الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المشارفة والانتقاد
44 -
السريريات والمداواة الطبية
لمؤلفيه الحكماء: ترابو ومرشد خاطر وشوكة موفق الشطي، طبع على نفقة وزارة معارف دولة سورية الجليلة. دمشق سنة 1927.
وصلنا من هذا الكتاب النفيس 576 صفحة فاخرة الورق بقطع الثمن وهو لم يتم. والذي لاحظناه فيه: وقوف أصحابه على المستحدثات الطبية والاختبارات التي انتهت في السنة الماضية وهو لا يزال يطبع ويدون فيه أصحابه كل ما يكشف في هذه السنين.
وتزينه صور كثيرة متنوعة تجلي ما غمض من إدراك بعض الأمور التي تحتاج إلى رؤية العين في الخزع والبضع والقطع.
ومما يلفت الأنظار حسن عبارته وابتعادها عن ركاكة بعض المؤلفات الطبية التي يكثر فيها سقم المنطق، وإدخال ألفاظ أعجمية تنفر القارئ عن المطالعة أو تتحرى وضع مفردات لا توافق لغتنا العدنانية. فلا جرم أن هذا السفر الجليل يرفع ذكر واضعيه فيكون في مقدمة المصنفات الطبية، إذ فيه مزيتان: مزية تنفع أبناء اسقلبيوس (اسكولاب) وهو ظفرهم بتصنيف يوقفهم على أحدث الآراء واقرب الطرق إلى مداواة المرضى وتخفيف ما يصابون به من الويلات ومزية تنفع المنتمين إلى الفصاحة والبيان ومعرفة المصطلحات الطبية والطبيعية والخلقية من قديمة وحديثة، إذ يجدون فيه كنزا نفيسا جواهره مفردات تزري بكل عقد ثمين، أو حجر كريم.
ومعنى كلامنا هذا، أن لابد من اقتناء هذا التأليف البديع، إذ لا يستغني عنه أديب ولهذا نتمنى له كل انتشار ورواج.
45 -
معجم المطبوعات العربية والمعربة
وهو شامل لأسماء الكتب المطبوعة في الأقطار الشرقية والغربية مع ذكر أسماء مؤلفيها ولمعة من ترجمتهم وذلك من يوم ظهور الطباعة إلى نهاية السنة الهجرية 1339 الموافقة لسنة 1919 ميلادية، جمعه ورتبه يوسف اليان سركيس بشارع الفجالة رقم 53 مصر
القاهرة 1928م بقطع الربع الكبير.
كلنا نعلم من هو يوسف اليان سركيس، أي هو رجل مولع بالكتب ومطالعتها ومحل وجودها ويعني بهذه المهنة منذ عدة سنين وأنجاله يشبهونه في هذا الغرام غرام الأدب. ونحن نعرف هذا الصديق منذ أعوام كثيرة وعرفناه بهذا الولع العجيب وكان يشتغل بوضع هذا السفر الجليل وألححنا عليه مرارا بطبعه فكان يمتنع. أما اليوم فقد شرع في إبرازه إلى عالم الوجود فإنه ديوان جليل لا يستغني عنه كل أديب يعرف العربية مهما كانت مهنته.
ولقد أرسل إلينا الصديق الجليل بنموذج ما صدر منه فإذا هو في 72 عموا أو 36 صفحة بقطع الربع وكل صفحة منه مقسومة شطرين لكي لا يطول السطر ويضيع القارئ السطر التالي في أثناء المطالعة.
وطريقته في هذا المعجم أن يذكر المؤلف بموجب ترتيب حروف الهجاء وسنة ولادته ومحلها وسنة وفاته ومحلها ويشير إلى تآليفه وموطن طبعها وإن طبع المصنف مرارا وفي مدن مختلفة فيذكرها. وكل ذلك على أحسن صورة وأبدع حرف بحيث لا يسقط نظر القارئ على الصفحة إلا يرى فيها كل ما ذكرناه وإذا احتاج إلى زيادات وإضافات في الإفادات ذكرها في هدب الحاشية. وكل مؤلف مذكور اسمه في وسط السطر بحرف ممتاز وكذلك فعل عند ذكر أسم كل تصنيف.
على إننا لا نتوقع أن يكون هذا التصنيف الجليل كاملا في طبعته الأولى، لما يتطلب من البحث والتنقير وكثرة الاطلاع. وهذه صفات لا تجتمع في الرجل الواحد إلا من باب الشذوذ. ولنا دليل على ما نقول أن المؤلف نسي عدة كتب مطبوعة للعلماء الذين ذكرهم. من ذلك إنه ذكر لأستاذنا محمود شكري الالوسي ثلاثة كتب مطبوعة فقط ونسي:
1 -
فتح المنان، تتمة منهاج التأسيس، رد صلح الاخوان، طبع في الهند.
2 -
المنحة الإلهية تلخيص ترجمة التحفة الإثني عشرية (كذا). طبع في الهند.
