الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المشارفة والانتقاد
17 -
التاريخ العام
الجزء الأول لمؤلفة رشيد بقدونس في 572 ص بقطع 12 مع 14 خريطة
الجزء الثاني في 704 صفحات بقطع 12 أيضاً لمترجمه رشيد بقدونس أستاذ التاريخ والجغرافية في المدرسة التجهيزية سابقا، حقوق الطبع محفوظة للمترجم، طبع في مطبعة الترقي في دمشق 1924
هذا التاريخ موضوع في جزءين، يبحث الجزء الأول منها عن شعوب آسية وأوربة القديمة. والثاني موضوعه شعوب البربر وشعوب أوربة في القرون الوسطى والترك والعرب والحكومات الإسلامية والكتاب في قسميه موافق لبرنامج الصف الثامن من المدارس التجهيزية وأقرت رئاسة المعارف في سورية تدريسه بقرار لجنة الترجمة والتأليف الصادر بتاريخ 22 تموز سنة 1924 رقم 107.
والذي يلاحظ في هذا التأليف أو هذا النقل إلى لغتنا أن الأستاذ اتخذ الكتابة التركية لتصوير الأعلام الإفرنجية فيقول مثلا فره دريق وغره غوار والسجليتين. . واينوسان. . . وأهل الصليب. . وهو يريد فريدريك وغريغوريوس والصقليتين وانوشنسيوس والصليبيين فأين هذه الأسماء من تلك؟ فالظاهر أن المؤلف لم ينقل هذه الأسماء رأسا عن أصحاب التأليف أنفسهم بل عن التركية وإلا لا يجوز لنا أن نتلاعب بالأعلام كيفما نشاء لان ما كان لاتيني الأصل ينقل بلاتينيته وما كان إيطاليا يؤخذ بإيطاليته إلى غيرهما من اللغات المعروفة نعم إننا نرضى بأن تعرب بعض الأعلام الإفرنجية على الوجه الذي عربه السلف في سابق العهد فاشتهر بذلك الوجه كطليطة وغرناطة وبلد الوليد لما يسميه الغربيون: توليدو، وكريناده، وفلدوليد، من أعلام المدن وبطرس وبولس ولوقا من أعلام الرجال؛
أما الأعلام التي لم تشتهر عد السلف، أو لم يجر فيها على صورة واحدة فتصرف فيها كل مؤلف أو كل أخباري على ما هواه خاطره فالتقرب من الرواية الإفرنجية احسن واضبط والأسماء التي رواها المؤلف قريبة من اللغة الفرنسية بعيدة عن أصحاب الأعلام أنفسهم وعن مزية لغتنا العربية. فكان يجب إذن أن تروى على ما يرونها هم بلسانهم
الخاص بكل قوم من أقوامهم لا كما فعل حضرته.
وعليه لا نوافقه أبدا في اغلب ما أورده من الأسماء فأنها غير صحيحة في نظرنا ومخالفة لأوضاعهم وأوضاعنا معا. وموافقة للتركية فقط. .
ثم أن حضرته خالف نقل الألفاظ العربية صريحة لما نقله السلف واتبع في ذلك منقولات ومصطلحات الترك. فقد قال مثلا في الاركون: أرخونت (237: 1). وفي الخنفساء: اسقارابة (ص 42)، والمدرج (بتقدير المسرح) انفي تياتر (ص 525) والمسكوني: اكومونيك (ص 453) والعراعر: أوباترينس والمشبى (بضم الميم وفتح الباء) اوغوست (446) ولو قال اوغسطس لكان أهون، والشبر: اوقاريست (446) ولو قال اوخارستية لكان ايسر، والمتفائل: اوكور (334) والبطريق: (313) والكاهن: بره تر (435) ثم قال:. . . ولم يستعملها اليونان القدماء بغير هذا المعنى، ولما أخذها الافرنسيون حرفوها لفظا ومعنى حتى صار معناها اليوم راهب (كذا). أهـ. قلنا: الأقدمون منا استعملوا الكاهن. وأما قوله أنها اليوم يعنون بها الراهب فغير صحيح إذ الراهب هو بالفرنسية أو وأما الكاهن فهو
ولا نريد أن نستقصي جميع الألفاظ التي نقلها عن الفرنسية بحروف عربية لأنها كثيرة. ولهذا أصبح كتابه متعبا على من يطالعه لما يتدفق فيه من هذه المفردات الغريبة الكتابة والمعنى والمبنى؛ فلا نتعرض لها.
