الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكَّلَ بِالرَّحِم مَلَكًا، يَقُولُ: يَا رَبِّ! نُطفَةٌ، يَا رَبِّ! عَلَقَةٌ، يَا رَبِّ! مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ، قَالَ: أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ وَالأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ".
(يا رب! نطفة): مرفوعٌ خبرُ مبتدأ محذوف، ومنصوبٌ عند القابسي على إضمارِ فعلٍ (1).
* * *
باب: إِقْبَالِ الْمَحِيضِ وَإِدْبَارهِ
وَكُنَّ نِسَاءٌ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ بِالدُّرْجَةِ فِيهَا الْكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ، فتقُولُ: لَا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ، تُرِيدُ بِذَلِكَ: الطُّهْرَ مِنَ الْحَيْضَةِ. وَبَلَغَ ابْنَةَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ نِسَاءً يَدْعُونَ بِالْمَصَابِيح مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، يَنْظُرْنَ إِلَى الطُّهْرِ، فَقَالَتْ: مَا كانَ النِّسَاءُ يَصْنَعْنَ هَذَا، وَعَابَتْ عَلَيْهِنَّ.
(وكن نساءٌ يبعثن): على لغة: "يَتَعاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ"، فأورده (2) هكذا غير مسند، وقد أسنده الإمام مالك في "الموطأ"(3).
(بالدُّرْجة): -بضم أوله وإسكان ثانيه-: هي قطنةٌ تُدخلها المرأة فرجَها؛ لاختبار الطهر.
(1) انظر: "التنقيح"(1/ 124).
(2)
في "ن" و "ع": "وأورده".
(3)
رواه مالك في "الموطأ"(1/ 59).
وروي: بكسر (1) أوله وفتح ثانيه، جمع دُرَجَة.
(القَصّة (2)): -بقاف مفتوحة وصاد مهملة مشددة-: ماء أبيض يخرج آخر الحيض، فيتبين نقاءُ الرحم، شُبه بالقصة، وهي الجيرُ (3).
وقال (4) أبو عبيد الهروي: معناه: أن يخرج ما تحشي به الحائض نقيًّا كالقصة، كأنه ذهب إلى الجفوف (5).
قال القاضي: وبينهما (6) عند (7) النساء وأهل المعرفة (8) فرق بيِّن (9). انتهى (10).
وسببه أن الجفوف عَدَم، والقَصَّة وجود، والوجودُ أبلغُ دلالةً، وكيف لا والرحمُ قد يجف في أثناء الحيض؟ وقد تنظف (11) الحائض فيجف رحمُها ساعة، والقَصة لا تكون إلا طهرًا.
* * *
(1) في "ع": "بفتح".
(2)
في "ن": "القصة البيضاء".
(3)
في "ع": "الحبر".
(4)
في "ج": "قال".
(5)
في "ج": "الحرف".
(6)
"وبينهما" ليست في "ن".
(7)
في "ج": "فرق عند".
(8)
في "ن": "وأهل اللغة المعرفة".
(9)
"بين" ليست في "ج".
(10)
انظر: "مشارق الأنوار"(2/ 188).
(11)
في "م": "تنتظف".