المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌العيافة عند عوام العراق - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٦

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 55

- ‌سنتنا السادسة

- ‌منارة جامع سوق الغزل

- ‌جامع سوق الغزل غير جامع الرصافة

- ‌ذكر جامع الخليفة

- ‌منطق المنطق

- ‌من هو الأولى بوضع الأسماء

- ‌استحالة الإحاطة بمناحي لغة واحدة

- ‌الخط الخصوصي

- ‌أوابد الشهود

- ‌محمد مهدي العلوي

- ‌مخطوط قديم في غريب الحديث

- ‌اليمن وتقدمها

- ‌غادة بابل

- ‌الشيخ علي سالم الصباح

- ‌فوائد لغوية

- ‌اعتراض

- ‌الختام

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌روضة خوان

- ‌الشفع

- ‌المونسون

- ‌الزنبرك أو الزنبورك

- ‌البياسرة

- ‌باب القريظ

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 56

- ‌الدرويش

- ‌خزائن زنجان (في إيران)

- ‌نيرب ومكشوفاتها

- ‌تعريف الآلهة الواردة أسماؤها في نصبي نيرب

- ‌تأثير اللغات السامية في اللغات الإفرنجية الحديثة

- ‌خاتم الأمان

- ‌منديل الأمان

- ‌عبد الوهاب الجوادي الموصلي

- ‌نبذتان من تاريخ الموصل

- ‌في حفر المكشوف

- ‌الوأقة

- ‌كلمة في الشعر

- ‌ساعة في سدة الهندية

- ‌غادة بابل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 57

- ‌الكتابات الأثرية العباسية في فلسطين

- ‌البرغوث أو أبو أربعة

- ‌نماذج تراجم من الدرر الكامنة

- ‌أوابد الشهور

- ‌جامع الخلفاء

- ‌دفين جامع الأصفية

- ‌المريق

- ‌الكتب الخطية

- ‌فريتس كرنكو

- ‌أسرار اللغات واللهجات

- ‌الدرداقس

- ‌البصرة

- ‌تصريف اللفيف المقرون في لغة عوام العراق

- ‌غادة بابل

- ‌أصل السدلى

- ‌فوائد لغوية

- ‌أصل كلمة التصوف

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌المخطوط القديم في الحديث

- ‌الشعر والشاعر

- ‌كلمة في الكتابات الأثرية العباسية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌أبو العبر

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 58

- ‌بي بروا

- ‌رثاء الدكتور صروف

- ‌العقل وأصل اشتقاقه

- ‌افتقار اللغات قاطبة إلى الاستعانة بالإشارات

- ‌واللهجات

- ‌بلد الزبير

- ‌الحويزة

- ‌من كنوز العرب

- ‌آثار في ضياء أباد إيران

- ‌قاتل أخيه

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب التقريط

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 59

- ‌تآخي العربية واللغات الغربية

- ‌العيافة عند عوام العراق

- ‌شم النسيم

- ‌الشيخ حسن بك

- ‌نكت وغرائب لغوية

- ‌ضبط الأبنوس

- ‌المدرسة المستنصرية

- ‌لواء الديوانية

- ‌أوربية تحب عراقيا

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌كتاب الأصنام

- ‌الشوقيات

- ‌ديوان العقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 60

- ‌الأخطل

- ‌البرجاس

- ‌العلم والإحسان

- ‌الزق ومرادفاته

- ‌غازان بن أرغون

- ‌المدرسة المستنصرية

- ‌من أغلاط البستان

- ‌جمعية حماية الأطفال في العراق

- ‌البرسام في البستان

- ‌العيافة عند عوام العراق

- ‌اللغة الكردية

- ‌لواء الديوانية

- ‌الأغاني الفراتية

- ‌فوائد لغوية

- ‌بابا المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 61

- ‌نظرة إجمالية في أعمال شركة النفط التركية

- ‌الشاي

- ‌الشعر الجاهلي

- ‌خطر الجراد في العراق

- ‌بعض صفحات من كتاب الفهرست

- ‌من تقويم ومواسم عشائر بطائح الغراف

- ‌خزائن كتب إيران

- ‌الحقيقة

- ‌الكزنخية

- ‌الرباعي المجرد في لغة عوام العراق

- ‌النمر البشري

- ‌البلشة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 62

- ‌الأب جوزيف بوشان

- ‌الجعل

- ‌الشك في الشعر الجاهلي

- ‌الدوشنة

- ‌أبو عبد الله الزنجاني

- ‌لواء الحلة

- ‌السلطان مراد الرابع في بغداد

- ‌الكتابات الأثرية العباسية في فلسطين

- ‌المنجد وما فيه من الأوهام

- ‌محراب جامع الخاصكي

- ‌خزائن كتب إيران

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌تأثير الأخطل على حياة الأمويين

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 63

- ‌ذو الكفل ومدفنه

- ‌ترجمة ابن الفوطي

- ‌مفتاح القلوب

- ‌كتاب الجدول الصفي

- ‌أين السميع نصيحة

- ‌قرى لواء الحلة

- ‌خراسان وخزانتها

- ‌صفحة من النقد

- ‌جناية الرواة على الشعر

- ‌اللغة الكردية

- ‌اسم الفاعل في لغة عوام أهل العراق

- ‌أحمد لطفي السيد

- ‌فوائد لغوية

- ‌المدرس اللغوي

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 64

- ‌سامرا في التاريخ

- ‌الشيخ فخر الدين الطريحي

- ‌خراسان وخزانتها

- ‌البحرين والزبارة

- ‌لواء بغداد

- ‌قبر الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة

- ‌الفردية الأدبية

- ‌كتاب ثمار القلوب

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌الشفق الباكي

الفصل: ‌العيافة عند عوام العراق

‌العيافة عند عوام العراق

- 2 -

2 -

عيافة الطيور

الغراب

هو طائر مشؤوم في نظر العامة فإذا نعق قالت النساء: (خير يكون وشر يزول. وألف صلوة على الرسول أن جنت غراب، طم نفسك بالتراب، وإن جنت بشير، ذبه من جناحك وطير) أي عسى أن الخير يكون والشر يزول، وألف صلوة على الرسول، أن كنت غرابا فادفن نفسك في التراب، وإن كنت بشير فارم بشارتك من جناحك وطر).

والعامة تعد قول من يقول أحدهم للآخر: (أنت غراب) شتما ومن أعذب ما قاله الشاعر:

(ما غراب أبين إلا ناقة أو جمل)

لأنهم يعدون الغراب مفرقا للأحباب.

العقعق

طائر يشبه الغراب الأبقع طويل الذنب إلا أنه لا يتشاءم منه، وإذا صاح قالت النساء (خير خير) وينتظرن قدوم الضيوف.

البازي

طائر مشهور يضرب به المثل في الشجاعة. ومن عادته أن يقوم من وكره قبل انبلاج الفجر والى ذلك أشار بن برد الشاعر الأعمى الشهير من قصيدة له في مدح خالد بن يحيى البرمكي:

إذا أنكرتني بلدة أو نكرتها

خرجت مع البازي علي سواد

والخرافيون من الرجال يعتقدون أن من يصادف البازي في سفرته يصادف إقبالا ونجاحا عظيمين.

ص: 430

الصقر

طائر مشهور يضرب به المثل في الشجاعة والأقدام فيقال (فلان كالصقر) والعامة تقول (فلان صكرهم) أي (فلان صقر أعدائه) إشارة إلى أنه لمحهم أو تسلط عليهم لان أنواع الطيور إذا سمعت صوت الصقر أو رأته لبدت في الأرض وارتعبت خوفا منه. والعامة تعتقد أن الذي يجني الصقر عشر سنوات لا يهرب خلالها من بيته يلاقي بعد ذلك فرحا وحبورا في دنياه.