على أن العيب الكبير في هذا السفر وهو العيب الذي لا يغتفر أن المؤلف أو المعرب أو الناقل روى أخباره كلها عن كاتب معاد للكاثوليك وقد سدك بهم كل شنيعة بلا أدنى تحقيق، فكان يجب على من يكتب مثل هذه التآليف أن يطالع ما يفتريه قوم على قوم، فم ينصف في حكمه. وإلا فإذا كانت الأخبار هي انتقام وتشف لعدو من حزبه الخصم، فالكتاب لا يساوي دانقا. وهذا ما نجده في جميع
ما يرويه من الأخبار التاريخية، فالكاثوليك لا يلتفتون إلى مثل هذه التصانيف سواء أكان أصحابها من أبناء الغرب أم من أبناء الشرق؛ إذ ما نصيب الكذب والبهتان وتزوير الأخبار إلا نبذها في زوايا النسيان ونحن نأسف على أن يكون صديقنا قد جرى في هذا الوادي، وادي تضلل.
18 -
جلال خالد
قصة عراقية موجزة
1919 -
1923 بقطع الثمن، لمحمود أحمد السيد المدرس (حقوق الطبع محفوظة له)، مطبعة دار السلام في بغداد 1928.
كلنا نعرف محمود أحمد أفندي وانه شاب متوقد الفؤاد يحسن صوغ الروايات ويبرزها بثوب شفاف عن الحقائق الملموسة التي لا مبالغة فيها. وهذه القصة هي من هذا الطرز فلا عجب إذا اقبل العراقيون على مطالعتها.
19 -
المجلة الطبية المصرية
لسان حال الجمعية الطبية المصرية (السنة الحادية عشرة) سنتها عشرة شهور. العدد الأول يناير 1928، الإدارة بشارع زين العابدين بالسيدة (بمصر القاهرة).
تلقينا للمرة الأولى الجزء الأول من هذه المجلة النافعة فوجدناها من أفخر المطبوعات مادة وجوهر. عدد صفحات الجزء الواحد 9 في اللغة العربية و26 في اللغة الإنكليزية هذا عدا ما فيها من الإعلانات الطبية الكثيرة في صفحات على أننا نرى أصحابها يتساهلون في لغتهم كل التساهل واغلب مقالاتهم لم تصحح من خطأها في التعبير. ومن أبحاثها مقالة في الجواتر الجحوظي. وقد ذكرت الجواتر بهذه الصورة مرارا عديدة، مع أننا نعلم أن هذه العلة كانت معروفة عند أطباء السلف باسم الجدر (وزان سبب) أي فلا نرى موجبا لإهمال العربية الخفيفة على اللسان الشائعة في العراق والتمسك بجواتر الغليظة الضخمة، على أن الذين يغلب في مقالاتها اصح الآراء وأثبتها في علم الطب الحديث، فنتمنى لها الروح بين ظهراني الناطقين بالضاد.
20 -
المفاوضات الروحية
بين النفس وقلب يسوع في سر القربان الأقدس
صنفه مؤلف كتاب المتعبدين لقلب يسوع الأقدس، طبع طبعة ثانية متقنة بالمطبعة السريانية الكاثوليكية في بغداد في 502 ص بقطع 16.
هذا الكتاب طرفه من الطرف، حسن الورق، والطبع والتصاوير، وبالأخص: حسن الأقوال
فصيح العبارة ينفذ إلى أعماق النفس حتى أنه ليؤثر فيها أثرا مفيدا. ونحن لم نقرأ تصنيفا تقويا محبوك المعاني وأننا لنوصي به جميع الذين يودون السير الحثيث في طريق الكمال المسيحي، أو السلوك في الباطن سلوكا تظهر آثاره في جميع ما رأيته المرء من المحامد التي هي مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال.
