الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المشارفة والانتقاد
69 -
التقرير الرسمي المرفوع إلى عصبة الأمم عن أحوال
الإدارة العراقية في سنة 1926
تعريب عطا عوم: محرر في جريدة العالم العربي، طبع في دار الطباعة الحديثة ببغداد سنة 1928 في 190 ص بقطع الثمن الصغير.
لا نظن أن عراقيا يستغني عن هذه الرفيعة (التقرير) المفيدة، لأنه يفتقر إلى مطالعتها كل من يهمه الوقوف على مجرى السياسة في ديارنا العراقية.
وكنا نود أن تكون هذه الترجمة خالصة من أغلاط أسماء المدن فأنها تكتب اربل: اربيل والمنتفق: المنتفك (ص 70 وما يليها) كما إنه وقع فيها أغلاط طبع كثيرة مثل رفات (ص 76 و77) فأنها جاءت بصورة رفاة. وبذر الكتاب (88) والصواب بزر الكتان ومنه البزار والبزارة. وينقصها فهرس وللفهارس شأن خطير في عهدنا. وعلى كل حال فالهدية نفيسة.
70 -
الهندسة المستوية
تأليف وينتوورث وسميث، نقله إلى العربية علي مدرس الرياضيات في الثانوية المركزية في بغداد، وجلال أمين زريق مدرس الرياضيات في دار المعلمين العليا والثانوية المركزية في بغداد، الجزء الثاني في 132 ص بقطع الثمن والجزء الثالث في 168 ص والجزء الثالث، مزين بفهرست عام للكتاب قوبل فيه كل لفظ اصطلاحي بلفظه الإنكليزي.
والجزءان مطبوعان في مطبعة دار السلام في بغداد سنة 1928 بقطع الثمن
اشتهر الأستاذان علي بك وجلال زريق أفندي بتفرغهما للهندسة والرياضيات وقد ذكرنا الجزء الأول من هذا الكتاب النفيس (في 5: 500 من مجلتنا) والآن بين يدينا الجزءان الثاني والثالث فإذا الثلاثة اخوة توائم. وقد طالعنا كثيرا من كتب هذا الموضوع فإذا هي في لغة قبيحة ينبو عنها الذوق السليم. أما هذه
المجلدات الثلاثة فإنها ناصعة اللغة حسنة التبويب قريبة المنال، فهي إذن من أحسن المؤلفات المعربة. فنهيئ بها إدارة المعارف والمعربين معا.
اللباب
- 2 -
7 -
الأخلاق
ومن شعره في الأخلاق قوله ص 213:
الخير أن تهوى الفتا
…
ة فتى له حب شريف
والشر كل الشر أن
…
يفتر بالذئب الخروف
زوجان ما أسمى مقا
…
مهما العفيفة والعفيف
ما أحسن الثوب النظيف
…
وراءه عرض نظيف
ومن قوله ص 223:
وأني رأيت الصدق أحسن خلة
…
ولكن قليل من إذا قال يصدق
وقوله يذم الخمرة ص 252:
سيذم من طافوا على
…
الحانات عاقبة الطواف
هل في النهى من فضلة؟
…
حتى تبذر بالسلاف
وقوله ص 127:
تضع الأخلاق في الأق
…
وام حدا للمساءة
إنما الأخلاق في الأق
…
وام مقياس الكفاءة
وقوله يذم العادات السيئة ص 194:
أنها العادات لا يخلعها
…
غير ذاك المارق المنطلق
قد تلقاها تراثا سيئا
…
أحمق عن أحمق عن أحمق
8 -
الأوطان
قوله ص 95:
الدمع يشهد أن بالأوطان لي
…
شغفا به لا تعلم الأوطان
وقوله في العلم وهي التي انشدها في سوق عكاظ:
عش هكذا في علو أيها
…
فأننا بك بعد الله نعتصم
عش للعروبة عش للهاتفين لها
…
عش للآلي في العراق اليوم قد حكموا
عش للعراق لواء الحكم تكلأه
…
عين العناية من شعب له ذمم
عش خافقا في الأعالي للبقاء وثق
…
بأن تؤيدك الأحزاب كلهم
جاءت تحييك هذا اليوم معلنة
…
أفراحها بك فأنظر هذه الأمم
أن احتقرت فإن الشعب محتقر
…
أو احترمت فإن الشعب محترم
وان تعش سالما عاشت سعادته
…
وإن تمت ماتت الآمال والهمم
هذا الهتاف الذي يعلو فتسمعه
…
جميعه لك فأسلم أيها العلم
تتلى أمامك والجمهور مستمع
…
قصيدة لفظها كالماء منسجم
