الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَن حميد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رجلا جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ -
فَقَالَ هَلَكت وأهلكت.
قلت لَهُ: هَذَا بَاطِل لَا أصل لَهُ، فَذكر سَمَاعا لَهُ فِيهِ عَن أبي ثَوْر، فَقلت: اشْهَدُوا عَليّ أَنه مَتى صَحَّ هَذَا عَن أبي ثَوْر كَمَا قَالَ فَهُوَ بَاطِل، وَالدَّلِيل على بُطْلَانه أَنِّي قَرَأت فِي كتاب أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن باكويه الجلاث، سَمَاعه من مُحَمَّد
بن شَاذان الْجَوْهَرِي، بِخَط مشطاج الْوراق - الْخط الْمَشْهُور الَّذِي كَانَ مَشَايِخ أهل النَّقْل يحتجون بِهِ - فِي كتاب الصَّوْم، تصنيف الْمُعَلَّى بن مَنْصُور: حَدثنَا سُفْيَان عَن الزُّهْرِيّ عَن حميد عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ: أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ - رجل فَقَالَ: هَلَكت فَقَالَ: وَمَا شَأْنك؟ قَالَ وَقعت على امْرَأَتي فِي شهر رَمَضَان
…
الحَدِيث بِطُولِهِ. وَكَيف يجوز أَن يُقَال: إِن الْمُعَلَّى بن مَنْصُور صنف كتاب الصَّوْم فَترك هَذِه اللَّفْظَة من، وَخص بهَا أَبَا ثَوْر من بَين النَّاس؟ ".
وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن الْمسيب الأرغياني عَن مُحَمَّد بن عتبَة عَن أَبِيه، وَعَن عبد السَّلَام عَن عَمْرو والوليد، قَالُوا: حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ، حَدثنِي الزُّهْرِيّ، فَذكر هَذِه اللَّفْظَة.
قَالَ أَبُو عبد الله رحمه الله: " هَذِه اللَّفْظَة الزَّائِدَة فِي هَذَا الحَدِيث - " وأهلكت " - مدخولة على مُحَمَّد بن الْمسيب فِي هَذَا الحَدِيث، وَقد كَانَ من صالحي الْمُسلمين، وَمن الرحالة فِي طلب الحَدِيث، وَمن المكثرين بِلَا فهم وَلَا معرفَة بالصنعة، وَمَعَ ذَلِك فَإِنَّهُ عمي رحمه الله (تَعَالَى) - من كَثْرَة بكائه، فَكَانَ أَصْحَاب الحَدِيث يضعون لَهُ، ويتمكنون من كتبه، وَلَا يخفى مَا يخْشَى من بَعضهم إِذا (استومنوا) الشَّيْخ، وَرَوَاهُ أَبُو عَليّ الْحَافِظ عَن مُحَمَّد بن الْمسيب دون هَذِه الزِّيَادَة.