الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غازان بن أرغون
من الدر الكامنة لابن حجر العسقلاني
غازان بن ارغون بن ابغا بن هلاكو بن تولي بن جنكيز خان السلطان معز الدين؛ واسمه محمود ويقوله العامة قازان بالقاف عوض الغين المعجمة. كان جلوسه على تخت الملك سنة 693هـ (1294م) وحسن له نائبه نوروز الإسلام. فأسلم سنة 694 ونثر الذهب والفضة على رؤوس الناس وفشا بذلك الإسلام في التتار، وكانت مملكته خرسان بأسرها، والعراقان وفارس والروم وأذربيجان والجزيرة. وكان إسلامه على يد الشيخ صدر الدين إبراهيم بن سعد الله بن حمودية الجويبي، وعمره يومئذ بضع وعشرون سنة وكان يوم إسلامه يوما عظيما دخل الحمام واغتسل وجمع مجلسا وشهد شهادة الحق في الملأ العام؛ فكان لمن حضر ضجة عظيمة وذلك في شعبان سنة 694 ولقنه نوروز شيئا من لقرآن وعلمه الصلاة وصام رمضان تلك السنة (بالأصل: كل السنة).
وكان غازان يتكلم بالفارسية مع خواصه ويفهم أكثر ما يقال باللسان لعربي. ولما ملك أخذ نفسه بطريق جده الأعلى جنكيز خان وصرف همته إلى إقامة العساكر وسد الثغور وعمارة البلاد والكف عن سفك الدماء.
ولما اسلم قيل له: أن دين الإسلام يحرم نكاح الآباء: وكان قد استضاف نساء أبيه إلى نسائه وكان احبهن إليه بلغان خاتون وهي أكبر نساء أبيه. فهم أن يرتد فقال له بعض خواصه: أن أباك كان كافرا ولم
تكن بلغان معه في عقد نكاح صحيح إنما كان مسافحا بها فأعقد أنت عليها فإنها تحل لك. ففعل ولولا ذلك لارتد عن الإسلام؛ واستحسن ذلك من الذي أفتاه به لهذا المصلحة.
وكان هولاكو ومن بعده يعدون أنفسهم نوابا لملك (السراي) فلما استقرت ضرب السكة بالقان وقطع ما كان يحمل الهم وافرد نفسه بالذكر والخطبة وضرب السكة باسمه وطرد نائبهم من بلاد الروم وقال: أنا أخذت البلاد بسيفي لا بغيري.
وكان غازان إذا غضب خرج إلى الفضاء وقال: الغضب إذا خزنته زاد فإن كل جائعا أكل أو بعيد العهد بالغشيان غشي. ويقول: آفة العقل الغضب ولا يصلح للملك أن يتعاطى ما
يضر عقله.
وأول ما وقع القتال مع موروز بن ارغون الذي كان حسن له الإسلام فإن نوروز خرج عليه فحاربه ثم لجأ نوروز إلى قلعة خراسان فأخذ منها وقتل ثم عاد غازان إلى الأكراد الذين أعانوا نوروز فأوقع بهم فقتل في المعركة خمسون نفس وبيعت البقرة السمينة في هذه الواقعة بخمسة دراهم والرأس من الغنم بدرهم والصبي الحسن الصورة المراهق والبالغ باثني عشر درهما.
ثم طرق البلاد الشامية في سنة 699 (1299م) فكانت الوقعة العظيمة بوادي الخزندار والظفر لغازان ودخل دمشق وخطب له على المنبر واستمرت (الخطبة) من ربيع الأول إلى رجب وحصل في تلك الوقعة لأهل الشام من العذاب والجوع. ثم رجع وعاد مرة أخرى سنة سبعمائة فأوقع ببلاد حلب أشهرا ثم جهز قطلوشاه بالعساكر ليعزيهم (كذا لعلها ليغير بهم) على حلب وأمره أن لا يجاوز حمص: فلما حضر وجد العساكر (يعني عساكر المصريين)
قد تقهقرت فجاز البلاد إلى أن وصل إلى دمشق واستمر طالب (كذا أي طالبا) مصر فكانت الكسرة العظيمة عليه في وقعة شقحب وذلك في سنة 702 (1302م) وحمل غازان على نفسه بسبب فلم يلبث أن مات.
وكان غازان أشقر، ربعة، خفيف العارضين، غليظ الرقبة، كبير الوجه، وكان يعف عن الدماء لا عن المال. وكانت وفاته في 12 شعبان سنة 703 (21 آذار سنة 1304) بقزوين. قال الذهبي: كان شابا عاقلا شجاعا مهيبا مليح الشكل. مات ولم يتكهل (كذا ولعلها لم يكتهل) واشتهر أنه سم في منديل ملطخ تمسح به بعد الغثيان فتعلل (ولعلها فاعتل) وهلك. وكانوا أشاعوا موته مرارا ولا يصح ثم تحقق فقال الوداعي:
قد مات غازان بلا مرية
…
ولم يمت في المدد الماضية
كانت الأخبار ما أفصحت منه
…
وكانت هذه القاضية
بكهنام (إنكلترا): ف. كرنكو
ما هو الأقيانوس
(الاوقيانوس) هو القاموس للفيروز ابادي نقله إلى التركية (أبو الكمال السيد أحمد عاصم أفندي) وزاد عليه زيادات مفيدة وطبع لأول مرة في سنة 1262هـ في دار الطباعة العامرية
(أي دار طباعة الحكومة العثمانية) بقطع الربع الكبير.
وكانت مطبعة بولاق قد سبقت وطبعته سنة 1250 بقطع النصف الكبير على كاغد فاخر ثم بقطع الثمن الصغير سنة 1305 في مطبعة جمال أفندي في جادة الباب العالي رقم 34 قال الطابع أن الذي حداه إلى طبعه بالقطع الصغير سببان الأول ليكون سهل التصفح لمن فيه والثاني لان قيمته أصبحت خمسة دنانير ذهب بعد أن كانت ثلاثة. وأما ثمن نسخته فستون قرشا ذهبا أو ثلاثة مجيديات. وقد أتمه مؤلفه يوم الأحد 14 من ذي القعدة سنة 1225 (12 كانون الأول 1810م).