3 -
كشف الحجاب عن الشهاب في الحكم والآداب.
4 -
شرح أرجوزة تأكيد الألوان. نشر في مجلة المجمع العلمي العربي في دمشق.
5 -
السواك. وقد نشر في مجلة الحرية في بغداد. (لا نذكر هنا مساجد بغداد لأنه طبع في سنة 1927 وصاحب المعجم يقف في سنة 1919 ولا كتاب الضرائر. . . ولا كتاب
تاريخ نجد ولا غيرها من المؤلفات).
وسوف يظهر المعجم المذكور أجزاء ليسهل اقتناؤه ومطالعته وفي كل جزء 100 صفحة كبيرة بقطع الربع كما قلنا. فيكون مجموع ما في الجزء الواحد 200 صفحة لو جعلناه بقطع الثمن أو مائتي عمود. وثمن كل جزء 20 قرشا مصريا أي نحو ثلاث ربيات وإن أراد المشتري أن يدفع ثمن الكتاب سلفا (ويكون في 2000 صفحة مزدوجة) فقيمته 150 قرشا مصريا وترسل إليه الأجزاء تباعا خالصة الابراد (أجرة البريد) هذا ما علمناه بكتاب خاص ورد إلينا.
ونحن نأمل أن يلحق المؤلف خاتمته بالتصويبات إذ المطبوعات لا تخلو من أوهام. فقد قرأنا في ص 8: (قمر على سوريا. . . وكان شغوفا بالمطالعة. . . فوفق لتأليف مكتبة. والصواب: على سورية (كما يكتبها جميع اللغويين والكتبة الإثبات. ولا عبرة بما يكتبه بعض الصحفيين)، وكان مشغوفا (لأنه مشتق من فعل شغف المجهول الصيغة)، فوفق لتأليف خزانة (لان المكتبة هي المكان الذي تكثر فيه الكتب لتباع).
ومن أوهامه ذكره أسم طابع كتاب غرائب الاغتراب ونزهة الألباب وانه أحمد شاكر الالوسي نجل أبي الثناء شهاب الدين السيد محمود والحال أن ناشره هو أستاذنا محمود شكري الالوسي بن عبد الله بن محمود الالوسي. والذي ساقه إلى الوهم هو إنه رأى على ظهر الكتاب المطبوع، غرائب الاغتراب. . . (حقوق إعادة الطبع محفوظة لنجل المصنف. . . السيد أحمد شاكر الالوسي). فالناشر
شيء وصاحب حقوق إعادة الطبع شيء آخر.
على أن أوهام الطبع لا صلة لها بفوائد هذا المعجم الفذ فنحث جميع الأدباء والفضلاء على اقتنائه.
46 -
عجائب الزمان في صرح عروس البلدان
رواية تاريخية أدبية اجتماعية في 110 ص بقطع 12، بقلم المحامي آكوب كبرئيل، طبعت في المطبعة الكاظمية في البصرة سنة 1928.
مؤلف هذه الرواية أحد المحامين في البصرة وكان قد عني بزرع أرض جليلة القدر وجلب لها أدوات السقي والفلاحة واتخذ لها عددا عديدا من الاكرة والعملة فاحتك بهؤلاء كلهم
وبغيرهم وأراد أن يذكر ذلك بصورة روائية فأنتجت له قريحته هذه الرواية.
والظاهر إنه عني بمعناها أكثر مما عني بمبناها، لأن عبارتها لا تخلو من ركاكة ظاهرة فقد قال مثلا في ص 51: (الجلوس إلى خوان الطعام. . . والمعتم بالعمامة. . . بالأردية السمال رجلا هامجا. . . كما جاء في قول أحد إخواننا الأدباء:
ولبس عباءة وتقر عيني
…
خير إليّ من لبس الشفوف)
والذي نعرفه إنه يقال: مائدة الطعام. . . والمعتم. . . بالأردية الأسمال رجلا همجة. . . كما جاء في قول ميسون بنت بحدل الكلبية (وفي محيط المحيط في مادة شفف ميسون بنت جندل الفزارية وقيل الكلابية وهو خطأ صريح كما هو مألوف عادته):
ولبس عباءة وتقر عيني
…
أحب إليّ من لبس الشفوف
والبيت أشهر من أن يذكر إذ يستشهد به النحاة لإضمار أن المصدرية جوازا بعد عاطف على أسم صريح.
فعسى أن تصحح هذه الرواية من أغلاطها العديدة التي لا تخلو منها صفحة في طبعة ثانية!
47 -
الثقافة
مجلة الحركة التجديدية في العراق في 64 ص بقطع الثمن، مديرها: لمحامي عبد الجليل يرتو، طبعت في المطبعة الكاظمية: عشار (كذا) بصرة (كذا).
