الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الحافظ المِزِّيُّ: الأولى البناء للمفعول؛ لقوله: "لم تُقْصَر" بالبناء له، ولا خلاف في هذا، فكذا الأول.
قلت: في الترجيح بهذا (1) نظر.
(رجل في يديه (2) طولٌ): هو الخِرْباقُ بنُ سارَيةَ.
* * *
باب: المساجدِ التي على طُرقِ المدينةِ، والمواضعِ التي صلَّى فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم
-
342 -
(483) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عبد الله يَتَحَرَّى أَمَاكِنَ مِنَ الطَّرِيقِ فَيُصَلِّي فِيهَا، وَيُحَدِّثُ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُصَلِّي فِيهَا، وَأَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي تِلْكَ الأَمْكِنَةِ.
وَحَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي تِلْكَ الأَمْكِنَةِ. وَسَأَلْتُ سَالِمًا، فَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا وَافَقَ نَافِعًا فِي الأَمْكِنَةِ كُلِّهَا، إِلَّا أَنَّهُمَا اخْتَلَفَا فِي مَسْجِدٍ بِشَرَفِ الرَّوْحَاءَ.
(المقدَّمي): بدال مشددة (3) مفتوحة.
(1) في "ع": "لهذا".
(2)
في "ع": "يده".
(3)
في "م": "مشدد".
(بشَرَف الروحاء): بشين معجمة وراء مفتوحتين (1)، وفاء، والروحاء -ممدود-: اسم موضع.
* * *
343 -
(484) - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمَ بْنُ المُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنسُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَن نَافِعٍ: أَنَّ عبد الله أَخْبَرهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْزِلُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ حِينَ يَعْتَمِرُ، وَفِي حَجَّتِهِ حِينَ حَجَّ، تَحْتَ سَمُرَةٍ، فِي مَوْضعِ الْمَسْجِدِ الَّذِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَكَانَ إِذَا رَجَعَ مِنْ غَزْوٍ، كَانَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، هَبَطَ مِنْ بَطْنِ وَادٍ، فَإِذَا ظَهَرَ مِنْ بَطْنِ وَادٍ، أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي الشَّرْقِيَّةِ، فَعَرَّسَ ثَمَّ حَتَّى يُصْبحَ، لَيْسَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الَّذِي بحِجَارَةٍ، وَلَا عَلَى الأَكَمَةِ الَّتِي عَلَيْهَا الْمَسْجدُ، كَانَ ثَمَّ خَلِيجٌ يُصَلِّي عبد الله عِنْدَهُ، فِي بَطْنِهِ كُثُبٌ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَمَّ يُصَلِّي، فَدَحَا السَّيلُ فِيهِ بِالبَطْحَاءِ، حَتَّى دُفِنَ ذَلِكَ المكَانُ، الّذي كَانَ عبد الله يُصلِّي فِيهِ.
(تحت سَمُرَة): -بفتح السين المهملة وضم الميم-: واحدة السَّمُر، وهو شجرُ الطَّلْح (2).
(فدحا فيه السيل بالبطحاء): دحا -بحاء مهملة-؛ أي: دفع، يقال: دحا المطرُ الحصباءَ عن وجه الأرض؛ إي: دفعها وأزالها (3)، والبطحاء:
(1) في "ن": "بشين مفتوحة معجمة وراء مفتوحة".
(2)
في "ع": "الطلع".
(3)
في "ع": "أو أزالها".
مَسِيلٌ (1) واسعٌ فيه دِقاق (2) الحصى.
وقال الداودي: كل أرض منحدرة (3).
وقال الخطابي: حجارة ورمل (4).
* * *
344 -
(485) - وَأَنَّ عبد الله بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى حَيْثُ المَسْجِدُ الصَّغيرُ، الَّذِي دُونَ المَسْجِدِ الَّذِي بِشَرَفِ الرَّوحاءَ، وقَدْ كَانَ عبد الله يَعْلَمُ المَكَانَ الَّذِي كانَ صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: ثَمَّ عَنْ يَمِينِكَ، حِينَ تَقُومُ فِي الْمَسْجِدِ تُصَلِّي، وَذَلِكَ الْمَسْجِدُ عَلَى حَافَةِ الطَّرِيقِ الْيُمْنَى، وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَّةَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ الأَكْبَرِ رَمْيَةٌ بِحَجَرٍ، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ.
(وقد (5) كان عبد الله يعلم): مضارع عَلِم، أو أَعلم.