الططوة (أي الطيطوي)

الططوة طويئر يسميه الفرس وسكنة كربلا (بي بي ديم) أي (يا سيدي رأيت) ويسميه أهل البادية (بلبل الزور) وصوت هذا الطويئر نغم شجي فإذا مر ليلا على البيوت قال سكانه (سيقدم غائبنا) ومن يقول في العراق للآخر (عقلك عقل الططوة) فانه يغضبه لأنه يعد هذا الكلام من الشتم.

يا كريم

طائر جميل يسميه البعض (القمري) والبعض (يا كريم) لتغنيه بشيء على وزن (يا كريم) وفي معتقد النساء أنه لا يجوز أن يحبس هذا الطويئر لأنه يسبح الله؟ ولذا يتشاءمون باقتنائه وهذا الطائر اسمه عند العلماء

البرهان

طائر ذو ساقين دقيقتين والنساء يتشاءمن به لأنه كالأقرع إذ ليس على رأسه إلا ريش ناعم دقيق ويعتقدون أن من يراه عند الصباح يرى شؤما ومنكرا ويعرف عند الإفرنج باسم

العصفور

محبوب من الجميع والنساء يتفاءلن به خيرا ويعتقدن أنه إذا اجتمع العصافير وتناقرت ثم تفرق جمعهم وسقط أحدها على رأس أحد سكان البيت أصابه خير عظيم وقدم إليه غائب.

ص: 431

وهناك مثل شائع على أفواه لعوام (زعل العصفور على بيدر الدخن زاد ألف طغار) أي غضب العصفور على بيدر الدخن فزاد ألف تيغار (والتيغار يختلف اليوم قدره بين ألف و 1540 كيلغراما) يقال ذلك للحقير إذا غضب فانه يوفر على القوم طعامه.

الديك

يحب النساء الديك الأبيض الأفرق ويعتقدون أنه أحد جنود ديك العرش. وهذا الديك مقامه في السماء السابعة تحت عرش الله وهو الذي ينبه الملائكة ليصلوا صلاتهم في الأوقات الخمسة. كما أنه يطرد الجن من المكان الذي يكون فيه ويعتقدن أيضاً أن صياحه آذان وإن في غير أوقاته المعلومة قلن أنه (بد يمن) أي شؤم والفرس يسمونه (خروس بي محل) أي الديك الذي يصرخ في غير أوانه ويذكرونه عندهم لمن يتكلم في غير أوانه وعلى هذا فأما يذبح وأما يتخلص منه بالبيع أو بوسيلة أخرى.

وإذا خرجت الدملة المعروفة (بالأخت) عند العراقيين في وجه الطفل أو في يده أو في محل آخر تأخذ المرأة غشاء كبد الديك وتحرقه ثم تمزجه بزبد البقر وتضعه على (الأخت) معتقدة أن هذا المزيج يزيلها. ويزعمن أيضاً أنه إذا أحرقت رجل الديك مع الشعير ووضع هذا الخليط على المكان المحروق من الجسد يبرأ بأذن الله.

وإذا علقت سبع ريشات من الديك الأبيض عند رأس الطفل ولى الشيطان عنه

الدجاجة

الدجاجة السوداء التي ليس في ريشها بيضاء تكون ذات قيمة لدى النساء فقد يتهالكن على اقتنائها للحصول على بيضها التي يستعملنها لوجع الرأس، والسن. وللطفل - إذا (اخترع)(أي فزع فزعا فجائيا)، فعندئذ تكسر البيضة في المحل الذي خاف فيه الطفل، أو تدفن مع مسمار وكعب (عظم) وفلس أحمر ليذهب عنه رعبه ويعود إليه روعه!

ويتفاءل بالدجاجة التي تبسط جناحيها فتنبطح في الشمس؛ فأنهن يقلن (خمت الدجاجة) ويعتقدن أن غائبا سيحضر وإذا خرجت ريشة واحدة من موضعها قلن: (سيفت الدجاجة)(من باب التفعيل) واعتقدن أنه سيقدم لهم ضيف فارس شاكي السلاح.

