الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العامة بأن في اللواء أكثر من 120 مضخة تتراوح قواتها بين 10 حصن و60 حصانا
خرجه ودخله
يصدر لواء الديوانية في نتاجه الشلب والحنطة والشعير وسائر أصناف الحبوب التي ألمعنا إلى ذكر زرعها، وعلاوة على ذلك يصدر قدرا جليلا من الجلود والصوف والغنم والماشية والسمن (الدهن) وجانبا صالحا من التمر. ويجلب جميع الأقمشة التي يحتاج إليها مع الابازير (العطارية) على اختلاف أنواعها ولا سيما البن منها لكثرة استعماله في مضايف العشائر. وبعض أقضية اللواء تجلب تمورها من الخارج لضعف النخل فيها وقلته. ويستهلك لواء الديوانية قدرا لا يستهان به من المشروبات الروحية.
هذه ملاحظات عامة على لواء الديوانية أثبتناها في هذه العجالة خدمة للتاريخ والحقيقة ليطلع عليها من أراد أن يلم بشيء عن هذا اللواء الجسيم.
بغداد: السيد عبد الرزاق الحسني
الأغاني الفراتية
- 1 -
نبغ في الفرات من العامة إن في القرى وإن المدن مئات من الشعراء الذين احسنوا النظم عفوا في (اللغة العامية) أيما إحسان، وأجادوا فيها أيما إجادة! ولعل الفرصة تسنح لي بتأليف كتاب عن تاريخ حياة مشاهيرهم وتخليد ما رق وراق من شعرهم وشعورهم الذي طالما مثلوا به الحوادث السياسية والانقلابات الكونية، ووصفوا به المناظر الطبيعية، وأطربوا النفوس بأهازيجهم الموسيقية، وأثاروا عواطف الأمة، وأهاجوا السواد الأعظم، وأيقضوهم من سباتهم ورقدتهم.
ولم يقتصر العاميون بنظمهم الشعر على قسم من الأقسام، أو نوع من الأنواع فحسب، بل توسعوا فيه أيما توسع، وأطلقوا الحرية فيه أيما أطلاق، ووسعوا دائرته حسب مقتضيات الزمن وتقلبات الأحوال، وهم بعكس (شعراء القريض)
الذين لم يزالوا حتى الآن مكبلين في شعرهم إن في التخيل والكنايات، وإن في المعاني والاستعارات مقلدين بها طريقة السلف الغابرة، اعني شعراء (القرون الوسطى) وآداب الأجيال الماضية، يقتفون أثرها، ويمشون خلفها، ويحذون حذوها جنبا لجنب.
ولم يتملص من أولئك الشعراء، ويفر من تلك القيود الشديدة الاليمة، والتقاليد القديمة، إلا إفراد قليلون، معدودون على الأصابع تمردت أرواحهم على العبودية، وحلقوا بأدبهم الغض في سماء الحرية فخلد لهم التاريخ العربي ذكرا حسنا جميلا. . .
ولما كان الشعراء العاميون اليوم في هذه الإعصار، قادة الأفكار، في جميع الأقطار والأمصار، استحقوا لان نخلد آثارهم الشعرية، الصادرة عن آرائهم الناضجة وأفكارهم الواسعة، فبادرنا إلى تأليف كتاب في جميع أقسام (الشعر) العامي) وأنواعه وأساميه ومصطلحاته، ليكون أثرا خالدا بعدنا، تتناشده أبناؤنا وحفدتنا عنا، يستشهدونها عند الحاجة، ويقصونها على أقرانهم وأحبابهم لدى الضرورة، ووسمت الكتاب (بكنوز العرب المخفية، في تاريخ آداب اللغة العامية) وجعلت لكل قسم من اقسامه، أو نوع من أنواعه، عنوانا خاصا يليق به وقد وضعت لهذا القسم الذي نحن بصدده مثالا له ووسمته:
بالأغاني الفراتية
الأغاني الفرايتة، هي مهبط الخيال، وقيثارة العواطف، وتسلية الروح، المسكرة للقلوب برناتها الموسيقية والمذيبة للأحشاء والأكباد بصدحاتها البلبلية، ولها (مقامات) كثيرة يستعملها القراء يسمى منها (1) حكيمي و (2) إبراهيمي و (3) صبا و (4) حجازي و (5) ارفه و (6) مدمى) وغير ذلك من أسماء المقامات التي يطبقها القراء على تلك (الأغاني الشجية) التي لها أصوات متعددة منها:
(1)
(بوب) وهو الصوت المستهجن الذي يشبه صوت البقر ويلفظ
(2)
(بوقلي) وهو الصوت الرقيق الذي لا يمكن إظهاره ويلفظ -
(3)
(الداوودي) وهو ذو قسمين: جوهري وغير جوهري وفي كل من قسميه شائبة زبورية تؤنس (المستمع) وكأن الكلمة مشتقة من لفظة داود النبي.
(4)
(المنصوري) وهو كالنفخ في اصور، وهو عبارة عن ارتفاع الشفتين بالقابلة.
(5)
(الرست) وهو ما كان له دندنة كدندنة النحل أو الزنبور وله أصوات أخر كثيرة لا يسع المقام تفصيلها.
والأغاني الفراتية، وإن كانت كلها على وزن واحد تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
(القسم الأول) ما كان لفظه ومعناه مبتكرا من دون أن يكون مأخوذا من (الشعر الفصيح).
(القسم الثاني) ما كان لفضه ومعناه مأخوذا من (الشعر الفصيح).
(القسم الثالث) ما كان الشعر الفصيح مأخوذا منه لفظا ومعنى. ولنبدأ بكل قسم من الأقسام الثلاثة.
أمثلة القسم الأول
1 -
وعيوني خوش أعيون
…
وأعمن على أهواي
والمرزا وأهل السوق
…
ما لمو أدواي
تقول الشاعرة، أن عيني جيدتان صحيحتان، ولكن عميتا أي كف بصرهما على (أهواي) أي معشوقي، (والمرزا) اسم (للطبيب) وهذا شائع عند العراقيين منذ القديم وإن الطبيب مع
أهل السوق أي العطارين ما استطاعوا أن يلوموا دوائي أي يجمعوه.
النجف: عبد المولى الطريحي