(المكان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ثَمَّ عن يمينك): قال القاضي: كذا في جميع النسخ، وهو تصحيف وصوابه (6) بعواسج عن يمينك، فصُحِّف (7) بقوله: يقول ثم (8).
(1) في "ع": "سيل".
(2)
في "ع": "دقائق".
(3)
انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (1/ 57).
(4)
انظر: "التوضيح"(6/ 26).
(5)
"وقد" ليست في "ج".
(6)
"وصوابه" ليست في "ن".
(7)
في "ج": "وصحف".
(8)
في "ن": "فصحف يقوله: وثم عن يمينك"، وفي "ع":"فصحف بقوله: وثم".
وذكر الحميدي هذا الحرف، فقال: تنزل (1) ثَمَّ عن يمينك، وكان يقول: التصحيفُ في تنزل، والإشكالُ باقٍ، والأولُ أَبينُ (2).
(على حافة الطريق): -بحاء مهملة وفاء مخففة-؛ أي: جانبه.
* * *
345 -
(486) - وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَلِّي إِلَى الْعِرْقِ الَّذِي عِنْدَ مُنْصَرَفِ الرَّوْحَاءَ، وَذَلِكَ الْعِرْقُ انْتِهَاءُ طَرَفِهِ عَلَى حَافَةِ الطَّرِيقِ، دُونَ الْمَسْجِدِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُنْصَرَفِ، وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَّةَ، وَقَدِ ابْتُنِيَ ثَمَّ مَسْجِدٌ، فَلَمْ يَكُنْ عبد الله يُصَلِّي فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ، كَانَ يَتْرُكُهُ عَنْ يَسَارِهِ وَوَرَاءَهُ، ويُصَلِّي أَمَامَهُ إِلَى الْعِرْقِ نَفْسِهِ. وَكَانَ عبد الله يَرُوحُ مِنَ الرَّوْحَاءَ، فَلَا يُصَلِّي الظُّهْرَ حَتَّى يَأْتِيَ ذَلِكَ الْمَكَانَ، فَيُصَلِّي فِيهِ الظُّهْرَ، وَاِذَا أَقْبَلَ مِنْ مَكَّةَ، فَإِنْ مَرَّ بِهِ قَبْلَ الصُّبْحِ بِسَاعَةٍ، أَوْ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ، عَرَّسَ حَتَّى يُصَلِّيَ بِهَا الصُّبْحَ.
(إلى العِرْق): -بعين مهملة مكسورة وراء ساكنة وقاف-: جبل صغير.
* * *
346 -
(487) - وَأَنَّ عبد الله حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْزِلُ تَحْتَ سَرْحَةٍ ضَخْمَةٍ، دُونَ الرُّوَيثَةِ، عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ وَوِجَاهَ الطَّرِيقِ، فِي مَكَانٍ
(1) في "ع": "يقول".
(2)
انظر: "مشارق الأنوار"(1/ 131 - 132).
بَطْحٍ سَهْلٍ، حَتَّى يُفْضِيَ مِنْ أَكَمَةٍ دُوَيْنَ بَرِيدِ الرُّوَيثَةِ بِمِيلَيْنِ، وَقَدِ انْكَسَرَ أَعْلَاهَا فَانْثَنَى فِي جَوْفِهَا، وَهِيَ قَائِمَةٌ عَلَى سَاقٍ، وَفِي سَاقِهَا كُثُبٌ كَثِيرَةٌ.
(تحت سرحة ضخمة): شجرة عظيمة.
(دون الرُّوَيْثَة): -بضم (1) الراء وثاء (2) مثلثة على التصغير-: اسم موضع.
(وُجاه): -بضم الواو وكسرها-؛ أي: تجاهه وتلقاءَهُ.
[(في مكان بَطح): -بسكون الطاء المهملة-؛ أي: واسع.
(حين يفضي): حين ظرف، كذا عند الجمهور] (3).
ورواه النسفي: "حتى" حرف غاية، ونُسِبَ إلى الوهم (4).
(دُوَيْنَ): تصغير دونَ؛ لتقريب المسافة.
(بَريد): -بباء موحدة مفتوحة-، ووقع في بعض الأصول:"تريد (5) " من الإرادة -بتاء (6) مثناة-، قالوا: وهو تصحيف.
(وهي (7) قائمة على ساق): يريد: أنها كالبنيان، ليست متسعةً من أسفل، وضيقةً من فوق.
(1) في "ج": "وضم".
(2)
في "ن": "وبثاء".
(3)
ما بين معكوفتين سقط من "م".
(4)
انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (1/ 179).
