الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فوَهَل النَّاس): -بفتح الواو والهاء-؛ أي: ذهبَ وهمهم (1) إلى ما أريد بذلك، وسياقُ الحديث يرفع الإشكال.
* * *
باب: السَّمرِ مع الضَّيفِ والأهلِ
414 -
(602) - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرٍ: أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ، فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ، وَإِنْ أَرْبَعٌ، فَخَامِسٌ أَوْ سَادِسٌ". وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلَاثَةٍ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَشَرَةٍ، قَالَ: فَهْوَ أَنَا وَأَبي وَأُمِّي، فَلَا أَدْرِي قَالَ: وَامْرَأَتِي وَخَادِمٌ، بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لَبِثَ حَيْثُ صُلِّيَتِ الْعِشَاءُ، ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى تَعَشَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ بَعْدَ مَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ الله، قَالَتْ لَهُ امْرَأتهُ: وَمَا حَبَسَكَ عَنْ أَضْيَافِكَ، أَوْ قَالَتْ ضَيْفِكَ؟ قَالَ: أَوَمَا عَشَّيْتِيهِمْ؟ قَالَتْ: أَبَوْا حَتَّى تَجيءَ، قَدْ عُرِضُوا فَأَبَوْا، قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنَا فَاخْتَبَأْتُ، فَقَالَ: يَا غُنْثَرُ! فَجَدَّع وَسَبَّ، وَقَالَ: كُلُوا لا هَنِيئًا، فَقَالَ: وَاللهِ! لا أَطْعَمُهُ أَبَدًا، وَايْمُ اللهِ! مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إلا رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكثَرُ مِنْهَا، قَالَ: يَعْنِي: حَتَّى شَبِعُوا، وَصَارَتْ أَكثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ، فَإِذَا هِيَ كَمَا هِيَ، أَوْ أكثَرَ مِنْهَا، فَقَالَ لأمْرَأَتِهِ: يَا أُخْتَ بَنِيْ فِرَاسٍ! مَا هَذَا؟ قَالَتْ: لا وَقُرَّةِ عَيْني، لَهِيَ إلَّا أَنْ أكثَرَ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلَاثِ مَرَّاتٍ،
(1) في "م" و"ج": "وهمتهم".
فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ -يعْنِي: يَمِينَهُ-، ثُمَّ أكلَ مِنْهَا لُقْمَةً، ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ، وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ، فَمَضَى الأَجَلُ، فَفَرَّقَنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، مَعَ كلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ، الله أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كلِّ رَجُلٍ، فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ. أَوْ كَمَا قَالَ.
(وإن أربعٍ، فخامس أو سادس): قيده بعضهم بجر الجميع (1)، والتقدير: وإن كان عنده طعام أربع، فليذهب بخامس، أو سادس، فحذف الجار، وأبقى عمله؛ كقراءة بعضهم:{وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [الأنفال: 67]؛ أي: يريد (2) ثوابَ الآخرةِ، وكما روى يونس عن العرب: مررت برجلٍ صالحٍ، وإن لا صالحٍ فطالحٍ، على تقدير: وإن لا أمر بصالحٍ، فقد مررتُ بطالحٍ.
(فلبث حتَّى تعشى صلى الله عليه وسلم): تعشى -بمثناة من فوق وعين مهملة وستين معجمة (3) -، كذا في البُخَارِيّ (4)، ووقع في "صحيح مسلم": حتَّى نعس (5)(6): -بنون وعين وسين مهملتين-، قال القاضي: وهو الصواب (7).
(1) في "م": "الجمع".
(2)
"يريد" ليست في "ن" و"ع".
(3)
"وستين معجمة" ليست في "ن".
(4)
في "ن" و "ع": "للبخاري".
(5)
في "ن": "نعس النَّبِيّ".
(6)
رواه مسلم (2057).
(7)
انظر: "مشارق الأنوار"(2/ 19).
(أوما عَشَّيْتيهم (1)): قال المهلب: فيه أن الولد والأهل يلزمهم من التحفي بأمور الضيف مثلُ ما يلزمُ صاحبَ المنزل.
قال ابن المنير: وفيه حجة لتصحيح ذبحِ الولدِ المدلِّ عن أَبيه الضحيةَ قبل حضوره؛ لأنه مأذونٌ بالعادة فيه.
وفيه إيماء لتنفيذ نكاح الأخ أختَه البكرَ إذا أمضاه الأبُ؛ بخلاف الأجنبي.
قلت: الظاهرُ أنْ لا حجةَ ولا إيماءَ في ذلك.
(قد عُرِّضوا): قيل: بضم العين وتشديد الراء المكسورة؛ أي: أُطعموا من العُراضة: -بضم العين-، وهي الميرة، حكاه (2) الزركشي عن الجوهري (3).
وقال في "المشارق": عُرِضوا -بتخفيف الراء، على ما لم يسم فاعله-؛ أي: أُطعموا، والعَراضة: -بفتح العين-: الهدية (4).
(يَا غُنْثَرُ!): بغين معجمة مضمومة فنون ساكنة فثاء مثلثة.
قال القاضي: -بالفتح والضم- عن أبي الحسين وغيره.
وذكر الخطابي فيه عن النسفي: أنَّه -بعين مهملة وتاء مثناة من فوق-، وفسره بالذباب الأخضر أو الأزرق (5)، والصحيح الأول، ومعناه:
(1) في "ن" و "ع": "عشيتهم".
(2)
"حكاه" ليست في "ع".
(3)
انظر: "التنقيح"(1/ 190). وانظر: "الصحاح" للجوهري (3/ 1087)، (مادة: عرض).
(4)
انظر: "مشارق الأنوار"(2/ 75)، ووقع عنده:"والعُراضة: بضم العين".
(5)
في "م": "الأخضر الأزرق".
يَا لئيمُ يَا دنيءُ! تحقيرًا له، تشبيهًا بالذباب، والغنثر: ذباب، كذا في "المشارق"(1).
(فجَدَّعَ): -بجيم مفتوحة ودال مشددة-؛ أي: دعاء بقطع الأنف أو الأذن أو الشفة (2)، وقيل: هو السبُّ.
(وأيم الله!): -بقطع همزة "أيم"، ووصلها- وقد مر ضبطه.
(رَبَا): براء وموحدة.
(أكثر): بالمثلثة والموحدة.
(فقالت: لا وقرة عيني!): "لا": إما زائدة، أو نافية؛ أي: لا شيء غير (3) ما أقوله وحَقِّ قرةِ عيني، لهي (4) الآنَ أكثرُ منها قبلَ ذلك ثلاث مرات.
قيل: وأرادت بـ: قرة عينها: النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
ففيه: الحلف بالمخلوق، ويحتمل: وخالقِ قرةِ عيني!
(ففرقنا اثني عشر رجلًا): هكذا بالياء في بعض النسخ، ووجهها واضح، وهو النصب على الحال من مفعول فرقنا، وفي بعضها بالألف على لغة بني الحارثِ (5) بنِ كعب، قاله ابن مالك (6)(7).
(1) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (2/ 93).
(2)
في "ج": "والأذن والشفة".
(3)
في "م": "وغير".
(4)
في "ج": "لهن".
(5)
في "م": "بلحارث"، وفي "ن":"لمحارب"، وفي "ج":"بالحارث"، والتصويب من "شواهد التوضيح".
(6)
في "ع": "على لغة كعب بن مالك".
(7)
انظر: في "شواهد التوضيح" له (ص: 97).