الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأَوَّلُونَ الْعَصْبَةَ -مَوْضعٌ بِقُبَاءٍ - قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَكَانَ أكثَرَهُمْ قُرْآنًا.
(العَصْبة): بفتح العين المهملة وإسكان الصاد المهملة بعدها جاء (1) موحدة، فسره في الحديث بأنه موضع بقباء.
* * *
باب: إِمَامَةِ الْمَفْتُونِ وَالْمُبْتَدع
464 -
(695) - قَالَ أَبُو عبد الله: وَقَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عبيد الله ابْنِ عَدِيِّ بْنِ خِيَارٍ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه، وَهْوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ: إِنَّكَ إِمَامُ عَامَّةٍ، وَنَزَلَ بِكَ مَا تَرَى، وَيُصَلِّي لَنَا إِمَامُ فِتْنَةٍ، وَنَتَحَرَّجُ؟ فَقَالَ: الصَّلَاةُ أَحْسَنُ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ، فَإِذَا أَحْسَنَ النَّاسُ، فَأحْسِنْ مَعَهُمْ، وَإِذَا أَسَاؤُوا، فَاجْتَنِبْ إِسَاءَتَهُمْ.
وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا نَرَى أَنْ يُصَلَّى خَلْفَ الْمُخَنَّثِ، إِلَّا مِنْ ضَرُورةٍ لَا بُدَّ مِنْهَا.
(باب: إمامة المفتون والمبتدع).
(ابن الخِيار): بخاء معجمة مكسورة ومثناة من تحت.
(ويصلي (2) لنا إمامُ فتنةٍ): هو عبدُ الرحمنِ بنُ عُدَيْسٍ البكريُّ، نقله
(1)"باء" ليست في "ن".
(2)
في "ن" و "ع": "أيصلي".
ابنُ عبدِ البَرِّ في "التمهيد" عن ابن وضاح وغيره (1).
وفي "مرآة الزمان" لابن الجوزي: اختُلف فيه، فقيل: هو الغافقيُّ بنُ حربٍ العَكِّيُّ (2)، وقيل: عبدُ الرحمن بنُ عُدَيْسٍ البكريُّ، وقيل: كنانةُ بنُ بِشْرٍ.
(الصلاةُ أحسنُ (3) ما يعمل النَّاس): جواب شديد خلص به من الفتيا والفتنة معًا، وذلك أن الصلاة التي هي (4) أحسنُ ما يعمل النَّاس هي الصلاةُ الصحيحة، وصلاةُ صاحبِ الفتنة وتقدُّمه (5) على الأئمة فاسدةٌ عند القائل بأن المبتدعَ كافر، أو فاسقٌ فسقًا يرجع إلى شروط الصلاة، وهو وجهُ القولِ بأنه يعيدُ المؤتَمُّ به أبدًا، وهي (6) رواية عن مالك ليست بالشاذة، فيحتمل أن يكون عثمانُ رضي الله عنه رأى أن الصلاة خلفَ المبتدع المفتتن لا تصحُّ، ولكن حادَ عن الجواب، وتوقَّى الخوضَ في الفتنة، فعَرَّضَ بما عَرَّض.
(لا نرى أن يصلَّى خلفَ المخنّث): قال الزركشي: بكسر النون.
وقال الجوهري: الانخناث: التثنِّي والتكسُّر، وخنثتُ الشيءَ فتخنَّثَ؛
(1) انظر: "التمهيد"(10/ 294).
(2)
في "ع": "العتكي".
(3)
في "ن" و "ع": "أحسن الصلاة".
(4)
في "ج": "الصلاة هي الذي".
(5)
في "ج" و "ع": "دمه".
(6)
في "ن" و "ج": "به وهي".
أي: عطفتُه فتعطَّفَ، ومنه سمي المخنث (1). ومقتضاه (2) أنه بفتح النون.
قال القاضي: وسمي بذلك؛ لانعطافه، وتخلُّقه بأخلاق النساء (3). وحُمل المرادُ به هنا (4) على الذي ذاك (5) من خُلقه، قال (6): فأما مَنْ قصد ذلك، فهو ملعون فاسق.
قال ابن المنير (7): وأدخلَ البخاريُّ مع ذكر المفتونِ والمبتدعِ المخنثَ؛ إزراءً بأهل البِدَع، وتسويةً بينهم وبين هذا الصنف الرَّذِل (8)، والله أعلم.
* * *
465 -
(696) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنسَ بْنَ مَالِكٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَبِي ذَرٍّ: "اسْمَعْ وَأَطِعْ وَلَوْ لِحَبَشِيٍّ، كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبةٌ".
(اسمع وأطع ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة): قال ابن المنير: و (9) وجهُ
(1) انظر: "الصحاح"(1/ 280)، (مادة: خنث).
(2)
في "ج": "مقتضاه".
(3)
انظر: "مشارق الأنوار"(1/ 241).
(4)
"هنا" ليست في "ع".
(5)
في "ج": "ذلك".
(6)
"قال "ليست في "ج".
(7)
في "ن": "قال الزركشي: قال ابن المنير".
(8)
في "ن" و "ع": "الرذيل".
(9)
الواو سقطت من "ج".