الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمة ابن الفوطي
عن الدرر الكامنة لابن حجر
-
(لغة العرب)(من غريب حظ بعض المؤلفين المشاهير أن يخمل اسمهم وينبه أسم من هم دونهم. ومن جملة هؤلاء المشاهير الجدراء بالذكر ابن الفوطي. فلقد أهمل ذكره البستاني في دائرة معارفه، ومعلمة الإسلام، وجرجي زيدان، وكليمان هوار، وبروكلمن وغيرهم، مع أن تآليفه من أحسن ما جاء في الموضوع الذي تحراه. وقد نقل بعض الكتاب شيئا ليس بقليل عن الأخبار التي ذكرها لكنهم لم يعرفوا صاحبها. وأول من ذكر اسمه وتأليفه مجلة العرفان ثم أشاد باسمه عيسى اسكندر المعلوف في تلك المجلة بصدد نسخة من التصنيف الذي ذكر فيها وهو نسخة في الخزانة الظاهرية في دمشق؛ لكن الذي نوه باسمه وبفضله كل التنويه هو أحد مؤازرينا في هذه المجلة البحاثة المدقق يعقوب أفندي نعوم سركيس فقد اظهر لنا أن الكتاب الذي نقل عنه الأدباء جرجس صفا والأب لويس شيخو واحمد تيمور في المشرق والزهراء هو الحوادث الجامعة لصاحبه ابن الفوطي. (لغة العرب 5: 223 ما يليها) وكان قد ذكر حضرة الصديق يعقوب أفندي إنه يتوقع وجود ترجمته في الدرر الكامنة (ل. ع 5: 223) فلما وقف على هذا النبأ صديقنا الآخر فريتس كرنكو الألماني الذي يطوي بساط أيامه في انكلترة، بعث إلينا بنسخة من تلك الترجمة الواردة في الدرر الكامنة وما أعظم ما كان عجبنا عند وقوفنا على هذه الترجمة وعلى خلوها من ذكر أسم كتاب الحوادث الجامعة، مع أن صاحب كشف الظنون يذكره صريحا في باب الحاء. وممن ترجم ابن الفوطي صاحب فوات الوفيات 1: 272 والترجمة لا تحوي إلا بعض ما جاء في ما كتبه ابن حجر العسقلاني وذكره صاحب فوات الوفيات باسم ابن الفوطي بالغين المعجمة وهو خطأ واضح. ودونك الآن هذه الترجمة):
عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن أبي المعالي محمد بن محمود بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي المفضل بن عباس بن عبد الله بن معن بن زائدة الشيباني
الصابوني المعروف بابن الفوطي (وهو جده لامه) كمال الدين أبو الفضل المروزي الأصل البغدادي. كان يقول إنه من ذرية معن بن زائدة. ولد في المحرم سنة 242 واسر في كائنة
بغداد، فاتصل بالنصير الطوسي فخدمه واشتغل عليه وسمع من محيي الدين ابن الجوزي، وباشر كتب خزانة الرصد بمراغة وهو على ما نقل أربعمائة ألف مصنف أو مجلد واطلع على نفائس الكتب فعمل تاريخا حافلا جدا. ثم اختصره في آخر سماه مجمع الآداب. ومعجم الأسماء على الألقاب في خمسين مجلدا. وله درر الأصداف في بحور الأوصاف. وله الدرر الناصعة في شعراء المائة السابعة. وولي كتب المستنصرية إلى أن مات. ومني بالحديث وقرأ بنفسه وكتب بخطه المليح كثيرا جدا. وذكر إنه سمع من محيي الدين ابن الجوزي ومبارك ابن المستعصم في آخرين. قال: أنهم يبلغون خمسمائة إنسانا. وكان له نظم حسن وخط بديع جدا. قلت: ملكت بخطه خريدة القصر للعماد الكاتب في أربع مجلدات في قطع الكبير قدمتها لصاحب اليمن فأثابني عليها ثوابا جزيلا جدا. وكان له نظر في علوم الأوائل وكان مع حسن خطه يكتب في اليوم أربع كراريس. قال الصفدي: أخبرني من رآه ينام ويضع ظهره إلى الأرض ويكتب ويده إلى جهة السقف.
وقال الذهبي: كانت له يد بيضاء في النظم، وترصيع التراجم، وله ذهن سيال وقلم سريع، وخط بديع، وبصر بالمنطق والحكمة. ويقال إنه كان يتناول المسكر ثم تاب وصلح حاله في الآخر. وكان روضة معارف وبحر أخبار. قد ذكر في بعض تواليفه: إنه طالع تواريخ الإسلام فسردها، فمن المستغرب:
1 -
تاريخ خوارزم.
2 -
تاريخ اصبهان لحمزة.
3 -
ولابن مردويه.
4 -
ولابن مندة.
5 -
تاريخ قزوين للرافعي.
6 -
تاريخ الري للابي.
7 -
تاريخ مراغة.
8 -
تاريخ أران.
9 -
تاريخ البصرة لابن دهجان.
10 -
تاريخ الكوفة لابن مجالد.
11 -
تاريخ واسط للدبيثي.
12 -
تاريخ سامرا.
13 -
تاريخ تكريت.
14 -
تاريخ الموصل.
15 -
تاريخ ميا فارقين.
16 -
تاريخ العماد ابن القلانسي.
17 -
تاريخ صقلية.
18 -
تاريخ اليمن.
سرد شيئا كثيرا جدا. قال ابن رجب: تكلم في عقيدته وعدالته. سمعت من شيوخنا ببغداد شيئا من ذلك. روى عنه ولده ببغداد وسمع منه محمود بن خليفة. مات في المحرم سنة 723 هـ (1323 م)(أذن عمر 79 سنة شمسية أو 81 سنة قمرية).
بكنهام (انكلترة): فريتس كرنكو