الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المشارفة والانتقاد
58 -
حرب العراق
الجزء الأول: الحركات من إعلان الحرب إلى معركة سلمان باك
تأليف الزعيم طه الهاشمي، طبع في مطبعة دار السلام سنة 1928 في 212 ص بقطع الثمن الصغير مع خرائط ورسوم ويباع بربيتين ونصف.
صديقنا الكريم الزعيم طه بك الهاشمي من علماء العراق الأعلام من الواقفين على العلوم العصرية أتم وقوف. تشهد له كتبه المتعددة من تاريخية وبلدانية وعمرانية، وحربية وإخبارية وهو اليوم المدير العام للمعارف في العراق يقضي أوقافه في تفقد المدراس وتعهد الصفوف بنفسه وإدارة سكان هذه السفينة الكبرى، سفينة التعليم. ومع هذا كله يجهد نفسه فليحمها أثقالا جديدة ليفيد بتصانيفه من هم بعيدون عنه.
هذا الجزء الأول من (حرب العراق) من انفع الكتب للأدباء والعلماء والذين يحبون أن يقفوا على سير موقع الحرب الأخيرة في العراق فإن المؤلف قسمه إلى مقدمة وستة فصول ذكر في مقدمة: مصادر حرب العراق وبينها من الكتب ما لم تطبع إلى اليوم. ونبذة من تاريخ العراق. ووصف العراق الأراضي والإقليم (الهواء) في العراق - ثم ذكر في الفصول الستة الحركات التي جرت منذ العهد الذي سبق الحرب بقليل إلى آخر يوم منها. ففي الفصل الأول ذكر أسباب الحرب الكبرى ودخول تركية فيها. وفي الثاني الشروع في الحركات واحتلال البصرة وفي الفصل الثالث التقدم نحو القرنة وفي الرابع معركة الشعيبة وفي الخامس التقدم نحو الناصرية والعمارة وفي السادس التقدم نحو الكوت.
ويزين كل ذلك رسوم وخرائط تجلي الغوامض لمن من أرباب الفن وتوضح له الأمور فلا تبقى له خافية.
فنحن نشكر بلسان المجلة سعادته على ما يكابد من الأتعاب والمساعي ونطلب له العمر الطويل الهنيء ليستفيد منه أبناء الوطن، بل والخارجون عنه أيضا.
59 -
النكبات
أو خلاصة تاريخ سورية منذ العهد الأول بعد الطوفان إلى عهد الجمهورية بلبنان
تأليف أمين الريحاني
طبع في المطبعة العلمية ليوسف صادرة في بيروت 1928 في 112ص بقطع الثمن الصغير لا تتوقع مما يكتبه الريحاني الوقوف على قواعد العربية ففي أول صفحة من كتابه يقول: (والخطط جمع خط (وضبطها بالفتح) وخطته) (وضبطها بالكسر) والأحسن رواية الأعلام فانه يذكر قرقميش (ص 4) ولا توخي الصدق واحترام الكتب المنزلة، أفلا تراه يقول في ص 5: وجاء موسى أرض كنعان باله سماه يهوه (كذا). وكان الكنعانيون يعبدون إلها اسمه بعليم (كذا) فاحترب الإلهان وغلب اليهوه البعليم. أهـ. مع انك تعلم أن الخطط جمع خطة، وقرقميش هي كركميش، وموسى لم يأت إلى أرض كنعان باله جديد. إنما ذكر الإله الحق المسمى في العبرية يهوه. والبعليم ليس اسم اله بل عدة أصنام أو معبودات والكلمة عبرية ومعناها الأرباب أو السادة وليس اسما مفردا. فأنظركم غلطا في سطيرات لا غير.
ومن كان رأس ماله هذه البضاعة المزجاة فأحر به أن يدفنها في التراب على حد ما يفعل الهر.!!!
60 -
التائه في بيداء الحياة
رواية عصرية اجتماعية أخلاقية فلسفية وهي في جزأين مجموع صفحاتها 336 ص بقطع 12
بقلم ايليا الخوري أبو رزق، عني بنشرها الشيخ يوسف توما البستاني صاحب مكتبة العرب بالفجالة في مصر.
الشيخ يوسف توما البستاني معروف بسعيه في نشر الكتب في لغتنا العربية وبهذه الصورة يوسع نطاق لساننا بأحسن الوسائل ونحن نشكر له فضله على سعيه هذا المحمود ولا سيما موضوع الرواية موضوع عصري يود كل قارئ أن يعرف ما في هذا العهد من المساوئ والحسنات فيتخذه هذه ويستنكف من ذلك. وهذه
الرواية هي من المؤلفات التي تطلعك على الخبايا التي في الزوايا. وكنا نود أن تكون عبارته اقرب إلى العربية الفصحى.
