الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَدَلِيلنَا حَدِيث عبد الله بن عَمْرو، رضي الله عنهما، وَقد سبق ذكرنَا لَهُ فِي مَسْأَلَة بيع الْحَيَوَان بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَة، وَذكرنَا أَيْضا حَدِيث عبد الله بن عَبَّاس رضي الله عنهما وَغَيرهم لَهُم، وأجبنا (عَنهُ) بِمَا يتَعَلَّق بِهَذَا الْكتاب.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن ابْن مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ: " نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -
أَن تباشر الْمَرْأَة الْمَرْأَة فِي ثوب وَاحِد؛ لأجل أَن تصفها لزَوجهَا حَتَّى كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْهَا، وَنهى إِذا كُنَّا ثَلَاثَة أَن يَتَنَاجَى اثْنَان دون وَاحِد أجل أَن يحزنهُ حَتَّى يخْتَلط بِالنَّاسِ ".
وَفِيه دَلِيل على أَن الْحَيَوَان يضْبط بِالصّفةِ خلاف مَا زعم أَبُو حنيفَة رحمه الله من أَنه
لَا يضْبط بِالصّفةِ.
وَرُوِيَ عَن أبي الحسان الْأَعْرَج، قَالَ: " سَأَلت ابْن عمر، وَابْن
عَبَّاس رضي الله عنهم عَن السّلم فِي الْحَيَوَان، فَقَالَ: إِذا سمي الْأَسْنَان، والآجال، فَلَا بَأْس ".
وَعَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن، قَالَ:" أسلم عبد الله رضي الله عنه فِي وصف "، قَالَ:" وَكَانَ الشّعبِيّ لَا يرى بَأْسا بالسلم فِي الْحَيَوَان ".
وَعَن يُونُس عَن الْحسن: " أَنه كَانَ لَا يرى بَأْسا فِي السّلف فِي الْحَيَوَان إِذا كَانَ شَيْئا مَعْلُوما إِلَى أجل مَعْلُوم "، وَقد مضى سَائِر الْآثَار فِيهَا فِي أول كتاب الْبيُوع.
استدلوا بِمَا رُوِيَ عَن عمار الذَّهَبِيّ، قَالَ: " رَأَيْت سعيد بن جُبَير بِمَكَّة ينْهَى عَن السّلم فِي الْحَيَوَان، فَقلت: أَلَيْسَ كنت
بِأَذربِيجَان سنتَيْن؟ يعْملُونَ بذلك، لَا تنه عَنهُ، فَقَالَ: نهى عَنهُ حُذَيْفَة ". (سعيد لم يدْرك حُذَيْفَة بن سعيد.
وروى عَنهُ، وَعَن إِبْرَاهِيم، عَن ابْن مَسْعُود رضي الله عنهما:" أَنه كره السّلف) فِي الْحَيَوَان ". وَسَعِيد، وَإِبْرَاهِيم لم يدركا ابْن مَسْعُود.
قَالَ الشَّافِعِي رحمه الله: " وَيَزْعُم الشّعبِيّ الَّذِي هُوَ أكبر سنا من الَّذِي روى عَنهُ - يَعْنِي عَن ابْن مَسْعُود - الْكَرَاهَة؛ أَنه إِنَّمَا أسلف لَهُ فِي لقاح إبل بِعَيْنِه، وَهَذَا مكروة عندنَا، وَعند كل أحد، هَذَا بيع الملاقيح، والمضامين، أَو هما ". قَالَ الشَّافِعِي - رَحْمَة الله عَلَيْهِ، فِي الْقَدِيم -: وَقد يكون ابْن مَسْعُود كرهه تنزهاً عَن التِّجَارَة فِيهِ، لَا على تَحْرِيمه "، ثمَّ قد روينَا عَن الْقَاسِم، قَالَ: أسلم عبد الله فِي وصفاء ".
وَاسْتَدَلُّوا بِمَا رُوِيَ عَن عمر بن الْخطاب رضي الله عنه أَنه
ذكر فِي أَبْوَاب الرِّبَا: " أَن يسلم فِي سنّ "، رُوِيَ ذَلِك عَن المَسْعُودِيّ عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن عَن عمر، وَهَذَا إِسْنَاد مُنْقَطع. وَالله أعلم.