لشاعر عربي غير ذي عوج
…
على الفصاحة منه تشهد الكلم
وقوله ص 206:
بلد لبست به شبابي هاتفا
…
ونزعته وإذا الهتاف نواح
وقوله ص 208:
يا حق مالك في سكو
…
ن الليل مضطربا تلوب
أنا لا بعيد عنك يا
…
وطني العزيز ولا قريب
وقوله ص 79:
يا قوم قد وعر الطريق أمامكم
…
فإذا عزمتم تسهل الأوعار
لا يرفع الوطن العزيز سوى امرئ
…
حر على الوطن العزيز يغار
أن هدم العربي حوض جدوده
…
سخطت عليه يعرب ونزار
9 -
الاستنهاض
ومن شعره في الاستنهاض قوله ص 11:
جعل الله كل قوم تحاشوا
…
أن يثوروا في آخر الأقوام
وقوله ص 14:
لابد من فك ما قد شد من عقد
…
كف الإسار بأيدينا بأيدينا
وقوله ص 78:
أشحذ سلاحك وأستعد
…
به لمعترك الحياة
أشحذ سلاحك للذيا
…
د ورد غارات الغزاة
أشحذ سلاحك للبقا
…
ء ودرء عادية العداة
أشحذ سلاحك للدفا
…
ع عن الحقوق الواجبات
أشحذ سلاحك وهو
…
علم تقتنيه بلا فوات
علم بإسرار الطبيعة
…
والجماعة واللغات
وقوله ص93:
يعيش شعب إذا ما ضيم ينتفض
…
من الهوان وإلا فهو ينقرض
وليس من قوة في الكون قاهرة
…
تسطيع أن تقعد الأقوام أن نهضوا
وقوله ص 249:
لا يبتني استقلاله
…
شعب له لم يستعدا
شعب يلم بشره
…
وإذا ألم فلا مردا
شعب يظن الجد هز
…
لا كله والهزل جدا
شعب يعرض للطا
…
م بكل يوم منه خدا
شعب إلى بث الخلا
…
ف له مراح ثم مغدى
شعب تعصب للحجا
…
ب مشددا حتى تعدى
شعب بني بين النسا
…
ء وبينه للجهل سدا
قد شل منه النصف حت
…
ى كاد منه الكل يردى
يأتي الزواج بأربع
…
ويخال ما يأتيه رشدا
ويرى هناك طلاق سل
…
مى واجبا لينال سعدى
أني لأعجب كيف يل
…
فى العيش ذو الأزواج رغدا
بل كيف يجمع واحد
…
في منزل ضدا وضدا
10 -
الدفاع عن المرأة
وللزهاوي مواقف كبيرة في الدفاع عن المرأة منها قوله ص 202:
وإما نساء القوم في كل بقعة
…
فهن لهن الضيم منهم أو الوأد
يقولون أن الدين يجحد رشدها
…
لقد كذبوا فالدين ليس به جحد
ولم ينف رشد المرأة الدين نفسه
…
ولكن غلاة الدين ليس لهم رشد
وأفرط أقوام وفرط غيرهم
…
وإن طريق المفلحين هو القصد
وقصيدة (الحجاب والسفور) ص 335 بديعة منها قوله:
مزقي يا ابنة العراق الحجابا
…
وأسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيه وأحرقيه بلا ري
…
ث فقد كان حارسا كذابا
مزقيه وبعد ذلك أيضاً
…
مزقيه حتى يكون هبابا
وقوله منها ص 336:
أسرف الشيب في الحجاب فجاءت
…
تبتغي منهم الشباب حسابا
أن هذا الحجاب أن كان يرضي
…
الشيب فاليوم ليس يرضي الشبابا
قد أساء الشيوخ في المرأة الظ
…
ن فسنوا لها الحجاب عقابا
أنهم شددوا النكير عليها
…
أنهم ضيقوا عليها الرحابا
فتراهم عن الحجاب رضاة
…
وتراهم على السفور غضابا
وأرى القوم في ضلال مبين
…
وأرى القوم يخطئون الصوابا
سجنوا غير مشفقين العذارى
…
في بيوت وغلقوا الأبوابا
سل إذا شئت بالحقيقة علما
…
فهناك العيون تعطي الجوابا
ما لتلك العيون منكسرات
…
يقرأ الناظرون فيها العتابا
لم تكن تبصر السعادة إلا
…
مثلما تبصر العيون شهابا
وقوله منها ص 337:
زعموا أن في السفور سقوطا
…
في المهاوي وإن فيه خرابا
وإذا ما طالبتم بدليل
…
يثبت الدعوى أوسعوك سبابا
كذبوا فالسفور عنوان طهر
…
ليس يلقى معرة وارتيابا
أن للقائمين دون الأماني
…
رؤسا تضارع الأذنابا
وقوله منها:
هضموا حق الله في خلقه
…
ثم ابتغوا منه رحمة وثوابا
أنا في دعوتي أروم هداهم
…
ولقد عز ما أروم طلابا
