المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌أسئلة وأجوبة جاء في الأهرام الصادرة في أول سبتمبر (أيلول) 1928 - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٦

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 55

- ‌سنتنا السادسة

- ‌منارة جامع سوق الغزل

- ‌جامع سوق الغزل غير جامع الرصافة

- ‌ذكر جامع الخليفة

- ‌منطق المنطق

- ‌من هو الأولى بوضع الأسماء

- ‌استحالة الإحاطة بمناحي لغة واحدة

- ‌الخط الخصوصي

- ‌أوابد الشهود

- ‌محمد مهدي العلوي

- ‌مخطوط قديم في غريب الحديث

- ‌اليمن وتقدمها

- ‌غادة بابل

- ‌الشيخ علي سالم الصباح

- ‌فوائد لغوية

- ‌اعتراض

- ‌الختام

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌روضة خوان

- ‌الشفع

- ‌المونسون

- ‌الزنبرك أو الزنبورك

- ‌البياسرة

- ‌باب القريظ

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 56

- ‌الدرويش

- ‌خزائن زنجان (في إيران)

- ‌نيرب ومكشوفاتها

- ‌تعريف الآلهة الواردة أسماؤها في نصبي نيرب

- ‌تأثير اللغات السامية في اللغات الإفرنجية الحديثة

- ‌خاتم الأمان

- ‌منديل الأمان

- ‌عبد الوهاب الجوادي الموصلي

- ‌نبذتان من تاريخ الموصل

- ‌في حفر المكشوف

- ‌الوأقة

- ‌كلمة في الشعر

- ‌ساعة في سدة الهندية

- ‌غادة بابل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 57

- ‌الكتابات الأثرية العباسية في فلسطين

- ‌البرغوث أو أبو أربعة

- ‌نماذج تراجم من الدرر الكامنة

- ‌أوابد الشهور

- ‌جامع الخلفاء

- ‌دفين جامع الأصفية

- ‌المريق

- ‌الكتب الخطية

- ‌فريتس كرنكو

- ‌أسرار اللغات واللهجات

- ‌الدرداقس

- ‌البصرة

- ‌تصريف اللفيف المقرون في لغة عوام العراق

- ‌غادة بابل

- ‌أصل السدلى

- ‌فوائد لغوية

- ‌أصل كلمة التصوف

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌المخطوط القديم في الحديث

- ‌الشعر والشاعر

- ‌كلمة في الكتابات الأثرية العباسية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌أبو العبر

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 58

- ‌بي بروا

- ‌رثاء الدكتور صروف

- ‌العقل وأصل اشتقاقه

- ‌افتقار اللغات قاطبة إلى الاستعانة بالإشارات

- ‌واللهجات

- ‌بلد الزبير

- ‌الحويزة

- ‌من كنوز العرب

- ‌آثار في ضياء أباد إيران

- ‌قاتل أخيه

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب التقريط

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 59

- ‌تآخي العربية واللغات الغربية

- ‌العيافة عند عوام العراق

- ‌شم النسيم

- ‌الشيخ حسن بك

- ‌نكت وغرائب لغوية

- ‌ضبط الأبنوس

- ‌المدرسة المستنصرية

- ‌لواء الديوانية

- ‌أوربية تحب عراقيا

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌كتاب الأصنام

- ‌الشوقيات

- ‌ديوان العقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 60

- ‌الأخطل

- ‌البرجاس

- ‌العلم والإحسان

- ‌الزق ومرادفاته

- ‌غازان بن أرغون

- ‌المدرسة المستنصرية

- ‌من أغلاط البستان

- ‌جمعية حماية الأطفال في العراق

- ‌البرسام في البستان

- ‌العيافة عند عوام العراق

- ‌اللغة الكردية

- ‌لواء الديوانية

- ‌الأغاني الفراتية

- ‌فوائد لغوية

- ‌بابا المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 61

- ‌نظرة إجمالية في أعمال شركة النفط التركية

- ‌الشاي

- ‌الشعر الجاهلي

- ‌خطر الجراد في العراق

- ‌بعض صفحات من كتاب الفهرست

- ‌من تقويم ومواسم عشائر بطائح الغراف

- ‌خزائن كتب إيران

- ‌الحقيقة

- ‌الكزنخية

- ‌الرباعي المجرد في لغة عوام العراق

- ‌النمر البشري

- ‌البلشة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 62

- ‌الأب جوزيف بوشان

- ‌الجعل

- ‌الشك في الشعر الجاهلي

- ‌الدوشنة

- ‌أبو عبد الله الزنجاني

- ‌لواء الحلة

- ‌السلطان مراد الرابع في بغداد

- ‌الكتابات الأثرية العباسية في فلسطين

- ‌المنجد وما فيه من الأوهام

- ‌محراب جامع الخاصكي

- ‌خزائن كتب إيران

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌تأثير الأخطل على حياة الأمويين

