الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مصطبة بارتفاع مترين يحيط بها شباك خشبي مستطيل بارتفاع ثلاثة أمتار. هذا هو مشهد الزبير وهو عبارة عن حجرة بسيطة لا غير وعمارة الجامع حرم وسرحة أما الحرم فينشئ ست أسواق أي يكون ستة صفوف مستطيلة طول كل صف 23 مترا ويتخلل تلك الصفوف سوار من الطاباق ومجموعها 6 سوار لكل صف من تلك الصفوف واحدة ومعقودة على تلك السواري اسطوانات من الطاباق والجص.
أما السرحة فهي عبارة عن صفين طول كل صف 30 مترا معتمدة على سوار معقود عليها سقف خشبي وفي هذا الجامع مأذنة مشيدة بالطاباق والجص بارتفاع 22 مترا تقريبا وهناك بئر للاستقاء منها عمقها 22 مترا ويظهر أن أرض الجامع كانت منخفضة بمقدار خمس زلف.
الحويزة
بلدة في وسط البطائح، بين البصرة وواسط وخوزستان وأول من حاز هذا البلد هو ديبس بن عفيف الاسدي وذلك في خلافة الطائع العباسي. وقد تلاعبت الحوادث على الحويزة وتعاورت وما أكثر ما تتابعت عليها أغراض الزعماء والمتغلبين. وقد تعرض لذكرها بعض الأدباء المتقدمين. فقال: الحويزة، وما أدراك ما الحويزة! أرضها رغام، وسماؤها قتام، وسحابها جهام، وخواصها عوام، أنا منها بين هواء رديء، وماء وبئ. . .
ولم يكن للحويزة شأن كبير من أول نهوضها إلى القرن الثامن للهجرة ولكن في غضون القرن التاسع برزت وظهر شأنها وذلك بواسطة المشعشع المتمهدي الذي اختار الحويزة عاصمة لإمارته على البطائح لما رأى فيها من المناعة والمناسبة للموقع.
وقد كانت تابعة لحكومة شيراز فواقع المتمهدي الأمير الشيرازي عدة. مواقعات على أبواب الحويزة، فشل في بعضها ونجح في الأخيرة منها فاحتل الحويزة، وجعلها قاعدة إمارته، فعمرت وتوسعت وهكذا بقيت زاهية في كل زمان إمارة الموالي. وسقط شأنها بسقوطهم. وذلك في القرن الرابع عشر للهجرة فقد انحازت
البطائح إلى حكومة العراق وأصبحت إمارة خوزستان في بيت الشيخ جابر أمير المحمرة فنهضت المحمرة، وسقطت الحويزة، وهي اليوم قرية واهية تريد أن تنقض، وفيها بقية للموالي وبقية لنفوذهم الأدبي.
هذا تمام الكلام في مدن البطائح وقراها أما واسط فسيأتي الكلام عليها مفصلا في فصل الغراف وآثاره.
البطائح في التاريخ وذكر أمرائها
ذكرها جماعة من المؤرخين وأصحاب كتب البلدان مثل البلاذري، وابن رسته، واليعقوبي وابن الفقيه وابن فضل الله وابن حوقل وابن خرداذبه والحموي والسمعاني وحفيد الصابئ والصفدي وابن الأثير وابن أبي الحديد والطبري وصاحب حماة والمسعودي وابن سرابيون. قال هذا أن أول البطيحة (القطر) وهو زقاق قصب نابت وبعده هور والهور هو ماء كثير ليس فيه قصب واسم هذا الهور (بحصى) وبعده زقاق قصب ثم الهور الثاني واسمه (بكمصى) وبعده زقاق قصب ثم الهور الثالث واسمه (بصرياثا) وبعده زقاق قصب
ثم الهور الرابع واسمه (المحمدية) وفيه منارة حسان المعروفة بمنارة البطائح وهو أعظم الأهوار وبعده زقاق قصب وهو ماء إلى نهر أبي أسد ويمر بالخالة وقرية (الكوانين) ويصب في دجلة العوراء. اهـ. وذكرها كثير من أدباء الفرس وكتابهم وذكرها البحتري في شعره بقوله:
حنانيك من هول البطائح سائرا
…
على خطر والريح هول دبورها
لئن أوحشتني جبل وخصاصها
…
فما آنستني واسط وقصورها
جبل ضبطها الحموي بالضم والتضعيف وجاء في مراصد الاطلاع ص 108 بالفتح بليدة في الشرقي من دجلة بغداد وهو من بقايا آثار الفرس وعمارتهم وموقعه بين النعمانية وواسط. قلت: واليوم يقع بين كوت الإمارة وقصبة البغيلة وبسبب انحراف مجرى دجلة ركب الماء آثار جبل وجرى عليها فهي الآن في عقيقه لا
تظهر إلا زمن النشف (أي النشوفة) والعرب اليوم تسمي تلك الآثار جنبل بزيادة النون.
وقد أخرجت البطائح جماعات من رجالات الأدب والعلم حتى افرد لذلك تاريخ خاص فقد ذكر أن لأبي العباس أحمد بن بختيار الواسطي المتوفى سنة 552هـ كتاب تاريخ البطائح، لم نعثر على أثره مع شدة الطلب له، وأخرجت البطائح رجالا كبارا لم يغفل التاريخ ذكرهم بل جعلهم في صف مشاهير الرجال فمنهم من تأمر، وهم كثير ومنهم من تقلد منصب الوزارة ومن هؤلاء أبو عبد الله المأمون ابن البطائحي وزر للأمر بالله العلوي صاحب مصر، وكان هذا الوزير كريما واسع الصدر شديد التحرز سفاكا كثير الإطلاع وقد كثر الغامزون فيه واخذ يتلاعب في أمر الخلافة وحاول قلبها عن مستقرها فاتصل أمره بالخليفة فصلبه واخوته سنة 519هـ.
وقد كانت البطائح من أعمال واسط مرة ومن أعمال الحويزة مرة أخرى ومن أعمال البصرة طورا: وربما جمعوا واسطا والبصرة وما بينهما من البطائح في عمل واحد وربما انفصلت البطائح مستقلة كما يظهر كل ذلك من أكثر كتب التاريخ وخطط البلدان ونحن لا نذكر زمن تابعيتها في الحكم إذ لا فائدة في ذلك ولكن إليك تاريخ الإمارات الضخمة التي تأسست فيها مثل إمارة آل شاهين وإمارة آل المظفر وإمارة آل الرابي الخير وإمارة الموالي وإمارة آل سعدون وتاريخ كل أسرة من هذه الإمارات مفصلا.
النجف: علي الشرقي
(لغة العرب) جاء ذكر البطائح في معلمة الإسلام والمقالة لصديقنا العلامة م. شتريك البفاري. وفي خاتمتها يقول: (وفي تلك الأرجاء مثل (أم الرق)(أي والدة الفسافس) في جنوبي كوت الإمارة على شط الحي مشهورة بكثرة هذه الهوام التي لا تطاق).
قلت: ليس هناك (أم الرق) بل (أم البق) ولا جرم أن الخطأ من الطبع لا من صاحب المقال بما إنه يؤولها (بوالدة الفسافس) والتأويل هنا خطأ. ومعنى (الأم) هنا (ذات) والبق هنا البعوض لا الفسافس.