إنما تقنع البراهين ناسا
…
قد أقلت رؤوسهم البابا
وكأن الإناث كن نعاجا
…
وكأن الذكور كانوا ذئابا
وقوله منها ص 338:
أنني لو أتيح لي في عبادا
…
تي لربي جعلتها محرابا
لم أكن في بث الحقيقة للنا
…
س بنكس ولم أكن هيابا
وقوله ص 126:
إنما المرأة والمر
…
ء سواء في الجدارة
علموا المرأة فالم
…
رأة عنوان الحضارة
وقوله:
يرفع الشعب فريقا
…
ن إناث وذكور
وهل الطائر إلا
…
بجناحيه يطير
11 -
الجد في الهزل
وللزهاوي جد في صورة الهزل كقوله ص 2:
إذا حيي الإنسان صادف منكرا
…
وان مات لاقى منكرا ونكيرا
وقوله ص 39:
يا راميا نفسه من فوق شاهقة
…
لقد بلغت المنى من أقصر السبل
وقوله ص 272:
وعدوني بعد الحمام نعيما
…
ليت ذاك النعيم قبل الحمام
وقوله ص 330:
على بركات الشعر كل اعتمادهم
…
ولكن شعري غير ذي بركات
له تلو
ديوان العقاد
- 5 -
وقال من قصيدة (خواطر الأرق) ص 116:
يا ليل لونك في اللواحظ اثمد
…
إلا لدي فمن غبار يرمد
لا غرابة في تشبيه لون الليل بالأثمد فإنه أسود مثله ولكن الغرابة في الاستثناء وفي المعنى الذي يريده من هذا الاستثناء فهو كأنه يقول لونك اثمد للعيون إلا في عيني فإنه غبار يرمدها فلم يحسن الصوغ. وقال:
ها أنت بالرؤيا تضن لأنها
…
سلواي حين تركتني لا أرقد
وليس كل رؤيا هي سلوى العاشق فقد تكون مفزعة. ولما كان (حين تركتني) قد جاء وراء (سلواي) يفهم القارئ إنه ظرف لها فيفسد المعنى إذ يكون زمان السلوى التي يتطلبها هو الحين الذي لا يرقد فيه فما وجه لومه لليل الذي ضن بالرؤيا وإما أن كان ظرفا لتضن فإن هنالك الشطط إذ يكون المعنى أنت تضن الآن في الماضي كما يفهم من قوله (حين تركتني) ولا أدري كيف يجتمع الحال والماضي، وقال:
دل الظلام على المدامع خاطرا
…
أعيى عليه مع الصباح المورد
أعيا على الخاطر في الصباح مورد المدامع وقد كان الليل يدل عليه بظلامه يريد إنه في الصباح ترك البكاء وهو خيال سخيف. وقال:
العقل شيخ والحياة فتية
…
والعيش بينهما شقاق مجهد
والحقيقة أن العقل هو الفتي والحياة هي العجوز لأن الحياة قديمة في وجودها والعقل حادث قد اتصل بالحياة بعد ألوف من السنين. والعقل قد جاء لحفظ الحياة في الجهاد العام فكيف يكون العيش بينهما شقاء مجهدا على الإطلاق. وقال
أواه من عبث الحياة وسوء ما
…
يجني الزمان وشر ما يتوعد
لا أشتكيه فقد أمر فساغ لي
…
ما لا يسوغ وسرني ما يكمد
إذا ساغ له ما لا يسوغ وسره ما يكمد فلماذا يتأوه. وقال ص 117:
وجزعت حتى قيل جن من الأسى
…
وصبرت حتى قيل صخر جلمد
وهو مثل قول أبي صخر الدؤلي:
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى
…
وزرتك حتى قيل ليس له صبر
وقال:
أبدي التجلد والتجلد في الأسى
…
بعض الرياء وبعضه قد يحمد
فمن أي النوعين تجلده؟ وقال
والغصن تسقط إذ يميل ثماره
…
ويزل عنه الزهر إذ يتأود
القصيدة كلها نصح وعتاب واستغناء وتزلف وشطط وقصيدة (دوائي ودائي) ص 118جيدة. وقال من قصيدة (سطوة الجمال) ص 119:
أن من أودع المحاسن فيها
…
أودع الخوف رحمة في العيون
وأودع يتعدى بنفسه إلى مفعولين فلا يصح قوله: (أودع فيها المحاسن وأودع الخوف في العيون). وقال:
أن عينا تعشو إلى ذلك الوجه
…
لعين مصابة بالجنون
يريد إنه لشدة ضيائه يضرها فإذا عشت إليه كان ذلك دليلا على جنونها وهل هذا هو الأدب العصري الذي يدعو الأستاذ الناس إليه؟ وقال من أخرى ص 122.