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 63

- ‌ذو الكفل ومدفنه

- ‌ترجمة ابن الفوطي

- ‌مفتاح القلوب

- ‌كتاب الجدول الصفي

- ‌أين السميع نصيحة

- ‌قرى لواء الحلة

- ‌خراسان وخزانتها

- ‌صفحة من النقد

- ‌جناية الرواة على الشعر

- ‌اللغة الكردية

- ‌اسم الفاعل في لغة عوام أهل العراق

- ‌أحمد لطفي السيد

- ‌فوائد لغوية

- ‌المدرس اللغوي

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 64

- ‌سامرا في التاريخ

- ‌الشيخ فخر الدين الطريحي

- ‌خراسان وخزانتها

- ‌البحرين والزبارة

- ‌لواء بغداد

- ‌قبر الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة

- ‌الفردية الأدبية

- ‌كتاب ثمار القلوب

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌الشفق الباكي

الفصل: ‌ ‌أسئلة وأجوبة جاء في الأهرام الصادرة في أول سبتمبر (أيلول) 1928

‌أسئلة وأجوبة

جاء في الأهرام الصادرة في أول سبتمبر (أيلول) 1928 ما حرفه:

التعضيد والمعاضدة إلى الأستاذ الكبير السيد وحيد بك (الأيوبي)

سئلت مجلة (لغة العرب) التي ينشئها ببغداد العلامة اللغوي الأب أنستاس الكرملي عما نشرتموه في أهرام 3 يوليو الماضي بخصوص التعضيد والمعاضدة فكان جوابها ما نصه:

أولاً - إن كتب اللغة لا تحوي جميع المفردات فإن الجوهري ذكر أربعين ألف كلمة. وصاحب القاموس زاد عليها عشرين ألفا، فجاء في ديوانه بستين ألف كلمة. أما ابن منظور الأفريقي صاحب لسان العرب فإنه أوصلها إلى ثمانين ألف كلمة وقد ضممنا نحن إلى هذا القدر خمسة عشر ألف كلمة فأنت ترى من هذا كله أن دواوين اللغة لا تستوعب الألفاظ كلها لكثرتها.

ثانيا - إذا كان القياس لا يمنع وضع اللفظة فاتباعه لمعنى جديد مستحب.

ثالثا - ذكر أحد الثقات للفظة مما يحملنا على اتخاذها. والحال أن عضد (من باب التفعيل) واردة في المصباح. قال في فصل النسبة في آخر الكتاب (ص 889 من الطبعة الثانية الأميرية التي ظهرت في بولاق سنة 1906) ما هذا نصه: (وقول العامة: شفعوي خطأ إذ لا سماع يؤيده ولا قياس يعضده) وقد ضبطت الضاد بالشد. وجاءت أيضاً في المخصص لابن سيده (85: 9) كسر نسعا وهو الوجه عندي لأنه عضده بالوصف الجلي. انتهى المراد من نقله. وقد ضبطت الضاد بالشد. وأنت تعلم أن ناشر الطبعة الثانية من المصباح هو الأستاذ الشيخ حمزة فتح الله المفتش الأول للغة العربية بنظارة المعارف العمومية ومتولي نشر المخصص هو من أعلم علماء اللغة محمد محمود الشنقيطي وكفى بهما حجة. أهـ.

