الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تأثير الأخطل على حياة الأمويين
اقتصاص لآثار الأستاذ الشايب عن الأخطل
مما يؤثر عن الأخطل إنه أثر شعره على بني أمية تأثيرا أشد من تأثير ديانتهم عليهم. فتأثروا بدعه جاعليها سنة من ازور عنها ساءت سمعته. ومن ذلك أن (صاحب اليمن أرسل جارية عبلة إلى (عبد الملك بن مروان) الملقب برشح الحجر، ولما أحضرت عنده وانفرد بها عن وليجته وعم بها. أعلمه الأذن أن رسول (الحجاج) بالباب فنحى الجارية وأذن له وكان معه كتاب من (عبد الرحمن بن الأشعث) وبعد قضاء حوجائه بأن يقلب الجارية ويقول: ما أفدت فائدة أحب إليّ منك. فتقول: ما بالك يا أمير المؤمنين وما يمنعك؟ فقال: يمنعني ما قاله (الأخطل) لأني أن خرجت منه كنت ألام العرب:
قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم
…
دون النساء ولو باتت بأطهار
فما إليك سبيل حتى يحكم الله بيني وبين (عدو (كذا) الرحمن بن الأشعث) فلم يقربها حتى قتل عبد الرحمن وفي ذلك رأينا أن عبد الملك متأثر ما قاله الأخطل تأثرا عجيبا، ولو كان قول الشاعر تفها واضح التفه لأن الرجل المنتظر نتيجة حرب لا يلذ له الطعام فكيف الإلمام؟ هذا حال عبد الملك هنا ولكنك تجده في طور ثان (أول غادر في الإسلام) حينما أمن (عمر بن سعيد الأشدق) المستعصي في دمشق ثم اعتقله وقال له (امكرا وأنت في الحديد) ثم غدر به فبقي غدره (سبة) وإن الشعراء قد أثروا على من قبله مثل (يزيد بن معاوية المتمثل بقوله (ابن الزبعري).
ليت أشياخي ببدر شهدوا
…
جزع الخزرج من وقع الأسل. . . الخ
ثم اتبعه بقوله:
لعبت هاشم بالملك فلا
…
نبأ جاع ولا وحي نزل
فانظر إلى تأثير الشعراء الذي باد.
الكاظمية: مصطفى جواد
ملاحظات شتى
حضرة الفاضل الأب انستاس ماري الكرملي المحترم
سلاما وتحية: وبعد فقد عثرت في مجلتكم الزاهرة في العدد السادس في ص 432 على قول الأديب أحمد حامد أفندي الصراف أن التيغار ألف وألف وخمسمائة وأربعين كيلو غراما. وحيث أن مجلتكم كما ذكرت سابقا عمدة يرجع إليها الأدباء لا أود أن تحوي غير الحقائق لذا أقول أن الطغار أو التيغار كما يقولون هو ألف حقة آستانة للحطب لا غير وذلك يساوي 1280 كيلو ويساوي ألفا وخمسمائة وستين حقة آستانة للأطعمة كافة وللجص وذلك يساوي ألفى كيلو غرام. لا كما ذكر الأديب.
(ل. ع) استندنا في تقدير التيغار أو الطغار على المسيو كوينة الفرنسي الذي ألف كتابا جليلا عن تركية وكان رئيس حصر الدخان فيها وجميع ما يذكره مستند إلى أوراق رسمية. وقد ذكر موزون التيغار في كلامه عن ولاية بغداد ص 44 إذ يقول: التيغار يساوي 1200 اقة أو 1239 كيلو غراما. ولهذا فروايتنا أقرب إلى الحق من روايتكم.
وفي ص 433 ذكر المثل (ما دام كسرى كسرى ما تعمر ديار) والمشهور المعروف ما دام كسرى كسرى يا ويلها من الخراب لأن معرض الكلام توالي الخراب لا أمل العمران.
(ل. ع) قد يروي المثل على أوجه شتى. فرواية أحمد حامد أفندي تعني: ما دام كسرى (على عادته الأولى) فلا تعمر ديار. وهو اصح من روايتكم.
وذكرتم في هامش الصفحة 432 أن (المهد ليس بلغة العوام كاروك) والحال أن الكاروك هو المعلق تعليقا بأرجل قائمة والمهد ما كان أسلفه محدبا موضوعا على الأرض بلا تعليق. هذا هو المتعارف.
(ل. ع) هذا التمييز أو هذا الفرق غير شائع عند الجميع. والدليل أن الكاتب وهو أديب منور لم يعرف ذلك. والمهد لفظة عربية صحيحة تقع على كل ما يتخذ للطفل ولا عبرة في كلام العوام، والكاروك ارميه الأصل.
وذكر الأديب في ص 435 من كل شر عقرب والعبارة تقتضي من شر كل
عقرب. الخ.
(ل. ع) هذا من باب القلب المكاني.