يا صديقي وما علمتك إلا
…
راضيا بالأسى رضاء الجليد
ولم يجيء الجليد من الجلادة بل الذي جاء هو الجلد. وقال:
أن تكن قد رزئت بنتا فسما
…
قد تعوضت من بنات الخلود
و (مما) خبر متقدم ولا يصح الجار والمجرور - من بنات الخلود - أن يكون مبتدأ متأخرا فأين هو المبتدأ؟ وقال من قصيدة (كنت فصرت):
كأس الحياة أعليني على ظمأ
…
وبللي بالحميا طين صلصالي
والصلصال هو الطين فكأنه يقول بللي طين طيني. وقال:
وفتشي في زوايا القلب فأقتدحي
…
ظنا بظن وبلبالا ببلبال
وأقتدح لازم - يقال أقتدح بالزند ولا يقال أقتدح الزند وفي ص 124 بيتان باسم (مدح الناس) لا يفهم القارئ ماذا يريد بهما وهما:
ما عهدنا الأنام أجود بالمد
…
ح لا علاهم ليدهم مكانا
إنما يظهر الأنام ضئيلا
…
ليس يخيفهم إذا هو بانا
وقال من قصيدة (طلب صورة):
أأقاسي بعدين بعدا من اليأ
…
س على قربكم وبعد الديار
اليأس يتعدى بمن لا بعلى وإن أراد بقوله (على قربكم) مع وجود قربكم فهذا ينافي بعد
الديار. وقال في قصيدة (بين محمد وعزوز) ص 126:
وهل على الحب يجازيك أم
…
يريك بالضحك مدى اجره
هل لتصديق الحكم فلا يعادل (بأم). وقال:
وما ترى لو قد غدا شاعرا
…
منافسا إياك في شعره
وقد جمع (لو) للامتناع إلى (قد) للتحقيق. وكذلك في البيت:
وما ترى لو قد غدا فاتكا
…
يستنزل الأعصم من وكره
وفي أبيات آخر بعدهما. وقال:
وما ترى لو قد غدا موسرا
…
أشح من مادر في عسره
وما در منصرف فيقبح عدم صرفه وليس هذا كصرف ما لا ينصرف.
ثم نقدنا للجزء الأول من دواوينه وقد أغفلنا كثيرا مما عثرنا عليه من مغامز وأغلاط خوف الإطالة وليس يعذر الأستاذ كون هذا الجزء يحتوي على شعره في الشباب فإنه أعاد فيه النظر وصحح وقوم كما اعترف به في ختام الديوان.
وقال من قصيدة (هيكل ادفو) ص 139 من الجزء الثاني:
حرص الزمان عليك وهو موكل
…
بالشامخات يحيلها أطلالا
وليس في معاني (أحال) ما يتعدى إلى مفعولين. وقال:
أبقاك في فك الزمان مصونة
…
جيلان يبنيك الملوك وصالا
وقد شرح (وصالا) بمتواصلين ولم اظفر بوصال جمعا. وقال ص 141:
وستستقل فلا تقولوا إنها
…
صمد الهوان بها فلا استقلالا
ومعاني (صمد) لا تناسب المقام وإذا كان يريد معنى قصد فهو حينئذ يتعدى بنفسه أو بالى أو باللام يقال صمده أو صمد إليه أوله بمعنى قصده.
وقال من قصيدة (بعد عام) ص 141
كان في الدنيا جمالا لا يعد
…
ثم لحتا
فعددنا الحسن طرا فهو فرد
…
وهو أنتا
وهو خلو من الجمال. وقال منها ص 142:
أين حسن كان يجلوه النهار
…
هل لبسته
هل ورثت الصبح والصبح منار
…
أم قتلته
وهو من تصورات الصبيان يمجه الذوق الأدبي الصحيح.
والقصيدة خليط من الجيد والرديء. وقال من (قصيدة الوقار المستعار) ص 143:
أتعبت نفسك بالوقار فاقصر
…
والعب كما العب الصبا وتأطر
أيريد أن يكون مخاطبه دائرة كالإطار فيتدحرج في المشي. وقال ص 144:
ظلما تحيل على معارف وجهه
…
مسح التقبض فوق مسخ منكر
كلمة (تحيل) من أحال الماء عليه من الدلو بمعنى أفرغه وفي البيت معاتبة واحد وهجو آخر. وقال:
عجبا لمحسود الرشاقة حاسد
…
صرعى الخطوب على رزانة موقر
ماذا يحسد محسود الرشاقة من صرعى الخطوب أهو رزانة الموقر؟ وقال من قصيدة (كاس على ذكرى).
خمرة تملأ قلبي
…
بقديم الذاكرات
ولعل الصواب (الذكريات). وقال ص 145:
ودع التلميح وأجهر
…
باسمه دون تقاة
وهو مثل قول أبي نؤاس:
وبح باسم من أهوى ودعني عن الكنى
…
فلا خير في اللذات من دونها ستر
وقال:
صفه في عيني وما تع
…
دو به وصف الإضاءة
وشرح الإضاءة فقال هي المرآة وفي المعاجم هي الغدير. وقال ص 146:
وإذا قلت شجاني
…
من افديه بذاتي
يقال فداه بالتشديد بمعنى قال له جعلت فداك فلا وجه لقوله (بذاتي). والقصيدة كلها سخيفة وليس فيها وحدة فإذا غيرت أماكن كثير من أبياتها ما تغير المعنى. وقال (من قصيدة الشيب الباكر) ص 148:
يا شيب ضاقت بك الدنيا بأجمعها
…
فانزل بلا ضائق بالشيب أو برم
ومن راجع القصيدة من أولها إلى آخرها يراها تبرما بالشيب بخلاف ما يدعيه.