ص: 783

كلام لغة العرب. فما قول سيادتكم في ذلك كله؟

محمد محمد مرجان مدرس

فكان جواب الأستاذ اللغوي وحيد بك الأيوبي في الأهرام الصادرة في 6 أيلول (سبتمبر) ما هذا حرفه:

جواب التعضيد بمعنى الإعانة خطأ

سألني الفاضل الغيور الأستاذ محمد محمد مرجان عن قولي فيما جاء بالمجلة العراقية (لغة العرب) مختصا باللفظ (التعضيد) الذي قلت إنه بمعنى الإعانة خطأ فمع احترامي للعلامة اللغوي الأب أنستاس الكرملي صاحب المجلة أجيب عن السؤال:

جاء في المجلة قولها (أن كتب اللغة لا تحوي جميع المفردات) وأني لم اقتصر على كتب اللغة في مثل ذلك فلم يرد التعضيد بذلك المعنى في كتاب من الكتب التي نعتمد عليها معجما كان أو غيره لم يرد في معلقات العرب بل دواوين شعرائهم كلها وخطبهم والمنقول عن وفودهم جميعا لم يرد ذلك في القرآن، لم يرد في حديث، لم يرد في مجمل ابن فارس، أو مفردات الأصفهاني، أو مغرب المطرزي أو فصيح ثعلب، أو الصحاح، أو المحيط، أو الأساس، أو اللسان، أو المصباح أو المختار، أو التاج، أو تهذيب ابن السكيت، أو كتاب الألفاظ للهمذاني أو فقه اللغة أو أي كتاب من الكتب الموثوق بها. وقد اتفقت كتب الأئمة الثقات واللغويين الإثبات على أن ما في كلام العرب هو العضد بفتح فإسكان أي الإعانة والمعاضدة أي المعاونة (عضده يعضده عضدا مثل نصره ينصره نصرا وعاضده يعاضده معاضدة) وتعضيد السهم إذا ذهب يمينا وشمالا عند الرمي وتعضيد المطر إذا بلغ ثراه العضد وتعضيد البسرة إذا أرطبت من وسطها. ذكره ابن فارس في المجمل.

قيل في المجلة أن في خاتمة المصباح قوله في سياق الكلام (لا قياس يعضده) بتشديد الضاد فأنبه المجلة على أن هذا التشديد خطأ واقع في المطبوع الأميري فليس ذلك مشكولا في الأصل الذي بخط المؤلف وقد وقع مثل هذا الخطأ أي الغلط في الشكل في غيره من المطبوعات.

ص: 784

أما استناد المجلة إلى القاموس فهو مردود لأن التفعيل في مثل أبرت النخل أبرا أي لقحته وأبرته تابيرا للمبالغة والتكثير موقوف على السماع فقد جاء في كلام العرب عضده يعضده عضدا مثل نصره نصرا وزنا ومعنى ولم يجيء في كلامهم نصرة ينصره تنصيرا للمبالغة والتكثير في النصر أي الإعانة وغير هذا كثير.

وحيد

صحة لفظ التعضيد

علينا قبل الجواب، أن نعلم:

1 -

إن الإمام الشافعي قال: (لسان العرب أوسع الألسنة مذهبا وأكثرها ألفاظا. ولا نعلم أن يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجودا فيها من يعرفه)(المزهر طبع بولاق 1: 34).

2 -

قال الزبيدي صاحب أعظم معجم عربي وجد إلى اليوم في آخر كتابه: (وأما الاستيعاب (استيعاب ألفاظ اللغة) فأمر لا يفي به طول الأعمار، ويحول دونه مانعا العجز والبوار، فقطعته والعين طامحة، والهمة إلى طلب الازدياد جامحة، ولو وثقت بمساعدة العمر وامتداده، وركنت إلى أن يعضدني التوفيق لبغيتي منه واستعداده، (لضاعفت حجمه أضعافا، وزدت في فوائده مئين بل آلافا. . .) أهـ.

وهذا كلام واضح في أن دواويننا اللغوية لا تحوي مفردات لغتنا من قياسية وغير قياسية فكيف يحاول امرؤ أن يجدها في كتاب صغير من المؤلفات التي في أيدينا؟

وبعد هذا نقول: إن عدم وجود عضد (المضعفة) في الإسفار التي أشار إليها حضرة الأستاذ وحيد بك لا ينفي وجودها. اللهم إلا أن ينص إنه لا يصاغ من عضد الثلاثي عضد المضاعف العين وهذا التصريح لم نعثر عليه في سفر.