21 -
القسم الأخير من كتاب تجارب الأمم
لأبي علي أحمد بن محمد المعروف بمسكويه، مع نخب من تواريخ شتى تعلق بالأمور المذكورة فيه، وقد اعتنى بنسخة وتصحيحه هـ. ف. آمدروز.
وهو في ستة أجزاء وفهرست. والأجزاء الثلاثة الأولى عربية النص والثلاثة الأخرى ترجمتها بالإنكليزية بقلم د. س. مرجليوث، وكلها بقطع الثمن
مسكويه، لا ابن مسكويه كما يقول بعضهم، ثقة في رواة في التاريخ الذي خطته أنامله. لأنه كان أمين صندوق عضد الدولة من بني بويه، ومعتمده في جميع أموره. ولهذا كان أبو علي واقفا على أنباء زمانه احسن وقوف، فضلا عن أنه كان نقادة لما كن يقع تحت عينيه أو يسمعه. توفي في 9 صفر من سنة 421هـ (17 شباط 1030م).
كان بدئ بطبعه على أن يصور الأصل المخطوط كما هو ويطبع كما تطبع الصور، على نفقة (لجنة ذكرى حب) الإنكليزية؛ لكن ظهر بعد الطبع أن في قراءة الأصل على ما هو عنتا ومشقة، فعدل عنه، ثم طبع بمطبعة فرج الله
الكردي في مصر سنة 1914 فجاء سهل القراءة.
والعناية بطبعه عظيمة لأنه وضع في كل صفحة مطبوعة رقم صفحته الأصلية حتى إذا أراد الإنسان التحقيق على ما في الأصل لم يكلف شططا. وضبطت مواطن الأشكال والشبهات ضبطا كاملا. إلا أنه مع ذلك كله وقع خطأ كثير في الطبع. وفي بعض الأحيان كتب متولي تصحيح مسودات الطبع (كذا) لأنه لم يتمهد إلى الرواية الصحيحة. فقد جاء مثلا في 193: 1: وأضاف إلى ما كان إلى أبي الهيجاء من أعمال طريق خراسان وحلوان والدينور. . . ودقوقاء وخانيجان (كذا) والموصل. . . قلنا: كتب (كذا) وراء خانيجان لأنه لم يشاهد في كتب البلدان مدينة بذلك الاسم ولقد أصاب؛ لكن في المدينة معروفة باسم خانيجان (براء في الآخر) ولا نريد أن نتتبع تلك المساقط في جميع مواطنها لان ذلك
يطول.
وكنا نود أن تختلف حروف العناوين أو الفصول عن حروف النص كما كنا نود أن يتخذ في آخر هذا السفر مفتاح لمغلق الألفاظ التي وردت فيه وإن يفرد معجم للألفاظ التي لم ترد إلا في كتب الولدين، ولا سيما في هذا التصنيف البديع الممتع، فقد ورد فيه مفردات جمة، بل لآلئ فريدة نحن في حاجة إلى معرفتها في هذا العصر والى اتخاذها في ما نخطه قياما بحاج القوم.
أما الترجمة الإنكليزية فيكفيها حسنا أن العلامة المستشرق الشهير صديقنا مرجليوث تولى نقلها إلى لسانه. وهي من احسن الترجمات.
وفي الكتاب أخبار كثيرة تتعلق بالعراق ولا سيما ببغدادنا المحبوبة فاقتناؤه واجب على كل من يحب دياره.
والفهرس شامل لجميع الأعلام من أناس وموضع مما يجعل فائدة هذا التاريخ على طرف الثمام. وبذلك النفع العام.
22 -
المحراث
مجلة زراعية صناعية اقتصادية، صاحبها ومحررها: ادوار غالب مهندس زراعي.