وقال من قصيدة (شبان مصر) ص 153:
لو كان يفرقنا بعد الطلاب لما
…
كنا كانوا سوى نجم وبوغاء
والبوغاء هو الغبار والتراب وهو كلمة ميتة لم يستعملها بعد الجاهلية كاتب أو شاعر أما الأستاذ فولعه بالغريب آثارها من مرقدها: وقال:
يخاف بعضهم بعضا ويمنعهم
…
دوني مغافر أقذار وافذاء
يريد أن شباب مصر يخاف بعضهم بعضا فتمنعهم عن إيصال الأذى إليه مغافر من الأقذار والافذاء. ولا أدري أيهجو الأستاذ الشباب أم يهجو نفسه. وقال ص 154:
وصوروا المجد في إخلادهم صورا
…
شوهاء أغنتهم عن كل علياء
وإذا صور الشباب المجد في بالهم صورا شوهاء فهل تغني هذه الصور عن كل علياء؟ وقال:
خافوا وقالوا: لنا حزم وتجربة
…
أن كان ذا الحزم، ما جبن الأخساء
لم يصدر جواب الشرط بالفاء وهو جملة اسمية، وقال:
تحركوا ثم قالوا لا جمود بنا
…
أين التأوه من صمت الأصحاء
فبخ بخ لهذا الشعر، وقال:
تخايلوا في معاليهم وما علموا
…
أن التورم لا ينمو بأخطاء
ولو قال (تورموا) مكان تخايلوا لكان أمكن. وقال:
آمالهم في المعالي تحت أرجلهم
…
فما ينالونها إلا بإحناء
وهو معنى لطيف. وقال:
أستغفر الصدق بل لا يمدحون سوى
…
ما يخلق الوجه من خزي وإغضاء
الإغضاء لا يخلق الوجه فحبذا لو قال (وأسوء مكان (وإغضاء) وقال:
لا يحفلون أعاشوا وهي ناجية
…
أم أصبحوا طي أرماس وإحناء
الإحناء جمع حنو وهو الجانب وكل ما فيه عوجاج من البدن وغيره فما هي بالقافية المتمكنة. وقال:
قدوا ملابسكم عنكم فإن لكم
…
في كل فعلة سوء ألف عوراء
والمعقول أن يكون للإنسان في كل فعلة سوء عوراء واحدة لا ألف وقال ص 155:
ينافق المرء منكم وهو يزعمه
…
ظرفا يشيد به بين الإخلاء
والضمير في (يزعمه) ليس بذي مرجع فيجب أن نقدره بقولنا (ما ينافق به)
وقال:
ويغدر المرء منكم وهو يحبس
…
عفو البديهة من لؤم وإيذاء
(من لؤم وإيذاء) بيان لما يغدر به وقد حسبه الغادر عفو البديهة والقصيدة مملوءة من السب والقذاع وحبذا لو أجل الأستاذ نفسه عن أمثالها. وقال من قصيدة (الحرام والحلال) ص 156:
أما آن للحسن أن يعدلا
…
وللقلب في الحب أن يعقلا
ومن الغرابة أن يطلب من القلب ما لا يملكه. وقال:
لقد وضح الحسن للمبصري
…
ن فما لهوى الحسن قد أشكلا
وقد أشكل علي المعنى في الأول ثم فتح الله لي فعرفت إنه يريد أشكل على أمر هواي. وقال:
كأن مآقي ما ركبت
…
إلا لترعاك أو تأفلا
ولا أدري كيف هو أقول المآقي، على أن البيت غير موزون ينقص الشطر الثاني حرف متحرك في أوله. وقال:
فما أعشق الحسن إلا علي
…
ك وكالوحش بعدك ريم الفلا
ولا وجه لتشبيه ريم الفلا بالوحش وهو منه. وقال:
قبيح بعيني أن تنظرا
…
ولكن لعينيك أن تقتلا
لا محل للاستدراك وكان عليه أن يقول (ولعينك) وقال:
ولا ضير إنك حلو المذا
…
ق شهي العناق سري الحلى
ولا يخفى ما في وصف الحلي بالسري من الغرابة. وقال:
ولكن ضيرا بنا أن نذو
…
ق وإن كان لابد أن نفعلا
و (ضيرا) يتعدى بنفسه فالأولى (ضيرا لنا) على أن تكون اللام للتقوية.
وقال:
ولا بدع أن تذهل الناظري
…
ن ولكن من البدع أن نذهلا
إذا لم يكن من البدع إذهال الناظرين فليس من البدع ذهوله. وقال:
ولح أنت في صحراء الزما
…
ن نهرا يهبج الصدى سلسلا
(والصحراء) لم تسمع متحركة الحاء. وقال ص 157:
لقد كان وجه الثرى جنة
…
من القبح لو من جمال خلا
أراد أن يقول (جحيما) فقال جنة. وقال من قصيدة (العام الجديد) ص 158:
سفاها لعمري عدنا الخطو بعده
…
إذا كان لا يدنو بنا من مؤمل
(عدنا) مبتدأ من غير خبر وكان الصواب أن يقول (سفاه) بالرفع فيكون هو الخبر. وقال:
إذا ما انثنى الماضي وهيهات ينثني
…
ألينا فبشرني بماضي وأجذل
إلى آخر ما هنالك من إطراء للماضي وهو الذي قال قبل أبيات من نفس القصيدة يذمه كقوله:
فبشر بعام زال عنا مذمما
…
وإلا فما البشرى بعام مزمل
برمنا بما يمضي الغداة فبعده
…
أحب إلينا من ملاقاة ما يلي
ومثل هذا التناقض كثير في شعره.
