الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَلمَة أَو عَائِشَة، وَذكر حَدِيثا، ثمَّ قَالَ: فَقَالَ: " صوما يَوْمًا مَكَانَهُ ".
مُحَمَّد بن مُوسَى هُوَ (مِسْكين أَبُو عوَانَة) ، ضَعِيف الحَدِيث؛ بَلغنِي أَنه كَانَ يسرق الحَدِيث وَيحدث / بِهِ، ويروي عَن الثِّقَات أَشْيَاء مَوْضُوعَات. وخصيف رُبمَا يهم فِي الشَّيْء، إِلَّا أَن الْحمل فِيهِ - عِنْدِي - على مُحَمَّد بن مُوسَى هَذَا.
وَرُوِيَ عَن ابْن عمر، رضي الله عنهما، وَهُوَ بَاطِل، رَوَاهُ حَمَّاد ابْن الْوَلِيد الْأَزْدِيّ عَن عبد الله بن عمر، عَن نَافِع، قَالَ أَبُو عبد الله الْحَافِظ: " حَمَّاد بن الْوَلِيد من أهل الْكُوفَة حدث بِبَغْدَاد أَحَادِيث منكير، وَيُقَال: إِنَّه يسرق الحَدِيث، وَلَو صَحَّ مثل هَذَا عَن عبد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر رضي الله عنهما لما احْتج النَّاس فِيهِ بمراسيل الزُّهْرِيّ.
وَرُبمَا استدلوا بِمَا روى مُحَمَّد بن أبي حميد عَن إِبْرَاهِيم بن عبيد قَالَ: " صنع أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ رضي الله عنه طَعَاما فَدَعَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ -
وَأَصْحَابه، فَقَالَ رجل من الْقَوْم: إِنِّي صَائِم، فَقَالَ رَسُول الله
صلى الله عليه وسلم َ -: صنع لَك أَخُوك، وتكلف لَك أَخُوك، أفطر، وصم يَوْمًا مَكَانَهُ ".
قَالَ عَليّ بن عمر: " هَذَا مُرْسل ".
قَالَ الْبَيْهَقِيّ: هَذَا إِسْنَاد مظلم، وَمُحَمّد بن أبي حميد ضَعِيف الحَدِيث، قَالَ يحيى بن معِين: لَيْسَ بِشَيْء، وَقَالَ البُخَارِيّ: مُنكر الحَدِيث.
وَرُوِيَ بِإِسْنَاد آخر أَوْهَى من هَذَا، رَوَاهُ عَمْرو بن خليف بن إِسْحَاق بن مرسال الْخَثْعَمِي عَن عَمه عَن ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابر بِمَعْنَاهُ.
وَعَمْرو بن خليف كَانَ يضع الحَدِيث، ذكره (أَبُو حَاتِم) فِي كتاب الْمَجْرُوحين. ثمَّ قد روينَا فِي هَذِه الْقِصَّة:" صم يَوْمًا مَكَانَهُ إِن أَحْبَبْت "، وَهُوَ مَذْكُور فِي هَذِه الْمَسْأَلَة قبل هَذَا، وَالله أعلم، (وَله الْحَمد والْمنَّة) .