وليسمح لنا سعادته أن نورد له بهذا الشأن ما وقع لنا قبل سنة 1910: كنا قد أدرجنا مقالة في إحدى مجلات بيروت استعملنا فيها كلمتين هما: (كلام ساذج) فقال لنا أديب أخطأتم في قولكم هذا، لأن الساذج - للكلام الذي لا نكت فيه ولا فقر ولا جناس ولا محسنات البديع - لم يرد في كلام

ص: 785

العرب ولا في ديوان من دواوين اللغة. فقلنا له إنها وردت في الأساس. فقال: لا وجود للمادة نفسها فكيف تنسبون إليه فرعا لها؛ اللهم إلا أن يكون الأمر في أساس مخيلتكم. ثم نقرنا عن الكلمة في الأساس وفي جميع الكتب التي سرد أسماءها لنا حضرة البك فلم نعثر عليها. مع أننا كنا قد دوناها في معجمنا لكننا لم نذكر مظنتها وكنا نتذكر إننا رأيناها في الأساس. ولما لم نجدها في مادتها والأديب ينسب إلينا التهم واختلاق الشواهد، اضطررنا إلى مطالعة الأساس من أوله إلى آخره لنعثر على اللفظة فوجدناها في مادة غ

س ل، إذ يقول:(كلام فلان مغسول، ليس بمعسول؛ كما تقول: عريان وساذج: للذي لا ينكت فيه قائله كأنما غسل من النكت والفقر غسلا أو من حقه أن يغسل ويطمس). أهـ. ولما أطلعناه على النص اطمأن باله وهدأ. فيا حضرة البك إن دواويننا اللغوية لا تحوي جميع ألفاظ لغتنا.

3 -

إن اتفاق غلط الطبع في المصباح المنير والمخصص يعد من اغرب الغرائب - إذا كان الأمر كما يقال - على إننا نستعبده لأننا لم نشاهد في هذين السفرين أغلاط طبع كثيرة حتى نضيف هذا إلى اخوته. ونحن نعلم العلم اليقين أن الأستاذ الشنقيطي كان ينعم نظره كل الإنعام في ما كان يطبع باسمه، بل ما كان يحتمل وهم طبع مثل هذا ينسل إلى ما يتولى نشره أو تأليفه أو طبعه ونحن نعارض الشنقيطي بأكبر اللغويين الأقدمين والمحدثين.

4 -

إن اغلب مرادفات عضده (من باب التفعيل) جاء على هذا الباب من ذلك أيده وأجده وعقده وأطده ووكده وقواه ووثقه ومكنه وثبته وأكده ووطده وقرره إلى غيرها. على أن عضده المضاعف العين ورد في النهاية لابن الأثير قال في مادة (ع ض د): (وفي صفته صلى الله عليه وسلم إنه كان أبيض معضدا. هكذا رواه يحيى بن معين وهو الموثق الخلق. أهـ. وهذه العبارة وردت أيضاً بحرفها في مستدرك التاج في مادة (ع ض د) وفي مجمع البحرين للشيخ الطريحي في المادة المذكورة وهذا نصها: والأخبار قد يعضدها كذا (بتشديد الضاد) أي يقويها من عضدته إذا قويته. أهـ.

5 -

إن (عضده)(بالتشديد) لغة مفخمة في أيده. وذلك إن من قبائل

ص: 786

السلف من كان يجعل الهمزة عينا وهو ما يعرف بالعنعنة. ومنهم من كان يقلب الياء ضادا فكان بعضهم يقول (الضرع) وهو الصغير من كل شيء ويريد به (اليرع) وقد يحمل أيضاً على لغة من يجعل الياء جيما ويصير الجيم ضادا ونحن نرى أنهم قالوا في أيده: (أجده) ثم قالوا (عضده) على سبيل إدخال لغتين في كلمة واحدة. قال في اللسان: بناء مؤجد مقوى وثيق محكم. أهـ. ومؤجد مثل موطد لأنهم استثقلوا قولهم موضد بالضاد فنقلوها إلى الطاء طلبا للخفة. أما أنهم جعلوا الجيم ضادا فكثير في كلامهم. فقد قالوا وجح الطريق بمعنى وضح. وأوضفه بمعنى اوجفه أي حمله على الإسراع في المشي. وضرح الشهادة بمعنى جرحها. وهضمها