61 -
حياة القديس يوحنا المرحوم بطريرك الإسكندرية
عني بنشرها وطبعها الارشمندريت ارسانيوس عطية، بمطبعة القديس بوليس في حريصا (لبنان) في 36 ص بقطع 32
كتيب صغير الحجم عظيم الفائدة فهو كالدرة الغضة
62 -
اللواء
جريدة يومية سياسية اجتماعية انتقادية تصدر ثلاث مرات في الأسبوع موقتا، صاحبا امتيازها ومديرها المسؤول: محمد سعيد العزاوي.
وصل إلينا العدد 3 من هذه الجريدة البغدادية وكان صدورها نهار الجمعة من ذي الحجة سنة 1346 الموافق 25 أيار (مايس) 1928 فنتمنى لها العمر الطويل وإفادة الوطن وجمع القلوب على التآلف والتفاهم.
63 -
الكويت
مجلة دينية تاريخية أدبية أخلاقية لغوية شهرية، يصدرها في الكويت عبد العزيز الرشيد، في 40 صفحة بقطع الثمن وبدل اشتراكها في الخارج 12 ربية.
نعرف الشيخ عبد العزيز الرشيد ونقدر علمه بما يتعلق بالكويت وما يجاورها من تاريخ تلك البلاد واطلاعه على أهاليها وآدابهم وأخلاقهم ولغتهم إلى غير هذه الأمور ونتوقع أن تردم هذه المجلة ثغرة واسعة في تلك الأنحاء التي لا يعرف من أمرها شيء يذكرها لحرمانها المطبوعات والمنشورات.
64 -
ف. كركاس
65 -
ملح في الأدب لابن مماتي
لاغناطيوس كراتشكوفسكي
من العلماء من لا يعرفون الراحة. والأستاذ كراتشكوفسكي من هذه الطبقة؛ فالرسالة الأولى موضوعها ترجمة أحد أعلام الروس المستشرقين وهو
ف. كركاس وتعديد ما تولى نشره وتصحيحه أن الكتب. والمقالة الثانية وصف كتاب مجهول يحوي نوادر وملحا لابن مماتي
وقد أجاد الأستاذ في كلا الأمرين وأملنا فيه أن يتابع هذه المواضيع الشائقة لكي لا يفوتنا شيء مما يتعلق بمستشرق روسية من جهة، ونقف على المصنفات العربية التي تغني خزائن تلك الديار من جهة أخرى.
66 -
إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب
المعروف بمعجم الأدباء أو طبقات الأدباء لياقوت الرومي وقد أعتني بنسخه وتصحيحه.
د. س. مرجليوث
الجزء 3 الطبعة 2 بمطبعة هندية بالموسكي بمصر 1927
أهدى إلينا صديقنا الأستاذ مرجليوث الطبعة الثانية من هذا التصنيف الذي لا يستغني عنه أحد وقد وقع هذه المرة في 249 ص بعد أن وقع في المرة الأولى في 219 ص لان المصحح عثر على نسخة أخرى صحح بها ما فاته في الأولى ووجد فيها ما لم يجده من التراجم في النسخة السابقة، لكننا وجدنا في هذه الطبعة بعض أغلاط لعلها من الطبع. ولما كانت كثيرة فقد أرجأنا تصحيحها إلى أحد الأجزاء القادمة لتدفق المواد عندنا في الأجزاء الوشيكة الظهور أما الآن فنكتفي بإهداء شكرنا الصادق إلى حضرة الأستاذ الصديق على إهدائه إلى الناطقين بالضاد كنوزا كانت تعتبر مفقودة؛ أما اليوم فقد أصبحت في حرز من التلف بسعيه وهمته.
كتاب الأصنام
- 3 -
رد التهمة عن ابن الكلبي
وقد لا نقره على اتهام المؤلف بخلل التأليف واستناده في أبحاثه إلى التخيلات والخرافات وهو يكتب في أوائل القرن الثالث للهجرة والتاسع للميلاد ولولا ابن الكلبي لما كان صديقنا الأب كلف نفسه مؤونة الترجمة والتبويب والترتيب وسود من بياض الطروس ما سود في استقصاء الأخبار الوثنية بل لما كنا عرفنا
من أمر تلك الأصنام ما عرفناه وعرفه من تقدمنا.
الأصنام التي لم ترد في أصل الكتاب ولا في تعاليقه
وقد كنت أطلعت عرضنا على أسماء بعض الأصنام التي لم ترد في أصل الكتاب ولا في الحواشي التي علقها عليه العلامة الناشر فبعث إلى الصديق العلامة الأب انستاس ماري الكرملي صاحب هذه المجلة الزاهرة أقص عليه القصة وأسأله من الأصنام التي عليها في مطالعاتها فأجابني بقوله:
(نعم كنت قد وجدت عدة أسماء أصنام للعرب لم ترد في كتب التاريخ التي بأيدينا ولا في كتاب الأصنام وكنت قد بعثت بها إلى الأب مرمرجي والى العلامة تيمور باشا فإذا كان عندك شيء من هذا القبيل فأنشره لك وأضيف عليه وصلت يدي إليه وهكذا يفيد أحدنا الآخر) أهـ.