جاءنا الجزء الأول من هذه المجلة الزراعية النافعة وفيها عدة مقالات في
شجرة الزيتون وغرسها والعناية بها. والمحراث قديما وحديثا وداء الهريان في الكرمة أي ونظرة في تربية الحيوانات الداجنة، وآكلة التفاح إلى غيرها. والظاهر من عبارة صاحبها أنه غير متمكن من لغتنا وغير عارف المصطلحات الفنية، فقد ذكر في ص 30 من هذا الجزء (وعدد صفحاته كلها 32) أسماء أزهار بالافرنسية والعربية خبط فيها خبط عشواء إذ ذكر منها ثمانية ولم يصب إلا في اثنين وسائر لأسماء غير صحيحة، بل مشوهة أشنع تشويه. عزى الله أصحاب هذه اللغة بما يفعله بها أولادها الضعفاء.
23 -
جامع التصانيف الحديثة
التي طبعت في البلاد الشرقية والغريبة والأمريكية، الجزء 2 يحتوي على مطبوعات سنة 1927 الموافقة لسنتي 1335 - 1346هـ، في 60 صفحة بقطع الثمن الصغير عني بجمعه
وترتيبه يوسف اليان سركيس الدمشقي.
صديقنا القديم السيد يوسف اليان سركيس ممن ولع بالورقة (بالببليوغرافية) وهو يعالجها منذ أمد بعيد، وله تحقيقات في هذا الموضوع تشهد له بعلو كعبه فيها. وهذا الثاني يتمم صنوه الأول الذي ذكرناه في هذه المجلة (614: 4) وقد اصلح فيه الأغلاط التي كانت وقعت من قلمه في ذلك الجزء وزاد فيه ما كان قد اغفل عن ذكره فيه من المطبوعات.
وقد لاحظنا أن المؤلف لا يهتم بما ينشر في العراق إلا من بعيد، فقد فاته ذكر مؤلفات عديدة طبعت في حاضرتنا في مطابعها المختلفة، ولا سيما مطبعة دار السلام ودار الطباعة الحديثة ومطبعة الحكومة والمطبعة السريانية. فالظاهر أنه لا يعرف منها إلا النزر القليل الذي لا يكاد يعد. وقد ذكرنا نحن بعض هذه التآليف التي أهديت ألينا؛ فلو راجع مجلتنا لزادت بضاعته.
وفي بعض الأعلام خطأ في النقل فقد ذكر في الرقم 342 اسم القس يوسف كركي الكلداني وأعاد هذا الغلط في الفهرس (ص 60) والصواب كوكي بواو بين الكافين الفارسيتين.
وفي هذا الجزء ذكر 394 كتابا مطبوعا. فهو مفيد لكل من يود الوقوف على أسامي المصنفات ومحال طبعها.
24 -
خواطر الأخت ماري ليسوع المصلوب
للأب دنيس بوزي من كهنة جمعية قلب يسوع، تعريف الأب انستاس ماري الكرملي الحافي، طبع بالمطبعة الرسيانية الكاثوليكية في بغداد سنة 1926، في 177 ص بقطع الثمن الصغير.
الأخت ماري ليسوع المصلوب راهبة كرملية حافية عاملة، ومولدها في عبلين قرب شفا عمرو (فلسطين) في سنة 1846 وتوفيت برائحة القداسة في دير كرمليات بيت لحم؛ ولم تكن تعرف القراءة والكتابة، إلا أنها اشتهرت بمكارم أخلاقها، وكثيرا ما كانت تخطف بالروح فتتكلم بأمور عالية وهي لا تشعر بما تنطق به فكانت الراهبات من حواليها يكتبن ما كانت تتلفظ به ولم يذكرنه لها في حياتها. وفي هذه السنوات الأخيرة نشر أحد الأدباء من جمعية قلب يسوع بعض تلك الخواطر التي تنم على فضل غير مألوف وأفكار في أقصى السمو. وقد نقلنا إلى لغتنا هذه الأفكار وهي تباع عندنا بربية واحدة.
25 -
النشء الجديد
مجلة مدرسية علمية أدبية شهرية لسان حال النهضة الحديثة، لصاحبها ورئيس تحريرها: عبد الرزاق الناصري، العدد الرابع السنة الأولى. مارت سنة 1928، طبعت في المطبعة الكاظمية في العشار (البصرة).