(5)
في "ن" و"ج": "يريد".
(6)
في "ن" و "ج": "بياء".
(7)
"وهي" ليست في "ع" و"ج".
347 -
(488) - وَأَنَّ عبد الله بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي طَرَفِ تَلْعَةٍ مِنْ وَرَاءِ الْعَرْجِ، وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى هَضْبَةٍ، عِنْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدِ قَبْرَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ، عَلَى الْقُبُورِ رَضْمٌ مِنْ حِجَارَةٍ عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ سَلِمَاتِ الطَّرِيقِ، بَيْنَ أُولَئِكَ السَّلِمَاتِ كَانَ عبد الله يَرُوحُ مِنَ الْعَرْجِ بَعْدَ أَنْ تَمِيلَ الشَّمْسُ بِالْهَاجِرَةِ، فَيُصَلِّي الظُّهْرَ فِي ذَلِكَ الْمَسْجدِ.
(في طرف تَلْعة (1)): -بفتح المثناة من تحت وسكون اللام وبعين مهملة-: مجرى أعلى (2) الأرض إلى بطن الوادي، قاله أبو عمرو، أو: ما (3) ارتفع من الأرض (4) وما انهبط منها، قاله أبو عبيدة، وهو عنده من الأضداد (5).
(من وراء العَرْج): -بعين مهملة مفتوحة وراء ساكنة-: منزل بطريق مكة، وإليه ينسب العَرْجِيُّ الشاعرُ، وهو: عبد الله بنُ عمرِو بنِ عثمانَ بنِ عفانَ، قاله الجوهري (6).
(إلى هَضْبة): بهاء مفتوحة فضاد معجمة ساكنة فباء موحدة (7).
(1) في "ع": "يلعة".
(2)
في "ج": "أهل".
(3)
في "ع": "أو أما ما".
(4)
"من الأرض" ليست في "ع".
(5)
انظر: "الصحاح" للجوهري (3/ 1192)، (مادة: تلع).
(6)
المرجع السابق (1/ 329)، (مادة: عرج).
(7)
في "ع": "بهاء مضمومة وضاد معجمة ساكنة وباء موحدة".
قال ابن فارس: هي الأكمة الملساء (1) القليلة النبات (2).
وفي "الصحاح": هي الجبل المنبسط على وجه الأرض (3).
وقيل: هي فوق الكثيب، ودون الجبل.
وقيل: هي الكدية.
وقيل: الصخرة الراسية الضخمة، كذا في السفاقسي.
(رضْم): حجارة كبار.
وفي "الصحاح": صخور عظام يُرضم بعضُها فوق بعض (4).
السفاقسي: ورويناه -بسكون الضاد-يعني: المعجمة (5)، وكذا هو في اللغة.
ورواه الأصيلي بفتحها.
(السَّلَمات): روي: بفتح اللام؛ أي: الشجرات، وبكسرها؛ أي: الصخرات.
* * *
348 -
(489) - وَأَنَّ عبد الله بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عِنْدَ سَرَحَاتٍ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ، فِي مَسِيلٍ دُونَ هَرْشَى، ذَلِكَ الْمَسِيلُ
(1) في "ج": "الملسى".
(2)
انظر: "مقاييس اللغة"(6/ 55).
(3)
انظر: "الصحاح" للجوهري (1/ 238)، (مادة: هضب).
(4)
المرجع السابق (5/ 1933)، (مادة: رضم).
(5)
في "ع" زيادة: "عقبه".
لَاصِقٌ بِكُرَاعِ هَرْشَى، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّرِيقِ قَرِيبٌ مِنْ غَلْوَةٍ. وَكَانَ عبد الله يُصَلِّي إِلَى سَرْحَةٍ، هِيَ أَقْرَبُ السَّرَحَاتِ إِلَى الطَّرِيقِ، وَهْيَ أَطْوَلُهُنَّ.
(هَرْشى): بالقصر على وزن دَعْوى -وشينه (1) معجمة-: عقبة (2) بقرب الجحفة.
(غَلْوَة): -بغين معجمة-: رَميةُ سهم ثلثا ميل، وقيل: مئة ذراع.
(السَّرَحَات): بفتحات.
* * *
349 -
(490) - وَأَنَّ عبد الله بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْزِلُ فِي الْمَسِيلِ الَّذِي فِي أَدْنىَ مَرِّ الظَّهْرَانِ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، حِينَ يَهْبِطُ مِنَ الصَّفْرَاوَاتِ، يَنْزِلُ فِي بَطْنِ ذَلِكَ الْمَسِيلِ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ، وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَّةَ، لَيْسَ بَيْنَ مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وبَيْنَ الطَّرِيقِ إِلَّا رَمْيَةٌ بِحَجَرٍ.
