الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الدُّعاءِ عندَ النِّداءِ
421 -
(614) - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أبي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
(علي بن عياش): بمثناة وستين معجمة.
(شعيب بن أبي حمزة): بحاء مهملة وزاي.
(مقامًا محمودًا الذي وعدته): بدل من النكرة، أو صفة لها على رأي الأخفش القائل بجواز وصفه به إذا تخصصت بوصف، أو مرفوع خبر مبتدأ محذوف.
* * *
باب: الاِسْتِهَامِ في الأَذَانِ
(باب: الاستهام في الأذان): والاستهام: الاقتراع بالسهام.
422 -
(615) - حَدَّثَنا عبد الله بنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا في النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجدُوا إلا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَليهِ، لاسْتَهَمُوا، ولَو يَعْلَمُونَ مَا في التَّهْجيرِ، لاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا في العَتْمَةِ والصُّبحِ، لأَتَوْهُمَا ولَو حَبْوًا".
(لو يعلم النَّاس): عدل عن الأصل، وهو كون شرطها فعلًا ماضيًا، إلى (1) كونه مضارعًا؛ قصدًا لاستحضار صورة المتعلق (2) بهذا الأمر العجيب الذي يفضي (3) الحرصُ على تحصيله إلى الاستهام عليه.
(لاستهموا عليه (4)): أي: اقترعوا، وقيل: لتنافسوا في الابتداء به حتَّى تؤدي إلى الاقتراع.
وأورد ابن المنير سؤالًا، فقال: الاستهامُ على الإمامة متوجه؛ لأن الإِمام لا يكون إلَّا واحدًا، وأما الأذان، فقد كان يمكن أن يؤذنوا كلهم، فما وجه تنافسهم وازدحامهم؟
وأجاب: بأنهم إما أن يستهموا على التولية؛ بحيث يكون المؤذن مُوَلًّى من قبل الإِمام، وللولاية (5) مزية؛ لأن صاحبها يلتزم (6) الوظيفة، فهو من جنس مزية أهل الديوان على المطوعة (7)؛ لأن المدونين (8) يلتزمون ويروعون، وإما أن يكون استهامهم (9) على أن يكون أحدهم صاحبَ الوقت
(1) في "ج": "أي".
(2)
في "ن" و "ع": "العلم المتعلق".
(3)
في "ن": "يقضي"، وفي "ع":"يقتضي".
(4)
"عليه" ليست في نص البُخَارِيّ- نسخة اليونينية.
(5)
في "ج": "والولاية".
(6)
في "ع" و"ج": "يلزم".
(7)
في "ع": "المتطوعين".
(8)
في "ع": "المؤذنين".
(9)
في "ع": "يكون المؤذن الاستفهام".
يقلَّد ويرجَع إليه، وإما أن يكون على الانفراد؛ أي: في أن يكون المؤذن واحدًا، والناس يستمعون، أو عددًا محصورًا.
وأما الصف الأول، فالظاهر أنَّه باعتبار الموقف، لا باعتبار السبق؛ لأن الذي يمكن أن يستهم فيه الموقف، وأما السبق، فلا زحمة فيه، ولهذا خص الأذان والصف الأول بالاستهام، وقيل في غيره:"لاستبقوا"، ولم يقل (1): لاستهموا. انتهى.
والضمير المجرور في قوله: لاستهموا عليه: قال ابن عبد البر: عائد (2) على الصف الأول، وهو أقرب مذكور.
قال: وهذا وجه الكلام (3).
والظاهر خلافُ ما قال، وأن يكون الضمير عائدًا على مجموع النداء والصف الأول باعتبار (4) كونهما شيئًا (5) مذكورًا؛ أي: لاستهموا على المذكور، وهو الأذان والصف الأول، ومثلُ هذا ليس بعزيز في كلام العرب، وقد فعلوا ذلك في اسم الإشارة، قال الله تعالى:{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 68]؛ أي: يفعل المذكورَ من كذا وكذا وكذا (6)، وعلى
(1) في "ع": "وإن لم يقل".
(2)
"عائد" ليست في "ع".
(3)
انظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (1/ 378).
(4)
في "ج": "وباعتبار".
(5)
في "ج": "سببًا".
(6)
في "ع": "من كذا وكذا".