وصل إلينا الجزء الخامس من هذه المجلة ولم يصل إلينا الأجزاء الأربعة الأولى وهي لا تخلو من فائدة: فعسى أن تصادف فلاحا ونجاحا.
48 -
كتاب الأصنام
كتاب الأصنام لأبي المنذر هشام بن محمد بن سائب بن بشر الكلبي، المتوفى سنة 204هـ 819م هو أجود كتاب في هذا الموضوع إن لم يكن الوحيد في بابه.
وقد عثر صديقنا النقابة البحاثة، أحمد زكي باشا من علماء مصر - ومصر موطن العلم والعلماء - على نسخته الفريدة التي أبقت عليها يد الزمان، فنشرها بعد أن قدم لها مقدمة ممتعة، وعلق عليها حواشي نافعة، تنم عن علم وفضل غزيرين.
وطبع هذا الكتاب للمرة الأولى في المطبعة الأميرية بالقاهرة، سنة 1333هـ 1914م بحرف
مشكول على ورق صقيل، فجاء أية في الإتقان.
وأهدى إليّ صديقي الزكي سنة 1342هـ 1923م وأنا في بيت المقدس نسخة من هذا الكتاب الذي لم ينتشر بين عامة القراء، إلا قبل سنة واحدة حيث أعيد طبعه في المطبعة المذكورة فتداولت الأيدي طبعته الثانية وعم النفع بها.
ترجمته إلى الفرنسية
في سنة 1343هـ 1924م كان زارني المستشرق الفاضل الأب جوسين
الدمنكي وطلب إليّ أن أعيره نسختي ليعمل على ترجمتها إلى الفرنسية وعلمت منه إنه من الذين تخصصوا في هذا البحث وضربوا في طول بلاد العرب وعرضها وجابوا الصخر بالواد لأجله وإذا لم تكن قد خانتني الذاكرة فإنه كان في العلا وما إليها عند شبوب نار الحرب الكونية الكبرى فنجا بروحه بشق الأنفس وعاد إلى بيت المقدس.
فأعرته نسختي عن طيب خاطر أو قل جدنا عليه بما جاد به علينا الخيرون وعدت بعد ذلك إلى الإقامة في حيفا.
(لم يتم)
حيفا (فلسطين): عبد الله مخلص
49 -
الشوقيات
الجزء الأول: السياسة والتاريخ والاجتماع لأحمد شوقي، طبع في مطبعة مصر، شركة مساهمة مصرية في 376 ص بقطع الثمن
- 1 -
في شهر حزيران من السنة الماضية كتب إلينا أحد الفضلاء رسالة طويلة
هذه زبدتها: (أني مغرم بشعر شوقي بك. لأنه عصري المغزى، بديع المعنى محكم المبنى. لا يرى في أبياته أدنى ركاكة حتى إنك لا تجد في كل ما نظم ضرورة شعرية واحدة مهما كانت. وإذا تليت قصائده، سمعت أنغام أوتار تذكرك أنغام ملائكة السماء. وكثيرا ما ترفعك تلك الحبرات إلى طبقات علية من الأفكار، لا تجدها في أي شعر كان من الأقدمين والمحدثين، من جاهلين وإسلاميين. والى الآن لم يستطع أحد أن يجد فيما نظم وأبدع أدنى شائبة من أي نوع كان.
فإن كان عندكم ما يخالف مقالنا أو مدعانا فنرجوكم أن تذكروه خدمة للأديب وسعيا وراء إصلاح ما يظن إنه لا يناله ارفع انتقاد.
فكتبنا إليه ما هذا معناه: (الأذواق قد تختلف في الناس اختلاف صورهم ووجوههم وسحناتهم. وإذا اغرم أحدنا بشيء فهذا لا يدل على أن سائر الناس يغرمون به، فلك ذوق ولغيرك ذوق آخر، أما نقد (الشوقيات) فلا نتعرض له، ما لم يهد إلينا أحد نسخة منها أو يكتب أحد في هذا الموضوع نقدا نظنه صائبا (فندرجه له).
