الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره
1 -
التمرد في عربستان (خوزستان)
كنا قد ذكرنا شيئا عن مبدأ هذا العصيان (راجع 5: 636) وقد قرأنا في جريدة (النهضة العراقية) عن القائم بهذا التمرد وعن سفره إلى العراق، أو قل عن عودته إليه ما هذا ملخصه:
الشيخ مهلهل بن مصبح العرفج، هو أحد رؤساء بني مالك، القبيلة العراقية الشهيرة، القاطنة في أراضي الفرات الجنوبية، وفي أنحاء شتى من (شط العرب) ومواطن أخرى من ديار بين النهرين.
كان والد الشيخ مهلهل وهو مصبح العرفج قد نزح إلى ربوع خوزستان. منذ أمد ليس باليسير، في عهد أمير المحمرة الشيخ خزعل، وقبل الاحتلال البريطاني للعراق. ولم يقطع أبدا حبال صلاته عن قبائله العائشة في موطنه الأول، بل ما زال هو وولده مهلهل يترددان بين أرضه مسقط رأسه، وبين أرضه المحتلة حديثا. غير أن ترددهما حينئذ لم يكن عن خلاف، بل عن رياسة بني مالك المبسوطة لهما، أن في أرض الولادة وإن في أرض الإقامة.
ولما تمرد الشيخ مهلهل على الدولة الإيرانية للأسباب التي ذكرناها وآذته هو وأعرابه، لم يرد أن يقيم في ربوع يناله فيها الضيم فصمم على العودة إلى وطنه العراق، ففعل، ومعه فريق كبير من قبائله ونزل على (شط العرب) في موطن اسمه (حمرة كتيبان)(بالتصغير)، فعسى أن يرى فيها فائدة له ولأعرابه!
2 -
برد وثلج
اشتد البرد في آخر يوم شباط وظن الناس أنهم في أوائل الشتاء. ووقع دمق (ريح ثلج) في الجبال الشمالية من الموصل فغطت الثلوج أنحاء دهوك وزاخو والعمادية. فسر أهلوها بكل ذلك لعلمهم أن ينابيعهم تجود وتغزر كلما زاد سقوط الثلج.
3 -
إجراء الماء إلى النجف
اتفق (الحاج رئيس الإيراني) مع حكومتنا على إعادة المبلغ الذي كان خصصه بجر الماء إلى النجف قبل ثلاث سنوات وقدره ثلاثمائة ألف ربية. فقررت الحكومة قبوله وإضافة ما يقتضي له من المال لإكمال مد الأنابيب من الكوفة (على الفرات) إلى النجف، وإقامة خزان كبير في النجف نفسها لخزن الماء، وذلك بعد وضع الآلات اللازمة لدفعه وقد أحست الحكومة بأن الطريقة الوحيدة لإيصال الماء إلى النجف هي عن طريق الكوفة وربطها بها بأنابيب خاصة وقد أثبتت التجارب هذه الفكرة.
4 -
سطح انهر العراق
زاد ارتفاع دجلة في بغداد عن السابق مقدار 42 سنتمترا. وزاد ارتفاع الفرات في الرمادي عن السابق مقدار 10 س. وهبط نهر دجلة في الموصل 16 س. وفي الشرقاط 40 س. وفي بعيجة (بيجي) 48 س. وهبط نهر ديالى في جبل حمرين 13 س. (عن رفيعة إدارة الري في 11 نيسان سنة 1928).
وفي 25 نيسان كان المقياس كما يأتي: هبط ماء دجلة في الموصل 4 س. وارتفع في شرقاط 15 س. وفي بعيجة 5 س. وبقي على حاله في بغداد.
وهبط ماء ديالى في جبل حمرين سنتمترين. وإما نهر الفرات فقد بقي على حاله في الرمادي.
5 -
أمر كارث في أنحاء بدرة
على ستة أميال من قضاء بدرة، قبر يعرف بقبر (علي يثرة)(كأن يثرة تخفيف يثربي) ويقال إنه قبر أحد أولاد الحسن المثنى بن الحسن المجتبي وقد اتخذ البدريون هذا القبر مزارا محترما يترددون إليه وكثيرا ما يذهبون إليه طلبا لفصل دعاويهم في مخاصماتهم ومحاكماتهم فيقتنع المدعي من خصمه باليمين اقتناعا باتا.
ويقدر عدد الذين يترددون إلى هذا المرقد يوميا بين العشرين والثلاثين. وفي ليالي الجمعة بين المائة والأربعمائة.
وفي ليلة الجمعة 15 شوال (6 نيسان 1928) أجتمع نفر من موظفي الحكومة وشربوا من المسكر ما جعلهم ثملين ومضوا نشاوى إلى المرقد المذكور وهجموا على الزوار الذين
كانوا هناك ليلا وكان عددهم - بين رجال ونساء - نحو أربعمائة وأرهبوهم بالضرب فتشتتوا وذهبوا تحت كل كوكب. وهناك أتموا شرب الخمر في داخل
الحرم بجنب القبر وهم يغنون إلى الصباح.
