جزيرة العرب يرسمها بالألف القائمة، ثم يقول:(وقد تسمى أكثر هذه الأسماء بالهاء فيقال غالاطية ويهمس فيه ويقول: غالطية وإيطالية وابولية)(ص 33) والحق يقال: لم تكن عندهم ضابطة مطردة

ص: 601

وكتابة مثل تلك الأعلام بالهاء - وإن تكن احسن - إلا أني لا أجد من المفيد أن يشاد بذكر صورة واحدة حتى يجوز لكم أن تنقدوا من يخالفكم في رسم الحرف الأخير فتمسككم بمثل هذه التوافه ينزع القلوب من التحزب لكم، بينما كنا نود أن يكونوا من المشايعين لآرائكم.

7 -

لا أوافقكم أيضاً على تغليط من يسمي خزانة الكتب: (مكتبة) مع أن قواعد العربية تسوغ لهم هذا الاستعمال. أتأذنون لي بأن أعيد إلى (المكتبة) شرف استعمالها؟ - لاشك في أن الواقف على تنقل الألفاظ يتمكن من أن ينشئ مقالة ليبين فيها الفرق بين اللفظين: خزانة ومكتبة، إذ لكلمة خزانة معان عدة، غير أني لا أنكر أن استعمال لفظة (المكتبة)

لخزانة الكتب هو دون الثانية فصاحة. لكني لا اندفع وراء من يعد ذلك غلطا.

8 -

أنكر يعقوب أفندي نعوم سركيس كلمة ساق وأبدلها بسبق في هذه العبارة (5: 340): (فلما وصل إلى باب النوبي ساق فخر الدين. . . والحال أننا نعلم أن الوزراء وكبار أصحاب المناصب العالية والأغنياء المقتدرين كانوا يتنقلون من موضع إلى موضع راكبين ظهرا وكان هذا الظهر في الغالب بغلا إذن فالقول (سبق) لا غبار عليه.

افالون (فرنسا): حبيب الزيات

جوابنا

1 -

نتوقع من حضرة صديقنا البحاثة المحقق يعقوب أفندي سركيس وضع مقالة في هذا المعنى تحقيقا لأمنيتكم. أما الأدباء الكلدان والسريان من كاثوليك وغير كاثوليك فلا نجد فيهم من يقوم بهذا الأمر ولعل هناك رجلا نجهله.

2 -

تصحيحكم للمقام بالمقار في محله ونحن نشكركم عليه. ونقر بجهلنا وغلطنا.

3 -

الرفيعة تحتمل معنيين معنى مكروها ومعنى محمودا فإن رفعت أمرك إلى كبير وأنت تضمر له السوء فرفيعتك مضرة ومكروهة. أما إذا كان ما ترفعه حسنا فرفيعتك حسنة ومقبولة. وهذا ما يرى في لفظة نفسها فأنها تدل على هذين المعنيين وكذلك لفظة التقرير؛ إلا أن الرفيعة أقدم عهدا واستعمالا بخلاف التقرير ثم أن التقرير في معناه اللغوي لا يفيد معنى الرفيعة ولهذا نأباها

ص: 602

وإن كان غيرنا ينسبنا إلى المغالاة في اتخاذ الفصيح.

4 -

معنى المجراة في أول وضعه كان يدل على المدفع (أي ما سماه الشيخ إبراهيم اليازجي النابض) ثم توسعوا فيه كما توسعوا في معنى المدفع حتى أنهم يطلقونه اليوم على هذه الآلة التي تقذف القنابر أو القنابل. قال في (مشارع الأشواق طبع بولاق ص 97 س 11: القوس المركبة المجراة فلو كانت المجراة القوس نفسها لما قال الكاتب أو الصانع هذا القول. ولنا دليل على أن المدفع والمجراة هما شيء واحد ما جاء في كتاب مخطوط في لننغراد ص 32 و33 ما هذا نصه: (باب الرمي بقوس الحسبان وهي الجراة (وضبطها بكسر الميم) التي صنفوها لما تقاتلوا مع التتر (أي في وسط المائة الثالثة عشرة للميلاد). كانوا كلما رمت عليهم العجم سهما ردوه عليهم. فصنفوا المجراة لهذه الغاية. فكان - كلما رمي على الترك سهم ولم يقدروا أن يردوه لقصره - يعمد أحدهم إلى قبضة من حديد -

وإن شاء من خشب - مجوفة مشقوقة في الوسط ويعمل فيها (مدفع) من حديد، ويعمل في وسطه شق يعبر فيه السهم، ويكون السهم طول شبر أو اقصر ويجذب ويرمي. فإن المدفع يسوق السهم ويخرج بسرعة ويسبق السهم العربي بطريق آخر. وإذا أصاب الغريم لم يره إلا من بعد أن ينغرز في لحمه، ولاسيما إذا كانت القوي قوية من كتف قوية. أهـ بخطاه. والعلماء الذي اهتموا بفنون الحرب وآلاته هكذا فهموا معني المجراة والمدفع وإن كان معناهما انتقل بعد ذلك إلى مدلول غير ما ذكرناه.