وذكر في ص 436 (فلان عقرب أصفر) والمثل (عكربه صفره) أي عقربة صفراء.
(ل. ع) الخطب هين أن شاء الله.
وفي ص 441 س 3 هذا القوم المحارب ولا أظن التعبير عربيا فهلا علقتم عليه.
(ل. ع) على الناقد أن يفتح عينيه على نفسه قبل أن يفتحها على أخيه. والمحارب موجودة في الكتب الصغيرة والكبيرة فلا حاجة إلى التعليق ولو أردنا أن نعلق على كل كلمة تجيء في المقالات لكانت الرقعة أكبر من الثوب!
وفي هامش ص 444 ذكرتم وصف الساجية وإن في مؤخرها سكانا ثم ذكرتم إنها أغلب ما تكون مقيرة وهي ساجة لا ساجية والساجية المعروفة لا تكون إلا مقيرة ولا سكان لها بل يجلس السائق في مؤخرها وبيده غرافة يستعملها ذات اليمين وذات الشمال حسبما يقتضي الحال وربما كان فيها راكبان.
(ل. ع) ما ذكرناه مأخوذ عن أهل البلاد الذين ينطقون بها وليس عن بغدادي. ولعل المعنى الذي تشيرون إليه معروف في بلد والذي ذكرناه معروف في بلد آخر.
وفي ص 147 (الأغاني الفراتية) برناتها الموسيقية والمذيبة للأحشاء أظن أن الواو لا محل لها.
(ل. ع) قد يعطف النعت على النعت بالواو وقد لا يعطف به.
وفي ص 459 وصفتم كتاب حياة القديس يوحنا بأنه كالدرة الغضة ولا أظن الدر إذا كان غضا يكون أحسن منه إذا مر عليه زمن فعسى أن تفيدنا عن ذلك.
(ل. ع) الدرة الغضة أغلى من الدرة العتيقة وما عليكم إلا أن تسألوا أصحاب الفناء عن هذه الحقيقة. وراجعوا معجم لاروس الوسط في سبعة مجلدات تروا أن ما قلناه هو الصحيح.
وفي ص 462 ذكرتم الأبساس للإبل هو دعوة فصيلها إليها وفي رسالة ابن زيدون الجدية حسبما يخطر لي قوله: (إنما أبسست لك لتدر) ويعرف شارحها
الأبساس بقوله للناقة بس بس لتسكن عند الحلب ويحرك لها الحوار لتحن وهما من الرسالة المذكورة.
(ل. ع) الكلام ليس لنا بل لياقوت والذي ينقله عبد الله مخلص. ونظن أن ياقوت حجة أعظم من سواه.
وفي ص 463 الظلم الخيال أو الشيخ أو الطيف ولم أعثر عليه فهل لكم أن تشرحوا ذلك تنويرا للإفهام؟
(ل. ع) الظلم مشتق من المظلم. والكلمة آرمية الأصل استعملها السلف ولا يرى من هذه
المادة في معاجمنا إلا كلمة مظلم (كمعظم) وإما ظلم فمن باب الاشتقاق.
وفي ص 473 إلى أي قول قائل البيت ذكرتم العيشة وصوابه العشية على ما أظن.
(ل. ع) من غلط طبع وهو في الأصل صحيح.
وفي ص 477 قدمتم أحمد الشيخ داود على أحمد الراوي مع أن الترتيب على الحروف يستلزم العكس.
عبد اللطيف ثنيان
(ل. ع) لأن (داود) بالدال قبل (الراوي) بالراء. والدال على ما نظن إنها قبل الراء في حروف الهجاء العربية.
ونحن من الآن وصاعدا لا ندرج إلا المهم من الملاحظات التي فيها المنفعة للعموم.
روضة خوان أي قارئ روضة الشهداء
حضرة الصديق العلامة:
قلتم في هذه المجلة (6: 53): والمراد بالروضة في اصطلاح الأمامية ترجمة ولي من الأولياء ولاسيما ترجمة الحسين من باب التغليب. فأقول:
لما ألف الملا حسين بن علي الواعظ الكاشفي البيهقي (السبزواري) المتوفى سنة 910هـ كتاب (روضة الشهداء) أخذ مؤبنو آل البيت يتلونه على المنابر فاشتهر كل منهم بروضة خوان أي قارئ روضة الشهداء، ثم صار لقبا لكل من قام بهذا العمل (راجع ما كتبه الميرزا محمد باقر الخونساري في روضات الجنان ص 257 وما كتبه السيد هبة الدين الشهرستاني في مجلة المرشد 1: 306 وما
كتبه صديقنا الحاج الملا علي الواعظ التبريزي في وقائع الأيام (مجلد المحرم ص 284).
ديانة ابن المقفع
وقلتم في (6: 151): أما الصحيح فإنه (أي ابن المقفع) كان زنديقا.