عليهم بمعنى هجم والرضام الرجام لصخور عظام إلى غيرها. ولهذا نذهب إلى أن عضد اصلها أيد، ودخول لغتين على الكلمة الواحدة معروف في لساننا فقد قال الفصحاء آض (أي رجع) عاد بجعل الهمزة عينا والضاد دالا أو بالعكس. وقالوا: الكثر والقدر. سما وشمخ أو سمق. ختره في غدره إلى غيرها. وكذلك في لغة العوام. فقد سمعت يوما الدكتور المرحوم يعقوب صروف يقول لي (أزان) فلم افهمها في بادئ الأمر. فقلت له اكتبها فخط (أظان) فقلت: وهذه أيضاً لا افهمها فما تريد؟ فقال: المرجل أو القدر الكبير. قلت: الآن فهمت أن الكلمة تركية الأصل من (قزان) بمعناها. وقزان نفسها مخفف (قزغان). ولما كان السوريون وبعض المصريين يلفظون القاف همزة والزاي ظاء قالوا (اظان) وهكذا كان يكتبها المرحوم الدكتور صروف في مقتطفه. فلا عجب بعد ذلك إذا قيل في (أيد): (عضد).

6 -

قال حضرة البك: (لم يجيء في كلامهم نصره ينصره تنصيرا للمبالغة والتكثير). قلنا: لو قال حضرته لم نجد نصره (بالتشديد) في دواوين اللغة لسلمنا له بالأمر أما إنه لم يجيء أبدا فهذا ما نخالفه فيه لأن ابن قتيبة يقول في كتابه (أدب الكاتب) في ص 488 من طبعة أوربة: (وتدخل فعلت (المشددة العين) على فعلت (المجردة) إذا أردت كثرة العمل) ولهذا انتقد الفرزدق إذ انشده

ما زلت افتح أبوابا وأغلقها

حتى أتيت أبا عمرو بن عمار

فقال: (فجاء به مخففا وهي جماعة أبواب وهو جائز إلا أن التشديد كان

ص: 787

أحسن وأشبه بالمعنى). أهـ.

أما أن التنصير ورد في كلام الأدباء فهو أمر لا يحتمل الريب فقد جاء في كتاب البيان لمؤلفه ابن العذاري المغربي وهو من أبناء المائة السابعة للهجرة؛ في مقدمة الجزء الأول ص 88 في الرقم 3 فراجعه.

7 -

يؤخذ من كلام حضرة اللغوي المحترم إنه لا يحسن بنا أن نستعمل إلا ما استعمله السلف وأن لا نتخذ إلا ما اتخذه السلف لا غير. أو بعبارة أخرى يقول لنا: يا أهل القرن العشرين: كونوا من موتى السلف ولا تتحركوا حركة ولا تظهروا إمارة حياة لأن السلف لم يتحركوا كما تتحركون فاهمدوا في مواطنكم. وكل هذا أمر بالموت صبرا وهذا لا يسلم به حي من الأحياء.

8 -

من غريب صنع حضرة الإمام اللغوي إنه يأمرنا بالجري على آثار السلف أو بالجمود أو قل بالهمود وهو يخالف ما يأمرنا به. فإنه استعمل في جوابه علينا: (المجلة والمعجم والمطبوع والمشكول) بالمعاني الحديثة وهي كلها ألفاظ لا وجود لها في القرآن ولا في الأسفار التي أشار أليها. فكيف جوز لنفسه ما لا يجوزه لغيره؟ أليس لأنه يجاري أبناء العصر في أعمال حياتهم؟ فإذا كان كذلك. فما لنا إلا أن نقول التعضيد إذا أردنا كثرة العضد التي يصعب النطق بها لتجاور حرفين ثقيلين على اللسان. ولهذا نرى استعمال التعضيد في كل موطن خير من حصرها في معنى التكثير وحده.

10 -

كان السلف منا يتخذ الألفاظ للمعاني وحضرته يريد منا أن نتخذ المعاني للألفاظ وهو عندي أمر جائر لا يقبل به أحد من المعاصرين. إذ المعاني هي كالأرواح للألفاظ أو كالصورة للمادة أو كالقلب للجوهر أو كسكان البيت للبناء الذي يأوون إليه. فكيف يريد بعد هذا أن يجعل الألفاظ فوق المعاني والأجسام فوق الأرواح والقالب فوق الجوهر والأبنية فوق سكانها. أننا لا نظن أن ابن بشر يرضى بهذا الحكم الجائر مهما كانت لغته. وأي حق للموتى على الأحياء أن يكرهوهم على أن لا يجروا إلا في الطرق التي جروا فيها. وأن لا يلتفتوا في سعيهم يمينا ولا يسارا ولو تجددت أنسالهم وأنجالهم ابد الدهر؟