أما أنا فلم استقص خبر الأصنام والذي وجدته منها - وقد أهمله المؤلف - ضمان ذكرهما ياقوت في معجمه وهما: (الحمام: بضم أوله صنم في بنى هند ابن حرام ضنه بن عبد كبير بن غدرة سمع منه صوت بظهور الإسلام).
ذريح: (بكسر أوله وتشديد ثانيه صنم كان بالنجير من ناحية اليمن قرب حضرموت.)
وبيت عبادة ذكره ياقوت أيضاً وهو:
السعيدة: (بفتح أوله وكسر الثاني بيت كانت العرب تحجه وكان على رأي ابن دريد بالقرب من سنداد وعلى قول ابن الكلبي على شاطئ الفرات والقولان متقاربان وقال ابن حبيب كان الازد يعبدون السعيدة أيضاً وكان سدنتها بني عجلان وموضعها بأحد وهو الجبل المعروف بضاحية يثرب.) أهـ.
والغريب أن ابن الكلبي لم يذكر في كتابه الذي وصل إلينا هذا فلا ندري بماذا تعلل رواية ياقوت عنه! فإن صح زعم ياقوت فلا بد من أن تكون قد سقطت أخباره من كتاب الأصنام وهو ما نرجحه لأنه لا يعقل أن يغفل ابن الكلبي ذكره وهو من البيوت المعظمة عند القوم وفي ضاحية يثرب التي كانت دار هجرة وإقامة للنبي صلى الله عليه وسلم.
ومن البيوت المعظمة التي ذكرها العلامة الناشر في تعاليقه وقال عنه بيت
لغطفان بس. والذي في معجم البلدان بساء بضم أوله وفتح الثاني وتشديده. ليحلبها وأبس بالإبل عند الحلب إذا دعا الفصيل إلى الناقة يستدرها به فكأنهم كانوا يستحلبون الرزق في الطواف حوله.
كيف كان يتلقى المتأخرون الأصنام
ومن قبيل الاستطراد أرى أن أشير هنا إلى طريقة تلقي بعض مؤلفي العرب المتأخرين الأصنام فقد قال: الجواليقي: (البد: الصنم فارسي معرب والجمع البددة).
قلنا وفي لغة الفرس بت بالتاء المثناة. وقال أيضا (اسم صنم نسب إليه بخت نصر الذي خرب بيت المقدس وكان وجد عند الصنم ولم يعرف له أب فنسب إليه فقيل هو ابن الصنم)
وقال الهروي:: (ولا بد أن نذكر في كتاب العجائب والآثار والأصنام والطلسمات وجميع ما سمعناه في أخبار الأهرام والأصنام وصنم أبي الهول وجميع البرابي التي ببلاد الصعيد وحديث الصنم الذي يقال له السيدة بدرب السيدة بمصر الخ.)
وذكر ياقوت في معجم البلدان في مادة الأندلس: (البحر المتوسط خليج خارج من البحر المحيط قرب سلا من بر البربر فركن الجزيرة الأول هو في هذا الموضع الذي فيه صنم قادس وعنده البحر المتوسط الذي يمتد إلى الشام.)
وقال بعد ذلك: (والركن الثالث هو ما بين الجنوب والغربي من حيز جليقية حيث الجبل الموفي على البحر وفيه الصنم العالي المشبه بصنم قدس وهو البلد الطالع على برباطينة.)
وقال أيضاً في مادة مولتان: (مدينة في بلاد نسبت إلى صنم قائم بها). إلى أمثال ذلك من مناحي التفكير التي تدلنا انهم كانوا يعدون كل نصف
أو تمثال صنما أو وثنا للعبادة
وقد فرقت العرب بين الصنم والوثن فجعلوا الأول لصورة إنسان معمول من خشب أو ذهب أو فضة والثاني لما كان منحوتا من حجارة.
وبعد فقد انفسح المجال لصديقنا الكرملي لينشر لنا أسماء الأصنام والأوثان التي عثر عليها خدمة للعلم الذي وقف نفسه عليه والله يمتعنا ببقائه.
حيفا (فلسطين): عبد الله مخلص
(لغة العرب): كنا نود أن ندرج مستدركاتنا على الأصنام التي ذكرها ابن الكلبي لكننا لم نر الآن ميدانا في مجلتنا. إذ قدمنا دائما مقالات الأصدقاء على مقالاتنا كما يرى ذلك في كل جزء من أجزائها. ولا جرم أننا ندرج ما عندنا حالما ينفسح لنا المجال.
وعندنا أن كلمة صنم مصحفة عن الارمية (صلما) بمعناه وكان الارميون يسبقون العرب
إلى عبادة الأصنام ثم قابله (بالظلم) في العربية وهو الخيال أو الشيخ والطيف ولا سيما الظل الذي يرى من وقوع النور عليه ولا جرم انهم اتخذوا في الظل الطبيعي أو الصناعي.
وأما الوثن عندنا فمقطوع من كلمة (اثني) اليونانية بمعناه ثم لاح لهم أن الياء هي للنسبة وتصورا أن الوثن هو الصنم الوثني عابدة. ومعنى اليونانية ظاهر يقال لكل من ليس بيهودي ثم أطلق على عابد الصنم.