ص: 432

البوم

هو طائر جميل الشكل عند أناس، قبيح الصورة عند آخرين وهو يختفي في النهار ويطير في الليل. والعامة تعتقد فيه الشؤم والشر؛ والدليل على ذلك انهم يعدون قول أحدهم للآخر:(أنت بومة) أو (وجهك وجه البومة) أو (بومة الديار أو (بومة الخرائب) شتما وسبابا. ومن

عادتهم إذا صرخ هذا الطائر ليلا ومر على البيوت صفقوا بأيديهم مرات وصرخوا قائلين: (سكين وملح). وبعضهم يعتقد أن في صياحه إشارة إلى أن غائبا يحضر عند أهله وهناك أسطورة شائعة على أفواه العوام، مغزاها: أن البوم هو الذي جعل (كسرى) يكون عادلا: بعد أن كان ظالما سفاكا للدماء.

وهذه الحكاية ينقلها الرجال الخرافيون والعجائز الخرافيات وهي: كان أحد الأكاسرة ظالما فتاكا يرتاح إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح وكان له وزير وهبه الله حظا وافرا من العقل والفطنة والتدبير فأرق كسرى ذات ليلة أرقا شديدا وكان الوزير يتمشى معه على سطح القصر ويقص عليه أخبار الأولين ووقائع الأقدمين فوقف كسرى بغتة محولا نظره إلى الجنة المحيطة بقصره وقال للوزير: إلا تسمع صراخ هاتين البومتين؟ فقال له الوزير: بلى فقال ليتني اعلم ما تقولان فقال الوزير: أني أعرف منطق الطير وقد فهمت الحوار الذي دار بينهما، إلا أني أخشى أن أقصه على الملك لئلا يسخط علي ويغضب فقال له كسرى: قل، ولك الأمان.

فقال الوزير: أن إحدى هاتين البومتين خاطبت صاحبتها قائلة: أني أريد أن اتخذ ابنتك زوجا لابني فقالت لها الأخرى: إنني راضية بما تقولين ولكني أريد سبعة بيوت خربة مهرا لابنتي فأجابتها رفيقتها: (ما طول كسرى كسرى ما تعمر ديار) أي ما دام كسرى في قيد الحياة فلا تعمر ديار أي خذي ما شئت لابنتك من البيوت الخربة.

وتعتقد العامة أن الوزير أراد أن يفهم الملك ظلمه وسوء سلوكه على لسان الطير. فاعتبر الملك بكلام الوزير وهجر الظلم والعسف وعدل عنه منذ ذلك اليوم وراف بالناس ورحمهم وقد أصبحت كلمة (ما طول كسرى كسرى ما تعمر

ص: 433

ديار) مثلا شهيرا يتمثل به العوام من الناس: (ما طول كسرى كسرى يا ويلها من الخراب)

3 -

الزواحف

الحية

إذا ظهرت الحية في بيت أحد يوم السبت قالت النساء: أنها يهودية، وعندئذ تقف صاحبة البيت وتقول:(سايمين عليج موسى بن عمران اطلعي من بيتنا) أي (نقسم عليك بالنبي

موسى بن عمران أن تخرجي من دارنا).

وإذا ظهرت يوم الأحد قالوا أنها نصرانية فيبدل القسم بعيسى بن مريم.

أما إذا ظهرت يوم الجمعة أو في سائر الأيام الأخرى قالوا أنها مسلمة وفي هذه الحال يضعون في المكان الذي خرجت منه ماء وملحا في أناء ويقولون: (أكلت من زادنا وملحنا، وأنها لا تقصد بعد ذلك إيذاءنا.)