تلقينا من بريد البصرة الجزء الرابع من هذه المجلة. وكان قد ظهر منها ثلاثة أجزاء، ثم احتجبت بأمر من وزارة المعارف. والآن افرج عنها وعادت إلى النشور. وهي تصدر في 42 صفحة. وأبحاثها تفيد المدارس ومن ينتمي إليها معلمين ومتعلمين:
وكنا نود أن نرى أغلاط طبعها قليلة ليسلم التلميذ عند مطالعتها من العثار
في كل صفحة من صفحاتها. ومن العادة المألوفة أن الطابع يجيد تنضيد الوجوه الأولى ونرى مع ذلك في الصفحة 121 وهي الأولى من هذا الجزء قوله: فأسف كل صديق مخلص وتشمت كل حسود مناوئ. والمعنى يطلب هنا أن يكون الفعل: ويشمت كل حسود وفيها. . . أما الآن وقد عدنا إلى ما بدأنا به، فقد صار من اقدم واجباتنا. . . ولعل الصحيح هو: من اقدس واجباتنا، إذ لا معنى للقدم هنا - وفيها التي تنتمي بكل فخر أليها. . . ولو قال: ننتمي إليها بكل فخر لكان أسد.
وعلى كل حال لا يلتفت إلى هذه الهنات لما فيها من المواضيع المفيدة لأبناء المدارس، فعسى أن لا تحتجب كما احتجبت أخواتها الكثيرة.
26 -
كتاب الرد على الزنديق اللعين ابن المقفع عليه لعنة الله
للقاسم بن إبراهيم عليه من الله أفضل الصلاة والتسليم، ضبط متنه وترجمه إلى اللغة الإيطالية وعلق عليه الحواشي، ميكائيل انجلو جويدي الأستاذ بجامعة رومية وبالجامعة المصرية، طبع بمطبعة أكاديمية لنجاي الملكية في رومية سنة 1927 في 56 صفحة عربية و128 صفحة إيطالية بقطع الثمن.
الأستاذ ميكائيل انجلو هو ابن الأستاذ الشهير اغناطيوس جويدي المعروف بتآليفه المختلفة في اللغات الشرقية المتعددة. واليوم يجري النجل على آثار والده وقد أهدانا هذا الكتاب (الرد على ابن المقفع) ناقلا إياه إلى لغته الإيطالية وهذا الكتاب وأشباهه من انفس
مذخرات السلف، لان أغلبها اتلف ولم يسلم منها إلا ما لا يكاد يذكر. وهذا لم يسلم إلا لأنه جاءنا على يد خصمه الذي يظن في نفسه أنه فنده. ونحن لا نرى رأيه، لان هذا الرد في منتهى الفهامة ويدل على عجز في المفند، ولعل ذلك كان حيلة منه لينقل إلى الأجيال الآتية رسالة ابن المقفع التي يعترض فيها على بعض الايات، فيطبع في النفوس آراء من نعته بالزنديق ليروج على عقول الأغرار بضاعة ابن المقفع.
هذا من جهة الآراء، أما من جهة عبارة القاسم فأنها مسجعة يظهر فيها التكلف وتكرار لفكر الواحد بألفاظ مختلفة. مما يدل على قلة المادة في فكر المفند.
على أن الكتاب يبقى نفيسا في نظر العلماء لأنه يطلعنا على رأي ابن المقفع وعلى المذاهب الشائعة في عصره.
وكان المرحوم الأب لويس شيخو اليسوعي قد ذهب إلى نصرانية ابن المقفع وهذا كلامه: (وقد اشتهر كثير من الكتاب والمصنفين بين النصارى، نستغني بذكر بعضهم. فمنهم: ابن المقفع الكاتب المشهور. . . (مجاني الأدب 308: 4 في الحاشية)، مع أن النصرانية لم تخطر على بال ابن المقفع، قال صاحب الفهرست. . . واسمه بالفارسية روزبة وهو عبد الله بن المقفع ويكنى قبل إسلامه أبا عمرو فلما اسلم اكتنى بابي محمد. . .) وقد ذكر غير واحد أنه لم يكن مسلما صادقا وكان يبطن المجوسية. أما الصحيح فانه كان زنديقا وهذا كتابه يشهد على هذه الحقيقة.