واتخاذ العرب هذه الألفاظ من أصل غريب عنهم يدل على انهم كانوا يعبدون اله ولم يحيدوا عن عبادته إلا باحتكاكهم بأقوام أغراب من أرميين ويونانيين وغيرهم وأما الصنم من (شمن) الفارسية والوثن من الوثن لغة في الواثن كما يقول بعض اللغويين فهي من الأدلة التي تدل على أن أصحابها غير واقفين على أسرار اللغة.
66 -
اللباب
- 1 -
هو ما اختاره الأستاذ الفيلسوف والشاعر العصري الكبير جميل صدقي الزهاوي من دواوينه (1) الكلم المنظوم (2) ديوان الزهاوي (3) ديوان الرباعيات (4) الثمالة - هي ديوانه الأخير نشرت في السنوات الأخيرة أكثر قصائده في الصحف والمجلات ولم تطبع مجموعة.
وقد نشرنا في 117: 6 من مجلتنا مقدمته بعنوان (كلمة في الشعر) وعدد صفحاته 396 بقطع الثمن وفي آخره فهرس مطول لأسماء القصائد التي وردت فيه، طبع الديوان في مطبعة الفرات. وثمنه في الخارج ثلاث ربيات.
ولا أريد أن اطري الزهاوي فإن شهرته في الشرق والغرب تغني عن الإطراء، فإذا ذكر فلاسفة الشرق العصريون أو شعراؤه كان في طليعتهم، فهو صاحب نظرية (الدفع) عوض ونظرية (الناموس الدوري) ونظرية (صيرورة السيارات شموسا) وهو على شيخوخته وأمراضه المبرحة يرفع اليوم راية التجديد في الأدب العربي فلا تقليد للمتقدمين ولا تعقيب. ينظم شعوره بألفاظ سهلة بتراكيب متينة وكأن القوافي تأتيه عفوا وهو في العراق أول من نظم القصص وأول من نوع القوافي في القصيدة الواحدة وأول من زاد على أوزان
الخليل وزانا وأول من نظم الشعر المرسل ودعا الشعراء إليه وأول من مزج الحكمة بالغزل فجاء شعره رائعا وأول من دعا إلى التجديد وأول من كسر في العراق شوكة التعصب.
وأنك إذا قرأت شعره أخذتك هزة ولا أعلم أحدا من الشعراء بعد المتنبي كثر حاسدوه في حياته بقدر ما كثر حاسدو الزهاوي وكلما أرادوا الحط من منزلته ارتفعت وقد سار كثير من شعره مسير الأمثال وأخذ الكتاب يستشهدون به كما لا شاعرا تنوع موضوعات شعره بقدره وهو كلما تقدم في السن تقدم شعره في رونقه وابتكاراته.
والموضاعات التي طرقها الزهاوي في قصيدة كثيرة تضيق مجلتنا عن سردها كلها وإيراد أمثلة لها منها وإنما نكتفي بإيراد نماذج من شعره لبعض الموضوعات:
الدفاع عن نفس
فمن شعره في الدفاع عن نفسه قوله ص 26:
ساكت أنت والأعادي تقول
…
ومضر بك السكوت الطويل
إعياء وليس فيك عياء
…
أم ذهول وليس فيك ذهول
لك في الذود من لسانك سيف
…
شهد الله أنه مصقول
ويراع أن أحجمت في مكر
…
صافنات الأقلام فهو يجول
وقواف تسيل في كل واد
…
طفحت منها دجلة والنيل
أن تسالم بها فتلك أغان
…
أو تحارب بها فتلك نصول
وقوله ص 27:
العلم يا بلدا نشأت بأرضه
…
ضاعت لديك حقوقه وحقوقي
يا نفس قد سبوك حين نصحتهم
…
هذا جزاء الناصحين فذوقي
قالوا اطردوا الزنديق من أوطانكم
…
ماذا يخاف القوم من زنديق
قالوا اقتلوه إنما هو مارق
…
ماذا يضر المؤمنين مروقي
أنا لست زنديقا ولا أنا مارق
…
حتى يحل لظفركم تمزيقي
وقريب من هذا قوله ص 71:
مقامك في الزوراء غير حميد
…
ولينك للأعداء غير مفيد
وظنك حسنا بالليالي سفاهة
…
ورأيك في الأيام غير سديد
ومنها:
رأيت بها بؤسا وشاهدت نعمة
…
فلم أسترح من شامت وحسود
وقوله فيها:
إذا لم يذد عن نفسه بلسانه
…
فقل لي ماذا يفعل الشاعر الحر
وقوله ص 87:
ويزري بفحل الشعر ناس حسادة
…
أولئك فحل الشعر أيضاً بهم يزري
2 -
حياته الشخصية
ومن شعره في حياته الشخصية قوله ص 290:
أما حياتي فجد لا يخالطه