ص: 788

النتيجة: عضد (من باب التفصيل) بمعنى أيد (من الباب المذكور) إذا أردت به التكثير من افصح كلام العرب وقد ورد استطرادا في المصباح والمخصص أي في مظنة مادته كما ورد الساذج في اللغة في غير مظنته وكما ورد ألوف من الألفاظ على هذا الوجه. وورد في مادته في النهاية ومجمع البحرين. ودونك الآن سر نشوئها: أد، أيد، أجد، أكد، وكد، اطد، وطد، عقد، عضد.

تعليق

من غريب الاتفاق أن (الأيد) العربية توافق الفرنسية زنة ومعنى وليست اللفظة الواحدة مشتقة من الأخرى البتة. و (الأيد) في اللغة البروفنسية وفي الأندلسية وفي الإيطالية وكلها من الرومانية المشتقة من أسم المصدر اللاتيني بهذا المعنى.

استعمال كلمة فنان

جاءنا هذا السؤال من أحد قرائنا المصريين:

شغل بعض الأدباء المصريين بالمساجلة طويلا حول استعمال كلمة (فنان)، فقال فريق منهم إنه لا يجوز استعمال هذه الكلمة بمعنى رجل الفن المتخصص له الضليع، لأنها لم ترد في اللغة إلا بمعنى حمار الوحش، وقال غيرهم: بل لا مانع من استعمالها، فهذه صيغة قياسية للمبالغة، ومن مصلحة اللغة الإكثار من القياس كلما دعت الحاجة إليه، فتزداد بذلك المفردات المعبرة تعبيرا دقيقا من مختلف المعاني وتنمو ثروة اللغة اللفظية، وهذا شأن جميع اللغات الحية. ولا يمكن أن تحل كلمة (فني) محل كلمة (فنان) في مدلول المعنى وتحديده الصحيح، ولذلك لم يتردد كبار الشعراء والكتاب العصريين في استعمال اللفظ الأخير في موضعه المناسب.

فما رأي فضيلتكم في هذا الخلاف، وفي مبدأ تشجيع القياس الوضعي للمفردات التي تدعو حاجة التعبير العصري إليها، ما دامت قواعد الاشتقاق مرعية؟ أرجو أن تعنوا بالرد على هذا السؤال لأن جمهور الأدباء في مصر يهتم دائما بمعرفة أحكامكم اللغوية، ولفضيلتكم الشكر سلفا على هذا الفضل. (ش. ي)

ج - ليست (فنان) هنا للمبالغة، وإن كان فعال بتشديد العين من صيغها،

ص: 789

بل للنسبة أو الإضافة: إذن معنى الفنان صاحب الفنان وممارسه قال سيبويه (2: 900 من طبعة مصر): هذا باب من الإضافة تحذف فيه ياءي الإضافة وذلك إذا جعلته صاحب شيء يزاوله، أو ذا شيء. أما ما يكون صاحب شيء يعالجه، فإنه يكون فعالا. وذلك قولك لصاحب الثياب ثواب، ولصاحب العاج عواج. . . وللذي يعالج الصرف: صراف، وذا أكثر من أن يحصى. . . أهـ. فالفنان: الذي يعالج الفناء ويزاوله. ويكاد يكون هذا الوزن للثلاثي قياسيا لكثرة ما ورد منه، فاستعماله لا غبار عليه واتخاذ القياس يزيد اللغة ثروة ويؤدي معاني لم يعرفها السلف ومن الضروري الرجوع إليه كلما احتجنا إلى وضعه.

على أننا نخير هنا على الفنان: الفتان (بتاء مثناة مشددة في الوسط) وقد استعملها الأقدمون منا. قال في الأغاني (1: 256) وهو يذكر قول عطاء بن أبي رباح لابن سريج. (يا فتان) ألا تكف عما أنت عليه. . . تفتنهم أغانيك الخبيثة. . .) أه. وأنت تعلم أن ابن سريج كان فتانا في فنه الغنائي ولهذا قال له يا فتان. - ولذلك سمينا دائما الفنون التي تأخذ القلب

(بالفتانة) وهي أحسن من سائر الألفاظ التي استعملت كالفنون الجميلة والمستظرفة والرفيعة والأثيلة والناضرة والبديعة إلى غيرها. فهذه كلها لم يتخذها السلف وهي من سيئ التعريب من كلام الإفرنج وإن ادعى بعضهم أنهم استعملوها. فالغناء والشعر والنقش والنحت والموسيقى كلها من الفنون الفتانة.