5 -

إننا لا ننكر أن الأقدمين كانوا يكتبون مثل خمسمائة بكلمتين وبكلمة واحدة، إلا أن سرعة الانتباه إلى قراءة اللفظة على وجهها الأسد (يلزمنا) بأن نتبع أقوم الوجهين بلوغا للمطلوب وهذا لا نراه إلا في كتابة اللفظتين كلمة واحدة ونعتبر ما سواه (خطأ في الكتابة) لأنه يبعدنا عن سواء السبيل ويدفعنا إلى التوقف في القراءة. وكم وكم من الألفاظ التي كانت ترسم بوجوه مختلفة فيصدر الإسلام! تراها اليوم مهملة بل خطأ فإن الأقدمين كانوا يكتبون مثل رمى ومصلى ومعلى وصدقة ومؤمنات وقناة: رما ومصلا ومعلا وصدقت ومؤمناة وقنات إلى غيرها. أما الآن فيعد هذا الرسم خطأ.

ص: 603

6 -

وكذا القول في مثل إيطالية وبريطانية وإنطاكية فإن الأقدمين اختلفوا في كتابتها فالذين كانوا يعرفون الآرامية والعبرية أو كانوا ينقلون كتبهم عن مؤلفين آراميين أو عبريين كانوا يكتبونها بألف في الآخر ولا يخرجون عنها؛ أما (السلف الصالح) الذي لا ينقلون عن أحد فكانوا يكتبونها بالهاء. راجع مثلا في معاجم اللغة هذه الكلمات: سورية وإنطاكية وصقلية وارميني وأفريقية وغيرها وتعد بالمئات فانك لا تجد لها صورة أخرى غير الهاء في الآخر. وإما الهمداني أو ابن الحائك صاحب كتاب صفة جزيرة العرب فإنه لا يفرق بين الصورتين: بين الهاء في الآخر وبين الألف، إذن اتباع اللغويين أحسن من اتباع من لم يكونوا منهم. وهذا رأينا ولا نحيد عنه. ونرى كل وجه سواه من (خطأ الرسم في الكتابة) لأنه مخالف لرسم الفصحاء واللغويين.

7 -

أما سبب تغليطنا من يسمي الخزانة مكتبة فهو قائم على اختيار أحسن الألفاظ لأبين المعاني وعلى الحرص الذي يجب أن نبديه في مقابلة كل لفظ دخيل بلفظ فصيح، فعندنا خزانة الكتب ودارها وبيتها لما سماه الإفرنج وعندنا مكتبة لما يسميه الإفرنج فإذا اعتبرنا

المكتبة هي الخزانة فماذا نسمي (اللبريري)؟ أي ماذا نسمي (المكتبة) التي هي الموضع الذي يباع فيه الكتب؟

8 -

إبدال (ساق) ب (سبق) لم يكن من حضرة صديقنا يعقوب أفندي سركيس بل منا وكان قد ألح علينا كل الإلحاح لإبقاء الكلمة على وجهها. فلم نوافقه عليها؛ لكن الآن نرى خطأنا ونحن نشكر لكم حسن تأويلكم كما نعتذر إلى يعقوب أفندي سركيس من قيامنا عليه. ونحن إذا ما رأينا خطأنا أقررنا به صاغرين وشاكرين، لأن الجهل من مزيتنا وسادك بنا فهو ملازم لنا إلى حفرة القبر، كما نقدر علم الغير وفضلهم علينا.

ومما يجب أن ينسب إلينا إبدال الهنايسي الواردة في (6: 16) بالهرائسي (؟) والحال أن النسخة الخطية تذكره هو وغيره بالهنايسي إلا أننا لم نجد هذه النسبة لأحد فقرأناها الهرائسي. ولعل أحد الأدباء يذكر لنا وجود النسبة المذكورة مضبوطة في أحد الكتب.

ص: 604