…
شيء من الهزل أو شيء من النزق
اخترت فيها سبيلا لي أسير بها
…
ولم أطل وقفتي في مفرق الطرق
ولا أسامر ناسا عن طواعية
…
أخلاقهم لم تكن قد وافقت خلقي
ومنه في شعوره نحو مناوئيه قوله:
لقد أظهرت مقتا لها عند نقدها
…
لشعري ناس كان يمقتهم شعري
ولست أبالي بالذين يرونه
…
بعيدا عن المألوف من صور الفكر
تصوره عقلي وأنجز ماله
…
من السبك طبعي بعد ما جاش في صدري
ومن شعوره بحاجته إلى المال قوله ص 120:
لم أرد آه - لجهلي
…
قوة المال - لا غنى
يوم كان المال مني
…
قاب قوسين وأدنى
وكأنه يعتذر لنفسه في قوله في الصفحة نفسها:
أينما كنت تأتي
…
لي به خبز وماء
وأقلتني أرض
…
وأظلتني سماء
وقوله:
رب مال هو لو شئت
…
اقتناء عند لمسي
إنما تمنعني من
…
نيله عزة نفسي
وقوله:
قد أرادوا أن يسيل الد
…
مع من عيني فسالا
وقد ينبت في تأ
…
ريخهم دمعي سؤالا
وقوله ص 123:
أنا قد لاقيت في بغداد
…
ضنكا أي ضنك
طالما كنت بها، اعت
…
زل الناس وأبكي
وقوله ص 124:
أيها الشعر سلوي
…
أنت في ساعة همي
أدرأ الأحزان عني
…
بأبي أنت وأمي
وقوله ص 125:
أنا يا شعر كئيب
…
مثلما أنت كئيب
وكلانا أيها الش
…
عر في بغداد غريب
وقوله ص 142:
سمعت أمس أراجي
…
فهم فلا كان أمس
كانت لعمري سهاما
…
تصيب عزة نفسي
وقوله ص 162:
أنا للشعر في العرا
…
ق أديب مجدد
أنا في جنب دج
…
لة عندليب يغرد
وقوله ص 163:
أنت يا شعر خالد
…
أنا يا شعر هالك
أنت يا شعر كل ما
…
أنا في الكون مالك
2 -
شذوذه
ومما يدل على أن الزهاوي شاذ لا يزال يرى في كثير من المطالب رأي الجمهور قوله ص 214:
أنكرت ما حمد الورى
…
وحمدت ما قد أنكروا
ولقد قنعت من الطعا
…
م ببلغة تتيسر
لا كالذين على طعا
…
م واحد لم يصبروا
أو كالذين تغير
…
ت الظروف تغيروا
أو كالذين إذا تجم
…
هرت الرعاع تجمهروا
أو كالذين تذللوا
…
أو كالذين تكبروا
أو كالمنافق جاء يظ
…
هر غير ما هو يضمر
وقوله ص (105):
وما زلت في جو من الشعر طائرا
…
ومن عادتي أن لا أطير مع السرب
(له بقية)
(تنبيه): نؤجل نشر بقية نقد (البستان) وديوان (الحوماني) إلى أن يتسع لنا الميدان
ديوان العقاد
- 3 -
وقال ص57:
إذا ما رآها الوحش ولى كأنها
…
من النقع تجلى عن خميس عرمرم
ومن (النقع) بيان للخميس المتأخر وقال: (خياشيمه م القيظ يبضضن بالدم) والميم في (م القيظ) مخففة من (من) الجارة وهذا التخفيف ذميم وإن أرتكبه بعض الجاهلين.
وقال من قصيدة (الحمام) ص 59 يصف فيها الغواني يسبحن في البحر
لا بل منيت بفتنة خلعت
…
جلبابها للكر والفر
وأي علاقة لحسناء تستحم. بالكر والفر وقال ص 60:
وتميل من ظهر إلى بطن
…
طورا ومن بطن إلى ظهر
والوزن في الشطر الأول لا يستقيم إلا بتحريك الطاء من (بطن) ولم يجئ البطن متحرك الطاء بالمعنى الذي يريده. وقال من قصيدة (ليلة الوداع) ص 61
تطلع لا يثني عن البدر طرفه
…
فقلت حياء ما أرى أم تغاضيا
وأنت تعلم أن مقول القول لا يكون إلا جملة فما وجه نصب (حياء) والمعطوف عليه (تغاضيا)؟ وقال (غدا ننظر البدر المضوىء فوقنا) وكلمة (المضوىء) غير جميلة. وقد
أراد ليلة غد وقال ص 62:
كأن فؤادي طائر عاد ألفه
…
إليه فأمسى آخر الليل شاديا
يريد فشدا آخر الليل. وقوله: (فأمسى آخر الليل شاديا) كمن يقول: أمسى فلان مغنيا، عوض (غني فلان) والفرق بين المعنيين ظاهر. وقال:
وأشكوه ما يجني، فينقر غاضبا
…
وأعطفه نحوي فيعطف راضيا
يريد أشكو إليه ما يجني و (أشكو) لا يتعدى إلى مفعولين.