وحكة الزجاجي في أماليه يسنده عن الأصمعي قال: حدثنا عمر بن أبي زائدة قال: حدثتني أم عمرو بنت الأهتم قالت: مررنا ونحن جوار بمجلس فيه سعيد بن جبير. ومعنا جارية تغني بدف معها، وتقول:

لئن فتنتني لهي بالأمس افتنت

سعيدا فأمسى قد قلا كل مسلم

وألقى مصابيح القراءة واشترى

وصال الغواني بالكتاب المتمم

فقال سعيد: كذبتن، كذبتن، أهـ. وراجع التاج في فتن.

فانظر كيف أن المغنية ناقرة الدف استعملت لفظة صورت بها حقيقة فتن إتقان الفناء لمن يقدره حق قدره.

وللفتان معان عديدة كلها تصح لمقابلة الإفرنجية لأن السحر نفسه من فنون الإفتان. وهذه المعاني لا تراها في الفنان (بثلاثة نونات). فاختر من

ص: 790

اللفظين ما تشاء.

المخاضرة، بيع الغرز، البيع على علاته

س - بغداد - ط. ق: كيف تترجمون إلى العربية المستعملة في علم الحقوق؟

ج - للكلمة الإفرنجية عدة معان منها: وهو بيع نتاج مستقبل كالحصاد قبل أوانه وعلى الشاري أن يدفع قيمته التي عينت في أول البيع. سواء أكان النتاج أو الحصاد حسنا أم سيئا. وهذا ما سماه السلف (بالمخاضرة) قالوا: المخاضرة: بيع الثمار قبل بدو صلاحها. سمي لأن المتبايعين تبايعا شيئا أخضر بينهما، مأخوذ من الخضرة ويدخل فيه بيع الرطاب والبقول وأشباهها على قول بعض. أهـ عن التاج. ولما كان معنى الأخضر واسعا في العربية جاز أن نطلق المخاضرة على كل ما يرى فيه خسارة أو ربح وجاز لنا أن تسميها (بيع الغرز) (بفتح الأول والثاني) قال في التاج: الغرز، محركة. . . الخطر ومنه الحديث: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرز وهو بيع السمك في الماء، والطير في الهواء. وقيل: هو ما كان له ظاهر يغر المشتري وباطن مجهول. وقيل: هو أن يكون على غير

عهدة ولا ثقة. قال الأزهري: ويدخل في بيع الغرز البيوع المجهولة التي لا يحيط بكنهها المتبايعان حتى تكون معلومة. أهـ. وتكاد تكون عبارة اللسان نفسها وإن لم يعزها إليه. وإما إذا أريد باللفظ الإفرنجي معنى عاما يوافق جميع ما تفرع منه من المعاني فقول السلف (على علاته) هو أحسن ما يؤدي هذا المطلوب. قال اللغويون قولهم على علاته أي على كل حال، لأن الكلمة الإفرنجية منحوتة من كلمتين من أي ثمن أو قيمة أي معمول أو مقطوع. وملخص معناهما بيع محسوم الثمن أو مقطوعة أو بيع الحسم. وهذا أيضاً مما يمكن اتخاذه من باب التعريب المعنوي.

والمعاجم الإفرنجية نقلت أسم هذا البيع بقولها: باع قطبا أو قطرا أو بالمشايلة أو بالمقاولة أو جزافا أو بالكلية لأن القطر أو القطب هو أخذ الشيء ثم أخذ ما بقي على حسب ذلك الشيء جزافا بغير وزن، يعتبر فيه بالأول.

ص: 791

وهذا لا يفي معنى المصطلح الإفرنجي. وكذلك القول عن البيع بالمشايلة أو المقاولة أو الكلية أو الجزاف فكلها من هذا القبيل المخطوء في اتخاذه.

الماسة أو الطابق

ومنه: ما الكلمة العربية الموافقة للماسة (وبعضهم يقول الماصة)؟

ج - الماسة أو الماصة كلمة تركية الاستعمال إيطالية أو لاتينية الأصل وهي ومعناها في الأصل المائدة أو المنضدة. ويراد بهذا الاصطلاح موجودات المفلس من المال أي وأهل سورية ومصر سموها (الطابق).