والحية التي تظهر دائما في البيت لا تقتل، وتسمى (حية البيت) ولها أسطورة عجيبة تقصها العجائز الخرافيات وهي:

يقال أن امرأة ذات ولد ذهبت يوما إلى الحمام بعد أن وضعت أبنها في المهد ولما أبطأت في الحمام طفق الولد يبكي ويصرخ ولما جاءت إلى بيتها سمعت في غرفتها صوت امرأة تغني لابنها وتقول: (لول لول يا ابن جويرتي لا لي أيدين الارفعك، ولا لي رجلين الأدفعك، ولا لي دويس الأرضعك، وأخاف احبك وألسعك وتزعل علي جويرتي. لول لول يا ابن جويرتي) ومعناه: نم يا ابن جارتي، لا يدين لي لأرفعك بهما ولا رجلين لأدفعك بهما أي لا هز مهدك بهما ولا ثدي لأرضعك وأخاف أن أقبلك فألسعك فتغضب علي جارتي. نم يا ابن جارتي).

فلما دخلت المرأة على ابنها، ورأت الحية بجانب المهد، وللحال اختفت الحية عن أنظار المرأة فاعتقدت أم الولد بأن هذه الحية من الجان وأنها مسلمة ولا تقصد الإيذاء بل السكنى في البيت عليها اسم حية البيت. وهناك أسطورة

ص: 434

أخرى حدثني بها الشيوخ الخرافيين قال: كان في الحلة الفيحاء رجل فقير مملق وكان ذا عيال والدهر عابسا في وجهه. فصمم ذات يوم على أن يشد الرحال إلى بيت الله الحرام وإن يزور بعد ذلك الرسول الأعظم ليشكو له فقره: فذهب مع الركب راجلا ولما وصلوا إلى منتصف الطريق نام الركب ليلته طلبا للراحة، ولما كان الصباح استيقظ الرجل فدهش حين شاهد حية طويلة عظيمة ملتفة حوله. وكان للرجل بندقية ولما تململ للوثوب أشارت إليه الحية أن يتبعها فتبعها حتى وصلا إلى كهف فأشارت إليه الحية بالدخول، فدخل؛ فشاهد عقربا عظيما يتحفز للوثوب على حيات صغيرة، فعلم الرجل أن هذه الحية جاءت تستنجد به لينقذ فراخها من هذا العقرب فصوب الرجل بندقيته إلى العقرب فقتله ففرحت الحية ورفعت رأسها إليه شاكرة ثم ضربت بذنبها

على الأرض مشيرة إليه بالحفر فحفر الرجل وعثر على بستوقة (جرة مدهونة الباطن والخارج) مملوءة ذهبا فحملها وجاء بها إلى بيت الله شاكرا وزار الرسول مسرورا ورجع إلى بلده فقص على وطنييه هذه الواقعة فسموا منذ ذلك اليوم (بيت أبو حية).

وهناك أساطير وخرافات أخرى يضيق بنا المقام عن ذكرها ومن أمثال العوام (لسان الحلو يطلع الحية من الزاغور) أي (الكلام الطيب يخرج الحية من الثقب) ومنها: (حجاية الحية ما تخلص) أي (حديث الحية لا ينتهي) لأنه كلما ذكر أحدهم شيئا منه زاد الآخر حديثا جديدا. ومنها (الحية وراك) يقال لمن تنم كلماته ونظراته عن حسد وتقولها العامة كثيرا إذا شاهدت القرد فيقولون: (شادي وراك الحية). (والشادي هو القرد عند العراقيين)

وقد استظهرت وأنا صغير دعاء من فم إحدى الخرافيات المرحومة (الملاة جدعة) وكانت مهنتها قراءة مأتم الحسين وهو:

أعوذ برب السها والسهية، من كل شر عقرب ورتيل وحية، شجع قرني شجع قرني شجع قرني، يا نوح يا نوح يا نوح، سلام على نوح في العالمين، سلام على طه وياسين.

وكنت قد سألتها ما السها والسهية وما شجع قرني؟! فقالت أن السها والسهية نجمان في السماء يرصدان الحيات والعقارب، وأما شجع قرني فانه

ص: 435

شيخ الحيات والعقارب، ونحن نقرأ هذا الدعاء لينقذنا من شر الهوام؟!