وقال: (في الدجى إذا اسود) واسوداد الدجى تحصيل الحاصل فإن الدجى هو السواد ولو قال في الليل إذا اسود لما أخذ عليه قوله وقال ولم افهم ما يريد: فقلت
على النفس التي سوف تغتدي
…
طلولا بإحناء الضلوع حوانيا
وقال ص 63
وأسلمت كفي كفه فأعادها
…
وقلبي فهلا أرجع القلب ثانيا
أراد أسلمت إلى كفه كفي فأعادها وأسلمت قلبي ولم يرجعه فلم يفصح ثم أن (اسلم) لا يتعدى إلى مفعولين، وقال:
فلم أر ليلا كان أطيب مطلعا
…
وأكأب عقابا وأشجى معانيا
والصواب (أعقابا) وقال:
إذا كان لي في مقبل العيش مدة
…
فيا ليت يغدو مقبل الغيب ماضيا
فحذف اسم (ليت) وهو عمدة، والقصيدة ضعيفة التراكيب.
وقال من قصيدة (العرض) ص 64 وقد عربها عن شكسبير.
يضيع على المثلوب زينة نفسه
…
وليس يفيد العرض من هو ثالبه
الضمير في (يضيع راجع إلى (من) في قوله قبله (ولكن من يسلب من المرء عرضه) وكأن هناك من يذهب إلى أن ثالب المرء في عرضه يفيده فهو يصحح رأيه ولا أرى أن أحداً يذهب هذا المذهب وقال:
لقد طال عمر الليل حتى حسبتها
…
توارت من الغرب المعصفر في رمس
خلاصة البيت أن الليل قد طال فحسب أن الشمس قد توارت في رمس هو الغرب المعصفر. والغرب يكون معصفرا بعد تواري الشمس بقليل ولكن هذه العصفرة لا تشاهد
إذا طال الليل وقال من قصيدة (المنظار المقرب).
أنت عين من زجاج وقها
…
يجذب الأنوار من كل سماء
شرح الموق فقال هو الحدق والموق مما يلي الأنف وهو مجرى الدمع ولا دخل له بالرؤية فلا يصح قوله (يجذب الأنوار من كل مكان). وقال من قصيدة (إلى جار بحر الروم) س 65: (أني ألب بموطن) وشرح (ألب) بأقيم ولو أقام (أقيم) مقام (ألب) المهجورة لاستقام الوزن والمعنى ولكن ولعه بالغريب هو الدافع له إلى ركوب هذا الشطط. وقد أجاد في قوله:
تمضي الشهور وفي الجوانح لوعة
…
تمشي على كبدي كحز المبرد
أشكو الزمان إلى القريض وتارة
…
أشكو القريض إلى الزمان المعتدي
وقال (أنا نؤجله الحساب إلى الغد) وأجل لا يتعدى إلى مفعولين وقال (الغمام المرعد) والصواب الراعد أما المرعد فهو الذي أصابه رعد أو سمع الرعد. وقال من قصيدة (الخيبة) ص 66 وأجاد.
يا قلب صبرا أجد الخطب أم هزلا
…
ما تلك أول بؤسي خيبت أملا
حسب الرزيئة منا أن نصافحها
…
هنيهة ثم نلهو بعدها جذلا
قد طالما نزلت ضيفا بساحتنا
…
والضيف يصيب الدهر محتفلا
أنا قرينا الرزايا من مدامعنا
…
وقد نضبن فماذا تشتهي بدلا
إلا الحياة وأني لا أضن بها
…
وكيف ضني بشيء هان فابتذلا
وقال ص 67:
ما للأماني يستضحكن لي غررا
…
وقد سلوت ويستحدثن لي غزلا
وأستضحك بمعنى ضحك فهو لا يتعدى إلى المفعول وقال (فاحتلن لاستدراجي الحيلا) واحتال فعل لازم لا يتعدى فالعبارة خطأ إلا إذا تكلفنا فجعلنا (الحيلا) مفعولا مطلقا لاحتلن وقال من قصيدة (الشتاء في أسوان) ص 68:
ما طب جالينوس قي
…
س بطبه إلا غرور
و (قيس) حال عن (طب جالينوس) وإذا وقع الماضي حالا وجب تصديره بالواو وقد أو بقد أو الواو وحدهما. نعم ورد مثل (كما انتفض العصفور بلله القطر) ولكن لا يقاس عليه
وقال:
أبدا تحوط به ودائعها
…
بسور خاف سور
و (تحوط) فعل متعد بمعنى تحفظ وإنما أراد تحيط به يحسن التعبير وما أقبح تركيب البيت الآتي:
من كل قاع جؤذر
…
تلقاه أو ظني غرير
وقال ص 69: خلجانه تنساب كالحيات ما بين الصخور
ذهب مذهب القدماء في تشبيه المياه الجارية وبئس التشبيه هذا في مقام الإطراء فإن رؤية الحيات لا تبسط النفس وقال:
ما كان أول مغرب
…
شهدت على العصور
والمغرب مذكر لا يحسن وصفه بشهدت.