دع عنك ما في الكتاب من سقم التعبير فإن إنشاء القاسم لا يداني إنشاء ابن المقفع، ولو عن بعد. فقد قال مثلا في ص 9: فإن هم ثبتوا له اسما غيره لم يكن إلا مفعولا. وإن كان هو اسمه كانت أسماؤه ممن سماه فضولا، والفضول عندهم من كل شئ فمذمومة (كذا)، وأسماؤه إذا كلها شرور ملومة. فهل يبلغ هذا من القول، إلا كل أحمق أو مخبول (كذا ولعلها أو مجنون). وقال الرحمن الرحيم، فلمن زعم. ألنفسه أم للأصل الذميم؟ فإن كان عنده رحمنا رحيما. لمن لم يزل عنده شرا ملوما. أن هذا (كذا) لهو أجهل الجهل، والرضى عما ذم من الأصل. وإن كان إنما (كذا) هو رحيم رحمان لما هو من نفسه إحسان، فهذا احول المحال واخبث متناقض الأقوال)
قلنا: ونحن وضعنا (كذا) كلما اقتضت الحال. وكل ذلك يدلك على سقم التدليك وسقم
العبارة. فكيف يدرك الظالم شأو الضليع.
وقد أفادنا حضرة المعتني بطبعه أن المؤلف من أئمة الشيعة الزيدية وتوفي في سنة 246هـ سنة 860م والرد يرى في الخزانة الانبروسية في مجموع رسائلها كلها للإمام المذكور وبينها رد على النصرانية وقد نشره من مدفنه وطبعه أ. دي ماتيو في 63 صفحة.
أما ترجمة الرد على ابن المقفع إلى الإيطالية والحواشي التي زينت بها فمما يظهر مقدرة ناشر الكتاب وتضلعه من لغتنا العربية وقوفه على العلوم الإسلامية
فعسى أن يزيدنا من نشر أمثالها.
27 -
ديوان الحوماني
الجزء الأول
وقف على تصحيحه (كذا) وعلق عليه ناظمه (كذا) حقوق الطبع محفوظة، مطبعة العرفان. صيدا سنة 1927 في 208 ص بقطع الثمن.
هذا ديوان حسن الطبع والورق، وعناوين قصائده جميعها مبتكرة، وهو أمر ما كان الأقدمون من السلف يعرفونه.
وفي مطالعتنا لهذا الجزء الأول وجدنا فيه أشياء مخالفة لما كنا قد تعلمناه في صبانا فلا نعلم: أمعلمونا جهلوا ما كانوا يلقنوننا إياه، أم أن الناظم هفا هفوات لم يشعر بها. وعلى كل حال إننا نعرضها عليه ليرشدنا إلى خطأنا - أن كان هناك خطأ - وها نحن أولاء نبوبها أبوابا ليسهل على القراء تتبعها.
1 -
جعجعة ولا طحن أو مبالغات فاضحة
في بعض الأبيات صناعة بديعية وهي الصناعة التي بارت سوقها منذ نحو نصف قرن ولم تبق إلا في نظم الأقدمين. أو من كان في دماغه خميرة الأقدمين.
من ذلك ما جاء في ص 10:
ضحك الحسام ولست اعذر جفنه
…
أن لا يسيل ومن دم عبراته
فقد رأى الاشتراك الفظي بين جفن السيف وجفن العين. فأتى بالعبرات والدم والسيلان. وكل هذا تصنع لا علاقة له بالشعر الحقيقي الذي هو الشعور. ومن مبالغاته قوله في ص
12:
لا اعذر الصخر الأصم وقد وعى
…
تنحابها، أن لا تلين صفاته
ومن غريب قوله ما جاء في الصفحة عينها:
يبكي الحمام ولست أنكر دمعه
…
أن المحب سخية عبراته
فلا أدري متى كان للحمام دمع.