فلم يرد علينا الفاضل بكلمة، وألان قد أتحفنا أحد الأدباء بنسخة من هذا الديوان وطلب إلينا أن نبدي رأينا فيه. ولما كان الكتاب كثير القصائد ويصعب علينا أن ننقدها جميعها إذ لا يسعنا الوقت ولا يمكن أن نرصد صفحات كثيرة من مجلتنا هذه لمثل هذا الموضوع الذي لا يفيد إلا جماعة من القراء أخذنا أول قصيدة من تلك المجموعة وآخر قصيدة منها ثم أوسطها فنقدناها نقد مجملا ليكون مثالا لبقية تلك المنظومات ولعلنا ننقد غيرها في فرصة أخرى. فنقول:
نقد للقصيدة الأولى من الشوقيات
لا يخرج شعر شوقي بك في الأكثر من أفكار متناقضة، لا صلة لها بالطبيعة أو الحقيقة التي تستند إليها، وتفاهة وتقليد للقدماء. خذ مثلا قصيدته الهمزية في أول ديوانه فإنها نموذج لكل ذلك. قال:(ص 1)
همت الفلك واحتواها الماء
…
وحداها بمن تقل الرجاء
ولا أدري أأنزلت في الماء الفلك التي أقلت من فيها ساعة ركوبهم ليحتويها الماء حينئذ. ألم يكن الماء محتويا إياها قبل أن تهم؟ وهل كان رجاؤهم هو
الذي حداها؟ إذن ماذا كانت وظيفة الربان؟ وقال (فيها):
ضرب البحر ذو العباب حواليها
…
سماء قد أكبرتها السماء
وفي البيت مبالغة ذميمة، فإن البحر ليس بشيء يذكر بالنسبة إلى سعة السماء فكيف تكبره هذه؟ - وقال (فيها):
ورأى المارقون من شرك الار
…
ض شباكا تمدها الداماء
وجبالا موائجا في جبال
…
تتدجى كأنها الظلماء
وأنت ترى إنه شبه فيهما أمواج البحر تارة بالشباك وأخرى بالجبال الموائج في مثلها، على ما بينهما من الفرق. ومعنى (تتدجى)): تظلم. فكأنه يقول: تظلم كأنها الظلماء. وقال (فيها):
ودويا كما تأهبت الخيل
…
وهاجت حماتها الهيجاء
وكلمة (دويا) معطوفة على قوله قبلا: (ورأى المارقون من شرك الأرض شباكا. . . وجبالا). ولا أدري أيرى الدوي أم يسمع؟ وقال (فيها):
لجنة عند لجة عند أخرى
…
كهضاب ماجت بها البيداء
والهضاب في البيداء ثابتة، فلا يحسن تشبيه لجج البحر بها، كما لا يحسن إسناد الموج إلى هضاب البيداء. وقال (فيها):
نازلات في سيرها صاعدات
…
كالهوادي يهزهن الحداء
شبه السفين في البحر في نزولها وصعودها بالإبل التي يهزها الحداء. والمقصود من النزول والصعود هو ابتعادها عن الأنظار واقترابها؛ فلا وجه لتشبيهها من هذا الوجه بالإبل التي تهتز للحداء. ثم ماذا حدا بأمير الشعراء في القرن العشرين (؟!) أن يشبه البواخر بالإبل في سيرها. ألم يمض بعد زمان التغني بالإبل والتشبيه بها؟ وقال (فيها):
رب أن شئت فالفضاء مضيق
…
وإذا شئت فالمضيق فضاء
ولا صلة لهذا البيت بما قبله أو بعده؛ وإنما هي الصنعة - طرد العكس - هي التي حببت إليه إثباته في مكانه؛ وإلا فإن هناك بحرا رحبا ولا فضاء قد صار مضيقا، ولا مضيق قد صار فضاء. وقال (فيها):
فأجعل البحر عصمة وابعث
…
الرحمة فيها الرياح والأنواء
يدعو (أمير الشعراء) أن يبعث الله الرحمة فيها الرياح والأنواء وهو في البحر كأنه طائر البحر الذي يأنس بالزوابع، وهل يكون البحر عصمة إذا هبت الرياح والأنواء؛ ثم أخذ يتصوف في أبيات، ثم طفر يتكلم عن البخار ولكن بشعور عرب الجاهلية، فقال (ص 2):
يا زمان البخار لولاك لم
…
تفجع بنعمى زمانها الوجناء
وهل كان تحميل الناقة والسير عليها أياما وليالي في القفار نعمى لها حتى تفجع بها بسبب البخار؟ وقال (فيها):
فقديما عن وخدها ضاق وجه
…
الأرض وانقاد بالشراع الماء
فهل صحيح أن وجه الأرض في القديم كان يضيق عن سير الإبل؟ وإن كان صحيحا فالإبل أفضل من البواخر. وهو في مقام تفضيل البخار عليها، كما يدل عليه قبل البيت قوله:. . .