وهناك أبيات بعنوان (الرجاء) سخيفة ضعيفة. وقال من قصيدة (البدر والصحراء ص 70:
أيها أبا النور أطربنا فكم لك من
…
لحن على البيد لم يطرب له أحد
قال أطربنا فهو يريد الإطراب فلا معنى (لأيها) فأنها للإسكات:
وقال (ليست شأبيبك الحفل بمغنية) ولم أستحسن الحفلى وقال:
والنفس تسمو بها الأضواء تغمرها
…
كالماء يسمو على أثباجه الجسد
وهو غامض وفيه استعارة بعيدة. وقال من قصيدة (الطبيعة والحياة) ص 71:
تسبي نواظرنا الطبيعة
…
وتروع وهي بنا مروعه
أفهم أن تروعنا الطبيعة ولا أفهم أن تراع بنا ولعله أراد الحيوان الذي يروعه الإنسان. وقال:
لولا الحياة لما تملت حفل زينتها الطبيعة
إن كانت الطبيعة ما يتملى الشيء فهي تتملى سواها أوجدت الحياة أم لم توجد وبعدها بيتان جاء بهما تأييدا لدعواه الفارغة وهما من المعاني التي لا تمت إلى الشعر بنسب. ثم أبيات ركيكة تكاد معانيها تكون من تصورات الأطفال.
وقال:
تبدي الجميل وتستر
…
- الصور المنشأة الشنيعة
ولم يجئ شنأه بالتشديد ثم سترت الطبيعة الصور المشنوءة الشنيعة ألست تعرض على الأنظار ما قبح من صورها وما حسن؟ وهناك أبيات سقيمة ركيكة ليست من الشعر في شيء وقال:
هيهات تصقل صادئا
…
هي الغنية والخليعة
ولم يجئ (صادئا) بل الذي جاء هو (صدى) ثم لا أدري لماذا لا تصقل الغنية والخليعة مرآتها الصدئة فهل تبقها صدئة وهي قادرة على صقلها؟ وقال:
لا تغبطينا أيها
…
الأحجار فاللقيا سريعة
فغدا تشرفك الحيا
…
ة ونحن أحجار وضيعة
لا تتم اللقيا وإن كانت على سبيل الجاز إلا إذا عاد الحي جمادا مثل الأحجار أو كانت الأحجار مثله إحياء ولكنه يرى اللقيا في أن تكون الأحجار في غد أحياء مثله وهو يكون مثلها ميتا وهذا هو الشعر. وقال من قصيدة (إلى ربة الحب) أو (الزهرة) ص 72:
فريدة الأفق أسعدتني
…
وخالسي النجم وارمقيني
وإذا كانت الزهرة كما يتوهم الأستاذ ربة الحب فمن أي نجم تخاف ليأمرها بقوله (وخالسي النجم وارمقيني) وقال:
أراك تغويني بوحي
…
إلى السماوات يزدهيني
لا يقال أغواني إلى الشيء. وقال:
فيك ضلال وفيك رش
…
د فضلليني وأرشديني
ولعل ربة الحسن قد أسعفته بأول المطلبين وهو التضليل وقد أجاد في قوله:
كوني منارا فالحب بحر
…
قلوبنا فيه كالسفين
وقال:
يا طالما تخدع الدراري
…
لواحظ الشاعر الحزين
(تخدع) مضارع فهو للحال أو المستقبل والمستقبل لم يجئ بعد والحال أقصر من أن يطول فضلا عن كونه لم يطل في الماضي. نعم يجوز أن تقول ظالما خدعت ولكن لا يجوز (طالما تخدع) وقال:
ورب ليل سما جبيني
…
إليك يا قبلة الجبين
أهذا هو التجديد الذي يدعو إليه الأستاذ المتأدبين وقال ص 73:
أو نسمات الصباح تسري
…
من الروابي إلى الحزون
أراد من الروابي إلى السهول ولكن الروي نون فقال إلى الحزون والحزن ما غلظ من الأرض والروابي لا تكون إلا في مثلها وقال:
تكتم أنفاسها وتخشى
…
من لفتة الغصن والطنين
أن هذه التي تخشى من لفتة الغصن والطين هي نسمات الصباح وقد تقدمت قبل بيتين ثم قال في أبيات ما خلاصته: سمعت منك مقالة هي الجنون أو شر من الجنون هي أن الزمان ليل اقضوه باللهو ولا تنقصوه بالنوم ولا أدري لماذا تكون هذه المقالة جنونا أو شرا من الجنون ثم قال (كفاكم نومة المنون) وهو يريد تكفيكم فانهم لم يموتوا بعد وقال ص 74 من قصيدة (على شاطئ البحر)
لم ابصر إلا ذي فيه كأنه
…
خيل الطراد تسوقهن صباه
إلا وددت بأن أراه فلا أرى
…
أفقا يصد الطرف دون مداه
ومن العجيب أن يود رؤية البحر من يبصره!!! والقصيدة برمتها سخيفة. وقال قصيدة (الخمر الإلهية):
تلوح كماء المهل أما مذاقها
…
فمن سلسبيل الخلد في طيب سقياه
والمهل هو القطران الرقيق والسم والقيح وصديد الميت خاصة وما ذاب
من صفر أو حديد ولا أحسب أن الخمرة ولا سيما الإلهية تلوح كأحد هذه الأشياء. والقصيدة هذه اسخف من الأول ومن يصدق فليراجعها.