(أدنى مَرّ الظهران): -بفتح الميم وتشديد الراء-، وهو بطن مرّ، تقول العامة له (3): بطن مرو.
* * *
350 -
(491) - وَأَنَّ عبد الله بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْزِلُ بِذِي طُوًى، وَيَبِيتُ حَتَّى يُصْبِحَ، يُصَلِّي الصُّبْحَ حِينَ يَقْدَمُ مَكَّةَ، وَمُصَلَّى
(1) في "ن": "وشين"، و "ع":"بشين".
(2)
"عقبة" ليست في "ع".
(3)
"له" ليست في "ع" و"ج".
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ عَلَى أكَمَةٍ غَلِيظَةٍ، لَيْسَ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي بُنِيَ ثَمَّ، وَلَكِنْ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى أَكَمَةٍ غَلِيظَةٍ.
(بذي طَوى): قال القاضي: بفتح الطاء والواو، مقصور، وكسرَ الطاء بعضُهم، وبالكسر: قيدها الأصيلي بخطه.
وبعضهم يقولها بالضم، والصواب: الفتح، وهو وادٍ بمكة.
قال أبو علي: هو منونٌ على فُعَلٍ (1).
* * *
351 -
(492) - وَأَنَّ عبد الله حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَقْبَلَ فُرْضَتَيِ الْجَبَلِ، الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَبَلِ الطَّوِيلِ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، فَجَعَلَ الْمَسْجِدَ الَّذِي بُنِيَ ثَمَّ يَسَارَ الْمَسْجِدِ بِطَرَفِ الأَكَمَةِ، وَمُصَلَّى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَسْفَلَ مِنْهُ عَلَى الأَكَمَةِ السَّوْدَاءِ، تَدَعُ مِنَ الأكَمَةِ عَشَرَةَ أَذْرُعٍ أَوْ نَحْوَهَا، ثُمَّ تُصَلِّي مُسْتَقْبِلَ الْفُرْضَتَيْنِ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ.
(فُرضتي الجبل): تثنية فرضة، بفاء مضمومة وضاد معجمة.
قال السفاقسي: هي (2) مدخل الطريق إليه.
وقال ابن فارس وغيره: مشرعة في النهر يسيل منها.
وقال الداودي: يعني بالفرضَتَين: الشقَّين المرتفعين (3)، إلا أنهما كبيران.
(1) انظر: "مشارق الأنوار"(1/ 276).
(2)
في "ع": "هو".
(3)
في "ع": "الشفتين المرتفعتين".
وفيما ذكره البخاري في هذا الباب (1): الحرصُ على تحري الصلاة في الأماكن التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيها على وجه التبرك كما كان ابنُ عمرَ رضي الله عنهما يفعل، وقد ورد (2) أن عمر رضي الله عنه كان في سفر، فصلى (3) الغداةَ، ثم أتى على مكان، فجعل الناسُ يأتونه، فيقولون: صلَّى فيه عليه السلام، فقال عمر: إنما هلك أهلُ الكتاب أنهم اتبعوا آثارَ أنبيائهم فاتخذوها كنائسَ وبِيَعًا، فمن عرضتْ له الصلاةُ، فليصلِّ، وإلا فليمضِ، كذا في ابن بطال (4).
قال ابن المنير: ومن رحمة (5) هذه الأمة بعلمائها حتى (6) جعل (7) اتفاقَهم رحمةً، واختلافَهم رحمةً: أن مثل هذه القضية اختلف فيها عمرُ وابنُه رضي الله عنهما، فحَفظ اختلافُهما على الناس أمرين عظيمين في الدين (8):
أحدهما: اقتفاء آثاره عليه السلام تعظيمًا وتبركًا.
والثاني: السلامة في الاتباع من الابتداع، ألا ترى عمر رضي الله عنه كيف نبه على أن هذه المساجد التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم ليست من المشاعر، ولا لاحقة بالمساجد الثلاثة في التعظيم؟ فالحمدُ لله على أن علت هذه الأمة
(1)"الباب" ليست في "ج".
(2)
في "ج": "وقد روي ورد".
(3)
في "ج": "فصار".
(4)
انظر: "شرح ابن بطال"(2/ 126).
(5)
في "ج": "رحمته".
(6)
"حتى" ليست في "ع".
(7)
"جعل" ليست في "ن".
(8)
في "ع": "الدارين".