(لولاك لم تفجع الوجناء) وإذا كان الماء قبل وجود البخار ينقاد بالشراع، فما فضل البخار عليه؟ - ثم أتى بأبيات كلها مبالغ فيه مبالغة شعراء القرون الوسطى إلى أن قال (فيها):
تشفق الشمس والكواكب منها
…
والجديدان والبلى والفناء
ولا اعتقد أن شوقي عندما قال هذا البيت، كان يعتقد أن الشمس والكواكب كانت تخاف من قبور الفراعنة في مصر؛ ثم تأتي أبيات سخيفة وأخر عامرة. وقال (ص 3):
ليت شعري والدهر حرب بنيه
…
وأياديه عندهم أفياء
ما الذي داخل الليالي منا
…
في صبانا ولليالي دهاء
وأظن كهنة مصر الأقدمين أيضاً يعجزون عن فهم ما يريده منهما (أمير الشعراء)، وقال وراءهما (فيها):
فعلا الدهر فوق علياء فر
…
عون وهمت بملكه الأرزاء
ولا أدري أي فرعون يعني، فهم كثار. و (همت) إذا تعدى بالباء، فهو بمعنى نوى الشيء وقصده ولم يفعل؛ فهل يريد أن الأرزاء أرادت أن تلم بملك فرعون، فلم تفعل؟ وهو خلاف الواقع، - ثم تأتي أبيات ركيكة
قلقة القوافي، لا تمت حتى إلى الشعر القديم بواشجة وقال (ص 4):
قد أذل الرجال فهي عبيد
…
ونفوس الرجال فهي إماء
جعل الرجال عبيدا، ونفوس الرجال إماء، فهل نفوس الرجال غير الرجال؟ - أم هل يلعب بالألفاظ، فيجعل النفوس إماء لأنها جمع نفس وهي مؤنثة من حيث اللغة سماعا. فهلا قال في الشطر الثاني:(وأذل النساء فهي إماء)؟
وقال بعد بيت (فيها):
ولقوم نواله ورضاه
…
ولا قوام القلى والجفاء
ففريق ممتعون بمصر
…
وفريق في أرضهم غرباء
وإذا كان رجال مصر يومئذ أذلاء عبيدا، ونفوسهم إماء كما صرح به في البيت المتقدم،
فمن هو هذا الفريق الممتع في مصر؟
(له بقية)
50 -
ديوان العقاد
- 1 -
الأستاذ العقاد كاتب كبير وكنا نعتقد إنه كذلك شاعر كبير، حتى جاءنا ديوانه الجديد حافلا بما نظمه قديما وحديثا، فإذا هو دون ما أكبره تصورنا وإذا هو مشحون بالأغلاط والضرورات القبيحة، وإذا هو قبر للألفاظ الميتة دارس فيه كثير من العظام البالية، وإذا هو تافه المعاني في الأكثر، وإذا هو في كثير من قصيده يخرج عن الموضوع فلا تبقى فيه الوحدة المتوخاة منه، وإذا هو يبالغ أو يغرق في كثير من أبياته، وإذا هو يقلد القدماء فليس فيه ما يمت إلى الشعور بواشجة إلا أبياتا قليلة متفرقة هنا وهناك.
وكنا نراه قبل نشره ديوانه يطعن في مواهب كبار الشعراء، بل كان ينال من كل شاعر عربي تقريبا، مصريا كان أو شاميا أو عراقيا، فما كنا نفهم علة ذلك بعد سكوته الطويل عن الشعر والشعراء، حتى ظهر ديوانه العجيب فأدركنا السر.
وقد دفعني حبي للأدب. أن انقده نقدا نزيها كما هو عادتي عند ظهور كل ديوان لأديب قد اشتهر؛ فاذكر على سبيل الإجمال ما أجده فيه من الحسنات
والسيئات، ففعلت وعسى أن لا يسوء الأستاذ نقدي هذا، ولي شفيع من قوله في صدر ديوانه:
فيه من الحكمة والغباء
فليلق بين القدح والثناء
ما شاءت الدنيا من الجزاء
ولما كان إظهار كل ما فيه من زيغ وشطط، يحتاج إلى زمان طويل اكتفيت بذكر ما هو بارز من الأغلاط أو سخيف من المعاني غير مغفل التنويه بما أجاد فيه فبرز على غيره ولله وحده العصمة.
قال ص 19 من قصيدة (فرضة البحر):
قطب السفين وقبلة الربان
…
يا ليت نورك نافع وجداني
أن كان يريد فرضة خاصة فهذه ليست قطب جميع السفن، وقبلة كل ربان، كما يفهم من
الإطلاق، وإن أراد الفرضة عامة فما تعلقها بوجدانه ليكون نورها نافعا له أو غير نافع؟ والقصيدة برمتها في وصف الفرضة فما ادخل وجدانه في هذا الصدد؟
وقال:
يزجي منارك بالضياء كأنه
…
أرق يقلب مقلتي ولهان
و (يزجي) يتعدى بنفسه لا بالباء.
وقال:
وعلى الخضم مطارح من ومضه
…
تسري مدلهة بغير عنان
المطارح هي المواضع التي يطرح إليها الأشياء، وهي من البحر المواضع التي يصيبها ومض المنار؛ وهذه ثابتة لا تسري بل الذي يسري هو ومض المنار وهو غير المطارح.