وقال في ص 159:
ومن لم يفده الصدق فالوهم أجمل
…
وفي النفس منها مستجار وموئل
لا مرجع للضمير في (منها) إلا النفس والأحسن (والنفس) مكان (وفي النفس). وقال:
عشقناك إنسانا ونلقاك في المنى
…
خيال سمادير يرام فيجفل
والسمادير هو الخيال الذي يتراءى للسكران ومن أشبهه وقوله (خيال سمادير) كالقول (خيال خيال).
وقال ص 160 (وأسديك في نجواي شكر لذاذة) والصواب أسدي.
وقال من قصيدة الصبابة المنشودة:
فقلت أرى جسما عرى من روائه
…
وعهدي به من قبل أزهر كاسيا
ولم يجيء عرى بفتح الراء بل الذي جاء هو عري بكسر الراء. وقال:
وأنت لي جليت لي الأرض جلوة
…
أسائل عنها الأرض وهي كما هيا
وجلى عنه الأمر وجلاه الأمر بمعنى كشفه عنه وجلى الزوج عروسه وصيفة أعطاها في
وقت الزفاف والجلوة ما يعطي الزوج عروسه حين تعرض عليه وأنت ترى أن كل هذا لا يلتئم والبيت. وقال ص 161:
نعم أنت لولا ساتر من منية
…
وحسبك سترا بالمنية ساجيا
وتركيب البيت يكلف القارئ، تأويلات. وقال:
إذن لتشوقنا الحمام اشتياقنا
…
إلى النوم واشتقنا الحياة دواليا
و (تشوق) بمعنى اظهر الشوق متكلفا فلا يتعدى إلى المفعول. والدوالي عنب بالطائف أسود إلى الحمرة وقد شرح (دواليا) فقال بالتداول وهو خطأ وإما (دواليك) فهو بمعنى مداولة بعد مداولة فهو يراد به تأكيد المداولة.
وقال من أبيات (الهين الصعب) ص 161:
يا ليت أنفسنا صيغت كأنفسهم
…
فلا يميلك عنا الصد والعجب
العجب بالسكون هو الزهو وقد حرك الجيم خطأ.
وقال من قصيدة (ليلة على موعد) ص 162:
لقيته! لم القه! قادم. . .
…
بل معرض! غضبان بل مشفق
وكان الصواب (قادما بل معرضا غضبان بل مشفقات) على الحالية.
ولعله يعيد كلمات الواسطة المتقطعة فيكون (قادم) خبرا لمبتدأ محذوف تقديره (هو). وقال:
بالشمس أم شمس غد وحده
…
مذخورة من اجله تخلق
كيما نرى الدنيا وما شأنها
…
سربالها المبتذل المخلق
وفي البيتين غموض وظني أن الألفاظ قصرت عما يريده وتليهما أبيات لم تسلم من الغموض والركة. وقال من قصيدة (درج الحب) ص 163:
أبصرته فودت الزمه
…
باللحظ في حل ومرتحل
والفصيح (فوددت أن الزمه).
وقال من قصيدة (الكون والحياة) ص 165:
فحياة الأنام أهون من أن
…
تتحرى لها الدنى مستقرا
لا تطلق الدنيا على البشر وحدهم فهي تشمل العالم كله وهذه لا تتحرى للحياة مستقرا. وقال:
وهي أدنى من أن تدير عليها
…
فلكا عاليا وشمسا وبدرا
أتبع رأي بطليموس في الأرض والأفلاك فجعل الفلك والشمس والبدر كلا منها يدور حول الأرض أما القمر فدورانه حق وإما الشمس فدورانها ظاهري مسبب عن دوران الأرض على محورها وإما الفلك فالأرض تدور فيه وليس هو بجسم ليدور حول الأرض إلا على رأي فلكيي الزمان الأقدم. وقال:
ما جمال الأرضين تزخر بالذ
…
ر وحسن النجوم في الأفق تترى
شرح (تترى) فقال تتوالى (؟!!!) حاسبا إنها فعل مضارع وهو أسم جامد من الوتر ومعناها بعد واحد.
وقال من قصيدة (الدنيا الميتة) ص 167:
وأنك تسبي الناظرين وأنني
…
بأحباب سابي الناظرين جدير
والذي استخلصه من البيت هو أن الأستاذ يقول لحبيبه إنك تسبي الناظرين وأني بحبك جدير غير إنه لم يورد الحب وأتى بالأحباب - مصدر أحب - مكانه وهو مهجور ثم إنه لم يبين من أين أتته هذه الجدارة.