وقال ص 76 من قصيدة (الربيع الحزين):
عبق الربيع بناج وبباسق
…
أهلا ولا أهلا بذاك العابق
وقد أجاد فيه وبعده أبيات عليها صبغة شعرية. وقال من قصيدة (أسبوع فلورة أو تكريم الكلاب) ص 78:
أن عي اللسان خير من النط
…
ق إذا كان للاذاة سلاحا
نعم القاعدة هذه لو لم يخالفها واضعها!!! وقال من قصيدة (اللؤم سلاح):
يسر صديقي أن يراني مبرئا
…
من اللؤم مرسوما بكل سماح
كما خصما أن يراك أمامه
…
تنازله حربا بغير سلاح
يعلمنا الشاعر المجدد بهذين البيتين ما لا يجهله أحد (!!!) وقال بعدهما:
هو اللؤم سيف للئيم وجنة
…
من الناس والدنيا مجال كفاح
ولا أرى ما أذكره لؤما فأي مخاصم لا يهوى أن يقهر خصمه. وقال من قصيدة (ليلة نابغية) ص 79:
إلى أي قولي أنت أميل
…
وعن أي حاليك العيشة تسأل
عرفت مدى شطر وشطر جهلته
…
فحسبك من بلوك ما لست تجهل
لم يبين ما هما القولان والحالان وكلمة (مدى) حشو. وقال:
تغوص على الأوجاع بهرا كأنني
…
بريء من الأوجاع لا أتململ
الخطاب في (تغوص) للقلب كما يفهم من البيت بعده ويريد ب (بهرا) الجهد الشديد ولكن هل يغوص القلب على الأوجاع فإن كان لمعرفتها؟ - فهذا العمل من أعمال العقل وقال:
ويا من يراني والظلام كأنه
…
إذا الليل أغضى قاتل يتزمل
شبه الظلام بقاتل يتلفف بثوبه ليخفي نفسه وهناك الليل يراه غير أنه يغمض عنه والمشهود أن الأشياء تتستر بالظلام والظلام هو الساتر ولكن خيال الأستاذ يتعدى حدود المشهود!!! وقال:
أبيت وبي ليلان ليل صباحه
…
ويرجى وليل مدبر الصبح مقبل
الليل الأول هو الحقيق ولذلك قال يرجى. وأما الليل الثاني وهو المدبر الصبح المقبلة فهو ليل الهموم ولا أرى وجها للشاكية من هذا الليل فانه على ما وصفه الأستاذ نفسه ليس بأقل من ضرره. أليس هو مقبل الصبح مثلما هو مدبره؟ وقال:
إذا أدبر الليل استرحت وإنما
…
يوكل بي الليل الذي هو أطول
وإذا كان الليل الثاني مدبر الصبح مقبله فهو غير أطول من الليل الأول. والقصيدة ليست غير خيالات باطلة تقصر عنها الألفاظ. وقال من قصيدة (ليلة الأربعاء) ص 80:
يمن الله سعيه من رسول
…
يطرق الأرض وافدا من ذكاء
والضمير في سعيه راجع إلى القمر و (يمن) لا يتعدى بنفسه يقال يمن على فلان ببركة ثم تأتي أبيات لا يفهم المقصود منها القارئ كأنه من الأحاجي كقوله:
كل من ينتحي حماه غريب
…
عنه حتى ما فيه من غرباء
تكشف الشمس ثم ما يضمر اليم
…
كعين المنون النجلاء
وقال ص 81 (أذكرتني بك الكواكب) والصواب (أذكرتني إياك) فإن (أذكر) يتعدى بنفسه إلى مفعولين وقال من قصيدة (المصور) ص 82:
ودمى من الصخر الأصم تصوغا
…
فتغار منها الغانيات وتحسد
كان الأستاذ إلى هذا البيت يصف المصور ولكنني أراه في هذا البيت فما بعده يصف المثال فسبحان من لا يتحول!
وقال من قصيدة (حظ الشعراء) ص83:
ملوك فأما حالهم فعبيد
…
وطير ولكن الجدود قعود
شبه الشعراء في بيت واحد بالملوك وبالطير على ما بينهما من البعد وقال:
وما ساء حظ الحالمين لو انهم
…
تدوم لهم أحلامهم وتجود
وهو مثل بيت حسين بن المطير:
لعمرك ما في العيش عتب لو أننا
…
وجدنا لأيام الصبا من يعيدها
وقال:
ويذرون من مس العذاب ودموعهم
…
فينظم منها جوهر وعقود
أما كونهم يذرون دموعهم فقد يصح وأما كونها ينظم منها جوهر وعقود فلا.
(له تلو)