الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالجد، فتركها إلى أن فات وقتها؛ لوجود المعارض.
ومنهم: من جمعَ بين دليلَي (1) وجوب الصلاة، ووجوب الإسراع، فصلى راكباً.
ولو نزل (2) للاشتغال بالصلاة، لكان ذلك مضادَّة لما أمر به عليه السلام من الإسراع، وهذا لا يُظَنُّ بأحد من الصحابة على (3) ثُقوب أفهامهم، و (4) حسن اقتدائهم.
* * *
باب: التبكيرِ والغَلَسِ بالصبح، والصلاةِ عند الإغارةِ والحربِ
597 -
(947) - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الصُّبْحَ بِغَلَسٍ، ثُمَّ رَكِبَ فَقَالَ:"اللَّهُ أكبَرُ! خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ". فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ وَبَقُولُونَ: مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ. قَالَ: وَالْخَمِيسُ: الْجَيْشُ، فَظَهَرَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ، وَسَبَى الذَّرَارِيَّ، فَصَارَتْ صَفِيَّهُ لِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، وَصَارَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا، وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَهَا. فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ لِثَابِتٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! أَنْتَ سَأَلْتَ أَنَسًا مَا أَمْهَرَهَا؟ قَالَ: أَمْهَرَهَا نَفْسَهَا، فَتبَسَّمَ.
(1) في "ج": "دليل".
(2)
في "ن": ترك.
(3)
في "ج": "بل".
(4)
الواو سقطت من "ج".
(البُناني): بموحدة مضمومة وبنونين (1) بينهما ألف وآخره ياء النسب.
(الله أكبر! خربتْ خَيبر): قال المهلب: فقال عليه السلام لخيبرَ: الخرابُ (2)؛ من اسمها على أهلها، فكان كذلك، فهذا (3) من الفأل الحسن (4)، لا من الطِّيرة التي كان يكرهها؛ إذ ليس هناك (5) طِيرة بالخراب؛ لأن الخراب لخيبر سعادةٌ للنبي (6) صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وقال ابن المنير: إنما بَتَّ عليه السلام القولَ بخراب خيبر ثقةً بوعد الله؛ حيث يقول: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 171 - 173] إلى قوله: {فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ} [الصافات: 177]، فلما نزل جُندُ الله بخيبر مع الصباح؛ لزم الإيمانُ بالنصر وفاءً بالوعد، وإنما الفأل عند الاحتمال، وتتمةُ الحديث تبين ما قلناه، وهي قوله:"إنا إذا نَزَلْنا بساحة قوم فساءَ صباحُ المنذَرين" وكان ذلك تنبيهاً على مصداق الوعد بمجموع الأوصاف، وما يُتخيل من لزوم أن يوقن (7) بالظفر كلُّ إمامٍ أو (8) أميرٍ نزلَ بساحة العدو صباحاً بعدَ
(1) في "ن": "ونونين"، وفي "ج":"وبنون".
(2)
في "ع": "بالخراب".
(3)
في "ج": "وهذا".
(4)
"الحسن" ليست في "ع".
(5)
في "ع": "هنا".
(6)
في "ن": "النبي".
(7)
في "ج": "يوقف".
(8)
في "ج": "و".
الإنذار، مندفعٌ (1) بأنه لا يقطع أحدٌ بأنه من جند الله إلا المعصوم.
(محمد والخميسُ): برفع الخميس ونصبه، وقد مر.
(لدحية): بفتح الدال وكسرها، وقد مر.
(ما أمهرها؟): ويروى: "مهرها"، وهما لغتان.
(1) في "ن": "يندفع"، وفي "ع":"ويندفع".