وهذا ما اقلق أهالي بدرة وضواحيها أشد القلق واضر بآداب المجتمع فأخذت الحكومة جميع الوسائل لمنع وقوع مثل هذا الحادث ثانية.
6 -
رئاسة شمر
تنوي حكومة السام أن تجعل رئاسة عشائر شمر بالانتخاب لتعلم مقياس اعتماد تلك العشائر على أي الشيخين يكون: والشيخان هما دهام الهادي ومشعل الفارس.
7 -
مرض في أغنام سنجار
فتكت ذات الرئة وداء الأمعاء في الأغنام السائمة في منطقة سنجار فعالجت دائرة البيطرة الملوكية في لواء الموصل 1060 حيوانا وبطت أربع بطات كبيرة (عمليات) وسبع عشرة صغيرة.
8 -
غرس الأشجار في شوارع مدينة الموصل
غرست أشجار في شارع نينوى العام كالليمون (النومي) والبرتقال وأحيطت بسياج حديدي منعا لأضرار الحيوانات وبعض صبيان الشوارع الذين يعبثون في غالب الأحيان بهذه الغرسات اللطيفة كلما تشبث أهل الذوق لتزيين طرقهم المزروعات.
9 -
فتح مجلس الأمة
فتح مجلس الأمة في 19 أيار من بعد أن كان قد حل وجرت الانتخابات. ففي الساعة التاسعة دخل جلالة الملك ردهة المجلس فاستقبله الأعيان والنواب وقوفا. ثم قدم فخامة رئيس الوزراء خطبة العرش إلى جلالته فتلا هاو الجميع وقوف ولما أتم الخطبة غادر جلالته المجلس فشيعه معالي الوزراء إلى باب نيابة المجلس.
10 -
مهرجان أحد ميخائيل في الموصل
انقضى أحد ميخائيل وأيام عيد الفطر بهدوء وأمن دون وقوع أية حادثة كانت، وذلك بهمة
موظفي شرطة الموصل كبارا وصغارا أولئك الذين سهروا سهرا يقظا على حفظ النظام بين ألوف الزائرين والمتفرجين وتأمين راحة الآهلين. كان (أحد مار ميخائيل) في السنين الغابرة عيدا خاصا بطائفة من الطوائف المسيحية في الموصل فكانت تقيم في كل سنة ذكرى مؤسس هذا الدير في الأحد الذي يسبق عيد القيامة بأسبوعين. وفي هذه السنوات الأخيرة - ولا سيما في هذا العام - أصبح هذا العيد مهرجانا عاما لسكان الموصل طرا فانهم أغلقوا دورهم ودكاكينهم وخرجوا على
اختلاف نحلهم وطوائفهم - منهم للتبرك ومنهم للتنزه - إلى هذا الموقع التاريخي اللطيف مستنشقين الهواء العليل بين الخضرة السندسية والحقول الزاهرة وكانت تزيد رونقها وبهجتها أشعة الشمس الذهبية وأزياء المعيدين المختلفة الأنواع والألوان.
11 -
فتح طرق في لواء الموصل وإصلاحها
باشرت دائرة الأشغال والمواصلات فتح طريق العمادية وتهيئته لسير السيارات والعربات (العجلات) فيه. وقد مدت الدائرة المذكورة في طريق زاخو جسرا حديديا صغيرا في موقع قرية (كرانة) قرب (فايدة) واصلح طريق مضيق زاخو حتى أصبح الآن في حالة جيدة.
وباشرت أيضاً دائرة الأشغال والمواصلات إصلاح طريق العقرة إلى الموصل.
وقد كمل جسر (وادي القصب) الحديدي الممدود على طريق شرقاط إلى الموصل وهو يعد الآن أكبر جسر حديدي قامت بمده دائرة الأشغال والمواصلات في لواء الموصل إذ يبلغ طوله 116 قدما في عرض 13.
12 -
الجراد وأضراره
في 27 شباط هجم رجل من الجراد على مزارع السماوة وظل يعبث بها مدة 11 يوما فأفنى مزارع عديدة. ثم هجم الزارعون أنفسهم على الجراد واخذوا يجمعونه ويطبخونه ليأكلوه وقد يكفي ما جمعه بعضهم بضعة أشهر ليعيشوا به. وإتلاف الجراد للزرع سبب غلاء السمن في تلك الجهة فارتفع في يوم واحد بالمائة 67.
ومن ذلك الجراد الفاتك ما ذهب إلى الشنافية والى حمزة (وهي ناحية من النواحي الملحقة بقصبة الديوانية) وقد رئي منه شيء قليل في طريق الديوانية المؤدية إلى الشنافية وهكذا
يسير من دار إلى دار متلفا الزروع التي صرفت عليها المبالغ الطائلة والأتعاب الشاقة.