الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فريتس كرنكو
فريتس كرنكو هو أسم المستشرق الألماني الذي يطوي اليوم بساط أيامه في بكنهام (في إنكلترة) ناشرا كتبا شعرية لغوية تاريخية لقدماء السلف مصححا إياها مما أوقعه فيها النساخ من الأغلاط والأوهام المتنوعة.
وكرنكو كلمة صقليية معناها (ابن سادن الشمس) وكان والد صديقنا موظفا في خدمة الحكومة الألمانية.
ولد فريتس في 12اب سنة 1872م وهو الولد الثاني لوالديه لأنه كان له أخت سبقته في الحياة والممات، إذ انتقلت إلى دار البقاء قبل ولادته، ولما بلغ السنة الخامسة من عمره غادر والده هذه الدنيا فرجعت حينئذ والدته إلى بيت أبيها ومعها فريتس وأخت له فعني جده بتربيته وتربية أخته. وكان جده لأبيه مهيبا بين الناس في بلدته المعروفة باسم شنبرج التي معناها في العربية الجبل (برج) الحسن (شن).
فأرسله جده يتردد إلى المدرسة الثانوية وهي عند الألمان كالدرجة الأولى لمن يريد الرقي إلى الجامعات المشهورة، ولكن - لسوء حظ الصبي - كان في ظن عمه أن الأحسن لهذا الفتى أن يدرس التجارة، فلما بلغ من سنه السادسة عشرة. دخل الصبي في محل تاجر في مدينة لويبك وكان يومئذ يحسن الإنكليزية ولغات أخرى قديمة وحديثة ولم يكن يتفرغ للغات الشرقية إلا إنه كان من همه في كل فرصة ينتهزها مطالعة الآداب واللغات معالجا إياها بنفسه بكل جد واجتهاد.
وأول لغة شرقية باشر دراستها كانت اللغة الفارسية، ثم طالع كتب النحو للغات الهندية وسائر الأمم: فلم يستطب منها إلا اللغة العدنانية فتفرد لها بعد سنة 1901 ثم أخذ يتبحر فيها وفي آدابها معالجا كل ذلك بنفسه غير آخذ أصولها عن أستاذ، ولله دره! وذلك لأنه لم يجد من كان واقفا على حرف من حروف اللغات الشرقية فيطلعه على مبادئها أو لا أقل من أن يرشده إلى أحسن المصنفات التي الفت لهذه
الغاية فأضاع شيئا كثيرا من اثمن عمره وهو يطالع كتبا غير صحيحة أو غير مفيدة الفائدة المطلوبة.
وفي سنة 1907 صادف لحسن حظه السيد الجليل السر جارلس ليال ناشر ديواني عبيد
بن الأبرص السعدي الاسدي، وعامر ابن الطفيل العامري أو عامر بن صعصعة وناقلها إلى الإنكليزية وهو من كبار مستشرقي الإنكليز، فكان أول من حثه على إتقان العربية ونصحه عدة نصائح عادت عليه بفوائد جزيلة، وكان في تلك المطاوي يشتغل بالتجارة والصناعة فنجح نجاحا لا ينكر حتى إنه كان في إدارته في زمن الحرب العظمى أكثر من ألف عامل وعاملة، ولما رأى أن أشغال التجارة تقوم عقبة في وجهه أخذ يقلل منها وما كان يسرقه من الأوقات التي كان ينزعها من أمور الاتجار يبذله عن يد سخية لمعاناة درس لسان يعرب ومطالعة كتبه من مطبوعة ومخطوطة وكان في عزمه أن يرصد مبلغا جليلا لنشر العلوم العربية إلا أن الأقدار عاكسته ففقد في أبان الحرب العظمى جل ما كان يملكه ولهذا انتقل بأسرته من مدينة ليسستر إلى لندن.
ومع كل هذا وغيره لم ينقطع عن الاشتغال بعلوم السلف وآدابه ونشر ما كان يراه مفيدا لأبناء هذا العصر ساعيا سعيا حثيثا في هذا الميدان.
ولقد هذب ونشر عدة كتب نادرة كانت مدفونة في زوايا الإهمال أو النسيان، من ذلك:
1 -
ديوان أبي دهبل الجماحي.
2 -
ديوان بكر بن عبد العزيز العجلي.
3 -
ديوان النعمان بن بشير.
4 -
طبقات النجاة للزبيدي.
5 -
الجمهرة لابن دريد وهو كتاب ضخم جليل في اللغة.
6 -
تنقيح المناظر لابن هثيم البصري ثم المصري وهو أجل كتاب صنف في هذا الفن.
7 -
الكتاب المأثور عن أبي العميثل الأعرابي.
8 -
الأرض التي اقطعها النبي الحنيف لتميم الداري وهي تتضمن حبرون
والمرطوم وبيت عينون وبيت إبراهيم وما يتصل بها.
9 -
مرثية المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة التي يعزوها بعضهم إلى زياد الأعجم والبعض إلى سلطان العبدي.
10 -
المجتنى لابن دريد.
11 -
الحماسة لابن الشجري.
وهناك كتب أخرى نجهل أسماءها أو لم نقف عليها.
وقد هيأ للنشر:
12 -
كتاب التيجان لابن هشام.
13 -
كتاب الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني.
14 -
ديوان الطفيل والطرماح.
15 -
كتاب معاني الشعر لابن قتيبة.
وله مقالات عديدة في المجلات الإنكليزية والألمانية الكبرى وفي لغة العرب، وله تعليقات نفيسة وتصحيحات عديدة علقها على نسخة له من لسان العرب وهي النسخة المطبوعة في مصر القاهرة، إذ وجد فيها أغلاطا وأوهاما شتى، وقد طالع مئات من دواوين الشعر للجاهلية والمخضرمين ولمن كان في صدر الإسلام واستل منها الألفاظ المشروحة التي لا ترى في كتبنا اللغوية وقد بعث من هذه الدرر البديعة بأكثر من 15. 000 كلمة إلى العلامة الألماني فيشر الذي يضع معجما عربيا حاويا ألفاظا قديمة لم ترد في معاجمنا العربية كالقاموس ولسان العرب وتاج العروس وسائر كتب متون اللغة.
فإذا كان العلامة كرنكو أمد زميله وبهذا القدر من الألفاظ المستدركة على أصحاب دواويننا فما يكون قدر تلك الألفاظ التي جمعها المستعرب الألماني فيشر وهو لم يتم سفره إلى هذا اليوم؟
هذا بعض ما نعرفه عن صديقنا الألماني ولعل ما نسيناه أكثر مما ذكرناه.
الحب بمعنى الجرة الضخمة
جاء في (البستان) الحب - الجرة و - قيل الضخمة من الجرار و - الخشاب الأربع. و - الخابية أهـ - قلنا: والصواب الخشبات الأربع وما بقي من المعاني هو واحد لا حاجة إلى فصل بعضه عن بعض فاحفظه.