وقال:
تخفى وتظهر وهي في ظلمائها
…
باب النجاة وموئل الحيران
افهم أن تكون مطارح ومض المنار في ضيائها باب النجاة وموئل الحيران ولا افهم أن تكون كذلك في ظلمائها. ثم قال:
أمسيت إحداق السفائن شرع
…
صور إليك من البحار رواني
ولو نصب (شرع) على الحالية لخلا البيت من تتابع الأخبار شرع، صور. رواني. وقال:
فكأن ضوء منارها نار القرى
…
لو كان يبعث ميت النيران
ولا أدري لماذا جعل بعث ميت النيران ممتنعا، كما يدل عليه (لو)؟ ولماذا علق كون ضوئها مشبها نار القرى ببعث ميت النيران؟
وفي القصيدة أبيات رائعة كقوله:
بسطت ذراعيها تودع راحلا
…
عنها وتحفل بالنزيل الداني
زمر توافت للفراق فقاصد
…
وطنا ومغترب عن الأوطان
متجاوري الأجساد مفترقي الهوى
…
متبايني اللهجات والألوان
وقال من قصيدة (عزاء):
يا شاكيا وصبا أحاط بنفسه
…
أربع عليك لكل يوم كوكب
وقد شرحه بقوله: أن الأيام تختلف كواكبها فيوم للنحس، ويوم للسعد وأني استحلف القراء
هل يفهمون من قوله: (لكل يوم كوكب) هذا المعنى قبل مراجعة الشرح؟ وقال:
أنت النعيم لناظري وخاطري
…
عجبا وحقك من نعيم ينحب
أهذه المغالطة من الشعور الذي يدعو الأستاذ الشعراء إليه؟ وهل يخرج من كان نعيما للأنظار بجماله عن كونه إنسانا يتألم؟ وقال:
يشكو من الدنيا الألى لولاهم
…
ما كانت الدنيا تحب وترغب
و (رغب) فعل لازم لا يبنى منه المجهول إلا بحرف الجر و (رغب) لا يحذف منه حرف الجر لأنه يتعدى بحرفين مختلفين (فيه وعنه) ويختلف معناه بموجبهما فأي معنى يريده منهما؟ وإذا صحت قاعدته من أن الذين تحب الدنيا بهم يشكون من الدنيا فما باله قد تعجب في البيت قبله من نحيب حبيبه؟ وقال:
قد كنت تبلغ ما تروم وتشتهي
…
لو أن للأيام عينا ترقب
ولكن الأيام ليس لها عين ترقب فأنت لا تبلغ ما تروم وتشتهي. هذا هو المعنى الذي أراده فهل يلائم قوله بعده:
لا يذهبن بك القنوط فربما
…
عاد الصباح وأنت لاه تطرب
إذ كيف يؤمل له أن يلهو ويطرب بعدما أحال أن ينال ما يروم ويشتهي؟ وقال من قصيدة (فينوس) ص 21 وقد عربها من شكسبير:
وتنفخ في روع الغبي فينبري
…
فصيحا ويغدو مدره القوم ابكما
فقوله: (ويغدو) معطوف على (فينبري) وهو معطوف بفاء التفريع على تنفخ في روع الغبي، فكيف يكون الغبي مدرها؟ وإذا تسامحنا فقلنا إنه معطوف على (تنفخ) فبأي شيء يغدو المدره ابكم إذ لا تعلق للنفخ به، وقال ص 22:(عرامة مجنون ورقة مائق) وشرح العرامة بالشراسة، والمائق بالأحمق، وإذا كانت الكلمتان تحتاجان إلى شرح فلماذا جاء بهما؟ ولماذا لم يضع مكانهما الكلمتين اللتين شرحهما بهما؟ والوزن مساعد فيقول:(شراسة مجنون ورقة أحمق) ثم لا أدري متى كان الأحمق رقيقا، بل الحقيقة أن الإنسان كلما زادت حماقته اقترب من الحيوانية، فكثرت غلطته، وقال (ويسفه فيك الشيخ أن بات مغرما) وأحسن من قوله (إن بات)(قد بات) ليكون حالا. وقال (عسوفا إذا ما الخوف قد كان احزما) ولا تجتمع (قد) للتحقيق والشرط فلا يقال (إذا ما زيد قد أتاني) لأن الشرط مشكوك
في وجوه فلا يناسبه التحقيق. وقال (وأنت بأن تقسو جدير وترحما) أليس عجيبا أن لا تنصب (أن) فعل المضارع بها - تقسو - وتنصب الفعل البعيد عنها - وترحما - بواسطة العطف؟. وهذا قبيح وإن جاز. وقال:
وإن شئت أزجت الجبان فاقدما
…
ووسوست في قلب الجريء فأحجما
وهو في صدد ما سيصيب الحب من الكوارث أو التناقض، فقوله (أن شئت) ينافي ما يريده. فما دام الأمر قائما بمشيئة الحب فالحب لا يشاء ما يكون فيه زراية عليه، فهو لا يورط نفسه. وقال (ألا ولتفرق والدا عن وليده) واللام للأمر الغائب فلا يدخلها الفصحاء على المخاطب. وقال ص 23:
أحمل هذا الدهر ذم صنيعه
…
كما يحمل العبد السياط ليضربا
ويشبه عبد السوء في كل فعله
…
فيضرب أحيانا وما زال مذنبا
شبه الأستاذ الدهر بالعبد الذي يضرب بالسياط، ولا أحسب أن الأدب العصري يهضم مثل هذا التشبيه، والأستاذ إنما تبرم بالدهر لأن الدهر ضربه ومن هنا تعرف أيهما الضارب.
