الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسئلة وأجوبة
افتراء مجلة (كل شيء) على التاريخ
س - الكاظمية - مصطفى جواد: وجدت في الجزء ال 129 من مجلة (كل شيء) الأسبوعية المصرية تحت عنوانه (نوادر العظماء في التاريخ) تسكعا في التاريخ مضمونه (أن دهريا تحدى هرون الرشيد في إثبات الله تعالى. فاستدعى هرون عظيم علمائه (أبا حنيفة بن ثابت بن زوطا بن ماه الفارسي) فناظر الدهري وأفحمه. وأني استنكرت عمل هذه المجلة السخيفة لان القائمين بها جهلاء في التاريخ. فالإمام أبو حنيفة توفي سنة 150 للهجرة. وولد هرون سنة 145. وعلى هذا قد يكون تحداه الدهري فاحضر أبا حنيفة وعمره إذ ذاك 5 سنين. وعلى هذا الجهل فليتنافس الجاهلون. فما قولكم دامت فضيلتكم؟
ج - أول من أورد هذه الحكاية السيوطي في كتابه أنيس الجليس وكنا قد قرأناها فيه قبل خمسين سنة. ثم رأيناها مدرجة في مجاني الأدب 170: 2 ولا جرم أن الخطأ واضح على أن غاية السيوطي كانت غاية حميدة وهي إثبات الخالق والظاهر أن الحكاية موضوعة أو أنها جرت بعد عهد هرون الرشيد وعلى كل حال فإيرادها بهذا الوجه مخالف للتاريخ أما أن أصحاب مجلة (كل شيء) لأنهم لم يقفوا أتم الوقوف على يوم ولادة هرون وولادة أبي حنيفة إذ لم يجمعوا بينهما جمعا معقولا، فقد يزل العالم مهما كان موغلا في بحثه وهذا لا ينفي بقية علمه. فقد غلط سيبويه في كتابه والليث في عينه والجوهري في صحاحه إلى غيرهم، ومع ذلك فأننا لا نزال جميعا نعتبرهم حججا إثباتا في ما ألفوا في موضوعاتهم. والنسيان من شان الإنسان.
والخلاصة أن هذه الحكاية موضوعة ولو لم تكن كذلك لذكر لنا الراوي اسم الدهري ونسبه وقوميته إلى ما يضاهيها من الأمور التي تعرفه.