قال في محيط المحيط: الطابق (بكسر الباء) عند أرباب التجارة موجودات التاجر إذا انكسر. أهـ. والكلمة شاعت بهذا المعنى فلا بأس من اتخاذها لاشتهار معناها. واصل معنى الطابق ظرف من حديد أو نحاس يطبخ فيه وهو الذي نسميه في العراق (طاوة) كأن التاجر وضع فيها عند انكساره فيقلى عليه قليا لما يحتمل حينئذ من العار.

البارية

س - بيروت - القس ا. ا: أأصاب أرباب. المعاجم العربية بقولهم: (البارية أو البورية) الحصير المنسوج من القصب وهي كلمة معربة اصلها فارسي؟ فإن كان ذلك صحيحا فما

هو اللفظ الفارسي الأصلي وما هو مدلوله الحقيقي؟ وإن لم يكن فما رأيكم في الأمر؟

ج - البارية أو البورية فارسية لا تحتمل شكا. وهي في هذه اللغة (بوريا) بضم الباء ضما غير صريح أي تلفظ وسكون الواو وكسر الراء وفتح الياء وفي الآخر ألف. ومعناها الأصلي نوع من القصب يكثر في الآجام ويشبه البلاج بعض الشبه وتتخذ منه الحصر أو البواري ثم سميت عندهم البارية (بلاج)(وزان سحاب) وهكذا أصبح له معنيان كما ترى عندهم للبارية معنيين.

وأصحاب معاجمنا العربية لم يذكروا الكلمة الفارسية للبارية ومن غريب أمرهم أنهم ذكروا البارية في مادة (ب ور) و (ب ر ي) معان الصحيح أن تذكر في (ب ور) لا غير، إشارة إلى اصلها الفارسي (بوريا). ولفظ الواو بين

ص: 792

الألف والواو دفع السلف إلى تعريبها بصور مختلفة: البوري، والبورية، والبورياء (بالمد)، والبارياء، والباري (بالتشديد) والبارية (بالتشديد والهاء).

وأصحاب المعاجم العربية إلى اللغات الأجنبية فسروا البارية بقولهم: أي حصير متخذ من الأصل وهو غير صحيح، لأن الذي يتخذ من الأسل أو من ضرب من الأسل يعرف بالساماني (والبغداديون يقولون سماني وصماني أو صاماني) والسامان هو نوع من الأسل يكثر في المستنقعات والبطائح يعرف بالفرنسية باسم والصواب أن يقال والعراقيون إلى اليوم يسمون الحصر المتخذة من القصب (بواري) وما يتخذ من السامان:(صماني) وكانت تعرف بالطميل في عهد العباسيين. وكانت الطمل ترمل وتربط أجزاؤها بعضها إلى بعض بالخيوط وهو المعروف بالرمل والطمل والسف والنسج إلى غيرها. أما الباري فلا ترمل بل تضفر ضفرا أو تجدل جدلا.

باب المشارفة والانتقاد

تراكمت المقالات والأسئلة والأجوبة والمراسلات والأخبار حتى لم يبق متسع لباب المشارفة والانتقاد مع ما عندنا من موادها المهيأة ما يقع في نحو 250 صفحة. فالرجاء من القراء العذر الذي هو من شيمهم الكريمة.

الهدايا

كثرت الهدايا في هذه المدة ولا يمكننا ذكر أسمائها كلها، فنجتزئ بذكر ما يأتي: ديوان الاعشين، ديوان طفيل والطرماح، نسب الخيل، نظم العقيان في أعيان الأعيان، السريريات والمداواة الطبية، رجب أفندي، جدول الأمراض، أناشيد المحبة، الراشد، تاريخ حوادث الزمان وأنبائه، نماذج خطوط اللغات الشرقية، السائس واللصوص، أصول اللغة العربية باللغة الروسية، مجموعة مقالات كتبت بشأن مرور 500 سنة على ولادة مير علي دروس عملية في الأمراض الولادية، العلم والعمران وهي هدية المقتطف السنوية ورسائل في التعقيم ومقالات في هذا الموضوع لعلامة أميركي إلى غيرها.

ص: 793