وقال من قصيدة (أنس الوجود) ص 24 بعد أبيات:
تصاحبتما قدما فيا بدر هل ترى
…
عراص الثرى يوما بموضعه قفرا
الخطاب للبدر وللقصر الذي ذكره في البيت السابق والمعنى غير مفهوم وقال:
عبرنا إليه النهر ليلا كأننا
…
عبرنا من الماضي إلى الضفة الأخرى
أتراه يريد بالماضي الضفة التي عبر منها؟ ولا أدري لماذا عده ماضيا.
وقال ص 25 (قضى نحبه فيه الزمان الذي مضى) وإذا كان الماضي قد قضى فيه نحبه فإن آثار فيه باقية، كأنها لم تقض نحبها. وقال بعد أبيات لا تستخرج منها معنى واضحا:
ويا رب أرباب قضى الموت حكمه
…
عليها فسواها بعبادها الحيرى
يريد أن الموت اهلك الأصنام كما أهلك عبادها ولكن الهالكين لا يكونون حيرى. وقال:
فيا عابديها قد ذهبتم بسرها
…
فقوموا فأفشوا الآن ذيالك السرا
والبيت يدل على أن عبادها لم يكونوا حيرى فانهم يعرفون سرها وإلا لم يطلب منهم إفشاءه. وقال:
أقامت على عهد الشموس ولم يكن
…
مقيم على عهد الكواكب في مصرا
ولعل الناظم نفسه لا يفهم ماذا أراد بهذا البيت. وقال راجزا:
يا للسماء البرزة المحجوبة
…
أعجب ما أبصرت من أعجوبة
تروعنا أنجمها المشبوبة
…
تهولنا قبتها المضروبة
كأنها الهاوية المقلوبة
…
كأنها الجمجمة المنخوبة
تهمس فيها الذكر المحبوبة
والذي يشبه السماء بالهاوية المقلوبة لا يشبهها بالجمجمة المنخوبة (!). وقال ص 27:
الشمس والبحر المريج تلاقيا
…
أم الضياء ومعدن الأنعام
إذا تلاقى الشمس والبحر فكلاهما المريج فما وجه تخصيصه البحر به. وقال:
دهر يدور صباحه ومساؤه
…
متعاقبان على مدى الأيام
والأولى جعل (صباحه) فاعلا ليدور ونصب (متعاقبان) على الحالية. وقال ص 28:
يرفان في الحسن القشيب كأنما البسنه يبقى على الأعوام
والصواب (كأن ما) ليعود ضمير يبقى إلى (ما). وقال:
والنجم في غسق المساء كأنه
…
شرر تطاير في خلايا أيام
والأيام بالتخفيف هو الدخان وهو من الكلم الميتة منذ الجاهلية. وقال:
بوركت فاغمر بالظلام ظلامي
…
يا مغرق الأفراح والآلام
ولا أدري لماذا يكون الليل مغرق الأفراح والآلام وهما في الغالب يشتدان فيه. ولعله أراد بالإغراق إخفاءهما.
وقال من قصيدة (الشاعر الأعمى) ص 29:
وتسلبني نورا أراك بوحيه
…
فأظهر ما أخفى سواد الدياجر
وكان عليه أن يقول (كنت أراك بوحيه) لأنه في الحال لا يراه وقد أجاد في قوله:
وهل كنت أخشى الموت إلا لأنه
…
يحجب عني حسن تلك المناظر
وقال من قصيدة العقاب الهرم ص 30:
يهم ويعييه النهوض فيجثم
…
ويعزم إلا ريشه ليس يعزم
وكان الصحيح أن يقول إلا ريشه فهو لا يعزم أو إلا أن ريشه ليس يعزم فإن (ريشه) مستثنى منصوب فلا يصح أن يخبر عنه بقوله: (ليس يعزم) وأحسن من (ريشه)(حوله)
بمعنى قوته فإن المانع عن طيرانه هو الخور فيه لا ريشه. وقال:
لقد رنق الصرصور وهو على الثرى
…
مكب وقد صاح القطا وهو أبكم
و (رنق) بمعنى خفق بجناحيه ورفرف ولم يطر لا كما شرحه بقوله طار طيرانا خفيفا، ومن عرف حياة العقبان علم إنها وإن هرعت لا تقع مواقع الصرصور. وقال:
جناحين لو طارا لنصت فدومت
…
شماريخ رضوى واستقل يلملم
رضوى ويلملم جبلان بالحجاز والبيت أقرب في أسلوبه إلى شعر الجاهلية. يريد لو طار ذانك الجناحان، لطار رضوى ويلملم أي أن طيرانهما محال كطيران
هذين الجبلين وما كاد أجدره بالتباعد عن هذه المبالغات، وهذا الشعور الجاهلي وقال:
ويغمض أحيانا فهل أبصر الردى
…
مقضا عليه أم بماضيه يحلم
ومعنى (أقض) خشن وهو إنما يستعمل في المضجع ولعله ظن مقضا بمعنى منقضا؟ وأحسن من (أبصر)؛ (وجد). وقال:
وما عجزت عنك الغداة وإنما
…
لكل شباب هيبة حين يهرم
الذي أعرفه أن الشباب لا يجتمع والهرم.