وقوله في ص 13:
حشد البسيط عليه منه كتائبا
…
وانقض منه عليه صقر آزم
قال ناظمه في شرحه: (الضمائر كلها تعود إلى الشعب المظلوم) قلنا: والبيت
لا يزال مع ذلك غامضا وإن الضمائر تعود إلى الشعب المظلوم. ثم أي قيمة تكون لشعر يتوقف فهمه على تعليق الشروح عليه؟
والكذب صراح في قوله ص 13
يستنزف الاماق من وقع الظبي
…
برق ومن خفق البنود زمازم
وفسر الزمازم بأنها جمع زمزمة وهي صوت الرعد، فأنت ترى أن وقع الظبي يحدث برقا وخفق البنود يسمع زمازم. فكل ذلك من المبالغات التي لا يقبلها ابن هذا العصر.
ومن هذا القبيل قوله في تلك الصفحة:
والخيل تسبح في الدماء فراسب
…
في لجها الطامي وآخر عائم
ومثله في ص 16:
كم مقلة للزن فاضت حوله
…
وجيوب زهر فتقت وكمائم
والذي نراه هنا أن (كمائم) معطوفة على جيوب و (جيوب) معطوفة على نقلة، و (مقلة) مجرورة. لكنه احتاج إلى ضم كمائم لان القافية مضمومة فضمها هذا فضلا عما في هذا الكلام من المبالغة التي لا تتحقق في حد نفسها.
ومن باب المبالغة المخالفة لذوقها في هذا العصر قوله في ص 29:
هكذا تعلو بهم همم
…
دونها ينحط كيوان
فسر كيون: (برج (؟) في السماء. كلا يأخي، كيوان ليس برجا بل هو زحل أي كوكب من الخنس وأما البرج فهو قسم من فلك البروج.
ومن هذا القبيل قوله في ص 40:
بل سيد في حشا الجوزاء صارمة
…
يفري وفوق السها تجري به قدم
ومثل ذلك ما جاء في ص 62:
وكنت قبل الهيام فيه
…
أجر بردي على النجوم
وكقوله في ص 96:
ترمق حصباء أرضنا حسدا
…
عليه حتى الكواكب
ومنه في ص 101:
ما صدنا؟ عن أن يمد على
…
هام السماك لمجدنا طنب
فلا يعلم أن الذي يصده هو علو السماك نفسه؟
ومن هذا الطرز قوله في ص 102:
من فيض كفيك هذا البحر منفجر
…
ومن سمائك هذا الغيث منهمر
يا تاركا حصب الغبراء تحسده
…
عليك فوق السماء الأنجم الزهر
وكذلك قوله في ص 105:
أثقلنني، ولو أن بعض خفافها
…
جاوزته لآتى على الثقلين
ويشبهه في المبالغة قوله في ص 110:
تحف بها سلاسل من جبال
…
نظمن فكن للجوزاء شنفا
وكقوله في ص 119:
فضلت نقيبتك الأنام فكلهم
…
في بحر فضلك عائم أو غارق
وفي ص 124:
تحسد حصبائه (كذا) المجرة إذ
…
غص بأمثال درها فمه
والصواب حصباؤه. ويضاهيه في المبالغة ما جاء في ص 131:
أمعترضا لهوات الفلا
…
بكوماء أكرم بها معتلى
أبت لك إلا السما منزلا
…
وإلا زهور الدراري كلا
ونهر مجرتها مشربا
ومن غريب مبالغته ما جاء في ص 63:
يهيجها البرق (اليماني) خافقا
…
فتمطرها فوق الغصون السواجع
فلا أعرف ماذا تمطرها الغصون السواجع.
وفي تلك الصفحة:
ولا كهزار القرط منك يهزني
…
إليك فزدني من هزارك تغريدا
وأنا أخال أحداً يدعي بأنه يسمع صوت القرط. وقال في ص 187:
فصمت عرى صبر الجميل بأنمل
…
تركت معاصمها السور فصيما
ونحن لم نسمع بمعصم يفصم السوار. وجاء في ص 187.
وأضعت قلبي يوم مر فهزمني
…
نغم يردده صدى قرطيه
فهل للقرطين صدى؟
لها بقية