ويتفاءل المسافر إذا صادف حية عند سفره ومن أمثالهم (لو كتلت الحية اسحك رأسها، لأنهم يعتقدون ما يعتقد العلماء إنها لا تموت ما لم يسحق رأسها والى هذا المعنى أشار الشاعر:

لا تقطعن ذنب الأفعى وتتركها

أن كنت شهما فالحق رأسها الذنبا

4 -

الحشرات

العقرب

قتلها أجر (ثواب)، ومن قتلها فكأنما قتل كافرا؟ ويضرب بها المثل في اللؤم فيقال: فلان عقرب أصفر والفرس يعتقدون إنها لئيمة ومؤذية.

الزنبور

من يقتله له تمرة في الجنة!

5 -

النبات

الأشجار

شجرة النبق أو السدرة

والعوام يسمونها (نبكة) بالكاف الفارسية والنساء وبعض الرجال يعتقدون أن هذه الشجرة (مسكونة) أي يأوي إليها الجان ولذلك تحجم العامة عن قلعها وإذا طالت أغصانها فيكتفون بتزبيرها فقط وقد جاء عنها في الحديث: (قاطع السدر ملعون) والأصل فيه منع قطع السدرة التي يأوي إليها الناس أثناء أسفارهم ولكن الجهل عمها لكل السدر.

الخروع

يتشاءم النساء بزرع الخروع في البيوت لأنها (بد يمن) أي مشؤومة. يحبون زرعها في فناء البيت لطرد الشر ومقاومة (النفس) و (العين الصائبة).

الكرم

يغرسونه في البيوت لان عرقه أصيل ولان فيه سرا يحرص البنين والبنات إلا أنه لا يصح أن يتصدق بالعنب كخيرات لأرواح الأموات لان عصيره الخمرة.

ص: 436

اليقطين

يستحب أكل اليقطين مطبوخا والنساء يعتقدن أن فيه شفاء مبارك ومقدس لأنه جسد النبي يونس يوم خرج من بطن الحوت وللحديث الوارد: يا عائشة إذا طبختم قدرا فاكثروا فيها من (الدباء)

التمر

يستحب التصدق به على الفقراء كما يستحب الإفطار عليه ولذلك يفطر الزاهدون المتعبدون في شهر رمضان على تمر.

بغداد: احمد حامد الصراف

(البرسام في (البستان))

ذكرنا في ص 429 من هذا الجزء بعض ما جاء في مادة ب ر س م. وقوله: (أصيب بعلة البرسام) لم يقله أحد ولا يقوله من له أدنى وقوف على مصطلح اللغة. ذلك لأن بناء لفظ البرسام يفيد الداء فقوله (أصيب بداء البرسام) حشو ولغو والصواب: أصيب بالبرسام. ثم قال: (البرسام بالكسر. . . مركب من بر (وضبطها بكسر الباء) بالفارسية وهو الصدر. وسام. وهو الموت) - قلنا: قوله: بر (بالكسر) هو الصدر بالفارسية خطأ يراه كل من له أدنى الفارسية فالحرف الذي يعني الصدر بالفارسية هو بر (بفتح الباء) وقوله سام هو الموت، كلام مصحف والعبارة عبارة صاحب تاج العروس نقلا عن لسان العرب، والفرس الأقدمون ما كانوا يركبون اللفظ الواحد من فارسي وعربي بل يتخذون صدر المركب وعجزه من لغتهم. (وسام) في لغتهم الالتهاب والداء لشديد الألم والنار فيكون برسام (وهي عندهم وزان بغداد) وكذا ضبطها الأزهري التهاب الصدر أي التهاب حجاب الصدر. فاحفظه.

وقال: (لم يرد هذا الحرف (مثل برسم) معلوما في غير محيط المحيط واقرب الموارد من كتب اللغة). وذكرنا له معجم فريتغ ونسينا أن نذكر له اسم الزمخشري فقد ذكر هذا الفعل بصيغة المعلوم في كتابه المطبوع مقدمة الأدب في ص 281 في السطر 2: قال: برسم أخذه البرسام. وضبطه برسم الشكلات وزان دحرج. ولعل ذلك من غلط الطبع، إلا أنه غير مصحح في الآخر.

ص: 437