الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكتابات الأثرية العباسية في فلسطين
الرقيم العباسي الثالث
نشرت في المجلد 6 صفحة 161 من هذه المجلة الزاهرة نسخة رقيمين عباسيين يريان في قبة الصخرة ببيت المقدس وكنت أظن أن ليس في فلسطين غيرهما حتى وقعت على ثالث لهما حققه المستشرق الفرنسي كارمون غانو الذي كان ممثلا للدولة الفرنسية في بيت المقدس وقد جد هذا الرقيم في أطلال مسجد عسقلان سنة 1301هـ 1883م وأهديت نسخة منه أخذت على قالب من الجص إلى المستشرق المذكور، أهداها إليه متصرف بيت المقدس الذي كان تابعا للحكم العثماني إذ ذاك وقد زبرت هذه الكتابة في حجر من المرمر المسنون قياسه 47. 5 في 45 سنتمترا ضمن إطار جميل منمق بالأغصان والأوراق.
ولا أدري إلى أين انتهى أمر هذا الرقيم القديم الذي نقش لبناء مئذنة ومسجد ربما كانا من أقدم المآذن والمساجد التي بنيت في فلسطين بعد المسجد الأقصى
وقبة الصخرة والجامع الأبيض في الرملة.
المهدي وخلافته
المهدي هو محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ابن عبد المطلب بن هاشم وهو ثالث الخلفاء العباسيين وقد ولي الخلافة سنة 158هـ (775م) فكان من الغرابة بمكان أن يرد اسمه في الرقيم مقرونا بإمارة المؤمنين سنة 155هـ (772م) أي قبل ثلاث سنين من توليه الخلافة.
ولسوء الحظ أن كلرمون غانو لم ينقل لنا صورة الرقيم الذي كان طبعا بالحروف الكوفية لنستنطقه ونتبين منه وجه الصواب في التاريخ المذكور ولم نجد له ذكرا في الجزء الأول من كتاب فإن برشم السويسري الذي جمع فيه الرقم الفلسطينية المتعلقة بالأمويين والعباسيين والفاطميين وبعضا من رقم الأيوبيين مما نستدل معه على أن هذا الرقيم لم يصل المتحفة العثمانية لأنه لو كان فيها لكان نقل صورته فان برشم في مجموعته الفرنسية المتقدم ذكرها.
فإذا لم يكن هذا من غلط الراقم حين نقرأ الرقيم فيجب علينا أن نقبل أن أولياء العهد كانوا ينعتون بلقب إمارة المؤمنين قبل أن يرقوا سنامها ويتبوءوا معقدها. أو أن المنصور الذي انتزع ولاية العهد من ابن أخيه عيسى بن موسى وجعلها في المهدي هو الذي أمر بذلك ليرسخ في الأذهان أن الخلافة بعده لابنه المهدي، وهذا الرأي الأخير قد أرتاه كلرمون غانو وارتضاه.
وكان المهدي ولوعا بالعمارة فقد وسع البيت الحرام بمكة مرة بعد أخرى واشترى ما حوله من الدور فأضافها إليه حتى بلغ ثمن الذراع الواحدة يكسر في مثلها - وهي ما نسميها اليوم بالذراع المربعة. خمسة عشر دينارا. وأمر بالأساطين فنقلت من مصر ومن الشام وحملت بحرا إلى ساحل مكة المعروف (بالشعيبة) بالقرب من جدة ثم نقلت تلك الأساطين من الساحل على العجل.
وزخرف سقوف المسجد بالخشب المنقش بالألوان وكانت في غاية الصفاء والرونق. وعبد الطريق إلى مكة المكرمة. وغير ذلك من العمائر الكثيرة التي انفق عليها أموالا عظيمة.
وقد توفي المهدي في أواخر المحرم من سنة 169هـ 785م.
مسجد عسقلان
لم يذكر المؤرخون لنا عمارة المهدي لمسجد عسقلان وقد كان ذلك لا يهمهم بمقدار ما تهمهم حادثة قتال كأن التاريخ عندهم تدوين ملاحم وتخليد جرائم.
شهادة المهدي للأمويين
لما قدم المهدي دمشق ودخل مسجدها ومعه أبو عبيد الله معاوية بن يسار الأشعري كاتبه قال: يا أبا عبيد الله سبقنا بنو أمية بثلاث. بهذا البيت، لا أعلم على الأرض مثله، وبنبل الموالي، وبعمر بن عبد العزيز، لا يكون والله فينا مثله أبدا.
فلما أتى بيت المقدس ودخل قبة الصخرة، قال: يا أبا عبيد الله، وهذه رابعة، وكانت زيارة المهدي بيت المقدس سنة 163هـ (779م) وعندها أمر برم ما أخربته الزلازل من عمارة أبيه المنصور في المسجد الأقصى ونقص من طول المسجد وزاد في عرضه.
نسخة الرقيم
وهذا نص الرقيم نقلا عن صورته التي نقلها بالحروف العادية كلرمون غانو في مجموعته مقتطف الآثار الشرقية (المجلد1 ص 214)
1 -
بسم الله الرحمن الرحيم