قلنا: أن آثار المرء ومؤلفاته كمرآة تنعكس فيها نفسية الكاتب وتتجلى فيها بأجلى مظاهرها وإذا أردنا أن نقف على آراء رجل وأفكاره نلقي نظرة إلى كتابه فذلك خير دليل إلى الاهتداء إليها فعبد الله بن المقفع ذو نفسية دينية خالصة من كل شائبة يشهد بذلك كتاباه
الأدب الكبير والأدب الصغير اللذان قد ثبت بالتواتر الموجب للقطع بأنهما له.
قال في كتابه الأدب الكبير ص 27 (من النسخة المطبوعة بمطبعة الاتحاد الأخوي بالحسين بمصر):
ليعلم الوالي (أي السلطان) أن من الناس حرصاء على زيه إلا من لا بال له فليكن للدين والبر والمروءة عند نفاق فيكسد بذلك الفجور والدناءة في آفاق الأرض.
وقال في كتابه الأدب الصغير ص 26 (من النسخة المطبوعة بمصر على نفقة المكتبة العباسية):
الدين أفضل المواهب التي وصلت من الله تعالى إلى خلقه وأعظمها منفعة وأحمدها في كل حكمة فقد بلغ فضل الدين والحكمة أن مدحا على السنة الجهال على جهالتهم بهما وعماهم عنهما.
وقال في ص 29: مما يدل على معرفة الله وسبب الإيمان أن وكل بالغيب لكل ظاهر من الدنيا صغير أو كبير عينا فهو يصرفه ويحركه فمن كان معتبرا بالجليل من ذلك فلينظر إلى السماء فيعلم أن لها ربا يجري فلكها ويدبر أمرها ومن اعتبر بالصغير فلينظر إلى حبة الخردل فيعرف أن لها مدبرا ينبتها ويزكيها ويقدر لها أقواتها من الأرض والماء يوقت لها زمان نباتها وزمان تهشمها وأمر النبوة والأحلام وما يحدث في انفس الناس من حيث لا يعلمون ثم يظهر منهم بالقول والفعل ثم اجتماع العلماء والجهال والمهتدين والضلال على ذكر الله تعالى وتعظيمه واجتماع من شك في الله تعالى وكذب به على الإقرار بأنهم أنشئوا
حديثا ومعرفتهم لم يحدثوا أنفسهم. فكل ذلك يهدي إلى الله ويدل على الذي كانت منه هذه الأمور مع ما يزيد ذلك يقينا عند المؤمنين بأن الله حق كبير ولا يقدر أحد إنه باطل. انتهى
وبعد هذا كله يعلم علما يقينا أن ابن المقفع مؤمن موحد بريء من الزندقة براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
سبزوار (إيران): محمد مهدي العلوي
(لغة العرب) في كل ما أوردتموه ليس دليل على تدين الرجل، أننا فهمنا منه إنه يمدح الله والدين والتدين ومكارم الأخلاق، وهذا لا يثبت أن القائل بها مهتدين بل أن الرجل كان دينا مع الدينين وخبيثا مع الخبثاء وهذه صفة من صفات الزنادقة أشهر من أن تذكر امتاز بها
هؤلاء الناس.
وهل تنسون الآية: وإذا القوا الذين آمنوا قالوا: آمنا، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا: أنا معكم إنما نحن مستهزئون.
ثم أن ابن خلكان يذكر في كتابه (1: 150) من طبعة بولاق أمر (سفيان) بتنور فسجر، ثم أمر بابن المقفع فقطعت أطرافه عضوا عضوا وهو يلقيها في التنور وهو ينظر حتى أتى على جميع جسده ثم أطبق عليه التنور وقال: ليس علي في هذه المثلة بك حرج: لأنك (زنديق). أهـ. وشهادة الأقدمين في مثل هذه الأمور أحسن من الاستنتاجات العقيمة التي لا تؤخذ منها الحقيقة ككتب الزنادقة.
آثار هندية قديمة
اكتشفت في مقاطعة شتاجونج في الهند آثار تعتبر في غاية الشأن لتاريخ الفناء الهندسي فقد عثر مسلم من أهالي قرية (توري) أثناء حفر أساس منزل جديد على مجموعة كبيرة من القطع البرنزية في حالة جيدة من الحفظ، منها: قطعة تمثل معبدا كاملا وثلاثة وستين تمثالا للبد يبلغ ارتفاع الواحد منها من عقدتين إلى خمس عشرة. ويظهر من النموذج والنقود أن هذه الآثار ترجع إلى عصر يتراوح بين القرنين السابع والعاشر ويظن إنها تحف دينية نفيسة دفنها كهنة البد أيام الغزوات الإسلامية أو غزوات البرتغاليين الأولى وقد بادر ديوان الآثار إلى ضبط هذه التحف الأثرية والمحافظة عليها حتى يفحصها العلماء والخبراء.