وهناك قطعة بعنوان (إلى السعادة) هي جد جميلة لولا البيت:
إن الحبيب بغيض
…
إذا أستمر بخالك
والخال هو الخيلاء. ولولا أن الفكرة غير طبيعية ولا أشك في أن الأستاذ كغيره يركض وراء السعادة التي يذمها. وهي كالسراب تبتعد عنه وقال من قصيدة (النوم) ص 31:
أيا ملكا عرشه في العيون
…
يظلل دنيا الكرى بالجناح
والملك الذي يناديه هو النوم والكرى أيضاً هو النوم فهل يظلل النوم دنيا النوم؟ - أي يظلل نفسه؟ - وقال:
وتدني إلينا بعيد الرجاء
…
إذا الدهر ما طلنا بالسماح
والنوم قد يدني بعيد الرجاء في الحلم فلا يصح الإطلاق. وقال:
إذا كان عش الفتى لا يدوم
…
فهزل المنام كجد الصباح
وقد أراد هزل المنام كجد اليقظة. فلما لم تؤته القافية قال كجد الصباح. والصباح لا يقابل المنام وكثيرا ما يحلو النوم في الصباح.
وقال من قصيدة (الليل والبحر) ص 32:
غرب البدر أم دفين بقبر
…
وهوى النجم أم أوى خلف ستر
والذي أعرفه ويعرفه كل واحد هو أن القمر في حالة البدر لا يغرب عن عين الرائي فهو يبقى فوق الأفق إلى الصبح وإلا لم يكن بدرا. ثم قال:
ضل هادي العيون وأحلولك الليل
…
فلا فرق بين أعمى وهر
ولا أحسب أن القمر إذا غاب، أحلولك الليل، إلى درجة أن يتساوى الأعمى والهر الذي يرى بنور النجوم ما لا يراه الأعمى، على أن كلمة الهر في
البيت لا يستملحها القارئ. وقال من قصيدة (عظمة الجمال):
أوتيت من حسن الشمائل نعمة
…
والحسن في الدنيا من الآفات
وإذا كان الحسن من الآفات فكيف يكون نعمة؟ ومما أجاد فيه قوله:
كالبدر يأتم السراة بنوره
…
ولقد يضيء مواقع الشبهات
وقال من قصيدة (أين الدموع) ص 35:
لو جرت في السحاب أجفل أو يأ
…
زم عن سبحه الفضاء الوسيع
الضمير في (جرت) راجع إلى العبرات قبل البيت وفيه مبالغة تدل على إنه ليس بشعر الشعور وعطف (يأزم) وهو مضارع على (أجفل) وهو ماض على أن يكونا جوابا لقوله (لو جرت) قبيح. وهذه القصيدة كلها تافه. وقال من قصيدة (الصبر):
أكان للمرء أيما أرب
…
في الصبر لولا كوارث الزمن
وليس من الصواب جعل (أيما) وهي للاستفهام اسما ل (كان) المصدر كذلك بهمزة الاستفهام. ثم أن (أي) لها صدر الكلام فلا يجوز من هذا الوجه أيضاً جعله اسما لكان. وقال:
الخطب يعرو والصبر يعقبه
…
يا بئس من صاحبين في قرن
نعم يجوز حذف فاعل (بئس) والاستعاضة عنه بنكرة منصوبة على التمييز أو مجرورة بمن، ولكن هل يجوز مع ذلك حذف المخصوص بالذم كما في بيت الأستاذ؟ هذا ما ارتاب فيه. وقال ص 36:
لست على الصبر مزريا أبدا
…
الصبر دأب المجرب الطين
يتعدى (أزرى) على الفصيح (بالباء) وقد جاء بمعنى زرى ولما كان (مزريا) في البيت بمعنى زاريا كان عليه أن يقول: لست على أحد مزريا الصبر. وأبرد ما في القصيدة قوله:
والعيش عيشان جانب دمث
…
واللب منه في الجانب الخشن
والموت موتان موت ذي دعة
…
لا حسن فيه وموت ذي الكفن
ولا أدري كيف يكون موت ذي الكفن قسيما لموت ذي الدعة. فهل جميع ذوي الأكفان غير وادعين؟
(له تلو)