الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا جرى البُخَارِيّ، ولا شك أنَّه أَولى من الأول؛ لأنه إن (1) رجع (2) إلى الصف الأول، بقي ذكرُ النداء ضائعًا، فإن قدر: لو يعلم النَّاس ما في النداء، لاستهموا عليه، وما في الصف الأول، لاستهموا، لكنه (3) حذف من الأول لدلالة الثاني، جاء ما قاله البُخَارِيّ، مع أن الحذف مستغنًى عنه كما (4) قدرناه.
* * *
باب: الكلامِ في الأذانِ
423 -
(616) - حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيوبَ، وعَبْدِ الحَميدِ صَاحِبِ الزِيادِيِّ، وعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عبد الله بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ في يَوْمٍ رَدْغٍ، فَلَمَّا بَلَغَ الْمُؤَذِّنُ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُنَادِيَ: الصَّلَاةَ في الرِّحَالِ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: فَعَلَ هَذَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، وَإِنَّهَا عَزْمَةٌ.
(في يوم ذي (5) رَدغْ): -براء مفتوحة فدال مهملة (6) ساكنة، أو مفتوحة فغين معجمة-: الغيم البارد، وقيل: المطر، ويروى:"رزغ" بزاي في موضع الدال.
(1)"إن" ليست في "ع".
(2)
في "ع": "راجع".
(3)
في "ن": "عليه لكنه".
(4)
في "ن" و"ع": "بما".
(5)
"ذي" ليست في نص البُخَارِيّ - نسخة اليونينية.
(6)
"مهملة "ليست في "ن".
(الصلاةَ في الرحال): بنصب الصلاة على الإغراء، وبرفعها على الابتداء، والمراد: أن الصلاة توقع في مواضع الرحال.
(وإنها عَزْمة): بفتح العين المهملة وإسكان الزاي، والضمير للجمعة.
قال ابن الملقن: وقد جاء في بعض طرقه مفسرًا: أن الجمعة عزمة (1)(2).
قال الزركشي: ولم يسبق لها في الحديث ذكر (3).
قلت: لكن سبقَ ما يرشد إليها، وهو قوله: خطبنا، وليس من شرط (4) مَعاد الضمير أن يكون مذكورًا بالمطابقة.
قال ابن المنير: وظاهرُ الحديث -فيما أفهم-: أنَّه صلى بهم الجمعة، ولم يرخص فيها، وإنما قال: الصلاة في الرحال؛ إشارة إلى العصر، كأنه حمل عنهم (5) الجماعة (6)، وإلا، فلا وجه لكونه جمعهم بالأذان للجمعة وخطبهم، ثم يبيح لهم التخلف عن الجمعة، وهم قد (7) حضرواه
وأما قوله: وإنها (8) عزمة، فيحتمل أن يريد الجمعة؛ أي: هي
(1) في ع": "عزيمة".
(2)
انظر: "التوضيح"(6/ 350).
(3)
انظر: "التنقيح"(1/ 194).
(4)
في "ج": "شروط".
(5)
في "ج": "عندهم".
(6)
في "ن" و"ع": "الجماعة فيها".
(7)
في "ن": "وهم فقد"، وفي "م":"وقد".
(8)
"وإنها" ليست في "ج"، وفي "م":"فإنها".