الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ثم سُحبوا إلى القليب): أي: جُرُّوا إلى القليب، وهي البئرُ قبل أن تُطْوَى.
وقال أبو عبيد: هي البئر العادية القديمة (1).
(قليبِ بدر): بالجر على أنه بدل، ويجوز رفعه ونصبه.
* * *
باب: مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ وَفَضْلِهَا وَقَوْلِهِ: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103]، وَقَّتَهُ عَلَيْهِمْ
(مواقيت الصلاة): هي جمع ميقات، وهو الوقتُ المضروب (2) للفعل، والموضعُ، يقال: هذا ميقاتُ أهل الشام للموضع الذي يُحرمون منه، كذا في "الصحاح"(3).
(وقّته عليهم): قال السفاقسي: رويناه بالتشديد، وهو في اللغة بالتخفيف، ويدل عليه قوله تعالى:{موقُوتًا} [النساء: 103]؛ إذ لو كان مشددًا، لكان مُوَقَّتًا.
قلت: في "الصحاح": والتوقيت: تحديد الأوقات، تقول: وَقَّتُّهُ ليوم كذا، مثل أَجَّلْتُه (4).
(1) انظر: "غريب الحديث" له (1/ 283).
(2)
في "ج": "المعلوم".
(3)
انظر: (1/ 269)، (مادة: وقت).
(4)
انظر: (1/ 270) منه.
366 -
(521) - حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَأَخْبَرَهُ: أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، وَهْوَ بِالْعِرَاقِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟! أَلَيسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ فَصَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَلَّى، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:"بِهَذَا أُمِرْتُ"؟ فَقَالَ عُمَرُ لِعُرْوَةَ: اعْلَمْ مَا تُحَدِّثُ، أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ أَقَامَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقْتَ الصَّلَاةِ؟ قَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ.
(أليس قد علمت): كذا الرواية، قال الزركشي: والأفصح: ألست (1).
قلت: تَبِع فيه ابنَ السِّيْد في "تعليقه على غريب الموطأ"، ونصه: هكذا جاءت الرواية، وهي جائزة، إلا أن المشهور في الاستعمال (2) الفصيح: ألستَ، للمخاطب؛ فإنما (3) يقال: أليس، للغائب. انتهى.
وهو متعقَّب، فإنه يوهم جوازَ استعمال مثل هذا التركيب، مع إرادة أن يكون ما دخلت ليس (4) عليه ضميرَ المخاطب، وليس كذلك، بل هما تركيبان مختلفان يُستعمل كلٌّ منهما في مقام خاص، فإن أريد إدخالُ ليس
(1) انظر: "التنقيح"(1/ 176).
(2)
في "ع": "في تعليق الاستعمال"، وفي "ج":"تعليقه الاستعمال".
(3)
في "ن" و "ع": "وإنما".
(4)
"ليس" ليست في "ج".
على ضمير المخاطب، تعين: ألستَ قد علمتَ، وإن أُريد إدخالها على (1) ضمير الشأن مخبرًا عنه بالجملة التي أسند فعلُها إلى المخاطب، تعين: أليسَ قد علمتَ، وليس أحدُهما بأفصحَ من الآخر، فتأمله.
(نزل، فصلى (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم): يحتمل من حيث اللفظ أن يكون صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغ (3) جبريل، لكن ثبت من خارج: أنه صلى معه، وجبريلُ الإمامُ.
وأخذ ابن العربي منه جوازَ صلاة المفترِض خلفَ المتنفِّل (4).
قلت: يحتمل أن يكون الله تعالى كلَّف جبريلَ عليه السلام إبلاغَ ذلك بالقول، وبيانَه بالفعل، فتكون الصلاة المذكورة فرضًا على جبريل أيضًا، لا سيما على رواية:"بهذا أُمِرْتُ".
وقيل: هذا الحديث يعارض حديثَ إمامةِ جبريلَ لكل صلاة وقتينِ في يومينِ، إذ لو صحَّ، لم يكن لاحتجاج (5) عروةَ على عمرَ معنى؛ لأن عمر (6) أخرها إلى الوقت الآخر، فاحتجاجُ عروة يدل على أنه إنما صلى به في وقت واحد.
(1) في "ج": "إدخال ليس على ضمير المخاطب تعين: ألستَ قد علمتَ، وإن أريد إدخال الهاء على".
(2)
"فصلى" ليست في "ج".
(3)
في "ج": "صلاة".
(4)
انظر: "عارضة الأحوذي"(1/ 258). وانظر: "التوضيح "(6/ 97).
(5)
في "ج": "الاحتجاج".
(6)
"معنى لأن عمر" ليست في "ع".