الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خاصًّا بهذا الوقت هو صلاة، بل المراد: سائر (1) أعمال (2) الأمة من الصلوات وغيرها من العبادات في سائر (3) مدة بقاء الملة (4) إلى قيام الساعة.
* * *
باب: وقتِ المغربِ
390 -
(559) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ؛ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّجَاشِيِّ صُهَيْبٌ مَوْلَى رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يَقُولُ: كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا، وَإِنَّهُ لَيُبْصِرُ مَوَاقِعَ نبلِهِ.
(ابن مِهران): بميم مكسورة، وقد مر.
(أبو النَّجاشيّ): بنون مفتوحةٍ.
(وإنه ليبصرُ مواقعَ نبله (5)): أي: حيث (6) تقع، وهو يدل على تعجيلها، وعدم تطويلها.
(1) في "م" و"ج": "شأن".
(2)
في "ج": "الأعمال".
(3)
في "م": "شأن".
(4)
في "ن": "الأمة".
(5)
في "ع": "قبلة".
(6)
في "ع": "حين"، وفي "ج":"حتى".
قال ابن المنير: حتَّى إن أهل الحرم يصلون في الجهات الأربع من الكعبة المغربَ في وقت واحد؛ بخلاف سائر الصلوات؛ فإن كل إمام له فيها وقت مرتب، ولا يصلون جملة إلَّا المغربَ خاصة، ومكةُ مجمع (1) الأمصار، فالواقعُ فيها إجماع (2) من سائر الأقطار.
* * *
391 -
(560) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَدِمَ الْحَجَّاجُ، فَسَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عبد الله، فَقَالَ: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ، وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ نقِيَّةٌ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتْ، وَالْعِشَاءَ أَحْيَانًا وَأَحْيَانًا، إِذَا رَآهُمُ اجْتَمَعُوا، عَجَّلَ، وَإذَا رَآهُمْ أَبْطَوْا، أَخَّرَ، وَالصُّبْحَ -كَانُوا، أَوْ- كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ.
(والصبح كانوا أو كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يصليها بغلس): قال ابن بطال: معناه: كانوا مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مجتمعين، أو لم يكونوا مجتمعين، فإنَّه صلى الله عليه وسلم ما كان يصليها بغلس، ولا يصنع فيها ما كان يصنع في العشاء؛ من (3) تعجيلها إذا اجتمعوا، وتأخيرها إذا أبطؤوا.
قال: وهذا من فصيح الكلام، وفيه حذفان (4): حذفُ خبرِ (5) كانوا،
(1) في "م": "تجمع".
(2)
في "ج": "اجتماع".
(3)
"من" ليست في "ج".
(4)
في "ع": "حذفا".
(5)
في "ج": "حذف خبر وحذف خبر".
وهو جائز، وقوله:"أو (1) " يعني: أو لم يكونوا مجتمعين، حذف الجملة التي بعدها مع كونها مقتضية (2) لها (3).
قال الحافظ رشيد الدين العطار (4): وقد جاء في لفظ هذا (5) الحديث في "صحيح مسلم": "والصُّبْحَ كانوا -أو قال (6):- كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (7) يصليها بغلس"(8)، وظاهر هذا اللفظ يقتضي أنَّه شك من الرواي، فإن كان كذلك، فيحتاج إلى تقديرٍ آخرَ غيرِ ما ذكره ابن بطال. هذا كله كلام الزركشي في "التنقيح"(9).
قلت: فيه أمران:
أحدهما: إقرارُ ابنِ بطال على دعواه أن هذا من فصيح الكلام، مع اشتماله على حذف المعطوف وبقاء العاطف فقط، وهو باطل، وهو نظير ما زعمه بعضهم في قوله تعالى:{أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ} [الزخرف: 51 - 52] أن الوقف على "أم"، وأن (10) التقدير: أم تبصرون، ثم يبتدئ:"أنا خير".
(1) في "ع": "أي".
(2)
في "ج": "تقتضه".
(3)
انظر: "شرح ابن بطال"(2/ 187 - 188).
(4)
في "ج": "العطاري".
(5)
"هذا" ليست في "ج".
(6)
في "ع": "وقال".
(7)
"كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم" ليست في "ج".
(8)
رواه مسلم (646).
(9)
انظر: "التنقيح"(1/ 184).
(10)
في "ع": "فإن".
قال ابن هشام في "المغني": وهذا باطل؛ إذ لم يُسمع حذفُ معطوف بدون عاطفه (1).
الثاني: عدم إبدائه للتقدير (2) المحتاج إليه بفرض بطلان (3) كلام ابن بطال.
وقد حمل ابن المنير الكلامَ على وجهِ أقربَ مما ذهب إليه ابن بطال، وذلك أن الصبح (4) معطوف على ما سبق، والتقدير: وكان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يصلي الصبح، وقوله:"كانوا" محذوف الخبر؛ أي: مجتمعين.
وقوله: أو كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم محذوف الخبر أَيضًا؛ أي: منفردًا؛ بدلالة كونه قسيمًا (5) للأول. هذا معنى كلامه.
فإن قلت: فما حكم قوله: يصليها بغَلَس؟
قلت: يحتمل أن يكون بدلًا من الأول، أو حالًا، أو "يصليها" تأكيد (6)، و"بغلس" متعلق بالأول.
ثم قال ابن المنير: ويحتمل عندي أن يكون شكًّا (7) من الرواي المتأخر، هل قال الأول: كانوا، أو كان النَّبِيّ؟
قلت: وعلى أن يكون شكًّا، فالتقدير: كانوا يصلونها بغلس، أو كان
(1) انظر: "مغني اللبيب"(ص: 64).
(2)
في "ج": للتقدم".
(3)
في "ج": "بطلانه".
(4)
"الصبح" ليست في "ن".
(5)
في "ن" و"ع" و"ج": "قسمًا".
(6)
في "ن": و"ع": "تأكيدًا".
(7)
في "ع": "إشكالًا".