وقال ص 168:
ألا لا تدعنا نلحظ الحسن أو أجز
…
لنا الحب فاللحظ اليسير يجور
وهل الحب يتوقف على إجازة ليقول لمن احبه اجز لنا الحب ثم لماذا حصر الجور في اللحظ اليسير، فهل اللحظ الكثير يعدل وإذا كان عادلا فلماذا قال لا تدعنا نلحظ الحسن على أن هذا النهي يشمل اللحظ اليسير ولكثير. وقال:
وما من سبيل أن تراه عيوننا
…
وتغمض عنه انفس وصدور
يريد أن لا إمكان لرؤية الحسن وعدم الحب وهو معنى جميل وإن كان في دلالة اللفظ عليه بعض الغموض. وقال:
فأما وأعشاء النواظر مطلب
…
عسير وقد يهوى الجمال ضرير
(أما) حرف تفصيل قد فصل بينه وبين جوابه وإن لم يكن الفاصل
أحد الأمور الستة التي ذكرها النحويون وهي: (1) المبتدأ و (2) الخبر و (3) جملة الشرط و (4) الاسم المنصوب بالجواب و (5) الاسم المعمول المحذوف يفسره ما بعد الفاء و (6) الظرف
المعول لاما فإن الجملة الحالية مؤلفة من المبتدأ والخبر والفصل بها مثل الفصل بالمبتدأ وحده أو الخبر فلا خطأ. وقال:
وحاكيتهم ظنا فليتك مثلهم
…
محيا فلا يأس عليك ضمير
أسى عليه بمعنى حزن عليه وعدم أشباه حبيبه بالناس في جماله ليس بضار له ليكون باعثا للأسى عليه بل عدم هذا الشبه قد أضر بالمحب فيجب أن يأسى على نفسه. وقال:
ويا عجبا منا نسائل انفسا
…
إذا سئلت حارت وليس تحير
لا موقع لهذا البيت فهو غريب بين ما تقدمه وتأخر عنه ولعل الجناس الذي أولع به الأستاذ هو الباعث لنظمه - حارت وتحير - وقال (أتعشى مآقينا) والمآقي أطراف العين مما يلي الأنف وهذه ليس لها من الأبصار حصة لتعشي.
وقال:
ألا نتملى الحسن والحسن جمة
…
مطالعه إلا وأنت سمير
لا يحتمل أن تكون (ألا) للعرض والتحضيض لما يمنعه من قوله في آخر البيت (ألا وأنت سمير) فهو إذن للاستفهام عن النفي وإذا كانت للاستفهام عن النفي لا تدخل إلا على الجملة الاسمية وتعمل عمل (لا) النافية للجنس كقول أحدهم (ألا اصطياد لسلمى أم لها جلد) وقال:
إذا الشمس غابت لا نبالي غيابها
…
وان غبت آض العيش وهو كدور
وقد جاء الاكدر والكدر بكسر الدال وكدر بسكونها وكدير ولم يجيء (كدور) فهلا قال (كدير)؟ وقال:
لديك مقاليد السرور وديعة
…
وما لمحب في سواك سرور
فإن تأذن الدنيا أباحت شوارها
…
وغنت عصافير وفاح عبير
(يأذن) لا يتعدى بنفسه إلا إذا كان بمعنى أصاب أذنه وقد جاء (أذن به) بمعنى علم به وأذن له في الشيء بمعنى أباحه له واليه بمعنى استمع وإن جعلنا الدنيا فاعلا لتأذن لم يكن للبيت ربط بما قبله وفسد المعنى فإنه يريد أن السرور بيدك فإن أذنت للدنيا أباحت شوارها.
ثم تأتي أبيات معانيها كالمعاني التي يفتكر بها الصبيان وأكثرها تفاهة قوله ص 169:
لك الحسن فأمنعه ولكن يغل
…
من الناس دنياهم فذاك مغير
(لم يتم)
71 -
خزائن كتب العرب في عهد العباسيين (في 29 ص بقطع الربع) باللغة الإيطالية تأليف الغا بنتو، طبع في فيزنزة (إيطالية) في مطبعة ليو اولسكي سنة 1928.
هذه أطروحة أنشأها السينور الغابنتو لينال بها العلامية (الدكتوراية أو الدكتوراة) وأهداها إلى أستاذيه ميكيل انجلو غويدي وجورجيو ليفي دلافيدا. وأدرجت في المجلد 30 من السنة 30 من مجلة (ببليوفيليا) التي يديرها ناشر الكتب ليو س. اولسكي وقد قدم على هذا البحث الجليل مقدمة جزيلة الفائدة ثم قسمها إلى خمسة أقسام: الأول في الخزائن الخاصة - الثاني في الخزائن العامة - الثالث في إقامة الخزائن العامة وأجزائها - الرابع في أتلاف الخزائن - الخامس في انبعاث الدروس والخزائن العصرية.
وقد راجع المؤلف في وضع هذه الأطروحة النفسية كتبا عديدة من عربية وألمانية وفرنسية وإنكليزية ولاتينية وإيطالية بين مخطوطة ومطبوعة وذلك تأييدا لأقواله والرسالة من انفس ما يقتنى في هذا الموضوع فنهنئ (الدكتور) الجدي باللقب الذي حازه عن جدارة وبالحجر الصلد الذي جاء به لإقامة (صرح الأدب العربي)
72 -
خزائن الكتب في دمشق وضواحيها
في أربعة أجزاء: دمشق، صيدنايا، معلولا، ويبرود بقلم حبيب الزيات، طبع في مطبعة المعارف بأول شارع الفجالة بمصر سنة 1902 في 246 ص بقطع الثمن حبيب الزيات ليس من الكتاب الذين يودون تصنيف مؤلفات كثيرة
لكنه من الذين إذا كتبوا سطوا نفعوا به القارئ أكثر مما لو طالع أسفارا عديدة في ذلك الموضوع.
ليس في هذا التأليف البديع أسماء دواوين ومجلدات فقط بل هناك من المنافع والأنباء والفوائد التاريخية ما لا تجده في أي كتاب اخترته لنفسك في الموضوع الذي انتقيته.
إذا وجد الزيات كتابا مخطوطا غير معروف، اقتبس منه ما لا يعرفه الناس وأطلعك على ما فيه من الغرائب وعرفك بمؤلفه بحيث تستغني عن اقتناء الكتاب نفسه، لأنه (عصر ما
فيه من السلافة) وقدمها إليك. ولو اتسع لنا المقام لذكرنا بعض الشواهد لكي يتعلم كتابنا كيف توصف المخطوطات.
فقد ذكر مثلا في ص 53 نسمات الأسحار في نبذ من كرامات الأولياء والأخيار لعطية بن حسن الملقب بعلوان الحمودي. قال: (ورد في آخره في صفة الأعراس التي كانت جارية في أيامه (أيام مؤلف المخطوط) في أوائل القرن العاشر للهجرة الفصل الآني) ثم نقل الفصل وهو من المواضيع التي يستطيبها كل قارئ.
وهكذا جرى في كتابه فأصبح (خزانة لخزائن الكتب) ولهذا اقتناه الأدباء والفضلاء وحرصت على شرائه جميع خزائن كتب أوربة وديار الشرق لما يتبين من أسماء كتب والوقوف على أمور لا ترى في التصانيف المألوفة المسماة بمثل هذا الاسم.
73 -
كتاب مخطوطات الموصل
وفيه بحث عن مدارسها الدينية ومدارس ملحقاتها، تأليف الدكتور داود الجلبي الموصلي، طبع في مطبعة الفرات في بغداد سنة 1927 في 389 ص بقطع الربع، وثمنه أربع ربيات ونصف ويباع في المكتبة العربية لصاحبها نعمان الاعظمي في بغداد والموصل والبصرة.
إلى اليوم كان الناس يجهلون ما في الموصل الحدباء من خزائن كتب ومؤلفات فجاء صديقنا الدكتور داود الجلبي وسد هذه الثلمة العظيمة بكتابه هذا النفيس
الذي لا تستغني عنه خزانة عربية بل غربية إذا أرادت أن تعرف ما في الموصل من كنوز عقول الأولين.
وفي القسم الأول من هذا السفر الجليل ذكر المدارس الدينية التي وجدت في الموصل ثم أسماء الشيوخ الذين درسوا فيها.
وفي القسم الثاني ذكر مدارس الموصل الحالية ومدارس ملحقات لواء الموصل مع ذكر ما حوته من الكتب.
وفي القسم الثالث بيان ما عند الأسر المعروفة في الموصل من الكتب الخطية المهمة وذكر منها 33 أسرة.
ثم شفع ذلك كله بثلاثة فهارس. ذكر في الفهرس الأول أقسام الكتاب ومواضيعه.
وفي الثاني أسماء الكتب التي وردت في الديوان المذكور مرتبة احسن ترتيب على حروف
الهجاء.
وفي الثالث ذكر أسماء الأعلام الواردة فيه أصحاب مؤلفات كانوا لم يكونوا.
فقد رأيت من هذا البيان الموجز أن هذا الكتاب لا يستغني عنه صاحب خزانة أو عاشق، بل كل أديب مغرم بمصنفات السلف.
74 -
المهذب
جريدة أسبوعية سياسية أدبية اجتماعية، لصاحبها ورئيس تحريرها جورج فرج وتصدر في الإسكندرية.
وصلتنا الأعداد التي هي بعد المائة من هذه الجريدة التي انتشرت كل الانتشار مع حداثة عهدها إذ مضى عليها ثلاثة أعوام فقط وسر هذا النجاح حسن اختيار كتابها إذ فيها أحمد الشايب والدكتور أبو شادي والأستاذ م. س. أ. وابن يحيى وغيرهم من حضنة العلم والتحقيق. هذا فضلا عن قلم المحرر نفسه فانه يتدفق سلاسة وسهولة. فعسى أن يطالعها كل من لم يعرفها إلى الآن ويساعد في نشرها لفوائدها الجمة.